ما هو الهوس الاكتئابي؟ وكيفية التعامل معه
عندما تصاب بالاكتئاب، ربما ينتابك شعور بالحزن أو اليأس وفقدان الشغف والاهتمام بما اعتدت أن تستمتع به مسبقًا، لكن عندما تحصل لديك تقلبات مزاجية وتصبح سريع الانفعال أو يتحول هذا الاكتئاب إلى سعادة مفرطة فجأة مع تكرار هذه التقلبات فقد تكون مصابًا باضطراب الهوس الاكتئابي.
ما هو الهوس الاكتئابي؟
اضطراب الهوس الاكتئابي، المعروف حاليًا باسم الاضطراب ثنائي القطب، هو مرض عقلي يسبب تغيرات شديدة في المزاج والطاقة ومستويات النشاط، وتؤثر هذه التغييرات على قدرة الشخص على تنفيذ المهام اليومية، وغالبًا ما يتطور اضطراب الهوس الاكتئابي لدى المراهقين الأكبر سنًا أو الشباب، ويبلغ متوسط عمر البداية 25 عامًا، وهناك ثلاثة أنواع رئيسية من اضطراب الهوس الاكتئابي، في حين أن هذه الأنواع قد تتشابه في بعض الأعراض لكنها تختلف في شدتها وعلاجها.
الأعراض الرئيسية للاضطراب ثنائي القطب هي مراحل عاطفية تسمى نوبات المزاج، وبحسب a study (McIntyre, et al. 2020) يمكن لهذه النوبات المتكررة أن تحول الشخص من السعادة الشديدة أو الفرح (الهوس) أو التهيج إلى الحزن العميق أو اليأس (الاكتئاب)، وفي بعض الأحيان يعاني الأشخاص المصابون باضطراب الهوس الاكتئابي من الشعور بالسعادة والحزن في نفس الوقت (مشاعر مختلطة).
أنواع اضطراب الهوس الاكتئابي
بحسب ما ورد على موقع معاهد الصحة الوطنية الأميركية NIH (كتاب Jain) يوجد ثلاثة أنواع لاضطراب الهوس الاكتئابي، وتتضمن الأنواع الثلاثة تغييرات واضحة في المزاج والطاقة ومستويات النشاط، وتتراوح هذه الحالات المزاجية من فترات السلوك الصاعد أو المبتهج أو سريع الانفعال أو النشط (المعروف باسم نوبات الهوس) إلى فترات الهبوط أو الحزن أو عدم المبالاة أو اليأس (المعروفة باسم نوبات الاكتئاب)، وتعرف فترات الهوس الأقل حدة بنوبات الهوس الخفيف.
- اضطراب الهوس الاكتئابي من النوع الأول: يُعرف من خلال نوبات الهوس التي تستمر لمدة 7 أيام على الأقل (كل يوم تقريبًا لمعظم اليوم) أو من خلال أعراض الهوس الشديدة لدرجة أن الشخص يحتاج إلى رعاية طبية فورية، وعادةً ما تحدث نوبات اكتئاب أيضًا وتستمر على الأقل لمدة أسبوعين، ومن الممكن أيضًا حدوث نوبات من الاكتئاب ذات سمات مختلطة (وجود أعراض اكتئابية وأعراض هوس في نفس الوقت)، وقد تعاني من أربع حلقات أو أكثر من الهوس أو الاكتئاب في غضون سنة يسمى “ركوب الدراجات السريعة”.
- اضطراب الهوس الاكتئابي من النوع الثاني: يُعرف بنمط من نوبات الاكتئاب ونوبات الهوس الخفيف، وتكون نوبات الهوس الخفيف أقل حدة من نوبات الهوس في اضطراب الهوس الاكتئابي من النوع الأول.
- اضطراب دوروية المزاج (ويسمى أيضًا دوروية المزاج): يُعرف من خلال أعراض الهوس الخفيف والاكتئاب المتكررة، وهي ليست شديدة بما فيه الكفاية أو لا تستمر لفترة كافية لوصف نوبات الهوس الخفيف أو الاكتئاب.
- في بعض الأحيان قد يعاني الشخص من أعراض اضطراب الهوس الاكتئابي التي لا تتطابق مع الفئات الثلاث المذكورة أعلاه، وقد يكون مصاحب لأمراض أخرى مثل: التصلب المتعدد وداء كوشينغ وداء بهجت، ويشار إلى هذا باسم اضطرابات الهوس الاكتئابي الأخرى المحددة وغير المحددة والاضطرابات ذات الصلة، وقد بينت a study (Hossain, et al. 2019) أن المرضى المصابين بداء بهجت أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه كان لديهم احتمال أكبر بسبع أضعاف للإصابة باضطراب الهوس الاكتئابي المصاحب.
علاج اضطراب الهوس الاكتئابي وكيفية التعامل معه
اضطراب الهوس الاكتئابي، هو حالة تستمر مدى الحياة ولا تختفي من تلقاء نفسها، وفي حين أنه يمكن أن يشعر بالإرهاق والعزلة في البداية فإن التشخيص المبكر والدقيق هو الخطوة الأولى نحو التحسن. يساعد العلاج المناسب إلى جانب الدعم والرعاية الذاتية الأشخاص المصابين باضطراب الهوس الاكتئابي على عيش حياة صحية ومرضية.
وقد أكدت a study (Bobo. 2017) على أن اضطراب الهوس الاكتئابي هو خليط من نوبات الهوس والهوس الخفيف والاكتئاب، فإذا كنت تعتقد أنك قد تكون مصابًا باضطراب الهوس الاكتئابي، فأخبر مقدم الرعاية الصحية الخاص بك؛ إذ يمكن أن يستبعد الفحص الطبي الأمراض الأخرى التي قد تسبب تغيرات مزاجك.
يمكن علاج اضطراب الهوس الاكتئابي بمزيج من الأدوية والعلاجات:
- الأدوية: يمكن أن تساعد مثبتات المزاج ومضادات الذهان ومضادات الاكتئاب في التحكم بتقلبات المزاج والأعراض الأخرى، ومن المهم فهم فوائد الأدوية ومخاطرها، وقد يحتاج الناس إلى تجربة أدوية مختلفة قبل تحديد أيها أفضل بالنسبة لهم، والأهم أن المريض يجب ألا يتوقف أبدًا عن تناول الدواء دون توجيه الطبيب.
- العلاج بالكلام (العلاج النفسي): يساعد هذا العلاج على قبول الإصابة بالمرض والتعرف على العلامات التحذيرية لنوبة الهوس أو الاكتئاب وتطوير مهارات التأقلم للتعامل مع الإجهاد والالتزام بجدول الدواء، ويحسن العلاج أيضًا التواصل والعلاقات بين العائلات.
- علاج مستمر طويل الأمد: في حين أنه قد تكون هناك أوقات بين النوبات يشعر فيها الشخص أنه بخير، فإن خطة العلاج المستمرة طويلة الأجل يمكن أن تقلل من شدة وتواتر تقلبات المزاج.
يمكن أن تساعد عادات نمط الحياة الصحية هذه إلى جانب العلاج المهني في التعامل مع أعراض اضطراب الهوس الاكتئابي:
- حافظ على جدول نوم ثابت: اذهب إلى النوم واستيقظ في نفس الوقت كل يوم، لأن الحرمان من النوم يمكن أن يعرض الناس لخطر نوبات الهوس أو الاكتئاب، وقد يكون النوم أكثر من المعتاد علامة على نوبة اكتئاب، ويجب أيضًا التقليل من تناول الكافيين الذي يمكن أن يسبب الأرق ويقلل النوم.
- تناول الطعام بشكل جيد وممارسة التمارين الرياضية بانتظام: النظام الغذائي الصحي سيعطي جسمك التغذية السليمة، وقد تساعد التمارين الرياضية في تحسين مزاجك.
- تناول الدواء دائمًا كما هو موصوف: يجب عليك القيام بذلك حتى عندما يكون مزاجك مستقرًا.
- استشر طبيبك: وذلك قبل تناول المكملات الغذائية التي لا تحتاج وصفة طبية أو أي أدوية يصفها طبيب آخر.
- احتفظ بتفاصيل يومك وسجل تقلبات مزاجك: من خلال تتبع ما تشعر به يومًا بعد يوم، يمكنك ملاحظة المحفزات ومراقبة كيفية عمل علاجك وتحديد التغييرات في أنماط الأكل أو النوم، ويمكن أن تكون هذه المعلومات المكتوبة مفيدة بشكل خاص لطبيبك في حال كانت أدويتك بحاجة إلى تعديل.
- استمر في مراجعة طبيب الرعاية الأولية الخاص بك: هذا جزء مهم من الإدارة طويلة المدى لاضطراب الهوس الاكتئابي، حتى لو كنت ترى أيضًا طبيبًا نفسيًا.
- تجنب استخدام الكحول والمخدرات الأخرى.
- قلل من التوتر: حاول أن تبسط حياتك عندما يكون ذلك ممكنًا، كأن تجرب الأنشطة التي تساعد على الاسترخاء مثل التأمل أو اليوغا.
- حافظ على شبكة دعم من العائلة والأصدقاء للمساعدة في أثناء الأزمات: إن تثقيف أحبائك حول اضطراب الهوس الاكتئابي حتى يتمكنوا من دعمك بشكل أفضل هو أمر مهم جدًا، وتستطيع أيضًا أن تطلب منهم مساعدتك في التعرف على العلامات التحذيرية لنوبات الهوس أو الاكتئاب.
إذا كنت أنت أو أحد أفراد أسرتك بحاجة إلى مساعدة في اضطراب الهوس الاكتئابي أو العلامات والأعراض المرتبطة به، فيمكنك تحميل تطبيق Labayh للحصول على استشارة من أطبائنا والبدء بالعلاج الصحيح.
المراجع:
1- Roger S McIntyre, Michael Berk, et al. “Bipolar disorders”, Lancet. 2020 Dec 5;396(10265):1841-1856. doi: 10.1016/S0140-6736(20)31544-0.
2- Ankit Jain, Paroma Mitra, et al.“Bipolar Disorder”. PMID: 32644424 ookshelf ID: NBK558998.
3- Sadaf Hossain, Pranita Mainali, et al. “Medical and Psychiatric Comorbidities in Bipolar Disorder: Insights from National Inpatient Population-based Study”. Cureus. 2019 Sep 12;11(9):e5636. doi: 10.7759/cureus.5636.
4- William V Bobo.“The Diagnosis and Management of Bipolar I and II Disorders: Clinical Practice Update”. Mayo Clin Proc. 2017 Oct;92(10):1532-1551. doi: 10.1016/j.mayocp.2017.06.022. Epub 2017 Sep 6.
5- How to Help and Support Someone with Bipolar Disorder, www.healthlin.com, Retrieved on 21 June 2023.
6- What is Bipolar Disorder? | SAMHSA, www.samhsa.gov, Retrieved on 21 June 2023.
7- Bipolar Help: Living with Bipolar Disorder, www.helpguide.org, Retrieved on 21 June 2023.