أمراض القلب والعادات السلبية
إن العديد من الأفراد يتبعون عادات سيئة خلال اليوم، وبدورها تؤثر على صحة الإنسان وتصيبه بالعديد من الأمراض. ولعل القلب هو أكثر عضو يتأثر في جسم الإنسان، والإصابة بأمراض القلب أصبحت منتشرة بشكل كبير هذه الأيام، وهناك دراسات تظهر أن أبسط الأنشطة تؤثر على قلب الإنسان، ومنها الوقوف لفترات طويلة وعادات سلبية أخرى سنتعرف عليها من خلال المقال للوقاية من أمراض القلب.
ما هي العادات السلبية التي تؤدي إلى أمراض القلب؟
هناك العديد من العادات اليومية الخاطئة التي نمارسها والتي تؤثر سلباً على صحة القلب، وتزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب. وتعد بعض هذه العادات التي يجب تجنبها ما يلي:
1- تناول الغذاء غير الصحي
الأطعمة الدسمة والدهون المشبعة: إن تناول كميات كبيرة من الأطعمة التي تحتوي على الزيوت المهدرجة والدهون الضارة للجسم والتي تنتشر في الوجبات السريعة والأطعمة المقلية والأطعمة في الشوارع، كل ذلك يضر بمصلحة الجسم ويزيد من نسب الكوليسترول في الدم، والذي بدوره يؤثر على القلب ويزيد من أمراض القلب المختلفة.
الأطعمة الغنية بالملح: الإفراط في تناول الملح عن الحد المسموح به لكل فرد يزيد من ضغط الدم، وهو ما يؤثر بشكل رئيسي على القلب و يخل بالتوازن داخل جسم الإنسان.
السكريات: الإفراط في تناول الأطعمة ذات مستويات السكر العالي مثل الحلويات والمشروبات الغازية يؤدي إلى زيادة الوزن، وتراكم الدهون داخل الجسم، والإصابة بمرض السكري الذي مع تطوره يصل إلى أمراض القلب.
2- نمط الحياة الخاطئ
الخمول وعدم ممارسة الرياضة: الأعمال المكتبية والأعمال التي تتطلب مجهوداً بدنياً قليلاً، وعدم ممارسة الرياضة، يؤدي إلى خمول في الدورة الدموية وقد يصل إلى تصلب الشرايين في القلب.
الوقوف لفترات طويلة: وجدت الأبحاث أن من يعملون في أماكن تتطلب الوقوف لفترات طويلة خلال اليوم هم الأكثر عرضة لأمراض القلب، حيث يتجمع الدم بشكل أكبر في الأطراف السفلية، وهو ما يؤثر على القلب.
السمنة وزيادة الوزن: تؤدي السمنة للعديد من الأمراض المزمنة التي تؤثر على القلب والأوعية، وتزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب المتطورة.
3- التدخين
يعد التدخين من أخطر العادات التي تؤثر على صحة القلب، حيث يؤدي إلى تصلب الأوعية الدموية وتضييق الشرايين، مما يزيد من ارتفاع ضغط الدم وضربات القلب، ويؤدي إلى أمراض القلب الأكثر خطورة.
4- الإجهاد المزمن
التوتر والقلق: إن زيادة معدلات القلق والتوتر يزيد من إفراز هرمونات مثل الكورتيزول، مما يؤدي إلى زيادة ضغط الدم وبالتالي إجهاد عضلة القلب. وفي حالات الاكتئاب، يزيد الأفراد من ممارساتهم للعادات الخاطئة، مما يزيد الوضع سوءاً.
5- قلة النوم
عدم الحصول على ساعات نوم كافية: يؤدي إلى عدم التوازن داخل الجسم وارتفاع هرمونات القلق والتوتر. وعدم الحصول على نوم جيد يؤدي إلى زيادة ضغط الدم، وهو ما يؤثر على عضلة القلب.
6- الإفراط في شرب الكحول
الإفراط في استهلاك الكحوليات يزيد من ضغط الدم، ويرفع من مستويات الدهون الثلاثية، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
7- إهمال علاج الأمراض المزمنة
ارتفاع ضغط الدم: عدم الالتزام بالعلاج لمرضى ضغط الدم يؤدي إلى إجهاد عضلة القلب.
مرض السكري: عدم التحكم في مستويات السكر يؤثر سلباً على الأوعية الدموية، ويرفع خطر الإصابة بأمراض القلب.
ارتفاع الدهون: الإهمال في علاج الدهون الزائدة يؤدي إلى تصلب شرايين القلب والتأثير على عضلة القلب.
كل تلك العادات الخاطئة نمارسها في يومنا دون الوعي لما لها من أخطار على الصحة العامة للجسم. فإن أمراض القلب متنوعة. ويمكن السيطرة عليها في بداية الأمر، ولكن مع إهمال العلاج وعدم اتباع نظام حياة سليم تتدمر عضلة القلب بمرور الوقت.
كيف يمكن الوقاية من أمراض القلب؟
للحفاظ على صحة القلب، من المهم اتباع عادات يومية سليمة تعزز من أدائه وتقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب المختلفة. وبالتالي تحسين جودة الحياة بشكل عام. إليك بعض
النصائح التي يمكن أن تحسن من صحة القلب:
تناول غذاء صحي
يجب التركيز على تناول الطعام المفيد الغني بالخضراوات والفواكه والزيوت المفيدة للجسم، فتلك الأطعمة الصحية تعزز من كفاءة القلب.
الحد من تناول الأطعمة ذات الدهون المشبعة والزيوت المهدرجة والوجبات السريعة، فهي تؤدي لزيادة ضغط الدم، فيجب الحد من تناولها.
الحرص على شرب الماء بانتظام
تناول كمية كافية من الماء يومياً، إذ يجب على الأقل تناول من ٦-٨ أكواب ماء يومياً، إذ يساعد الماء في تحسين الدورة الدموية، والتقليل من احتمالية تجلط الدم.
ممارسة التمارين الرياضية
اجعل التمارين جزءاً من روتينك اليومي، حتى وإن كانت تمارين بسيطة مثل المشي أو الجري. ويجب على الأقل ممارسة أي رياضة لمدة ٣٠ دقيقة يومياً، حيث تعزز التمارين صحة القلب وتخفض من ضغط الدم وتساعد في السيطرة على الوزن الزائد.
الحفاظ على وزن صحي
السمنة سبب كبير في أمراض القلب، فيجب دائماً الحد من السمنة عن طريق اتباع نظام غذائي وممارسة التمارين ومعرفة العوامل التي تزيد من الوزن والتحكم بها.
الابتعاد عن التدخين والكحول
- – يجب تجنب أي نوع من التدخين، فإنه يؤثر على صحة القلب وكذلك الجهاز التنفسي.
– الحد من استهلاك الكحول، حيث إن الكميات الكبيرة منه قد تؤثر سلباً على ضغط الدم وصحة القلب.
الحصول على قسط كافٍ من النوم
يجب الحصول على نظام نوم جيد من حيث مدة النوم، والتي يجب ألا تقل عن ٦ ساعات، كما أن جودة النوم أمر مهم لخفض مستويات هرمونات التوتر التي تؤثر على القلب والصحة العامة أيضاً.
التحكم في التوتر
هرمونات التوتر تؤثر على ضغط الدم والقلب، فيجب تعلم ممارسات التحكم في التوتر مثل تمارين اليوجا وتمارين التنفس، وتخصيص وقت للاسترخاء والاهتمام بالنفس حتى نحد من علامات التوتر والقلق.
الحد من استهلاك الملح والسكر
الملح والسكر هما السم الأبيض، والإكثار منهما يؤثر على وزن الجسم وضغط الدم ومستويات السكر في الدم. فيجب تقليل الاستخدام للحد المسموح به لكل منهما لمنع المخاطر الناتجة من أمراض القلب.
متابعة الحالة الصحية بانتظام
يجب دائماً إجراء التحاليل الطبية اللازمة ومتابعة الحالة العامة للجسم باستمرار، وخصوصاً عند وجود مرض مزمن يؤثر على القلب. وعند اكتشاف مشكلة مبكرة، فإن ذلك يساعد على اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تقدم وتدهور الحالة.
باتباع هذه العادات اليومية، يمكنك تعزيز صحة قلبك والحفاظ عليه قوياً ليعمل بشكل سليم، ومنع أمراض القلب التي تؤثر على جودة الحياة بشكل عام.
كيف يمكن المداومة على العادات السليمة؟
المداومة على العادات الصحية تحتاج إلى التزام مستمر وتحفيز داخلي. ومع الوقت والمداومة، ستصبح روتيناً يومياً، وذلك بدوره يحسن من الحالة النفسية والجسدية للفرد والوقاية من الأمراض المزمنة. إليك بعض النصائح التي تساعدك على الاستمرار في ممارسة العادات الصحية:
- – تحديد الأهداف بشكل واضح: يجب وضع هدف صغير وقابل للتحقيق، ومع المداومة يصبح الهدف أكبر وتظهر نتائج أفضل.
- – وضع خطة عملية: يجب تخصيص بعض الوقت يومياً للاهتمام بالصحة وممارسة الرياضة والابتعاد عن مسببات القلق والتوتر.
- – البدء تدريجياً: العادات الصغيرة تصبح مع الوقت كبيرة، ويظهر الأثر منها بعد فترة من المداومة عليها.
– إيجاد الحافز الداخلي والدافع للاستمرارية لتحسين جودة الحياة.
– تتبع التقدم والإنجازات: فعندما يكون الموضوع متعلقاً بصحة الإنسان، فإن الالتزام بالعادات السليمة يحسن من جودة الحياة ويزيد من الإنتاجية.
– التعامل مع الفشل بشكل إيجابي: فمن الطبيعي وجود العقبات في الاستمرارية في البداية، ولكن مع محاولة التغلب عليها، ستصبح العادات اليومية جزءاً من الروتين الأساسي.
– الاحتفال بالإنجازات الصغيرة: مثل الالتزام ببعض العادات الغذائية السليمة وممارسة الرياضة لمدة بسيطة يومياً، والاحتفال بالإنجازات الصغيرة يعطي دافعاً للمضي قدماً.
– التذكير الدائم بالفوائد الصحية والهدف من اتباع العادات السليمة.
باتباع هذه الخطوات، يمكن تحويل نمط الحياة السيئ إلى نمط أكثر استقراراً، مما يعزز صحة الفرد ويقيه من العديد من الأمراض التي تهدد الحياة، مثل أمراض القلب وغيرها من الأمراض.
لذلك يجب دائماً اتباع الطرق الصحيحة للمحافظة على الصحة الجسدية بشكل فعال، مما يوثر إيجابياً على الرفاهية النفسية للفرد. Download the app now ودعم صحتك.