ما هو اضطراب النهم العصبي؟
تتنوع الاضطرابات النفسية ويختلف تأثيرها على الصحة الجسدية والنفسية بشكل كبير، ومن بينها اضطرابات الأكل التي تؤثر على الشهية وطريقة تناول الطعام، وتصوراتنا عن وزن الجسم وشكله المثالي، من أهم هذه الاضطرابات وأكثرها شيوعًا: فقدان الشهية والنهم العصبي.
ما هو النهم العصبي؟
أحد اضطرابات الأكل النفسية، قد يحدث في أي عمر لكنه شائع بين عمر 13-17 عامًا، وبحسب a study (Castillo.2017) فإن الأشخاص الذين يعانون من النهم العصبي يمرون بمراحل يأكلون فيها الكثير من الطعام في وقت قصير، ثم يجبرون أنفسهم على التقيؤ أو أخد المسهلات، أو يمتنعون عن الأكل لفترة طويلة للتخلص من الطعام الذي تناولوه، ولهذا يجب إجراء التدخلات الطبية اللازمة، وطلب استشارة حول ضرورة تغيير سلوك المريض لتلبية الحاجات النفسية والجسدية والاجتماعية.
يؤثر النهم العصبي على صحتك بشكل سلبي، فجسمك لا يحصل على العناصر الغذائية الضرورية له بسبب التقيؤ المتكرر والاستخدام المفرط للمسهلات، وبحسب a study (Tozzi.2006) ينتشر الاستخدام الزائد للمسهلات بين مرضى النهم العصبي والاضطرابات النفسية الأخرى، كما يرتبط استخدامه أيضًا بالعديد من حالات الانتحار والغضب، إذ يختلف استخدامه بين الأفراد تبعًا للمرض الذي يعانون منه، سواء كان اضطرابات في تناول الطعام أم بهدف إيذاء أنفسهم.
بالإضافة إلى عدم حصولك على المغذيات اللازمة، فإن النهم العصبي يؤثر عليك من نواحٍ أخرى، فيسبب شعورًا دائمًا بالتعب، ويضر بصحة أسنانك؛ لأن التقيؤ المتكرر يجعل مفرزات المعدة وحموضتها على تماس مستمر مع الأسنان، كما يؤدي إلى عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها، ويسبب أيضًا جفافًا في الجلد، وتشنجات عضلية، وهشاشة عظام، كما قد يضر بصحة القلب والكلى والأمعاء.
ما أسباب النهم العصبي؟
لا يوجد سبب معين للإصابة بالنهم العصبي أو غيره من اضطرابات الطعام، لكن قد تكون أكثر عرضة للإصابة به في حال عانى أحد أفراد أسرتك سابقًا من الاكتئاب أو مشاكل الطعام، أو بسبب التركيز الزائد على ضرورة البقاء نحيلًا، كما قد يصاب به من يعانون من قلة الثقة بالنفس أو اضطراب القلق، أو إذا تعرضت سابقًا للانتقاد حيال طريقة أكلك أو شكل جسمك أو وزنك.
هذا ما أظهرته إحدى الدراسات (Koskina.2011) التي تهتم بالقلق الاجتماعي، الذي يشمل القلق حيال شكل الجسم أو الخوف من تقييم الآخرين السلبي لك ولشكلك، ووجدت تلك الدراسة علاقة بين القلق الاجتماعي واضطراب شكل الجسم والإصابة بالنهم العصبي.
ما أهم أعراض النهم العصبي؟
إن العلامة الرئيسية للإصابة بالنهم العصبي هي تناول كمية كبيرة من الطعام في وقت قصير وهذا ما يسمى الشراهة، ثم محاولة التخلص من الطعام الزائد بعملية تدعى التطهير، وذلك عبر التقيؤ القسري أو الإفراط بممارسة الرياضة أو تناول المسهلات، ويضاف لذلك أعراض أخرى مثل:
- الخوف من زيادة الوزن، والحذر الشديد حيال شكل الجسم والوزن.
- تقلبات المزاج بين التوتر والقلق.
- التفكير الدائم بالطعام والشعور بالذنب والخجل.
- فقدان السيطرة على النفس عند تناول الطعام.
- الشعور الدائم بالتعب.
بالإضافة إلى بعض العلامات التي ترشدك بدقة إلى أن أحدهم يعاني من اضطرابات الطعام مثل:
- تناول الكثير من الطعام بسرعة.
- استخدام المرحاض بكثرة بعد الأكل.
- الإفراط الواضح بممارسة التمارين الرياضية.
كيف نعالج النهم العصبي؟
يمكن التعافي من النهم العصبي والتخلص من تأثيراته المزعجة، لكن ذلك يتطلب الكثير من الوقت والصبر، وتختلف طرق العلاج بين البالغين والشباب تحت 18 عامًا.
العلاج عند البالغين: غالبًا ما يُعرض عليك برنامج مساعدة ذاتية كخطوة أولى لعلاج النهم العصبي، ويتطلب ذلك جهودك إلى جانب اختصاصي يقدم لك النصائح اللازمة ويرافقك في رحلة العلاج، وهذا يتضمن:
- التحكم بطريقة أكلك وكميته، فهذا يساعدك على تحسين عادات الأكل لديك.
- تنظيم مواعيد طعامك، فمن خلال ذلك تعلم الأوقات التي تتناول بها الطعام، مما يقلل شعور الجوع لديك.
- حدد الأسباب التي تدفعك للأكل بهذه الشراهة، فهذا يساعدك على التعامل مع المشكلة بشكل أفضل.
يمكنك الخضوع للعلاج السلوكي المعرفي، الذي أثبتت الدراسات (Fenn.2013) فعاليته في اختبار العلاقة بين الأفكار والمشاعر والتصرفات، كما أنه يُستخدم في علاج العديد من الأمراض النفسية والعقلية، فهو يهدف إلى مساعدة المرضى على تطوير سلوكهم وتصرفاتهم لتكون أكثر تكيفًا مع بيئتهم، وبحسب الدراسة السابقة إنه من أكثر طرق العلاج النفسي دعمًا وبحثًا، ويوصى به كعلاج للعديد من الأمراض العقلية والنفسية.
العلاج عند الشباب تحت 18 عامًا: يتطلب علاج هذه الفئة العمرية دعمًا كبيرًا من العائلة، فعليهم اللجوء إلى الطبيب وتحديد مدى تأثير النهم على نفسية ابنهم وصحته ومتابعة العلاج معه، كما قد يخضع لعلاج معرفي سلوكي كالذي يخضع له البالغين الأكبر سنًّا.
البرنامج العلاجي لاضطراب النهم العصبي
يقدم تطبيق لبيه برنامجًا علاجيًا للنهم العصبي، يهدف البرنامج إلى تثقيفك حول النهم العصبي وتحديد الأفكار غير المنطقية المرتبطة به وكيفية التعامل معها، والقدرة على حل المشاكل واكتساب مهارات إدارة الذات.
يشمل البرنامج ست جلسات تبدأ بالتعرف على المستفيد، وتثقيفه عن النهم العصبي ووضع أهداف العلاج، ثم تقديم شرح للخطة العلاجية وتحليل محفزات الشراهة والعمل على الحد منها، بالإضافة إلى تغيير معتقداتك حول الوزن وشكل الجسم، وإعادة تعريف مفهوم الصحة والجسم المثالي عندك، وإذا احتجت للمزيد من المعلومات حول هذا البرنامج يمكنك التواصل بشكل مباشر مع معالجك النفسي.
كيف تعتني بنفسك خلال فترة العلاج؟
من الضروري أن تعتني بنفسك أثناء العلاج من النهم العصبي، وذلك لتقليل الضرر الذي يسببه لك، تجنب تنظيف أسنانك بعد التقيؤ مباشرةً لحماية مينا السن من حموضة المعدة التي تتعرض لها نتيجة الإقياءات المتكررة، واحرص على زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري، وتجنب الأطعمة والمشروبات الحامضة مثل عصير الفواكه، وحاول تخفيف التدخين قدر الإمكان، واحرص على شرب كمية كافية من السوائل لتعويض ما تخسره.
مهما تعرضت لضغوط خارجية وانتقادات بسبب مظهرك وشكلك، عليك ألا تخضع لهذه التأثيرات، وتحب نفسك كما أنت، ومع أنه لا يوجد مانع من تحسين جسمك ومظهرك، إلا أن عليك السعي لذلك بحرص وحذر، ولا تتردد في طلب المساعدة عند اللزوم.
الدراسات:
Castillo M and Weiselberg E. Bulimia Nervosa/Purging Disorder. Curr Probl Pediatr Adolesc Health Care.2017;47(4):85-94
Tozzi F. Features Associated with Laxative Abuse in Individuals with Eating Disorder. Psychosom Med.2006;68(3):470-7
Koskina A, Van den Eynde F, etc. Social Appearance Anxiety and Bulimia Nervosa. Eat Weight Disord.2011;16:142-145
Fenn M.K, Byrne M. The Key Principles of Cognitive Behavioural Therapy. Journal Indexing and Metrics.2013