الإيذاء النفسي الذي قد يتعرض له بكافة السبل سواء من الوالدين أو الأخوة أو القائمين على تربيته، هو أخطر وأصعب علاجاً من الإيذاء الجسدي، وذلك لأن الطفل قبل وصوله سن الثامنة عشر من عمره تكون الصدمات في حياته أو في فترة الطفولة المبكرة بمثابة تجربة مؤلمة جداً.
وذلك لأنه خلال تلك الفترة لا يعرف كيف يعبر ولا يصف ولا حتى كيف يعبر عن رد فعله تجاه أي إيذاء نفسي فلا بد للوالدين وقتها من دعم الطفل. دعونا نوضح كيف تكون سوء المعاملة.
ما هي سوء المعاملة وكيفية الإيذاء النفسي للطفل؟
ما يمثل سوء المعاملة كل قول أو فعل من شأنه أن يؤذي الطفل نفسياً وصحياً، أو حتى إهمال رعايته ومعاملته كباقي الأطفال.
وهنالك صدمة قد يتعرض لها الأطفال نتيجة الاعتداء الجسدي أو العنف المنزلي أو حتى الكوارث والحالات الغير طبيعية كالحروب والحوادث. وهو ما يسبب المعاناة الكبيرة للطفل قد تتطلب تدخل طبي.
لكن الكارثة هي المشاكل النفسية التي تصيب الطفل بعد إيذاءه من تلك المواقف. وهو ما لا يمكن التدخل طبياً فيه ومستوى الاستيعاب والاستجابة ضعيف جداً.
الإيذاء النفسي للطفل أصعب من الإيذاء الجسدي
قد وضحت إحدى الدراسات التي نقلتها وكالة رويترز بأن الطفل إذا تم إيذاءه نفسياً من قبل أي من الأشخاص سواء المربيين له أو حتى الوالدين فإنه يترك أثراً عاطفياً وأضراراً، مما قد يسبب أذى نفسي لدى ذلك الطفل. وضح جوزيف سبينازولا أحد القائمين على تلك الدراسة، بأنه عندما تنظر إلى قوى الأعراض فإنه لا يوجد اختلاف بين الأشكال الثلاثة كأنواع لإساءة معاملة ذلك الطفل.
تأثير الإيذاء النفسي على الأطفال
كما وضح بأن كل الصدمات إن اختلفت فكلها نفسية وتمثل خلل فادح في تربية الطفل. كما كشف بأن الصدمة النفسية أو الإيذاء النفسي والعقلي للطفل في مرحلة الصغر كأن يعيش لا حب ولا دفئ. لكنه يحول فكره للعداوات والتهديدات والمطالب المستحيلة، ويصور للطفل كأنه بائس وغير محبوب وشخص غير مرغوب فيه.
أعراض الإيذاء النفسي والصدمة لدى الأطفال
يمكن أن يصاب الطفل بصدمة نفسية نتيجة تعرضه للإيذاء العقلي والنفسي. فيمكن أن تشمل الأعراض النفسية، وكذلك جسدية طبقاً لعوامل عديدة.
الأعراض النفسية والعاطفية
قد تجد الطفل تظهر عليه بعض الأعراض العاطفية، وكذلك النفسية في حال تعرضه لصدمة أو إيذاء نفسي. وهذا نتيجة مباشرة لذلك الإيذاء تدفع شعور الطفل لهذه الأعراض وهي:-
– أن معدل الغضب لدى الطفل يزداد.
– إنكار الأحداث والأفعال التي يقوم بها.
– الشعور بالخوف والحزن.
– يسيطر عليه الشعور بالذنب واليأس.
– القلق والارتباك وقد يصل للاكتئاب أيضاً.
– عدم التركيز يلازمه طوال الوقت.
الأعراض الجسدية للصدمة النفسية عند الأطفال
وهنالك أيضاً أعراض جسدية للطفل بعد تعرضه للإيذاء بالصدمات النفسية عند الأطفال.
- – قد يصاب الطفل بالعديد من الاضطرابات الهضمية وصعوبة الهضم والتقلصات المستمرة بسبب آلام المعدة.
– حالة من التعب العام.
– سرعة في ضربات القلب مقترنة بالتعرق.
– الصداع الزائد المزمن.
بجانب ذلك قد يتعرض الطفل المصاب بإيذاء نفسي أو صدمة نفسية بالعديد من التأثيرات السلبية المباشرة على صحته الجسدية والنفسية، بالإضافة إلى تأثيره المباشر على الطفل في مرحلة النمو والطفولة، وكذلك يستمر تلك التأثيرات لبقية حياته.
تأثيرات جسدية
قد يتأثر نمو الطفل بعد تعرضه للإيذاء النفسي، عن طريق التوتر المؤدي للصدمة بضعف تطور ونمو جهاز الطفل العصبي والمناعي، وههذه الأجهزة المتحكمة بالحركة والشعور، وكذلك حماية الجسم من الأمراض.
المشكلات الصحية بسبب الإيذاء النفسي للطفل
ليس هذا كل شئ فيمكن للصدمة النفسية لدى الطفل أن تؤدي به إلى إصابته بالعديد من الأمراض المزمنة، بجانب مشكلات صحية أخرى حتى قبل وصوله لمرحلة البلوغ :-
– مشكلات النوم
– اضطرابات عديدة للقلب
– مشاكل الدماغ والسكتات الدماغية
– خطر الإصابة بمرض السكري.
– يمكن أن يؤدي ذلك لسرطان في الجسم
– الأمراض المناعية والكبد
قد تتأثر رئة الطفل سواء في عمره الحالي أو في حالة الكبر والبلوغ، بجانب الأمراض العقلية التي سيصاب بها حتماً نتيجة تلك الصدمات النفسية العديدة.
كيف يمكن دعم الطفل في حالة تعرضه للعنف وللإيذاء النفسي؟
والطفل لا بد من أن يتمتع بحقوقه التي تقرها له كل قوانين الدول في العالم، وكذلك منظمات حقوق الأطفال من العنف والاستغلال.
لذلك علينا أن نوضح طرق ووسائل يمكن من خلالها تقديم الدعم للأطفال في حالة تعرضهم للعنف والإيذاء النفسي حتى نتمكن من علاجهم مما مروا به بالفعل.
فهنالك دور لكل من الأسرة والمجتمع والدول في حماية الطفل من العنف والإيذاء النفسي وجاري سردها.
دور الأسرة في تقديم دعم الطفل وحمايته من الإيذاء
بالرغم أنه قد تكون الأسرة نفسها أو أحد أفرادها هما المسببين للإيذاء للطفل سواء أكان جسدي أو نفسي. لكن هناك بعض الجوانب والعوامل التي تراعيها وواجب عليها من أجل حماية الطفل من العنف والإيذاء.
وأهمها هو البيئة الملائمة داخل المنزل وإن لم تكن متوافره يجب خلقها حتى لو تعرض الطفل للإيذاء بالفعل. فيجب خلق بيئة تسمح بالحديث ومناقشة الأفكار والآراء مع الطفل والاستماع إليه.
دعم المجتمع للطفل المتعرض للإيذاء
هنالك العديد من المنظمات والحركات الحقوقية في جميع الدول التي تهدف لحماية الأطفال من العنف وتبحث عن تحقيق الرفاهية لهم في كافة البلدان، وكذلك محاربة ظاهرة العنف والإيذاء للأطفال وتخصيص برامج مجتمعية من أجل دعمهم
وضع قانون خاص بالطفل ونشره والعمل على تطبيقه لكي يذاع صيته ويخاف من يرغب في إيذاء وإجراء أي إجراء عنيف ضد الأطفال.
أساليب دعم الطفل نفسياً
وهنالك العديد من الأساليب التي يمكن من خلالها دعم الطفل نفسياً
عن طريق كالأنشطة اليدوية والألعاب التي تستخدم كنوع من العلاج والأنشطة البدنية وغيرها من أنشطة التلوين والزخرفة.
الألعاب العلاجية
الألعاب العلاجية تلك الألعاب تعتبر من الطرق والأساليب التي يستخدمها أخصائيي التأهيل النفسي وأطباء الطب النفسي في تأهيل الطفل ودعمه نفسياً ومعنوياً وذلك بكل خاص للذين تعرضوا للإيذاء النفسي بسبب الظروف المحيطة أو الوالدين.
ويساعد هذا النوع من الألعاب في تقليل اضطرابات الانفعال لدى الطفل ويجعله يخرج ردود الأفعال في الألعاب واكتاف البيئة والظروف المحيطة به بيئياً والتي يمكن أن يستخدم في التعلم عن طريق الألعاب وهو ما يعدل سلوكه.
الرسوم والتلوين والعمل اليدوي
كذلك الرسوم والتلوين والعمل اليدوي ينصح العديد من أطباء الطب النفسي بتقديم الدعم للأطفال الذين تعرضوا للإيذاء والعنف النفسي عن طريق تعليمهم الرسم والتلوين وكذلك بعض أعمال الزخرفة والفنون بالرغم أنها من الفنون القيمة إلا أن الطفل قد يلجأ لها من أجل التعبير عما بداخله من مشاعر وانفعالات واضطرابات وكذلك مشاعر عدوانية وهو ما يجعلهم يفرغون مشاعر اليأس والإحباط فيها.
الرياضة والأنشطة البدنية
هي الوسيلة التي يتخلص فيها الطفل من المشاعر السيئة التي بداخلة وهو ما يعيد الاتزان إلى عقله وجسده عن طريق الحركة ويفرغ العقل من الانفعالات ويصبح ناضجاً بالشكل الكافي ليتدرب ويتذوق ويعرف اللون والحجم والاستخدام وهو أكبر داعم لنفسية ذلك الطفل المتعرض للإيذاء.
وفي الختام يمكننا أن ندعم الأطفال في مواجهة مشكلاتهم النفسية بتقديم النصائح والجلوس معهم وتغيير بيئة الحياة لديهم من أجل زيادة ثقتهم بأنفسهم، بجانب ضبط الأنشطة والطعام والخروج يومياً للترفيه، من أجل تقليل الآثار السلبية التي يتعرضوا لها من ضرر جسدي أو حتى نفسي، فالأطفال لا ينسون ما يحدث لهم من إيذاء نفسي بسهولة بل تحتاج إلى تأهيل كبير جداً. وهذا يتطلب دعم كبير من الأباء والمجتمع أكمله. ومن أوجهه الدعم منصة لبيه التى تقدم برامج داعمه للأطفال والأباء للتعامل مع أبنائهم. Download App الآن واكنشف المزيد عن التوجيه النفسي للأطفال.