Book Instant Session

Need a session ASAP? Book it in 5 minutes

وصمة عار المرض النفسي … كيف يمكن التخلص منها ؟

إن من أكثر الأسباب التي تجعل الفرد في حالة تخوف دائم من مواجهة أي مشكلة نفسية هي وصمة عار المرض النفسي، فبالرغم من تحسن مفهوم البشر الآن عن المرض النفسي، إلا أنه لا يزال هناك البعض يؤمنون بأن المرض النفسي هو وصمة عار لا يمكن التخلص من أثرها، ولكن هذا المفهوم يحتاج إلى التصحيح.

لماذا يعتقد البعض بوجود وصمة عار المرض النفسي؟

يعتقد البعض بوجود وصمة عار المرض النفسي بسبب مجموعة من العوامل الاجتماعية والثقافية والنفسية التي تؤثر على تفهم الأشخاص للحالة النفسية للمريض، وقبل هذه الحالة. ومن أبرز هذه الأسباب:

قلة الوعي عن المرض النفسي:

على الرغم من انتشار مفهوم الصحة النفسية وأهميتها، إلا أنه لا يزال مبهما لدى الكثيرين، وتزال لديهم تصورات خاطئة عن المرض النفسي، وأن أي علة نفسية قد تؤدي للجنون في النهاية، ولا يوجد لديهم تفهم لطبيعة المرض النفسي، وأنه يؤثر على الحياة بنفس مقدار المرض الجسدي، بل يحتاج للعلاج والرعاية بشكل أكبر من المرض الجسدي.

العرف الثقافي والمجتمعي:

في العديد من الثقافات والمجتمعات، لا تزال وصمة عار المرض النفسي منتشرة، فنجد من يعانون من مرض نفسي يخافون من الإفصاح عن مشاعرهم، ويخشون من طلب المساعدة أو الذهاب للطبيب، مما يجعل المرض يتفاقم عندهم.

الخوف من المجتمع:

قد يخشى المرضى أن يُنظر إليهم على أنهم غير قادرين على تحمل المسؤوليات. وأن إصابتهم بمرض نفسي قد تشكل خطرا على المحيطين بهم. يدفعهم ذلك إلى العزلة، ويزداد الشعور بوصمة عار المرض النفسي.

الخلط بين المرض النفسي والأمراض المؤذية:

ليس جميع من يعانون من مرض نفسي يقومون بإيذاء أنفسهم أو من حولهم. ولكن يوجد اعتقاد كبير بأن جميع المرضى النفسيين مؤذون لمن حولهم، وأن نهايتهم قد تكون بالانتحار. ولكن هناك بعض الاضطرابات الشديدة، وفي حالة عدم تلقي العلاج والرعاية اللازمة، يمكن حدوث ذلك. ولكن بشكل نادر، مما يزيد من الخوف في التعامل مع المرضى.

عدم الحصول على فرص في المجتمع:

الاعتقاد بأن من يعاني من مرض نفسي غير كفء في العمل، أو غير قادر على اتخاذ قرارات سليمة. هذا يزيد من الإحباط لدى المرضى النفسيين، ويجعلهم غير قادرين على الإفصاح عن مشاكلهم.

الإعلام وصورته السلبية عن المرض النفسي:

نجد مؤخرا انتشارا واسعا في الأفلام التلفزيونية والمسلسلات عن جرائم كثيرة بسبب أشخاص مرضى نفسيين. وهذا يدعم منطق أن المرضى النفسيين مؤذون لمن حولهم. ولكن كما ذكرنا، ذلك نادر الحدوث وفي بعض الأمراض القليلة، وتعززت الصورة السيئة عن المرض النفسي لدى من لا يفهمون حقيقة المرض النفسي، ويجعل وصمة عار المرض النفسي تزداد بشكل كبير.

قلة الخدمات الصحية النفسية:

في بعض المجتمعات، لا يوجد اهتمام كبير بالصحة النفسية، وعدد المختصين لمثل هذه الحالات قليل، وأماكن الرعاية قليلة، ولا توجد أهمية للصحة النفسية لديهم. فيصبح طلب المساعدة صعبا، ويشعر المرضى النفسيون ببعض التهميش لخطورة حالاتهم.

غياب الدعم:

كثير من المرضى لا يجدون بيئة داعمة تشجعهم على التعبير عن مشاعرهم أو مشاكلهم النفسية، ما يجعلهم يخشون التحدث عما يشعرون به خوفا من ردود الأفعال المحبطة حولهم.

لذلك من أهم التوجهات المجتمعية الآن هو الحديث عن الصحة النفسية، والاهتمام بها، والسعي وراء كسر وصمة عار المرض النفسي.

ما هو تأثير وصمة عار المرض النفسي؟

وصمة عار المرض النفسي لها تأثيرات سلبية عميقة ومتعددة على الأفراد والمجتمعات، وتأثيراتها على جوانب عديدة في الحياة، وقد تعرقل عملية الشفاء. فيما يلي أبرز هذه التأثيرات:

العزلة الاجتماعية:

يخشى الأشخاص المصابون بالمرض النفسي الحديث عن مشاعرهم خوفا من الآخرين أو رفض المجتمع لهم. هذا يجعلهم يفضلون حالة العزلة حتى عن أقرب الناس إليهم. هذا بدوره قد يزيد من حدة مرضهم.

عدم طلب العلاج:

بسبب الخوف من الأحكام المجتمعية أو الشعور بوصمة عار المرض النفسي. قد يدفع ذلك الأشخاص لعدم طلب المساعدة من المختصين أو حتى طلب الدعم من المحيطين بهم، وهو ما قد يؤدي لتدهور الحالات.

ضعف الثقة بالنفس:

الوصمة تؤدي إلى شعور المريض بالخزي والعار، وخصوصا عندما لا يستطيع الحصول على الدعم من المقربين، ويفقد تقدير الذات، ويشعر بالعجز والضعف تجاه جميع أمور الحياة.

التمييز في الفرص الحياتية:

بعض المرضى يعانون من استبعادهم أو عدم حصولهم على فرص مهنية أو تعليمية، بسبب المعتقدات الخاطئة عن المرض النفسي، وبسبب الخوف من التقلبات المزاجية التي قد تعطلهم عن أداء مهامهم.

انخفاض الدعم المادي:

بسبب المعتقدات الخاطئة عن المرض النفسي، ووصمة عار المرض النفسي التي تظل تلاحق المرضى، فقد يؤدي ذلك لعدم حصولهم على وظائف، أو حتى عند وجود أي تقصير في العمل بسبب ضغط الحالة النفسية، يؤدي ذلك لقلة العائد المادي من العمل. وهو ما قد يعوق المضي في مراحل العلاج.

تدهور العلاقات الاجتماعية:

قد يتعرض المرضى للرفض أو سوء الفهم من قبل أفراد أسرهم أو أصدقائهم، وهو ما يؤدي لحدوث فجوات بينهم وتدهور في العلاقات، فيزيد ذلك من شعور الوحدة والانعزال لدى أي شخص مصاب بمرض نفسي.

زيادة حدة الأعراض:

وصمة عار المرض النفسي قد تزيد من حدة المرض النفسي نفسه. يشعر المريض بعدم القبول أو الفهم، ما يؤدي إلى مزيد من الأعراض وشدة التفكير حول تقبل المرض، وكيف يستطيع المجتمع من حوله تقبله.

نقص الدعم المجتمعي:

الوصمة تؤدي إلى غياب الدعم المجتمعي للمرضى النفسيين، والدعم يعد من أساسيات مراحل العلاج النفسي، فنجد تأخرا كبيرا في حالات الشفاء بسبب نقص الدعم.
كما رأينا، وصمة عار المرض النفسي تأثيراتها كبيرة ومؤثرة في نفسية الأشخاص المصابين، وتعرقل بشكل كبير عملية الشفاء.

كيف نستطيع كسر وصمة عار المرض النفسي؟

إن كسر وصمة عار المرض النفسي يأتي من داخل الفرد عندما يزداد شعوره بأن المرض النفسي مثله مثل الجسدي، ولا يوجد ما يخيف من وجود مرض نفسي. ولكن هناك خطوات مجتمعية يجب علينا اتباعها حتى نستطيع تقليل معتقد الوصمة في المجتمع، ومنها:

نشر الوعي والتثقيف:

زيادة الفهم حول طبيعة الأمراض النفسية، وأنها تغيرات بيولوجية تحدث داخل جسم الإنسان، وعند تلقي العلاج المناسب يعود الفرد لطبيعته.

تعزيز الدعم المجتمعي:

تشجيع العلاج الجماعي، وتوفير المزيد من سبل الرعاية اللازمة للمرضى النفسيين، وتشجيع الحملات مثل اليوم العالمي للصحة النفسية.

إصلاح السياسات والقوانين:

حماية حقوق المرضى النفسيين، ومنع التمييز ضدهم في أماكن العمل والتعليم والمجتمع.

دعم الإعلام الإيجابي:

تقديم صور حقيقية ومشجعة عن المرضى النفسيين، ونشر المزيد من قصص الوعي والتعايش والتكيف مع المشاكل النفسية، وكيف يمكنها أن تكون نقطة تحول في حياة الأفراد.

تشجيع المصارحة:

تشجيع الشخصيات العامة على مشاركة قصصهم مع المرض النفسي. فقد وجدنا العديد من الشخصيات المجتمعية الكبيرة مثل الأمير هاري وسيلينا جوميز وغيرهم قد صرحوا بما عانوه من أمراض نفسية وكيف تعاملوا معها.

التعاون مع المؤسسات التعليمية:

إدراج الصحة النفسية ضمن المناهج الدراسية، وتوفير الرعاية النفسية، وتشجيع الأطفال منذ الصغر على التعبير عن كل ما يدور بداخلهم من مشاكل.

تعزيز المهارات:

تدريب الأطباء والمختصين على تقديم الدعم بطرق تقلل الوصمة وتعزز ثقة المرضى.

الابتعاد عن التهويل:

تجنب ربط الأمراض النفسية بالسلوكيات الخطرة أو العنيفة في الأفلام والمسلسلات.

التثقيف الأسري:

تعليم العائلات والأصدقاء كيفية تقديم الدعم النفسي والعاطفي للمريض دون أحكام.

تشجيع القبول:

حث جميع الأفراد على تقبل أي حالة نفسية لأي مريض، وأن المرض النفسي يحتاج للعلاج مثل المرض الجسدي، وتقبل المرض وليس كضعف أو وصمة للفرد المصاب.

وصمة عار المرض النفسي ليست مجرد مفهوم خاطئ. ولكن تمثل عائقا كبيرا أمام العديد من الأفراد حتى في السعي لاكتشاف المرض. ولكن مع انتشار الوعي وازدياد أساليب تقديم الدعم والحصول على المساعدة، بدأت تنحسر في مجتمعاتنا وصمة عار المرض النفسي، وأصبحت البيئات أكثر دعما للأفراد المصابين بمرض نفسي.

المصادر: 1 2

h

إن من أكثر الأسباب التي تجعل الفرد في حالة تخوف دائم من مواجهة أي مشكلة نفسية هي وصمة عار المرض النفسي، فبالرغم من تحسن مفهوم البشر الآن عن المرض النفسي، إلا أنه لا يزال هناك البعض يؤمنون بأن المرض النفسي هو وصمة عار لا يمكن التخلص من أثرها، ولكن هذا المفهوم يحتاج إلى التصحيح. لماذا يعتقد البعض بوجود وصمة عار المرض النفسي؟ يعتقد البعض بوجود وصمة عار المرض النفسي بسبب مجموعة من العوامل الاجتماعية والثقافية والنفسية التي تؤثر على تفهم الأشخاص للحالة النفسية للمريض، وقبل هذه الحالة. ومن أبرز هذه الأسباب: قلة الوعي عن المرض النفسي: على الرغم من انتشار مفهوم الصحة النفسية وأهميتها، إلا أنه لا يزال مبهما لدى الكثيرين، وتزال لديهم تصورات خاطئة عن المرض النفسي، وأن أي علة نفسية قد تؤدي للجنون في النهاية، ولا يوجد لديهم تفهم لطبيعة المرض النفسي، وأنه يؤثر على الحياة بنفس مقدار المرض الجسدي، بل يحتاج للعلاج والرعاية بشكل أكبر من المرض الجسدي. العرف الثقافي والمجتمعي: في العديد من الثقافات والمجتمعات، لا...

هذا المقال يتضمن معلومات علمية مُدققة، ومحتوى حصري لمدونة لبيه

للحصول على مزيد من المقالات ، واكمال قراءة هذا المقال. اشترك في قائمتنا البريدية
0

Book Instant Session

Need a session ASAP? Book it in 5 minutes

مختصين مقترحين لمساعدتك
Share the article
Your impression of the article
Very useful
-
Useful
-
Normal
-
Not useful
-
10 نصائح اختبارات العناية الذاتية للأمهات
Next article

10 نصائح اختبارات العناية الذاتية للأمهات

كاتب المقال
Skapluie المقالات : 129
Related articles
الفرق بين طبيب نفسي واخصائي نفسي ومعايير الاختيار بينهما
الفرق بين طبيب نفسي واخصائي نفسي ومعايير الاختيار بينهما
الوسواس القهري الجنسي، معناه وأهم أسبابه وطرق علاجه بالأدوية والجلسات النفسية
الوسواس القهري الجنسي، معناه وأهم أسبابه وطرق علاجه بالأدوية والجلسات النفسية
تواصل مع دكتور نفسي واحصل على جلسات علاجية عبر تطبيق لبيه
تواصل مع دكتور نفسي واحصل على جلسات علاجية عبر تطبيق لبيه
توهم المرض والتعامل معه
توهم المرض والتعامل معه
مراحل الحزن بعد الوفاة والتعامل معها
مراحل الحزن بعد الوفاة والتعامل معها
10 نصائح يومية حول تعزيز صحتك النفسية
10 نصائح يومية حول تعزيز صحتك النفسية
الأسرة والصحة النفسية : علاقة الصحة النفسية بالأسرة، كيف تؤثر أسرتك على صحتك النفسية؟
الأسرة والصحة النفسية : علاقة الصحة النفسية بالأسرة، كيف تؤثر أسرتك على صحتك النفسية؟
علاقة الصحة النفسية بالصحة الجسدية
علاقة الصحة النفسية بالصحة الجسدية
كيف تبدأ العلاج النفسي عبر تطبيق لبيه
كيف تبدأ العلاج النفسي عبر تطبيق لبيه
تطبيق لبيه للاستشارات الأسرية والنفسية
تطبيق لبيه للاستشارات الأسرية والنفسية
5 مميزات يقدمها تطبيق لبيه للاستشارات النفسية والأسرية
5 مميزات يقدمها تطبيق لبيه للاستشارات النفسية والأسرية
معالج نفسي وجلسات نفسية تعرف عليها عبر موقع وتطبيق لبيه
معالج نفسي وجلسات نفسية تعرف عليها عبر موقع وتطبيق لبيه
علاج الأطفال بعد صدمة التحرش
علاج الأطفال بعد صدمة التحرش
الاضطراب ثنائي القطب كل ما تريد معرفته عنه
الاضطراب ثنائي القطب كل ما تريد معرفته عنه
ما هي أسباب خمول الجسم؟
ما هي أسباب خمول الجسم؟