الاجهاد النفسي وكيف يمكن التغلب عليه؟
قد يشكو البعض من الاجهاد النفسي لكن لا يعلمون أنه من الأشياء الطبيعية التي نعاني منها جميعًا بين الحين والآخر وهو رد فعل طبيعي للجسم والدماغ عند مواجهة أي مشكلات أو أزمات أو عقبات ولكن يمكن التغلب عليه عن طريق العلاج وتحديد أسبابه في البداية وكذلك أعراضه وهو ما سنوضحه في السطور المقبلة.
ما هو الاجهاد النفسي
هو رد فعل الجسم الطبيعي على الضغوط والأمور التي تؤدي لإجهاد وتوتر العقل بأنواعها المختلفة سواء أكان رد الفعل بدنيًا وعقليًا، وليس من الضروري أن يكون الضغط النفسي أمرًا ضارًا بل فيمكن أن يكون الضغط النفسي أو الإجهاد إحدى الطرق التي يتحفز بها الفرد من أجل مواصلة العمل أو النجاح أو لتحقيق أمر مًا.
أنواع الاجهاد النفسي
وبالنسبة للعالم الذي نعيش به فيتطلب من الفرد الكثير من المتطلبات والمدخلات فيؤدي هذا النمط من المعيشة إلى العديد من الضغوطات النفسية وقد يتم الاعتقاد أن الضغوطات النفسية هي مجرد شعور بالإرهاق لكن هناك العديد من الأنواع المختلفة منها ولكل نوع أعراضه وهو ما سنشرحه فيمًا يلي وفق مقال الجمعية الأمريكية لعلم النفس الذي قسمت الإجهاد والضغط النفسي إلى أنواعًا ثلاثة:
- – الإجهاد الحاد
- – الإجهاد الحاد العرضي
- – الإجهاد المزمن
الاجهاد النفسي والضغط النفسي الحاد
وهو النوع الأكثر شيوعًا وعادة ما يكون ظاهر لوقت قصير ويحدث للفرد بسبب التفكير المتفاعل مع الأحداث.
حيث تسود الأفكار السلبية حول تلك الأحداث والمواقف التي حدثت مؤخرًا أو حتى المواقف التي يمكن أن تحدث قريبًا وذلك عندما يتم التعامل مع التوتر ومحاولة تهدئته وتقليله فإنه يهدأ بشكل طبيعي وله أعراض معينة وهي :-
- – الاضطراب العاطفي.
- – شد عضلي وانقباض العضلات.
- – الصداع وآلام الظهر والفك.
- – مشكلات في المعدة.
- – تسارع نبضات القلب.
- – ارتفاع ضغط الدَّم.
الاجهاد النفسي الحاد العرضي
وهو التطور الطبيعي للضغوط المستمرة لفترات طويلة ويمكن أن يتطور بسبب تحمل الكثير من الضغوطات والمسؤوليات بجانب أن الأشخاص الذين يشعرون دائمًا بالقلق بطبيعتهم.
يمكن أن يتطور لديهم هذا النوع بشكل سريع جدًا وتشابه الأعراض منع الضغوط الحادة ويمكن أن يؤدي لأعراض شديد الْخَطَر جدًا كالاكتئاب وأمراض القلب.
وإن كنت تتساءل عن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الاجهاد النفسي بشكل خاص أهمها:-
- الضغوطات المستمرة والكثير من المسؤولية
- والعمل في وظيفة تتطلب الكثير من الجهد والتفكير المستمر.
- وإصابة أحد المقربين بمشاكل صحية أو صعوبات في الحياة وأن تكون أنت المسؤول عنه.
- واعتقادك بأن الحظ سيء معك وحدك.
- وصعوبة التعامل مع الآخرين.
- وتفسير المواقف بشكل سلبي.
الاجهاد النفسي المزمن
وهذا النوع هو يمثل المعاناة الطويلة للضغوط النفسية الشديدة التي تصل أشهرًا وسنوات وهو ما يسبب أثار نفسية شديدة على صحتك مع مرور الوقت بصفة اضطرابات القلق المزمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية ومشاكل ضغط الدَّم وضعف الجهاز المناعي والاكتئاب والاضطرابات النفسية بجانب الأرق والصداع اليومي الذي يعاني منه الإنسان.
أنواع الاجهاد النفسي والضغوط المزمنة
- – الضغط العاطفي
- – الضغط البيئي
- – ضغط العلاقات الاجتماعية مع الأصدقاء أو العائلة أو زملاء العمل أو شريك الحياة.
أعراض الاجهاد النفسي
إذا تعرض الجسم للإجهاد والضغط النفسي فإنه يفرز هرمون التوتر وهرمونات الاستعداد كالأدرينالين والنورادرينالين وذلك بسبب تأثير الضغط النفسي على أجهزة الجسم المختلفة.
وتلك التأثيرات تختلف حدتها من شخص لآخر قد يتحملها آخر والثاني لا يتحملها فهنالك أعراض عقلية وجسدية وعاطفية، نسردها كالتالي:-
الأعراض العقلية
- – قلة التركيز
- – الزهايمر ونسيان الأشياء
- – فقد الثقة بالنفس
- – التوتر والقلق
- – صعوبة اتخاذ القرارات
- – التركيز في الأفكار السلبية
الأعراض النفسية الجسدية
- – الصداع المستمر
- – الشد العضلي
- – القئ والغثيان والإسهال ومشاكل في الجهاز الهضمي
- – زيادة معدلات ضربات القلب
- – ارتفاع ضغط الدَّم
- – الإعياء الدائم
- – ارتفاع السكر في الدَّم
- – وقلة الرغبة الجنسية
أعراض عاطفية للضغط النفسي
- – تغيرات في الحالة المزاجية
- – الإحباط واليأس
- – التوتر الدائم
- – القلق الشعور بالحزن
- – عدم القدرة على الاسترخاء
- – فقدان السيطرة على المشاعر
طرق تجنب الاجهاد النفسي والضغط
ويقول أطباء علم النفس واستشاري الطب النفسي بأن هناك بعض خطوات يمكن من خلالها التغلب على الضغط النفسي والإجهاد عن طريق تحديد أسبابها.
والتقليل من السبب الذي يؤدي إلى أعراض شديدة تؤثر على الفرد والسيطرة على تلك الأعراض وتشمل الطرق:
التوازن
إحداث التوازن في أمور الحياة ومحاولة تحقيقه فيجب أن يحاول الشخص تحقيق التوازن في مختلف أمور حياته بقدر الأماكن.
فقد يكون ذلك صعبًا بعض الشيء ولكن يمكن تنظيم الوقت بأي وسيلة لعمل توازن في حياته في العمل والمنزل والأصدقاء والعائلة كذلك.
التواصل
محاولة التواصل مع الأشخاص الذين يمكنهم مساعدتك وذلك الذين لديهم قدرة على تخفيف أعراض الضغط النفسي بشكل كبير وليس زيادة الأعباء التي لديك.
وهو ما يجعلك تتحقق من اختيار الأشخاص المحيطين بك في تلك المرحلة حيث إن الإيجابيين والأشخاص الحماسية والمتفائلون هم من يجب أن يستمروا في حياتك ويحيطون بك في تلك المرحلة.
التعبير عن الأفكار
كذلك يمكنك التعبير عن أفكارك ومشاعرك التي تعدّ من أفضل أساليب التغلب على أعراض الضغط النفسي المزعج فعبر عن أفكارك.
وحاول إخراج شعور اليأس والغضب والإحباط من داخلك فكل تلك مشاعر يجب مواجهتها في أثناء التحدث مع شخصك المفضل أو التعبير عنها حتى بالكتابة.
الطعام الصحي
وفي هذه المدّة التي تشعر فيها بالإجهاد أو الضغط النفسي الأفضل أن تلجأ للطعام الصحي المتوازن فهو الذي يساعدك في التغلب على أعراض الضغط النفسي.
وتعتبر التغذية السليمة عن طريق غذاء صحي متوازن أهم شيء يمكن أن يعزز مستوى الفيتامينات والمعادن التي تحافظ على توازن الهرمونات لديك.
الرياضة
ثم أن ممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن تجعلك تسترخي وتحسن من صحتك العامة وكتلك النفسية وتقلل من التوتر ومستواه في الجسم سواء تمرينات يومية أو الاسترخاء ولعب اليوجا.
الراحة والاسترخاء
يمكنك أيضًا الحصول على قسط كافي من الراحة بشكل يومي التي عدّ من أهم الطرق التي يستخدمها الفرد لتخفيف أعراض الضغط النفسي عن طريق النوم ساعات كافية.
وكتلك إراحة الجسد من التعب في العمل وتحديد وقت للراحة اليومية والالتزام به على قد المستطاع حينها يمكنك أن تواجه أعراض الضغط النفسي.
التقرب من الله
وينصح أطباء النفسية أيضًا بممارسة العبادة بانتظام وتحسين العِلاقة مع الله وتلك من أفضل طرق العلاج في أثناء ممارسة العبادة الروحانية التي لها قدرة كبيرة على استعادة ثقتك بنفسك وتعلمك كيفية التعامل مع الضغوطات والصبر على الأزمات والشكوى لله والدعاء له أن يخرجك من كافة الضغوطات.
وبعد أن تعرفنا معنى الإجهاد النفسي (الضغط النفسي) والمسببات التي تجعله يصيبك بجانب الأعراض التي تظهر على الفرد المصاب به وأنواع ذلك الإجهاد أيضًا وتأثيره في صحة الفرد البدنية والعقلية وكذلك العوامل والطرق التي تجعلك تتجنب الإصابة بهذا النوع من الأمراض النفسية فعليك أن تتخذ حذرك من أن يتوطن الضغط النفسي بسبب العقبات والمسؤولية وكثرة المشاكل. وحاول العمل دائمًا على معرفة الطرق الصحيحة للتعامل مع أي ضغوطات أو تحديات قد تطرأ على الفرد. وذلك من خلال المزيد من الاستشارات النفسية ومجموعات الدعم المقدمة من منصة لبيه.