ما هي أبرز التحديات النفسية لذوي الاحتياجات الخاصة وكيف نحلها؟
تساهم مجموعة متنوعة من الحواجز الاجتماعية التي لا تزال سائدة حتى الوقت الحاضر في خلق العديد من التحديات التي يواجهها الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، هذه التحديات قد تؤثر بشكل سلبي على الصحة النفسية لهؤلاء الأشخاص.
التحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة عديدة مثل: محدودية الوصول للموارد والخدمات، وعدم وجود هياكل تعليمية، والفقر، جميع هذه التحديات تؤثر سلباً على نوعية حياة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وقد تسبب لهم بعض المشاكل والعقبات النفسية.
في هذا المقال سنوضح المشاكل التي يعاني منها الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة والآثار النفسية الناتجة عن هذه المشاكل.
من هم ذوي الاحتياجات الخاصة؟
بحسب حركة المساواة لعام 2010 يتم تعريف ذوي الاحتياجات الخاصة بأنهم الأشخاص الذين يعانون من إعاقة جسدية أو عقلية، والتي تتسبب بتأثير سلبي كبير وطويل الأمد على قدرتهم على القيام بالأنشطة اليومية العادية، في الواقع تعريف الإعاقة مسألة معقدة وتتطور مع الزمن، فمصطلح الإعاقة يغطي نطاقاً واسعاً من الظروف والحالات، فقد تكون الإعاقة موجودة منذ الولادة، أو ناجمة عن حادث، أو تطورت مع مرور الوقت.
تبعاً لمنظمة الصحة العالمية سيعاني جميع الناس حول العالم من الإعاقة بشكل مؤقت أو دائم في مرحلة ما من حياتهم، وفي المجمل يعاني 1,3 مليار شخص حول العالم تقريباً من إعاقة ما، أي ما يقارب 16% من نسبة سكان العالم ككل، والعدد في ازدياد بسبب الشيخوخة وانتشار الأمراض المعدية.
ما هي العوائق التي تواجه ذوي الاحتياجات الخاصة؟
يواجه الجميع تقريباً بعض الصعوبات من وقت لآخر، لكن عندما يتعلق الأمر بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة فالعوائق قد تكون ذات تواتر أكثر وتأثير أكبر، تعرف منظمة الصحة العالمية العوائق بأنها: العوامل الموجودة في بيئة الشخص والتي يؤثر غيابها ووجودها على الأداء، وتؤثر العوائق في حياة الشخص وقد تسبب له الإعاقة في وقت ما من حياته.
فيما يلي بعض العوائق بحسب تعريف منظمة الصحة العالمية:
1- البيئة المادية المحيطة بالشخص تعيقه عن أداء مهامه.
2- الافتقار إلى التكنولوجيا المساعدة (الأجهزة المساعدة والتكيفية وإعادة التأهيل).
3- نظرات الناس السلبية تجاه الإعاقة.
4- الخدمات والأنظمة والسياسات غير الموجودة أو التي تعيق مشاركة جميع الأشخاص الذين يعانون من حالة صحية في جميع مجالات الحياة.
في العديد من الأوقات ستتواجد بعض العوائق القادرة على جعل الحياة صعبة أو مستحيلة على الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وتعيقهم عن أداء وظائفهم.
ما هي أنواع الإعاقة؟
تبلور مفهوم الإعاقة مع الزمن ليشمل العديد من الحالات التي كانت حالات طبيعية عند البعض، فيما يلي أنواع الإعاقة التي تحدد ما إذا كان صاحبها من ذوي الاحتياجات الخاصة أم لا:
أي درجة من الإعاقة الجسدية أو العجز أو التشوه الناجم عن إصابة جسدية أو عيب خلقي أو مرض ما، مثل: داء السكري والصرع وإصابة الدماغ وأي درجة من الشلل أو بتر الأطراف أو عدم وجود تناسق جسدي، أو العمى أو الإعاقة البصرية، أو الصمم أو ضعف السمع، أو البكم أو إعاقة الكلام، أو الاعتماد على كرسي متحرك أو أي جهاز علاجي آخر.
1- حالة من الإعاقة العقلية أو الإعاقة التي تسبب خللاً في النمو.
2- صعوبات التعلم، أو خلل في إحدى العمليات المتعلقة بفهم أو استخدام الرموز أو اللغة المنطوقة.
3- اضطراب عقلي أو نفسي يؤثر على فهم الواقع.
4- الإصابة أو العجز في مرحلة ما من الحياة بسبب حادث أو لعب الرياضة أو العمل.
ما هي التحديات النفسية لذوي الاحتياجات الخاصة؟
يفيد البالغون من ذوي الاحتياجات الخاصة بأنهم يعانون من ضائقة نفسية متكررة بمعدل 5 مرات تقريباً أكثر من البالغين السليمين، على الرغم من أن عبارة ذوي الاحتياجات الخاصة تشير إلى مجموعة واحدة معينة من الناس، إلا أنها مجموعة متنوعة من الأشخاص الذين يملكون مجموعة واسعة من الاحتياجات المختلفة، فقد يتأثر شخصان يعانيان من نفس نوع الإعاقة بطرق مختلفة.
هناك بعض العوامل الرئيسية المشتركة التي يبدو أنها تساهم في زيادة انتشار مشكلات الصحة النفسية بين ذوي الاحتياجات الخاصة:
1- تحديات الصحة البدنية
غالباً ما يواجه ذوي الاحتياجات الخاصة حالات صحية مزمنة أو ألم أو قيود على الحركة، والتي قد تساهم في زيادة مستويات التوتر والإحباط وانخفاض جودة الحياة اليومية.
2- محدودية الوصول لخدمات الصحة النفسية
قد يواجه ذوي الاحتياجات الخاصة عوائق في الوصول لخدمات الصحة النفسية مثل: نقص الرعاية النفسية المتخصصة، أو عدم وجود وعي كافٍ بين الأطباء المتاحين في المحيط الخاص بهم حول العلاقة بين الإعاقة والصحة النفسية.
3- العزلة الاجتماعية ووصمة العار
قد يعاني ذوي الاحتياجات الخاصة من العزلة الاجتماعية، مما يؤدي إلى الشعور بالوحدة والاكتئاب والقلق، يمكن للمواقف السلبية والمفاهيم الخاطئة حول الإعاقة أن تساهم في الشعور بالاستبعاد وتعيق التفاعلات الاجتماعية بين ذوي الاحتياجات والمجتمع من حولهم.
4- التمييز والتحيز
لا يزال التمييز والتحيز مستمراً وبأشكال مختلفة، لا يهم الموقف أو المكان فقد يتعرض ذوي الاحتياجات الخاصة للتمييز والتحيز في مكان العمل أو المدرسة أو التجمعات الاجتماعية، التعرض للتمييز يمكن أن يساهم في الشعور بعدم الكفاءة وتدني احترام الذات ومشاكل صحية نفسية أخرى.
5- الضغط المالي
التكاليف المرتبطة بإدارة الإعاقة مثل: النفقات الطبية والأجهزة المساعدة وتعديلات مساحة المعيشة يمكن أن تؤدي إلى ضغوط مالية كبيرة، بالإضافة إلى كون فرص العمل لذوي الاحتياجات الخاصة محدودة للغاية في العديد من بلدان العالم، مثل هذه التحديات الاقتصادية قد تؤدي إلى زيادة التوتر والقلق وبالتالي التأثير السلبي على الصحة النفسية.
البيئة التي يعيش فيها ذوي الاحتياجات الخاصة تؤثر على تجربتهم مع الإعاقة وشدة تأثيرها عليهم، تخلق البيئة التي يتم فيها التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل سلبي حواجز وعوائق كثيرة، وتمنعهم من المشاركة الفعالة والكاملة مع بقية أفراد المجتمع.
يمكن تحقيق التقدم وتسهيل حياة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من خلال معالجة هذه العوائق وتسهيل مشاركتهم في الحياة اليومية والاجتماعية، بالإضافة لنشر الوعي في المجتمع حول كيفية التعامل معهم.