هل تُميز نوبات الهلع؟ أعراض نوبات الهلع الجسدية
يعاني العديد من الناس حول العالم من نوبات الهلع لفترة معينة من الوقت في حياتهم، وتعد نوبات الهلع شائعة أكثر لدى النساء، لا تسبب نوبة الهلع أعراض خطيرة أو مهددة للحياة لكنها تتداخل مع حياتنا اليومية، فقد تجبرك نوبة الهلع على التغيب عن العمل أو زيارة الطبيب بشكل أكثر من المعتاد.
تحدث نوبات الهلع بشكل مفاجئ وفي أوقات وأماكن غير متوقعة، على سبيل المثال: قد تحدث نوبة الهلع عند الاستيقاظ من النوم، وتعرقل حياة العديد من الأشخاص وتتداخل بشكل يعكر صفو يومهم، لكن مع العلاج المناسب يمكن التخلص من هذه النوبات.
يعاني العديد من الناس حول العالم من نوبات الهلع لفترة معينة من الوقت في حياتهم، تابع قراءة هذا المقال للحصول على كل المعلومات التي تحتاجها.
ما هي نوبات الهلع؟
نوبات الهلع هي حالة مفاجئة من الخوف الشديد الذي يؤدي إلى ردود فعل جسدية شديدة، قد لا يوجد سبب واضح أو خطر حقيقي لحدوث نوبة الهلع لكنها تعتبر مخيفة لمن يمر بها، عند حدوث نوبة الهلع قد تشعر بأنك تفقد السيطرة على جسمك أو أنك على وشك الإصابة بنوبة قلبية وفي بعض الحالات يعتقد البعض أنهم على وشك الموت.
يعاني العديد من الأشخاص من نوبة هلع واحدة أو اثنتين على الأكثر في حياتهم، والبعض الآخر قد يعيش نوبة الهلع عند حدوث موقف يسبب لهم الخوف أو الاجهاد الشديد، وتختفي هذه النوبات بعد انتهاء الموقف المجهد، لكن إذا كنت تعاني من نوبات هلع متكررة وغير متوقعة وقضيت فترات طويلة في خوف دائم من حدوث نوبة جديدة فقد تكون مصاباً باضطراب الهلع.
ما هي أعراض نوبات الهلع الجسدية؟
تحدث نوبات الهلع بشكل مفاجئ ودون إنذار، قد تصيبك وأنت تقود السيارة أو أثناء التسوق أو عند الاستيقاظ من النوم أو أثناء اجتماع في العمل، لكن نوبات الهلع تملك العديد من الاختلافات تبعاً للموقف الذي تسبب بها والشخص الذي أصيب بها، بعض الأعراض الشائعة لنوبات الهلع هي:
1- الشعور بأن خطراً وشيكاً سيصيبك.
2- الخوف من فقدان السيطرة أو الموت.
3- تسارع في معدل ضربات القلب.
4- التعرق.
5- الارتجاف أو الارتعاش.
6- ضيق في التنفس أو الحلق.
7- القشعريرة.
8- الهبات الساخنة.
9- الغثيان.
10- التشنج في البطن.
11- ألم في الصدر.
12- الصداع.
13- الغثيان أو الدوار أو الإغماء.
14- الخدر أو التنميل.
15- الشعور بعدم الواقعية أو الانفصال عن الواقع.
أحد أسوأ الأمور المتعلقة بنوبات الهلع هو الخوف الشديد من تعرضك لنوبة أخرى، قد تخشى التعرض لنوبات الهلع لدرجة تجنبك لبعض المواقف المعينة لتجنب وقوعها مما يسببها نتيجة هذا الخوف المستمر.
ما هي أسباب نوبات الهلع؟
على الرغم من التطور الطبي إلا أن العلماء لم يتوصلوا لأسباب حدوث نوبات الهلع، يمكن القول أن دماغك وجهازك العصبي يلعبان دوراً أساسياً في عملية إدراك الخوف والتعامل معه، وبما أن الخوف هو العامل المسبب لنوبات الهلع ظهرت بعض النظريات التي تتحدث عن وجود خلل وظيفي في اللوزة الدماغية مما يتسبب في نوبات الهلع، واللوزة الدماغية هي الجزء المسؤول عن معالجة الخوف والمشاعر الأخرى في الدماغ.
والبعض الآخر يعتقد أن سبب حدوث نوبات الهلع قد يحدث نتيجة خلل في توازن بعض المواد الكيميائية في جسمك مثل حمض جاما أمينوبوتيريك (GABA) والكورتيزول والسيروتونين، وعلى الرغم من عدم وجود سبب واضح حتى الآن يمكن لبعض العوامل أن تزيد من فرصة إصابتك بنوبات الهلع مثل:
1- التاريخ العائلي: إذا كنت تملك أقارب من الدرجة الأولى مصابين بنوبات هلع فهذا يؤدي لزيادة خطر إصابتك بنوبة هلع بمقدار 40%.
2- وجود أمراض صحية أخرى: الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق أو الاكتئاب أو غيرها من الأمراض النفسية أكثر عرضة للإصابة بنوبات الهلع.
3- تجارب الطفولة السلبية: وهي تجارب سلبية تحدث بين عمر 1-17 عام، وعادة ما تترك هذه التجارب ذكريات أو ندوب مؤلمة، ولهذا يمكن لهذه التجارب أن تساهم في تطور نوبات الهلع.
ما هو علاج نوبات الهلع؟
العلاج النفسي والأدوية تعد علاجاً فعالاً لنوبات الهلع، ولكن مدة تلقيك للعلاج تختلف تبعاً لشدة الحالة وكيفية استجابتك للعلاج.
Psychotherapy
العلاج النفسي مصطلح يشير إلى مجموعة متنوعة من تقنيات العلاج التي تهدف إلى مساعدة الشخص على تحديد وتغيير المشاعر والأفكار والسلوكيات التي قد تكون عاملاً في حدوث نوبات الهلع، بعض أنواع العلاج النفسي هي:
1- العلاج السلوكي المعرفي (CBT): في هذا النوع من العلاج تناقش أفكارك وعواطفك مع الطبيب أو المعالج النفسي، يساعد هذا الأمر في تحديد محفزات نوبات الهلع، بعد تحديد هذه السلوكيات سيحاول الطبيب مساعدتك في تغيير تفكيرك وسلوكياتك وردود أفعالك لتجنب نوبات الهلع، ومع الوقت والمحاولة المستمرة سيبدأ جسمك بالاستجابة بشكل مختلف مما يقلل من النوبات التي قد تتوقف في النهاية.
2- العلاج بالتعرض للنوبات: هذا النوع يتضمن تعريضك بشكل تدريجي ومتكرر لأي أمر قد يسبب لك نوبة هلع، قد يتم تعريضك لهذه المحفزات في الواقع أو في خيالك، تكرار تعرضك لهذه المحفزات لفترة زمنية كبيرة سيجعل جسمك يبحث عن آلية للتأقلم معها عوضاً عن القلق والذعر، سيقوم الطبيب أثناء تعريضك لهذه المحفزات بتدريبك على تقنيات الاسترخاء مثل تمارين التنفس.
الأدوية
تشمل الأدوية التي يمكن أن تساعد في علاج نوبات الهلع واضطراب الهلع:
1- مضادات الاكتئاب: يمكن لبعض مضادات الاكتئاب أن تخفف من حدة وتواتر نوبات الهلع، قد يصف الطبيب بعض مثبطات إعادة امتصاص/استرداد السيروتونين أو النورإيبينفرين.
2- مضادات القلق: يصف الأطباء غالباً البنزوديازيبينات لعلاج نوبات الهلع أو الوقاية منها، فهي تساعد على علاج القلق الذي يسبب الخوف وبالتالي علاج نوبات الهلع، لكن ينصح الأطباء بعدم استعمالها لأنها قد تسبب الإدمان.
يمكن لنوبات الهلع أن تكون غير مريحة على الإطلاق، وعلى الرغم من أنها تحمل العديد من الأعراض الجسدية إلا أنها لا تسبب أي أذية للجسد، لكنها قد تؤثر على صحتك العقلية والنفسية وتتركك عاجزاً عن القيام بالأشياء التي تحبها، التواصل مع الطبيب الاختصاصي والحصول على علاج هو الطريقة الأفضل للتخلص من نوبات الهلع.