اعراض نوبات الهلع: جهاز إنذار يجب الانتباه له
نوبات الهلع، تلك الهجمات المفاجئة الشديدة من الخوف والقلق التي تفاجئ الكثيرين، وقد تكون تجربة مخيفة ومزعجة، ليست بالخطيرة في حد ذاتها، رغم أنها تأتي دون سابق إنذار لكنها تمثل جهاز إنذار للجسم بوجود مشكلة تحتاج إلى معالجة، وتسبب مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية المزعجة. في هذا المقال، سنتعرف بشكل أعمق على اعراض نوبات الهلع، أسبابها، وكيف يمكن للفرد التعامل معها.
ما هي نوبة الهلع؟
نوبة الهلع هي نوبة مفاجئة من الخوف الشديد، غالبًا ما تكون مصحوبة بمجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية، دون وجود سبب واضح أو خطر حقيقي. تشعر خلالها بأنك فقدت السيطرة، وكأنك تواجه كارثة وشيكة لا محالة.
نوبة الهلع: جهاز إنذار يجب الانتباه له
وفقًا لدراسة أجراها أندرياس شتروله، رئيس وحدة علاج القلق في مستشفى شاريتيه ببرلين، فإن نوبة الهلع يمكن اعتبارها بمثابة نظام إنذار خاص بالجسم، ينبّهنا إلى وجود مشكلة ما تستدعي الاستجابة السريعة. قد يكون هذا الإنذار استجابة لتراكم التوتر والضغط، أو نتيجة لخلل في آلية تنظيم القلق في الدماغ.
اعراض نوبات الهلع
بينما تتنوع اعراض نوبات الهلع من شخص لآخر، ولكنها تشترك في بعض الأعراض الجسدية والنفسية الشائعة، والتي يمكن أن تشمل ما يلي:
الأعراض الجسدية:
– تسارع معدل ضربات القلب بزيادة ملحوظة.
– الشعور بالاختناق أو ضيق التنفس، وعدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي.
– الدوخة أو الشعور بالدوار.
– ألم في منطقة الصدر، قد يسبب الخلط بينها وبين النوبة القلبية
– التعرق الشديد غير المعتاد خاصة في اليدين والجبهة.
– الشعور الارتعاش أو الاهتزاز.
– اضطرابات المعدة أو الغثيان الذي قد يصل إلى القيء.
– الشعور بالخدر أو الوخز في الأطراف.
– الإحساس بالدفء أو البرودة الشديدة.
– الشعور بفقدان السيطرة أو الجنون.
الأعراض النفسية:
- – الخوف الشديد والمفاجئ.
– الشعور بأن شيئًا سيئًا سيحدث.
– الرغبة في الهروب من الموقف.
– عدم القدرة على التحكم في النفس.
– الخوف من الموت وأن الموت وشيك.
– الشعور بالانفصال عن الواقع وأنه غير متصل بالعالم المحيط به.
أسباب حدوث اعراض نوبات الهلع
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى حدوث نوبات الهلع، فلا يوجد سبب واحد محدد لنوبات الهلع، فهناك العديد من العوامل التي قد تساهم في حدوثها، ومنها:
العامل الوراثي:
الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من اضطرابات القلق قد تلعب الجينات دورًا في زيادة احتمالية الإصابة بنوبات الهلع.
التغيرات الكيميائية في الدماغ:
قد تؤدي التغيرات في مستويات الناقلات العصبية في الدماغ إلى حدوث نوبات الهلع.
الضغوط النفسية:
يمكن أن تؤدي الأحداث المؤلمة أو التعرض لمواقف مرهقة أو صدمات نفسية في الحياة إلى زيادة خطر الإصابة بنوبات الهلع.
الأمراض الجسدية:
بعض الأمراض الجسدية، مثل أمراض القلب أو الغدة الدرقية، قد تسبب أعراضًا تشبه أعراض نوبات الهلع.
الاستجابة الطبيعية للخطر:
مثل استجابة القتال أو الهروب التي قد تنشط بشكل غير مناسب في مواقف غير خطرة.
مدة نوبة الهلع
عادةً ما تبدأ نوبة الهلع فجأة وتبلغ ذروتها خلال 10 دقائق، حيث تستمر الأعراض عادةً من 5 إلى 20 دقيقة، لكن يمكن أن تستمر لفترات أطول في بعض الحالات. قد يشعر الشخص بالتعب والإرهاق بعد انتهاء النوبة.
كيف تتعامل مع اعراض نوبات الهلع؟
إذا كنت تعاني من نوبات الهلع، فمن الضرورى التعرف على الأعراض والتعامل معها بشكل فعّال. فهناك العديد من الاستراتيجيات الفعالة المتاحة. فمن النصائح التي يمكن أن تساعدك في التعامل مع هذه الأعراض:
– التنفس العميق: يساعد على تهدئة الأعصاب وتقليل حدة الأعراض.
– ممارسة تقنيات الاسترخاء والتأمل: مثل اليوغا أو التأمل يمكن أن تساعد في تهدئة العقل وتقليل مستويات القلق.
– النوم الجيد: الحصول على قسط كاف من النوم الذي من شأنه تحسين الصحة النفسية وتقليل التوتر.
– ممارسة الرياضة بانتظام: يساعد في تحسين الحالة المزاجية وتقليل القلق.
– نمط الحياة: تغيير نمط وروتين الحياة من خلال اتباع نظام غذائي صحي.
– تجنب الكافيين والتدخين: يمكن أن يؤدي إلى تقليل حدوث النوبات.
– الدعم الاجتماعي: التحدث مع الأشخاص المقربين إليك حول ما تشعر به.
– العلاج النفسي: هناك العديد من العلاجات الفعالة المتاحة لاضطرابات الهلع.
ما هي العلاجات الحديثة لـ اعراض نوبات الهلع
تتعدد وتتنوع العلاجات الحديثة لنوبات الهلع مزيجًا من العلاجات النفسية والدوائية، والتي تساعد في تقليل تكرار النوبات والأعراض وتحسين نوعية الحياة. وعليك استشارة مختص في الصحة النفسية لتشخيص حالتك وتحديد خطة العلاج المناسبة لها لتحقيق أفضل النتائج، ومنها:
العلاجات النفسية
العلاج السلوكي المعرفي (CBT): حيث يساعد المرضى في فهم أفكارهم ومشاعرهم المرتبطة بالنوبات، كما يركز على تغيير أنماط التفكير السلبية والقلق، مما يقلل من تكرار النوبات.
العلاج بالتعرض: يتضمن تعريض الشخص للمواقف التي تسبب له القلق بشكل تدريجي، لمساعدته على مواجهة مخاوفه وتقليل حساسية المحفزات.
العلاجات الدوائية
قد يصف الطبيب بعض الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق أو الصرع؛ لمنع حدوث النوبات المستقبلية ولكنها تحتاج إلى وقت لتظهر فعاليتها، أو للمساعدة في تخفيف حدة أعراض نوبات الهلع.
مضاعفات نوبات الهلع
برغم عدم خطورة نوبات الهلع إلا أن الإصابة المتكررة بهذه النوبات يمكنها أن تتطور وتجعل هؤلاء الأشخاص الذين يعانون من نوبات هلع متكررة أكثر عرضة للإصابة بـ:
الرهاب: حيث يتجنب الشخص الأماكن العامة أو المواقف التي قد تسبب له القلق خوفًا من عدم القدرة على الهروب أو الحصول على المساعدة أثناء النوبة.
تجنب المواقف الاجتماعية: تجنب التفاعل الاجتماعي، بما يؤثر سلبًا على العلاقات الشخصية والمهنية.
مشكلات في العمل أو المدرسة: إذ تؤدي نوبات الهلع إلى انخفاض الأداء في العمل أو الدراسة، نتيجة للقلق المستمر والخوف من النوبات.
الإصابة بالاكتئاب واضطرابات القلق، مما يزيد من تعقيد الحالة النفسية.
الأفكار الانتحارية: في الحالات الشديدة، قد تؤدي نوبات الهلع إلى الإقدام على الانتحار، خاصة إذا كانت مرتبطة بمشاعر اليأس أو العزلة.
إدمان الكحول أو المخدرات: قد يلجأ الأشخاص إلى الكحول أو المواد المخدرة كوسيلة للتعامل مع القلق الناتج عن نوبات الهلع، مما يؤدي إلى مشاكل إضافية في الصحة النفسية والجسدية.
المشاكل المادية: بعض الحالات تتسبب هذه النوبات في مشاكل مالية بسبب تكاليف العلاج الطبي أو فقدان العمل.
الفرق بين نوبة الهلع والأزمة القلبية
الفرق بين نوبة الهلع والأزمة القلبية
للتمييز بين نوبة الهلع والأزمة القلبية والتفرقة بينهما، من المهم فهم الأعراض الخاصة بكل منهما، حيث تتشابه الأعراض في بعض الجوانب ولكن هناك فروقات واضحة تساعد في تحديد الحالة.
أعراض الأزمة القلبية
يصاحب حدوث الأزمة القلبية الأعراض التالية:
– ألم أو ضغط في الصدر: غالبًا ما يوصف بأنه شعور بالضغط أو الثقل.
– انتشار الألم: يمكن أن يمتد الألم إلى الذراعين (خصوصًا الذراع الأيسر)، الفك، الرقبة، أو الظهر.
– ضيق التنفس.
– شعور بالتعرق البارد المفاجئ.
– دوار أو إغماء وفقدان الوعي.
– شعور بالغثيان أو القيء.
اعراض نوبات الهلع
نوبة الهلع تتميز بالأعراض التالية:
– مشاعر مفاجئة بالقلق والخوف دون سبب واضح.
– ألم حاد في الصدر.
– صعوبة في التنفس: إحساس بالاختناق أو عدم القدرة على التنفس.
– تسارع ضربات القلب: يمكن أن تصل إلى 200 نبضة في الدقيقة.
– التعرق المفرط.
– دوخة أو دوار.
أهم الفروق بينهما:
طبيعة الألم:
– النوبة القلبية: الألم غالبًا ما يكون ضغطًا ويشع إلى مناطق أخرى مثل الذراعين والفك.
– نوبة الهلع: عادةً ما يكون الألم حادًا ومركزيًا في الصدر ولا يمتد.
مدة الأعراض:
– النوبة القلبية: تستمر الأعراض لفترة أطول وقد تأتي في موجات.
– نوبة الهلع: تستمر الأعراض لبضع دقائق (عادةً 20 دقيقة) ثم تختفي.
الظروف المحيطة بالحدث:
– النوبة القلبية: غالبًا ما تحدث بعد مجهود بدني أو أثناء الإجهاد العاطفي.
– نوبة الهلع: يمكن أن تحدث دون أي محفز واضح ودون علاقة بالنشاط البدني.
الاستجابة للعلاج:
إذا كانت الأعراض مرتبطة بنوبة قلبية، فإنها لا تتحسن إلا بعد الحصول على رعاية طبية فورية. بينما نوبات الهلع قد تتحسن مع تقنيات الاسترخاء والتنفس.
خلاصة القول، يقدم هذا المقال معلومات عامة عن نوبات الهلع وأعراضها، والتي من الضروري الانتباه لها فهي بمثابة جهاز إنذار يستوجب الاهتمام به، لمساعدة الأفراد على تحسين نوعية حياتهم، من خلال فهم المضاعفات المحتملة والتعامل معها بشكل فعال، وإذا كنت تعاني من أي أعراض لنوبات الهلع، فلا تتردد في استشارة الطبيب أو طلب المساعدة من أخصائي الصحة النفسية من خلال تطبيق لبيه لمساعدتك في الحصول على الدعم المناسب والعلاج.