دراسة جديدة: تربط نشاط الدماغ و العادات اليومية بالصحة العقلية
يختلف الأشخاص فيما بينهم في العادات اليومية البسيطة التي يمارسونها كل يوم وفي روتينهم اليومي، حيث تعتبر تلك العادات اليومية هي نمط حياة كل فرد بما في ذلك من عادات النوم والتمارين الرياضية والتغذية وغيرها. والتي تؤثر بشكل كبير على مزاجك، قدرتك على التركيز، وحتى صحتك النفسية والعقلية بشكل عام.
في هذا المقال، سنوضح كيف يمكن للعادات اليومية أن تساهم في تعزيز نشاط الدماغ والحفاظ على صحة عقلية جيدة.
أهمية العادات اليومية
تتضمن العادات اليومية مجموعة من السلوكيات التي نقوم بها بشكل روتيني، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن صحة الدماغ البشري تتأثر بشكل كبير بتلك العادات اليومية التي نمارسها. العادات المتكررة تعمل على تكوين مسارات عصبية في الدماغ ويعزز تكرار هذه السلوكيات. وبالتالي فإن العادات الصحية تقوي الاتصالات العصبية الإيجابية، بينما تؤثر العادات غير الصحية على وظائف الدماغ وتؤدي إلى تدهورها.
أهم العادات التي تؤثر على صحة الدماغ
النوم الكافي: يعد النوم من أهم العوامل التي تؤثر بشكل مباشر على صحة الدماغ ووظائف المخ. خلال النوم يقوم الدماغ بتنظيف نفسه وإصلاح التلف الذي لحق به خلال اليوم، كما يعزز الذاكرة والتعلم.
التغذية الصحية: تناول نظام غذائي متوازن وأطعمة غنية بالعناصر الغذائية الأساسية مثل الفيتامينات والمعادن والأحماض الدهنية أوميغا 3 تساهم في تعزيز صحة الدماغ والصحة النفسية، بالإضافة إلى تقليل خطر الاكتئاب والإصابة بأمراض مثل الزهايمر والخرف.
ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد ممارسة التمارين الرياضية على تحسين الدورة الدموية وزيادة تدفق الدم ووصول الأكسجين إلى الدماغ. مما يعزز نمو الخلايا العصبية الجديدة وتحسين الذاكرة والتركيز بفضل العلاقة القوية بين معدل ضربات القلب والنشاط الدماغي. كما تعزز زيادة إفراز المواد الكيميائية المفيدة مثل الإندورفين؛ وهذا يعمل على تقليل مستويات التوتر والقلق.
التعلم المستمر: تعلم مهارات جديدة أو اللغات أو ممارسة الأنشطة التي تحفز الدماغ تساعد على الحفاظ على مرونته وتحسين وظائفه الإدراكية وتعزيز الذاكرة.
الحصول على حمام بماء بارد: يعمل على تحسين الحالة المزاجية وتقليل الشعور بالقلق، إلى جانب تحسين وظائف المخ. كما يمكن أن يزيد من إطلاق الهرمون المسؤول عن مشاعر القتال أو الهروب وهو النورادرينالين.
التأمل واليوغا: تساعد هذه الممارسات على تقليل التوتر والقلق، وتحسين التركيز، وتعزيز الوعي الذاتي.
التواصل الاجتماعي: تلعب العلاقات الاجتماعية القوية دورًا هامًا في الصحة النفسية، وتساعد على تقليل الشعور بالوحدة والاكتئاب.
الحد من التوتر: التوتر المزمن يمكن أن يؤثر سلبًا على صحة الدماغ، لذلك من المهم تعلم طرق فعالة للتعامل مع التوتر، مثل التنفس العميق والتأمل.
العادات اليومية السيئة التي تضر بالدماغ
قلة النوم: عادات النوم السيئة والحرمان من النوم يضعف الذاكرة والتركيز، ويؤثر على الحالة المزاجية، كما أن اضطرابات النوم تؤدي إلى تدهور القدرة على اتخاذ القرارات وتزيد من مستويات التوتر والقلق.
التغذية غير الصحية: الأطعمة المصنعة والمشروبات السكرية والدهون المشبعة تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والتي يمكن أن تؤثر سلبًا على الدماغ.
الخمول البدني: قلة النشاط البدني تزيد من خطر الإصابة بالسمنة والسكري، وكلاهما مرتبطان بزيادة خطر الإصابة بأمراض الدماغ.
الإدمان على المخدرات والكحول: تعاطي المخدرات والكحول يؤثر بشكل كبير على وظائف الدماغ ويمكن أن يؤدي إلى تلف الدماغ على المدى الطويل.
التعرض المستمر للإجهاد: الإجهاد المزمن يرفع مستويات هرمون الكورتيزول، وهذا يؤثر بدوره سلبًا على خلايا الدماغ ويضعف الذاكرة والتعلم.
كيف يمكن تغيير العادات اليومية لتحسين صحة الدماغ؟
تلعب العلاقة بين العادات اليومية وصحة الدماغ دورًا حيويًا في حياة الأشخاص. من خلال اتباع عادات صحية يمكننا تعزيز صحة دماغنا وتحسين جودة حياتنا، إليك بعض الأفكار ومنها:
البدء تدريجيًا: لا تحاول تغيير كل عاداتك في وقت واحد، وتذكر أن تغيير العادات هي عملية مستمرة.
ابدأ بتغيير عادة واحدة صغيرة وسهلة في الأسبوع.
ابدأ بإدخال تغييرات بسيطة في الروتين اليومي.
استبدل العادة السيئة بعادة جديدة إيجابية.
تحديد أهداف يومية صغيرة واقعية وقابلة للتحقيق واحتفظ بسجل لتقدمك لتحقيق شعور بالإنجاز.
كافئ نفسك عند تحقيق أهدافك الصغيرة. المكافأة ستساعدك على الاستمرار.
الصبر على تغيير العادات، فقد يستغرق الأمر الكثير من الوقت والجهد، فلا نتائج فورية.
المرونة في التعامل مع أخطائك، لا تقلق إذا فشلت في بعض الأحيان وحاول مرة أخرى.
ابحث عن الدعم من خلال التواصل ومشاركة أهدافك مع الأصدقاء والعائلة لتعزيز الدعم الاجتماعي أو انضم إلى مجموعة دعم.
زيادة النشاط البدني.
تحسين عادات النوم مع الالتزام بروتين نوم منتظم.
اتباع نظام غذائي صحي وتجنب الوجبات الثقيلة قبل النوم.
ممارسة التأمل أو اليوغا لتقليل مستويات القلق.
أمثلة على عادات يومية يمكنك تغييرها
لتحسين صحتك العقلية، يمكنك اتباع مجموعة من العادات اليومية وإدخال بعضها في روتينك اليومي، فقد أثبتت فعاليتها في تحسين الصحة العقلية والنفسية بمرور الوقت. إليك أهم هذه العادات:
النوم الجيد
الحصول على قسط كافٍ من النوم لا يقل عن 6 ساعات يوميًا يعد من أهم العادات لتحسين الصحة العقلية. لضمان نوم جيد، حاول:
تجنب تناول الكافيين قبل النوم بثلاث ساعات.
جعل غرفة نومك مظلمة وهادئة.
تجنب شاشات الأجهزة الإلكترونية قبل النوم.
تحديد وقت محدد للنوم والاستيقاظ.
الالتزام بجدول زمني ثابت للنوم والاستيقاظ.
تجنب القيلولة الطويلة خلال النهار.
ممارسة الرياضة بانتظام
تعتبر ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة على الأقل يوميًا، وسيلة فعالة لتحسين الحالة المزاجية وتقليل مستويات التوتر. من خلال:
ممارسة تمارين رياضية خفيفة يوميًا، مثل المشي أو الركض.
الانضمام إلى نادي رياضي.
تغذية صحية
تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية يلعب دورًا كبيرًا في تعزيز الصحة العقلية. مثل:
الفواكه والخضروات بكميات كافية.
الأسماك الدهنية مثل السلمون.
الحبوب الكاملة والمكسرات.
تقليل تناول السكريات والدهون المشبعة.
تقليل الأطعمة المصنعة والمشروبات السكرية.
الحرص على شرب الماء.
تقليل شرب الكافيين، حيث يمكن أن تؤدي إلى تقلبات مزاجية.
الامتنان والتأمل
ممارسة تقنيات التأمل والامتنان يمكن أن تعزز من الصحة النفسية بشكل كبير. حاول تخصيص بعض الوقت يوميًا للتأمل أو كتابة مذكرات الامتنان التي تعبر فيها عن الأشياء الجيدة في حياتك. هذه الممارسات تساعد على:
زيادة التركيز والهدوء الذهني.
تقليل مستويات التوتر والقلق.
\
\
تقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي
استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط يمكن أن يؤدي إلى زيادة الشعور بالقلق والاكتئاب. لذا حاول تقليل الوقت الذي تقضيه على هذه المنصات، وخاصة قبل النوم واستبداله بقراءة كتاب.
تعزيز العلاقات الاجتماعية
العلاقات القوية مع الأصدقاء والعائلة تلعب دورًا مهمًا في تحسين الصحة النفسية، كما توفر الدعم العاطفي وتساعد على تخفيف الشعور بالوحدة.
خصص وقتًا للتواصل مع الآخرين، سواء كان ذلك من خلال اللقاءات الشخصية أو المكالمات الهاتفية.
الانضمام إلى مجموعات اجتماعية.
إدارة الوقت وتحديد الأولويات
قم بتنظيم مهامك اليومية وحدد أولوياتك لتجنب الشعور بالضغط والتوتر. من خلال وضع جدول زمني، تحديد الأولويات، وتخصيص وقت للاسترخاء، باستخدام قوائم المهام أو تطبيقات إدارة الوقت.
ممارسة الهوايات والأنشطة الإبداعية
خصص وقتًا لممارسة الأنشطة التي تستمتع بها، مثل الرسم أو الكتابة أو أي هواية أخرى. هذه الأنشطة يمكن أن تكون وسيلة فعالة للاسترخاء وتحسين المزاج.
دور البيئة في تغيير العادات
يمكن أن تؤثر البيئة المحيطة بك على حالتك النفسية. ومن هنا ظهرت أهمية تهيئة بيئة تساعد على تغيير العادات. من خلال:
تنظيم مساحتك الشخصية، من خلال إزالة الأشياء التي تشجع على العادات السيئة واستبدلها بأشياء تذكرك بأهدافك؛ مما يساعدك على تحسين التركيز والشعور بالراحة.
الالتزام مع مجموعة: الانضمام إلى مجموعة من الأشخاص الذين لديهم أهداف مماثلة يمكن أن يوفر الدعم والمتابعة المستمرة.
وفي النهاية، أصبحت العلاقة بين العادات اليومية ونشاط الدماغ نتيجة العادات اليومية يؤثر بشكل كبير على الحالة النفسية للفرد بشكل مباشر وواضح للغاية. تحسين العادات اليومية واتباع نمط حياة صحي يمكن أن يسهم بشكل كبير في تعزيز صحة الدماغ وتحسين كبير في الصحة العقلية. فلا تتردد في تغيير عادات غير صحية وتبني عادات إيجابية بدلّا منها لتحقيق التوازن الصحي في حياتك. Download the app now وتكتسب طرق جديدة لتطوير الذات خلال برامج الدعم المقدمة.
المصادر: 1