طفلي تعرّض للتنمر، ماذا أفعل؟
يعتبر التعرض للتنمر في مرحلة الطفولة مشكلة عامة رئيسية تزيد من الآثار السلبية على كل من الجوانب الصحية والاجتماعية والتعليمية للطفل في مرحلة الطفولة والمراهقة.
تشير a study (Armitage. 2021) إلى أن جميع المتورطين في التنمر (المتنمرين وضحايا التنمر) يشعرون بهذه العواقب، وقد أكدت هذه الدراسة على تراجع الصحة النفسية بشدة عند ضحايا التنمر في مرحلة الطفولة، لذلك يعد التعامل مع التنمر والوقاية منه أمرًا مهمًا جدًا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتنشئة جيل سوي نفسيًا.
دعم الطفل
من المهم أن تحاول الاستماع إلى طفلك دون أن تغضب أو تنزعج، وأن تضع مشاعرك جانبًا وتستمع إلى ما يقوله، ثم تسأله كيف يريد منك أن تتصرف حيال هذا الأمر؛ حتى لا يشعر بأنه مستبعد من اتخاذ القرار بشأن الخطوات التالية، وقد يخشى طفلك الانتقام إذا أبلغ عن التنمر لذلك قد يحتاج إلى الكثير من الدعم.
لذلك طمئنه أن هذا ليس خطأه وذكّره بأن التعرض للتنمر لا يتعلق بالضعف، وأن الشخص المتنمر يعاني مشكلات في شخصيته ولهذا السبب يشعر بالحاجة إلى إحباط الآخرين، وحاول أن تزيد ثقة طفلك بنفسه من خلال مساعدته على بناء المرونة كلغة الجسد ونبرة الصوت التي تقول الكثير عن الشخص.
في بعض الأحيان يقول الناس أشياء سيئة؛ لأنهم يريدون رد فعل معين أو يرغبون التسبب بالازعاج للآخرين، لذلك إذا أعطاهم طفلك الانطباع بأنه غير منزعج، فمن المرجح أن يتوقف المتنمر عن سلوكياته.
حاول أن تطبق سيناريوهات التنمر مع طفلك وتدربه على الرد على المتنمر والدفاع عن نفسه، وأكد على أن الرسائل التي ترسلها أصواتنا وأجسادنا ووجوهنا مهمة بنفس أهمية رسائل كلماتنا.
لا تدع التنمر يهيمن على حياة طفلك وساعده على تطوير مهاراته في مجال جديد وشجعه على الانضمام إلى نادٍ أو نشاط مثل التمثيل أو الدفاع عن النفس؛ لأن هذه الأنشطة تبني الثقة وتساعد في السيطرة على المشكلة وتوفر فرصة لتكوين صداقات جديدة.
تأكد من سلامة طفلك وتلبية احتياجاته
قبل القيام بأي شيء آخر اهتم باحتياجات طفلك، ولا بأس أن يكون طفلك حزين لكنك تريد التأكد من أنه لا يؤذي نفسه أو الآخرين، وابذل قصارى جهدك لإبعاده عن موقف التنمر.
يمكن أن يكون تأكيد حبك لطفلك دفعة كبيرة له، ومجرد الاستماع إلى كل ما يريد طفلك مشاركته يساعد أيضًا؛ لأنك عندما تظهر أنك تهتم بمشاعره فإن ذلك يشجعه على مشاركة القصة كاملة.
احصل على الحقائق ووثقها
اسأل طفلك بلطف ولكن بشكل مباشر عما إذا كان أي شخص يفعل أي شيء يجعله يشعر بالضيق أو عدم الارتياح أو الإحراج، وذلك عن طريق استخدام أسئلة مفتوحة لتشجيعه على المشاركة، وبمجرد أن تكون لديك فكرة أساسية عما يحدث احرص على معرفة معلومات محددة أيضًا، كأن تسأله أشياء مثل: هل تتلقى رسائل لئيمة على وسائل التواصل الاجتماعي؟ وهل تعلم من يرسلهم؟ وكم عدد هذه الرسائل ومتى أُرسلت؟
بعد ذلك، تواصل مع بعض الأشخاص الآخرين الذين قد يعرفون المزيد، لأنك كوالد يجب أن تعرف ما كان يحدث ومن شارك بالتنمر ومتى حدث ذلك وأين حدث. (يجب أن تفكر جيدًا قبل أن تتواصل مباشرة مع أصدقاء طفلك أو البالغين الذين يقومون بالتنمر).
تأكد من جمع أي مستندات تظهر التنمر واحفظ رسائل البريد الإلكتروني أو النصوص واطبعها، ويمكنك أيضًا التقاط لقطات شاشة لوسائل التواصل الاجتماعي أو المنتديات عبر الإنترنت بالإضافة إلى حفظ الرسائل الصوتية.
اكتب قصة التنمر وارويها
اكتب كل تفاصيل ما يقوله لك طفلك عن التنمر الذي تعرض له، وحاول إنشاء جدول زمني لما حدث ومتى، وإذا شعرت أن طفلك يمكنه التعامل معها، راجعا الجدول الزمني سويًا وضع في حسبانك أن هذا قد لا يحدث كله في جلسة واحدة.
أخبر شخصًا آخر مثل صديق موثوق به أو أحد أفراد العائلة بقصة التنمر، واطلب استشارتهم وتأكد من أنك شرحت كل شيء بوضوح والتزمت بالحقائق، وما إذا كنت عاطفيًا جدًا عند مشاركة ما حدث.
تعامل مع مشاعرك كوالد للطفل الذي تعرض للتنمر
قد تشعر بالغضب أو الأذى أو الشعور بالذنب أو العجز أو الخوف عندما تسمع أن طفلك يعاني من التنمر، وقد تساعدك ذكرياتك الخاصة عن كونك طفلاً على التعاطف وإيجاد الحلول، ولكن يمكنها أيضًا أن تعترض طريقك؛ لذلك فكر في شعورك قبل الرد وتقبل أنك قد لا تتمكن من المساعدة بمفردك بقدر ما تريد، ولا تنزعج إذا أراد طفلك التحدث إلى البالغين والأصدقاء الآخرين حول المشكلة.
من المفيد أيضًا مناقشة الأمر بسرية مع أصدقائك على الرغم من أنه من الأفضل ألا تكون مع أولئك الذين يذهب أطفالهم إلى نفس المدرسة أو النادي مع طفلك.
الحصول على الدعم من المدرسة
في حال كان طفلك يذهب للمدرسة فعليك أن تعلم أن جميع المدارس ملزمة قانونًا بأن يكون لديها سياسة لمكافحة التنمر، وتوفر إرشادات بشأن التزاماتها والدعم الذي يمكنها تقديمه.
قبل التواصل مع المدرسة تأكد من ذكر جميع الحقائق التي حدثت ومن كان متورطًا بالتنمر ومتى حدث وعدد مرات حدوثه، ولا تذهب إلى المدرسة دون تحديد موعد مع معلم الفصل أو مدير المدرسة وتعاون معهم مع توضيح أنك تسعى للحصول على مساعدة المدرسة في إيجاد حل.
احرص على تجنب اتهام المدرسة وتذكر أنه في كثير من الأحيان عادة ما يكون المعلمون آخر من يكتشف أن التنمر يحدث في المدرسة؛ لذلك كن صبورًا و أعط المدرسة الوقت الكافي للتعامل مع المشكلة ولكن ابق على اتصال معهم ورتب اجتماع لمتابعة كيفية حل الموقف.
أكدت a study (2016 .Rettew, et al) على تفاوت القوة بين الضحية و المتنمر ووجود الكثير من النتائج السلبية على الصحة النفسية والعقلية للفرد (سواء كان طفل أو شخص بالغ) وفعالية العديد من الاستراتيجيات في معالجة التنمر ومنعه على المستوى الفردي وعلى نطاق أوسع داخل المدارس والمجتمعات.
التصرفات التي قد تفعلها ولا تساعد في حل المشكلة
لا تطالب برؤية مدير المدرسة أو المتنمر أو والديهم، وعادة ما يكون هذا هو رد الفعل ذاته الذي يخافه الأطفال ويمكن أن يتسبب في تفاقم التنمر، لذلك لا تخبر طفلك أبدًا أن يضرب المتنمر أو يصرخ لأن ذلك ببساطة لا يحل المشكلة، وإذا كان طفلك غير واثق (ومعظم الأطفال الذين يتعرضون للتنمر يكونون غير واثقين بأنفسهم) فهذا يزيد من توترهم وقلقهم.
لا تتجاهل تجربة طفلك أبدًا، وإذا كان طفلك قد استجمع الشجاعة ليخبرك عن التنمر، فمن المحزن أن تطلب منه تسوية الأمر بنفسه أو تقنعه أن ذلك طبيعي، ولا تخبره أن يتجاهل التنمر لأنه قد يعتقد أنه يجب التسامح مع التنمر بدلاً من مواجهته وحل المشكلة.
أكد مؤلفو a study ( Takizawa, et al. 2014) أجريت على 7771 مشارك أبلغ آباؤهم عن تعرضهم للتنمر في سن 7 و11 عامًا أن الأطفال الذين تعرضوا للتنمر (وخاصة الذين تعرضوا للتنمر بشكل متكرر) عانوا من جوانب اجتماعية وصحية واقتصادية سيئة بعد أربعة عقود تقريبًا من هذا التعرض، لذلك ضع في حسبانك أن تعرض طفلك للتنمر ليس له نتائج سلبية مباشرة مؤقتة فقط، إنما سيكون له آثار سلبية على المدى البعيد في حياة طفلك ودوره كشخص بالغ في المجتمع، حمل تطبيق Labayh للتواصل مع المختصين واستشارتهم بما تستطيع تقديمه لطفلك في حال تعرض للتنمر والوقاية من حدوثه.
المراجع
1- Richard Armitage. “Bullying in children: impact on child health”. BMJ Paediatr Open. 2021 Mar 11;5(1):e000939. doi: 10.1136/bmjpo-2020-000939.
2- David C Rettew, Sara Pawlowski. “Bullying”. Child Adolesc Psychiatr Clin N Am. 2016 Apr;25(2):235-42. doi: 10.1016/j.chc.2015.12.002.
3- Ryu Takizawa, Barbara Maughan, et al. “Adult Health Outcomes of Childhood Bullying Victimization: Evidence From a Five-Decade Longitudinal British Birth Cohort”. Am J Psychiatry. 2014 Jul;171(7):777-84. doi: 10.1176/appi.ajp.2014.13101401.
4- What to do if your child is being bullied, www.familylives.org.uk, retrieved on 23 July 2023.
5- Bullying Help: 8 Steps If Your Child Is Bullied at School, www.understood.org, retrieved on 23 July 2023.