كيف أتخلص من التوتر المفاجئ؟
لا شك أن الجميع يعاني من التوتر من وقت لآخر، ولكن خلال الحياة اليومية يمكن أن يواجه بعض الأشخاص لحظات من التوتر المفاجئ دون سابق إنذار، ويمكن أن يأتي هذا التوتر المفاجئ دون سبب واضح، مما يتركك في حالة من الارتباك وعدم الراحة، وقد يؤثر هذا التوتر المفاجئ على الأداء والصحة النفسية والجسدية.
في هذا المقال، سنستكشف أسباب التوتر المفاجئ وسنوفر بعض الاستراتيجيات الفعالة للتخلص منه والعودة إلى الهدوء والاستقرار.
ما هو التوتر وما هو الفرق بينه وبين التوتر المفاجئ؟
التوتر هو استجابة الجسم الجسدية والنفسية الطبيعية للتحديات أو التغييرات الناتجة عن ضغوط محيطة، ويمكن أن يتجلى التوتر في الشعور بالقلق والاستجابة العصبية والتوتر العضلي، ولكن يعتبر التوتر في بعض الحالات ذو أثر إيجابي؛ لأنه يساعدك في التغلب على العقبات ودفع نفسك إلى مستويات جديدة للنمو والتقدم.
بينما التوتر المفاجئ يشير إلى حالة التوتر التي تحدث فجأة ومن دون سابق إنذار، نتيجة التعرض لحدث مؤلم سابقًا، إذ يمكن أن ينتاب الشخص شعور بالتوتر في أي وقت ومن دون أعراض سابقة، مما يتسبب في ضيق وارتباك مفاجئ للشخص، وقد يكون له تأثير سلبي على الصحة العامة والعملية اليومية.
وقد أظهرت نتائج a study (Sahebkar et al., 2017) أن التوتر يمكن أن يؤدي إلى تفاقم العديد من الحالات المرضية وإضعاف عمل أجهزة الجسم المختلفة إذ يمكن أن يكون له تأثيرات مختلفة على الجسم تتراوح من حدوث تغيرات في توازن الجسم العام إلى تأثيرات تهدد الحياة.
ما هي أسباب التوتر المفاجئ؟
قد تكون أسباب التوتر المفاجئ مجهولة بالنسبة للشخص ذاته، مما يجعله غير قادر على تحديد الأسباب التي أدت إلى شعوره بالتوتر، وقد بينت نتائج a study (Barone et al., 2012) أن هناك ما يقارب من 14% إلى 33% من الأشخاص الذين تعرضوا لحدث مؤلم يصابون بالتوتر المفاجئ.
ولكن لكل فعل رد فعل، إذ تكمن أسباب التوتر المفاجئ نتيجة التعرض لحدث مؤلم، ويمكن أن تظهر الأعراض بعد شهر من هذا الحدث، وفيما يلي أكثر الأسباب الشائعة للتوتر المفاجئ:
- التعرض لكوارث الطبيعية، مثل: الإعصار أو الحرائق أو الفيضانات.
- التعرض لاعتداء جسدي أو لفظي.
- مشاهدة الأذى الجسدي.
- التعرض لحوادث خطيرة، كحادث سيارة.
- التعرض لإصابة خطيرة أو مرض مفاجئ.
- الحرب.
- فقدان أحد الأفراد المقربين.
كيف يمكنك التخلص من التوتر المفاجئ؟
إن التوتر ليس له تشخيصًا طبيًا محددًا، ولا يوجد علاج محدد له، ولكن يركز علاج التوتر على تغيير الوضع، وتطوير مهارات معينة للتعامل مع التوتر، وفيما يلي بعض الطرق للتخلص من التوتر المفاجئ:
Psychotherapy
يعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أحد أكثر أشكال العلاج النفسي شيوعًا المستخدمة للأشخاص الذين يعانون من التوتر، فهو علاج قصير المدى وموجه ليساعد الأشخاص على تغيير أفكارهم وسلوكياتهم لتحسين مزاجهم وأداءهم، وقد أشارت a study أن العلاج السلوكي المعرفي يستند إلى فكرة أن الأفعال أو المشاعر السلبية هي نتائج حالية لمعتقدات أو أفكار مشوهة أو سلبية، لذا فإن هذا العلاج يساعد على تطوير أنماط تفكير صحية من خلال إدراك الأفكار السلبية وغير الواقعية واستبدالها بأخرى صحية.
العلاج بالأدوية
لا يعد استخدام الدواء عادةً هو الخط الأول من العلاج الذي يتم أخذه في الاعتبار عند علاج التوتر المفاجئ. ومع ذلك، في بعض الحالات الشديدة، يمكن استخدامه جنبًا إلى جنب مع العلاج النفسي.
يُعتبر علاج التوتر المفاجئ بالأدوية مسألة تتطلب استشارة طبية من قبل متخصص في الرعاية الصحية، ويعتمد العلاج الدوائي على عدة عوامل، بما في ذلك شدة التوتر المفاجئ وتأثيره على حياة الشخص، لذا يمكن للأطباء المتخصصين في الصحة النفسية أو الطب النفسي أن يقدموا خيارات العلاج المناسبة.
ما هي الاستراتيجيات الفعالة للتخلص من التوتر المفاجئ؟
يمكنك تجنب التوتر المفاجئ أيضًا من خلال ممارسة بعض الاستراتيجيات اليومية، بما في ذلك:
ممارسة الرياضة
عند ممارسة التمارين الرياضية، يتم تحرير الهرمونات في الجسم مثل: الإندورفينات التي تعمل على تحسين المزاج وتقليل التوتر، في a study (Bower et al., 2018) هدفت إلى تقييم دور استخدام التمارين الرياضية عالية الكثافة ومنخفضة الكثافة في علاج التوتر، وشملت الدراسة خطة دقيقة لممارسة تمرينات هوائية بكثافة عالية ومنخفضة لمدة أسبوعين على الأقل بمشاركة 675 شخص يعاني من التوتر، وأشارت النتائج أن التمارين الهوائية هي خيار علاجي فعال وقابل للتطبيق لعلاج التوتر.
ممارسة الاسترخاء
إن ممارسة الاسترخاء هو أداة فعالة لعلاج التوتر وتحقيق الهدوء النفسي، وإن ممارسة الاسترخاء بشكل منتظم يساعد على تهدئة العقل وتخفيف التوتر المفاجئ، إذ يساعد في تحسين الوعي وتقبل الأحداث دون تقييمات سلبية، ويمكن ممارسة الاسترخاء من خلال الاستماع إلى الموسيقى، إذ بينت نتائج a study (Nater et al., 2013) أن الاستماع إلى الموسيقى يقوي القدرة على التركيز والتفكير الإيجابي وتحسين الاستجابة للتحديات والضغوط وخفض مستويات التوتر في الجسم.
اتباع نظام غذائي صحي
إن تناول نظام غذائي متوازن يحتوي على الفواكه والخضروات والأسماك والمكسرات يزود الجسم بالعناصر الغذائية التي يحتاجها لتنظيم مستويات التوتر، ففي a study (Mengue et al., 2021) شملت 1270 مشارك، تم تصنيف الأطعمة إلى أربع مجموعات: المشروبات السكرية، الأطعمة السكرية، الأطعمة المعلبة، أو الأطعمة المجمدة، وأشارت النتائج إلى وجود صلة بين مستويات التوتر العالية والمفاجئة والاستهلاك المفرط لهذه الأصناف من الأطعمة.
هناك العديد من العوامل الخارجية في عالمنا التي يمكن أن تساهم في التوتر، على الرغم من أننا لا نستطيع السيطرة على العديد من هذه الأمور، إلا أنه يمكننا التعامل بسهولة مع التوتر الذي نواجهه إذا تعلمنا طرقًا صحية للتعامل معه وتقليل تأثيره على حياتنا اليومية، ويمكنك التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق لبيه لمساعدتك على تجاوز مشاعر التوتر المفاجئ بأفضل الطرق الممكنة.
المراجع
1- Yaribeygi H, et al. The impact of stress on body function: A review. EXCLI J. 2017 Jul 21;16:1057-1072. doi: 10.17179/excli2017-480.
2- Kavan MG, et al. The physician’s role in managing acute stress disorder. AFP. 2012;86(7):643-649.
3- Hofmann SG, et al. The efficacy of cognitive behavioral therapy: A review of meta-analyses. Cognit Ther Res. 2012;36(5):427-440. doi:10.1007/s10608-012-9476-1.
4- Aylett E, Small N, Bower P. Exercise in the treatment of clinical anxiety in general practice – a systematic review and meta-analysis. BMC Health Serv Res. 2018;18(1):559. doi:10.1186/s12913-018-3313-5
5- Thoma MV, et al. The effect of music on the human stress response. PLoS ONE. 2013;(8)8:e70156. doi:10.1371/journal.pone.0070156
6- Lopes Cortes M, et al. Unhealthy Food and Psychological Stress: The Association between Ultra-Processed Food Consumption and Perceived Stress in Working-Class Young Adults. Int J Environ Res Public Health. 2021 Apr 7;18(8):3863. doi: 10.3390/ijerph18083863.