Book Instant Session

Need a session ASAP? Book it in 5 minutes

كيف يساعد الجو العائلي في استقرار الصحة النفسية؟

تلعب البيئة العائلية والاجتماعية المحيطة بنا دورًا مهمًا في استقرار الصحة النفسية، ولا شك أن تطور الفكر والسلوك البشري مرتبط بشكل كبير بالبيئة المحيطة، حيث أن له تأثيرًا مباشرًا على كيفية شعور الأفراد وتفكيرهم وتصرفهم، وعندما يتعلق الأمر باستقرار الصحة النفسية، فإن بيئتك مهمة أكثر مما تعتقد، وبالتالي فإن الأماكن التي تقضي فيها الكثير من الوقت كالمنزل يمكن أن يكون لها تأثير كبير على صحتك النفسية.

كيف يمكن أن تؤثر البيئة العائلية على الصحة النفسية؟

تؤثر نوعية البيئة العائلية على بنية الدماغ ووظيفته، إذ بينت a study (Bick.2016) تأثير التجارب السلبية التي يمكن أن يعيشها الأطفال ضمن عائلاتهم على تطور الدماغ، وشملت نوعين من التجارب التي يعيشها الأطفال وهي:

  1. تعرض الطفل لسوء المعاملة في بيئته الأسرية.
  2. تعرض الطفل للحرمان النفسي والاجتماعي الشديد.

أشارت النتائج أن الأطفال الذين نشأوا في بيئات غير مستقرة لديهم تراجع في نمو الدماغ، ما يزيد من مخاطر مشاكل الذاكرة، وصعوبات التعلم، والاضطرابات السلوكية.

من جهة أخرى، يمكن أن تؤثر العوامل البيئية ضمن العائلة أيضًا على الصحة النفسية، إذ بينت دراسة أن الصحة النفسية للإنسان تنشأ من تفاعل عدة عوامل، كالعوامل الوراثية ونمط الحياة وظروف السكن المحيط به، وأن الاضطرابات الناتجة عن هذه العوامل كارتفاع مستويات التوتر والقلق، أو الإصابة بالاكتئاب لها عواقب وخيمة على نوعية الحياة وتمثل تحديات جدية للبلدان المتقدمة والنامية.

كيف يساعد الجو العائلي في استقرار الصحة النفسية؟

يعد المنزل أكثر من مجرد مكان للنوم، فهو عبارة عن مزيج من العوامل مثل: بيئة هذا المكان وطبيعة الأشخاص من حولك، ويوفر الجو العائلي السليم العديد من الآثار الإيجابية على الصحة النفسية، ومنها ما يلي:

1- تقليل التوتر:

إن الشخص الذي يعيش ضمن بيئة داعمة وسليمة وقادرة على إظهار الحب والدفء يكون أقل تأثرًا بالضغوط النفسية، وأكثر قدرة على مواجهة الإجهاد والتوتر، إذ يرتبط وجود الشخص ضمن بيئة عائلية غير مستقرة بالشعور بالقلق والتوتر، والذي يساهم في زيادة إنتاج هرمون الكورتيزول، وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالتوتر.
in a study (Sophie.2020) هدفت إلى الإشارة إلى الارتباط بين اضطرابات القلق ومؤشرات الكورتيزول المختلفة، وشملت الدراسة 1427 مشارك، 774 منهم يعانون من اضطرابات القلق، أظهرت النتائج استجابة أكبر لتحفيز إنتاج الكورتيزول عند الأشخاص الذين يعانون من القلق أو اضطرابات أخرى كالاكتئاب.

2- القدرة على التعافي:

إن التواجد في جو عائلي سليم له دور أيضًا في قدرة الشخص على التعافي من الأمراض وPsychological disorders أو الجسدية، وهو الأمر الذي يساهم في الحفاظ على توازن واستقرار الصحة النفسية، لأن الدعم العاطفي من العائلة يمكن أن يقطع شوطًا طويلاً نحو مساعدة الشخص على التعافي من أي اضطراب أو مرض.

3- الالتزام بسلوكيات صحية:

تساعدك العلاقات العائلية المتوازنة على اتباع نمط حياة صحي وشامل لكل تفاصيل الحياة، فإذا كان أفراد العائلة يشجعونك على اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة، والابتعاد عن التدخين، وما إلى ذلك، فمن المرجح أن تحذو حذوهم، الأمر الذي ينعكس على شعورك بالرضا والانضباط الذاتي.

 بينت a study (Thomas.2017) أن العلاقات الأسرية السليمة ضرورية لسلامة الصحة النفسية للفرد على مدار الحياة، ويمكن أن توفر العلاقات الأسرية المتوازنة جميع الأدوات التي تساعدك في التغلب على التوتر، والانخراط في سلوكيات صحية، ما يؤدي في النهاية لاستقرار صحتك النفسية لفترة أطول من الزمن.

4- احترام الذات:

إن الأشخاص الذين لديهم علاقات قوية وداعمة ضمن العائلة، هم أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب أوتدني احترام الذات، فعلى سبيل المثال: الأطفال الذين نشأوا وسط نزاعات شديدة ضمن العائلة كالخلافات بين الأبوين يتكون لديهم وجهات نظر سلبية تجاه حياتهم، وهم أيضًا أكثر عرضة لرؤية أنفسهم بطريقة سلبية.

  بينت a study نشرت في مجلة الشباب والمراهقة أن الأطفال المعرضين للنزاعات الأبوية هم أكثر عرضة لشعورهم بنقص احترام الذات، وبالتالي يعتقد هؤلاء الأطفال أنهم غير أكفاء وليس لديهم قيمة في محيطهم، وبالتالي فإن البيئة العائلية لها دور أساسي في تعزيز احترام الذات للفرد.

إن الصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع الإجهاد والتوتر، وتعد العلاقات الأسرية السليمة مصدرًا أساسيًا لتوازن الصحة النفسية، ولا يمكن إنكار دور الأسرة في الحفاظ على استقرار الصحة النفسية، لأن معظم العلاجات الطبية النفسية اليوم غالبًا ما تعتمد على دور الأسرة في دعم خطة العلاج.

Bick J, Nelson CA. Early adverse experiences and the developing brain. Neuropsychopharmacol. 2016;41:177-196. doi:10.1038/npp.2015.252

Helbich M. Mental health and environmental exposures: An editorial. Int J Environ Res Public Health. 2018;15(10):2207. doi:10.3390/ijerph15102207

Salivary Cortisol Levels in Persons With and Without Different Anxiety Disorders, Vreeburg, Sophie A. MD; Zitman, Frans G. MD, PhD; van Pelt, Johannes PhD; DeRijk, Roel H. PhD; Verhagen, Jolanda C. M. BSc; van Dyck, Richard MD, PhD; Hoogendijk, Witte J. G. MD, PhD; Smit, Johannes H. PhD; Penninx, Brenda W. J. H. PhD,

Psychosomatic Medicine 72(4):p 340-347, May 2010. | DOI: 10.1097/PSY.0b013e3181d2f0c8

Family Relationships and Well-Being, Patricia A Thomas, PhD,1 Hui Liu, PhD,2 and Debra Umberson, PhD3, Published online 2017 Nov 11. doi: 10.1093/geroni/igx025

Self-Esteem in Children Exposed to Intimate Partner Violence: a Critical Review of the Role of Sibling Relationships and Agenda for Future Research, J Child Adolesc Trauma. 2018 Sep; 11(3): 339–351. Published online 2017 Aug 12. doi: 10.1007/s40653-017-0180-x

تلعب البيئة العائلية والاجتماعية المحيطة بنا دورًا مهمًا في استقرار الصحة النفسية، ولا شك أن تطور الفكر والسلوك البشري مرتبط بشكل كبير بالبيئة المحيطة، حيث أن له تأثيرًا مباشرًا على كيفية شعور الأفراد وتفكيرهم وتصرفهم، وعندما يتعلق الأمر باستقرار الصحة النفسية، فإن بيئتك مهمة أكثر مما تعتقد، وبالتالي فإن الأماكن التي تقضي فيها الكثير من الوقت كالمنزل يمكن أن يكون لها تأثير كبير على صحتك النفسية. كيف يمكن أن تؤثر البيئة العائلية على الصحة النفسية؟ تؤثر نوعية البيئة العائلية على بنية الدماغ ووظيفته، إذ بينت دراسة (Bick.2016) تأثير التجارب السلبية التي يمكن أن يعيشها الأطفال ضمن عائلاتهم على تطور الدماغ، وشملت نوعين من التجارب التي يعيشها الأطفال وهي: تعرض الطفل لسوء المعاملة في بيئته الأسرية. تعرض الطفل للحرمان النفسي والاجتماعي الشديد. أشارت النتائج أن الأطفال الذين نشأوا في بيئات غير مستقرة لديهم تراجع في نمو الدماغ، ما يزيد من مخاطر مشاكل الذاكرة، وصعوبات التعلم، والاضطرابات السلوكية. من جهة أخرى، يمكن أن تؤثر العوامل البيئية ضمن العائلة أيضًا على الصحة النفسية،...

هذا المقال يتضمن معلومات علمية مُدققة، ومحتوى حصري لمدونة لبيه

للحصول على مزيد من المقالات ، واكمال قراءة هذا المقال. اشترك في قائمتنا البريدية
887

Book Instant Session

Need a session ASAP? Book it in 5 minutes

مختصين مقترحين لمساعدتك
Share the article
Your impression of the article
Very useful
-
Useful
-
Normal
-
Not useful
-
كيف أتعامل مع ابني المصاب باضطراب ثنائي القطب؟
Next article

كيف أتعامل مع ابني المصاب باضطراب ثنائي القطب؟

ما تأثير مشاكل الأبوين على الصحة النفسية للطفل؟
Previous article

ما تأثير مشاكل الأبوين على الصحة النفسية للطفل؟

كاتب المقال
فريق لبيه المقالات : 999
Related articles
لماذا أشعر بالحزن بلا سبب ؟
لماذا أشعر بالحزن بلا سبب ؟
كيف تتخلص من إدمان العادة السرية؟
كيف تتخلص من إدمان العادة السرية؟
كيف أتخلص من التفكير الزائد والتشتت؟
كيف أتخلص من التفكير الزائد والتشتت؟
الوسواس القهري في الدين وأهم أسبابه وطرق علاجه
الوسواس القهري في الدين وأهم أسبابه وطرق علاجه
تأثير السوشيال ميديا في حياتنا وآثارها على الفرد والمجتمع والشباب
تأثير السوشيال ميديا في حياتنا وآثارها على الفرد والمجتمع والشباب
مشاهدة الأفلام الإباحية وأثرها على الصحة النفسية
مشاهدة الأفلام الإباحية وأثرها على الصحة النفسية
علاج الخوف عند الاطفال ليتعلم الكبار طرق دعم الصغار واحتواء مشاعرهم
علاج الخوف عند الاطفال ليتعلم الكبار طرق دعم الصغار واحتواء مشاعرهم
علاج المخاوف الوسواسية
علاج المخاوف الوسواسية
هل يمكن أن يحدث التوحد عند الكبار؟ وكيف يعالج؟
هل يمكن أن يحدث التوحد عند الكبار؟ وكيف يعالج؟
كيف تتخلص من جلد الذات؟ وكيف تتعامل معه بطريقة صحيحة؟
كيف تتخلص من جلد الذات؟ وكيف تتعامل معه بطريقة صحيحة؟
6 طرق للتعامل مع الشعور بالذنب وجلد الذات
6 طرق للتعامل مع الشعور بالذنب وجلد الذات
كيف أحب ذاتي؟
كيف أحب ذاتي؟
الشعور بالنقص
الشعور بالنقص
كيف أتعامل مع الزوج النرجسي؟
كيف أتعامل مع الزوج النرجسي؟
أهم طرق علاج المخاوف المرضية وأعراضها وأسباب الإصابة بها
أهم طرق علاج المخاوف المرضية وأعراضها وأسباب الإصابة بها