كيف نتعامل مع الوسواس القهري الديني؟
يعاني المصاب بالوسواس القهري الديني من بعض الوساوس المرتبطة بعقيدته، فيصبح متشككًا في إيمانه، فتجد الشخص يغسل يديه كثيرًا ويعيد الوضوء إذا اقترب من شيء ينقض وضوءه، أو أن يعيد الصلاة من جديد إذا تسرب إليه الشك في صحتها.
يعاني المصاب بهذا الاضطراب من شكوك وهوس بالأمور الدينية وأفكار ومعتقدات تكفيرية غير مرغوب فيها، إضافةً إلى سلوكيات دينية قسرية قهرية، والتي تسبب للمصاب القلق والانزعاج الدائمين،
يعاني ما بين 5 إلى 33% من المصابين الوسواس القهري الديني من الشك والحيرة، وقد ترتفع هذه النسبة إلى نحو 50 أو 60% عند المصابين الذين ينتمون إلى ثقافات ومجموعات دينية متشددة. حتى المصابين غير المتدينين قد يعانون أيضًا من الشك والحيرة، نظرًا لقلقهم من التعرض للشبهات أو الخطر أو الإساءة من دون قصد للآخرين، ويخافون من أن يُعاقبوا على أفكارهم وأفعالهم.
أمثلة عن أفكار سلوكيات المصاب بالوسواس القهري الديني
يمكن أن يظهر الوسواس القهري الديني بعدة أشكال وطقوس، على سبيل المثال:
- خوف المصاب من عدم وجود إيمان كافٍ لديه.
- خوف المصاب من ذهابه إلى الجحيم.
- الخوف من الإثم.
- وجود أفكار غير لائقة حول الدين.
- محاربة الأفكار المتطفلة.
- تكرار الصلاة في حال تشتت انتباه المصاب أو إذا شعر بأنه لم يؤدِّها على نحو صحيح.
- قد يشكك المصاب بدوافعه في مواقف عديدة.
- سؤال المصاب للآخرين بشكل دائم عما إذا كانت تصرفاته صحيحة أم لا.
- يحلل المصاب سلوكه طوال اليوم ليتأكد من تصرفاته.
هل للدين علاقة بحدوث هذا الاضطراب؟
ليس هناك دين واحد يسبب الوسواس القهري الديني، فقد يكون المصاب مؤمنًا بشدة بدينه، ولكنه يجد صعوبة في التعامل مع بعض أفكاره ومخاوفه، مع شعور كبير جدًا بالمسؤولية الشخصية. بشكل عام، عادةً ما تكون أسباب الوسواس القهري مختلفة وعديدة، فقد تلعب العوامل الوراثية دورًا في حدوثه، إضافة إلى عوامل نفسية قد تكون مرتبطة بمرحلة الطفولة.
علاج الوسواس القهري الديني
لن يُطلب من المصاب بهذا الوسواس التخلي عن دينه أو معتقداته عند خضوعه إلى العلاج، وإنما سيتم توجيهه لأساليب وطرق للتغلب على وساوسه والعيش في إطار عقيدته وتقاليده الدينية، واكتساب فهم أكثر صحة وواقعية لمعتقداته.
يجب أن تفسَّر أعراض المصاب وتُشرَح طبيعتها إليه جيدًا، إضافة إلى تشجيعه وطمأنته، كأن نقول له إنه غير محاسب أو مسؤول عن وساوسه أمام الله، وهذا يساعد في علاج هذا الاضطراب. يُفضل اتباع نهج علاجي شامل في علاج الوسواس القهري الديني وتدبيره، إذ إن استخدام مزيج من العلاجات العلمية والنفسية والدينية يمكنه أن يعالج الشخص بشكل كامل، وذلك أفضل من العلاج المفرد الذي قد يفشل، إما بسبب عدم دراية المعالجين التقليديين بدين المصاب بشكل كافٍ، وإما لأن المصاب لا يثق بعلاجاتهم العلمية، ويمكن أيضًا أن تفشل العلاجات الدينية في حال استخدامها لوحدها، لأنها عادةً ما تقوم بالتركيز على صحة المصاب الروحية فقط، بدلًا من صحته النفسية والعقلية.
من أجل ذلك، يتضمن علاج هذا الاضطراب اتباع العلاج السلوكي المعرفي، الذي يعلم المصابين بتحديد سلوكياتهم السلبية وفهمها، ويعلمهم مهارات حل مشكلاتهم وزيادة العادات الإيجابية لديهم. وفي بعض الحالات، يتم الجمع بين العلاجين الدوائي والسلوكي المعرفي.
تشمل بعض العلاجات الشائعة ما يلي:
العلاج بالتعرض ومنع الاستجابة:
وهو أسلوب علاجي فعال، يتم فيه تعريض المصاب الذي يعاني من الوسواس القهري الديني لأفكاره ووساوسه المزعجة، ثم تعلمه كيفية مقاومة رغبته في أداء الأفعال القسرية أو القهرية، ما يساعد المصاب مع مرور الوقت على تقليل وساوسه وأفعاله القهرية، واستعادة السيطرة على حياته بشكل جيد.
في هذا النمط من العلاجات، يتم تعريض المصاب لما يخيفه على نحو متكرر دون ممارسة أي أفعال قهرية. على سبيل المثال، تُمنع الصلاة عن المصاب لمدة 3 ساعات.
ممارسة تمارين التأمل واليقظة:
وهي تعد مفيدة جدًا في تقليل أفكار المصاب المتطفلة، ومخاوفه المليئة بأفكار وسيناريوهات غريبة.
العلاج الدوائي:
قد تكون الأدوية مفيدة أيضًا في علاج المصابين بالوسواس القهري الديني، ولكن قد يستغرق الأمر القليل من الوقت. تساعد الأدوية المصاب على مقاومة أعراض الوسواسية، وتسهل عليه اندماجه مع مجتمعه اجتماعيًا ومهنيًا. من أمثلة الأدوية التي قد تستخدم في العلاج: مضادات الاكتئاب، المهدئات من أجل تخفيف القلق.
للحصول على معلومات أوسع حول الوسواس القهري الديني وطرق علاجه يمكنكم التواصل مع فريقنا من خبراء الصحة النفسية عبر تطبيق لبيه.