Book Instant Session

Need a session ASAP? Book it in 5 minutes

طفلي يسب الآخرين، كيف أتعامل معه؟

تحمل اللغة والكلمات في مكنوناتها طاقة مميزة، قادرة في مواقف معينة على إلحاق الضرر والأذى، وفي مواقف أخرى على شفاء الآلام وتسكينها. يقابل الطفل في طريق تعلمه اللغة وتطوير مهاراته كلمات وعبارات كثيرة، يتعرف عليها من مصادرة متنوعة من العائلة أو المدرسة أو الإنترنت، ويبدأ باستيعابها وفهمها خطوة بخطوة خلال مسيرة نموه، وهذا يتضمن استخدام كلمات غير محبذة وسليمة. 

عند استخدام الطفل لكلمات غير محببة لا يجب أن تدع الذعر والإحراج يتملكك، بل يجب أن تركز على تعليم الطفل كيف يكون الاستخدام السليم للغة وأهمية احترام الآخرين. تعرف معنا في هذا المقال كيف يمكنك التعامل مع طفلك عندما يشتم أو يسب.

لماذا قد يسب الأطفال؟

يمتلك الأطفال فضولًا كبيرًا وقويًا تجاه العالم المحيط بهم، ويدفعهم سلوكهم هذا إلى استكشاف الكثير من الأشياء وتجريب العديد من السلوكيات والأفعال، خاصة تلك التي تجذب اهتمام وانتباه الآخرين تجاههم، وتتمتع الشتائم والمسبات بقوة جذب قوية، سيجربها الأطفال حتمًا عندما يكتشفون تأثيرها.

يتعرف الأطفال على الشتائم من العديد من المصادر التي يقابلونها في حياتهم اليومية، ويبدو أنه من المستحيل حمايتهم كليًا من التعرض لهذه الكلمات والألفاظ في حياتهم، إذ أثبتت الدراسة (Nicolau et al., 2014) أن هذه الكلمات سوف تتسرب مع مرور الوقت إلى قاموسهم اللغوي، وتصبح جزءًا من حياتهم. 

يميل الطفل في كثير من الأوقات إلى تجريب فعل الشتم مع أنه لا يفهم المعنى العميق للكلمة، وكيفية تأثيرها على مشاعر المتلقي والمحيطين، فكل ما يفهمه الطفل هو أن هذه الكلمة تمنحه انتباهًا كبيرًا من الآخرين.

أيضًا، من المهم فهم أن الطفل عندما يشتم، لا يكون طفلًا سيئًا، ولا يقصد الخبث أو المعنى المؤذي والمشين من الشتيمة التي تلفظ بها، فهو حقًا ما زال صغيرًا على استيعاب المعاني المتعلقة بالشتائم، وكل ما يفعله هو تقليد شخص آخر قد شتم سواء أكان صديقًا في المدرسة أو شخصًا بالغًا في العائلة أو برنامجًا على التلفاز أو الانترنت.

كيف نتعامل مع الطفل عندما يسب؟

من الطبيعي أن تشعر بالقلق والإحراج عندما ترى طفلك يتلفظ بشتيمة أو مسبة لا تليق بعمره وبراءته، وتشعر بالحيرة من أين أتى بهذه الكلمات والألفاظ، وكيف يجب أن تتعامل معه، وهل أخطأت في تعليمه احترام الآخرين؟

قبل كل شيء، عليك ألا تتوتر أو تقلق أو تظن في نفسك أو في طفلك السوء. في الحقيقة، وحسب a study (Coetzee et al.,2018)، يعد موضوع الشتائم والكلام المسيء الذي يتلفظ به الأطفال، موضوعًا شائعًا للغاية يلاحظه جميع من يعتني بطفل صغير، وهو يحتل مساحة لا بأس بها في الاجتماعات العائلية بين الأهل. إليك فيما يلي مجموعة من الخطوات التي تساعدك على التعامل مع طفلك عندما يشتم أو يسب:

1- البقاء هادئًا: يفهم الأطفال الاهتمام والانجذاب الكبير المحيط بالشتائم في حالتين، الأولى عندما يرون شخصًا غاضبًا يصرخ ويشتم ويجذب الجميع نحوه، والثانية عندما تسبب شتيمة من طفل أو بالغ انجذاب الآخرين تجاه هذا الشخص، يريد الأطفال بعضًا من هذا الاهتمام، رغم أنهم لا يفهمون المعنى الأساسي للشتيمة.
إن الخطوة الأولى عندما يشتم الطفل، هو عدم إعطائه الاهتمام والانجذاب الذي يتوقعه من فعله هذا. ابتعد عن الصراخ أو التهديد أو الاندهاش أو النهر، وابق حياديًا وهادئًا في تعاملك.

2- شرح معنى الشتيمة: إن التواصل الفعال بينك وبين طفلك أساسي جدًا في ضمان علاقة جيدة تستطيع عبرها فهمه وتعليمه، ويستطيع من خلالها التعلم منك واللجوء إليك.

 يتلقى الطفل في العصر الحديث المعلومات والثقافة بأنواعها من مصادر كثيرة وعديدة، ولا يمكن حمايته من كل شيء قد يتعرض له، لهذا يبقى التواصل الفعال بينك وبينه هو الأساس في تعليمه وحمايته. 

استخدم مواقف الشتيمة والإهانة في صالح بناء علاقة وطيدة مع طفلك، واشرح له بكل صبر ومحبة أن مثل هذه الكلمات تحمل أثرًا ضارًا ومؤذيًا للآخرين لا يجب التلفظ به، وأنها تجرح وتقلل من محبة واحترام وثقة الآخرين بنا.

3- تقديم بدائل مناسبة للشتائم: سوف يتعلم الأطفال الشتائم عاجلًا أم آجلًا، ولا يرتكز الحل في ترك الأمور تأخذ مجراها، بل في تعليم الأطفال أن الشتائم أمر غير أخلاقي، وتوفير طرق بديلة للتعبير عن المشاعر التي تحرض هذه الشتائم مثل: شعور الغضب، والذي وجدت a study (Suganob-Nicolau et al., 2016)، أنه أكثر شعور مرتبط بإلقاء الشتائم والمسبات عند الأطفال. 

استخدم كلمات بديلة غير حادة ولاذعة في معناها ولفظها عند اختبارك شعور الغضب، إذ سوف يتعلمها طفلك تلقائيًا منك، وكن مبدعًا ولا تتقيد بقوانين عند تفكيرك بمثل هذه الكلمات. عندما يشتم طفلك بكلمة غير لائقة، اشرح له -مثلما ذكرنا سابقًا- خطأ هذه الكلمات، واقترح عليه كلمات مناسبة يعبر بها عن مشاعره.

4- الانتباه إلى ما تقوله: يتعلم الأطفال، بشكل مباشر وغير مباشر من أهلهم، لذلك من المهم جدًا استيعاب التأثير الكبير الذي يملكه الأب والأم على الطفل، والانتباه إلى ما يتلفظون به ويقومون به أمامهم، حتى لو كانت أعمارهم صغيرة. 

وجدت a study (Suganob-Nicolau et al., 2016)، أن الأم تعد المصدر الأكبر في تعلم الطفل للشتائم، نظرًا لتعلقه الشديد بها؛ لهذا يجب الانتباه، سواء من قبل الأب أو الأم، إلى جميع ما يتم التلفظ به والتصرف وفقه أمام الأطفال.

يتلفظ الطفل في كثير من الأحيان بشتيمة وهو لا يعرف معناها حقًا، وكل ما يعرفه هو الانتباه الذي تحققه، والشعور الذي يرتبط بهذه الشتيمة، والتي قد رأى الآخرين يستخدمونها. ابقّ هادئًا، واشرح لطفلك خطأ هذه الشتيمة، وعلمه بدائل سليمة للتعبير عن مشاعره، ولا تتردد في التواصل مع معالجك النفسي عبر تطبيق لبيه لمساعدتك على تطوير الطرق المناسبة للتعامل مع طفلك وتربيته.

الدراسات

1.   Nicolau, M. F. S., & Sukamto, K. E. (2014). Male and female attitudes towards swear words: A case study at binus international school. kata, 16(2), 71-76.

2.   Coetzee, F. (2018). Hy leer dit nie hier nie (‘He doesn’t learn it here’): talking about children’s swearing in extended families in multilingual South Africa. International Journal of Multilingualism, 15(3), 291-305.

3.   Suganob-Nicolau, M. F. (2016). Swear words among young learners: A case study of the elementary students. Indonesian JELT, 11(2), 117-132.

تحمل اللغة والكلمات في مكنوناتها طاقة مميزة، قادرة في مواقف معينة على إلحاق الضرر والأذى، وفي مواقف أخرى على شفاء الآلام وتسكينها. يقابل الطفل في طريق تعلمه اللغة وتطوير مهاراته كلمات وعبارات كثيرة، يتعرف عليها من مصادرة متنوعة من العائلة أو المدرسة أو الإنترنت، ويبدأ باستيعابها وفهمها خطوة بخطوة خلال مسيرة نموه، وهذا يتضمن استخدام كلمات غير محبذة وسليمة.  عند استخدام الطفل لكلمات غير محببة لا يجب أن تدع الذعر والإحراج يتملكك، بل يجب أن تركز على تعليم الطفل كيف يكون الاستخدام السليم للغة وأهمية احترام الآخرين. تعرف معنا في هذا المقال كيف يمكنك التعامل مع طفلك عندما يشتم أو يسب. لماذا قد يسب الأطفال؟ يمتلك الأطفال فضولًا كبيرًا وقويًا تجاه العالم المحيط بهم، ويدفعهم سلوكهم هذا إلى استكشاف الكثير من الأشياء وتجريب العديد من السلوكيات والأفعال، خاصة تلك التي تجذب اهتمام وانتباه الآخرين تجاههم، وتتمتع الشتائم والمسبات بقوة جذب قوية، سيجربها الأطفال حتمًا عندما يكتشفون تأثيرها. يتعرف الأطفال على الشتائم من العديد من المصادر التي يقابلونها في حياتهم اليومية،...

هذا المقال يتضمن معلومات علمية مُدققة، ومحتوى حصري لمدونة لبيه

للحصول على مزيد من المقالات ، واكمال قراءة هذا المقال. اشترك في قائمتنا البريدية
562

Book Instant Session

Need a session ASAP? Book it in 5 minutes

مختصين مقترحين لمساعدتك
Share the article
Your impression of the article
Very useful
-
Useful
-
Normal
-
Not useful
-
كيف أعزز علاقاتي المهنية مع زملائي؟
Next article

كيف أعزز علاقاتي المهنية مع زملائي؟

كيف تهيئين طفلك نفسيًا للمدرسة؟
Previous article

كيف تهيئين طفلك نفسيًا للمدرسة؟

كاتب المقال
فريق لبيه المقالات : 999
Related articles
تأثير السوشيال ميديا في حياتنا وآثارها على الفرد والمجتمع والشباب
تأثير السوشيال ميديا في حياتنا وآثارها على الفرد والمجتمع والشباب
علاج الخوف عند الاطفال ليتعلم الكبار طرق دعم الصغار واحتواء مشاعرهم
علاج الخوف عند الاطفال ليتعلم الكبار طرق دعم الصغار واحتواء مشاعرهم
كيف أتعامل مع الزوج النرجسي؟
كيف أتعامل مع الزوج النرجسي؟
كيف أتعافى من آثار الطفولة المؤلمة؟
كيف أتعافى من آثار الطفولة المؤلمة؟
5 طرق لتقوية ثقة طفلك بنفسه
5 طرق لتقوية ثقة طفلك بنفسه
اكتئاب الحمل في الشهور الاخيره وأهم الأعراض وتأثيرها على الجنين وطرق العلاج
اكتئاب الحمل في الشهور الاخيره وأهم الأعراض وتأثيرها على الجنين وطرق العلاج
كيف تؤثر الإعلانات في سلوكنا ونصائح لعلاج آثارها السلبية على الأطفال والمراهقين
كيف تؤثر الإعلانات في سلوكنا ونصائح لعلاج آثارها السلبية على الأطفال والمراهقين
6 خطوات لتجاوز ألم الانفصال
6 خطوات لتجاوز ألم الانفصال
كيف أتصرف عند تعرض طفلي للتحرش؟
كيف أتصرف عند تعرض طفلي للتحرش؟
الوسواس القهري عند الأطفال: العوامل المؤهبة وطرق التدبير
الوسواس القهري عند الأطفال: العوامل المؤهبة وطرق التدبير
علاج الأطفال بعد صدمة التحرش
علاج الأطفال بعد صدمة التحرش
تأثير الإهمال الوالدي في الطفولة على حياة الفرد
تأثير الإهمال الوالدي في الطفولة على حياة الفرد
اكتئاب الحمل
اكتئاب الحمل
كيف يمكنني علاج التأتأة أو التلعثم؟
كيف يمكنني علاج التأتأة أو التلعثم؟
كيف يمكن علاج القلق الاجتماعي عند المراهقين؟
كيف يمكن علاج القلق الاجتماعي عند المراهقين؟