كيف أضع حدودًا في علاقتي مع شريكي؟
يمكن أن تساعدك الحدود في علاقتك مع الآخرين في الحفاظ على سلامة شخصيتك ومساحتك الخاصة، حيث يعتبر وضع حدود صحية في علاقاتك، سواء كنت تتعامل مع زوجتك أو أفراد العائلة والأصدقاء وزملاء العمل، أساسيًا في تقوية العلاقات وتجنب الروابط غير الصحية وتحسين احترامك لذاتك وعيش حياة سعيدة.
ما هي أنواع الحدود في العلاقات؟
يلعب وضع الحدود الصحية دورًا كبيرًا في حماية نفسك من الأثار السلبية للعلاقات السامة، وهي تسمح لك بالحفاظ على شخصيتك المستقلة وحمايتك من الاستغلال أو التلاعب، بالإضافة إلى تشكيل علاقات متينة مع الشريك والعائلة والأصدقاء، كما تمكنك من السعي لتحقيق أهدافك الشخصية والتعاطف مع الآخرين.
قد تكون معرفة كيفية ومتى يجب عليك وضع حدود صحية وآمنة أمرًا صعبًا، لكنها تساهم بشكل كبير في دعم صحتك الجسدية والنفسية والعاطفية.
هناك عدة أشكال من الحدود التي يجب أخذها بعين الاعتبار في علاقتك مع الشريك، وتختلف هذه الأنواع فيما بينها:
1- الحدود العاطفية
تحمي الحدود العاطفية حق كل شريك في احترام جميع أفكاره ومشاعره وقيمه دون التقليل من شأنها أو السخرية منها أو تجاهلها. قد تشعر في كثير من الأحيان أنك مسؤول عن مشاعر الشريك، ولكن من المهم وضع حدود عاطفية؛ لتمييز ما هو واجب على الشريكين. تتضمن الحدود العاطفية تحمل مسؤولية مشاعرك، واحترام مشاعر شريكك.
2- الحدود الفكرية
تساعد الحدود الفكرية في حماية أفكار وآراء كل شريك. تعتبر الموافقة على الاختلاف مع احترام حق كل شريك في التعبير عن رأيه مثالًا على الحدود الفكرية الآمنة.
3- الحدود المادية
تساعد الحدود المادية الزوجين على احترام مساحتهم الشخصية بالإضافة إلى مشاركة أرائهم عن الخصوصية المادية، وهي تشمل أيضًا الجوانب المتعلقة بالاحتياجات الجسدية مثل: الطعام والماء والراحة والصحة.
4- الحدود الزمنية
تعني الحدود الزمنية احترام الزوجين لوقت بعضهما البعض، كما يمكن أن تشمل أيضًا وضع قيود على عدد المرات التي ترى فيها أنت وشريكك بعضكما البعض، وكيف ترغبان في قضاء وقتكما معًا، وبالتالي عدم الشعور بالالتزام بقضاء كل لحظة فراغ مع شريكك.
5- حدود التواصل
يمكن أن يفيد وضع حدود للتواصل في التعامل مع المشاكل الزوجية بشكل أفضل، وقد تشمل قواعد مثل: الابتعاد عن الشتائم واستغلال المشاكل السابقة، أو المغادرة بشكل مفاجئ أثناء الجدال.
ما هي فوائد وضع الحدود في العلاقات؟
توجد بعض الأسباب التي تجعل وضع حدود واضحة في علاقتك مع الشريك أمرًا مهمًا:
- تساعد في الحفاظ على الاستقلالية: يمكن أن تساعد الحدود الصحية في ضمان احترام شخصيتك وأفكارك ومشاعرك الخاصة. تساهم هذه الاستقلالية في تعزيز احترام الذات.
- الاحترام المتبادل: إن احترام ذاتك بما يكفي للدفاع عن نفسك ووضع حدود ثابتة هو الخطوة الأولى نحو كسب احترام شريكك وبناء علاقة صحية معه، حيث تشير a study (Auer-Spath, 2020)، التي اعتمدت على جمع بيانات أكثر من 155 شخص تتراوح أعمارهم بين 23-90 سنة، إلى أن الاحترام المتبادل يعتبر عاملًا حاسمًا في بناء العلاقات الصحية.
- تجنّب التلاعب: إذا كان الشركاء غير قادرين على الدفاع عن أنفسهم أو تحديد رغباتهم بوضوح، فقد ينتهي بهم الأمر في موقف يتم فيه استغلالهم أو التلاعب بهم.
- تساهم في تحديد التوقعات: يمكن أن يساعدك وضع حدود واضحة في رسم التوقعات عن مستقبل العلاقة وتحديد مسؤولياتك تجاه الشريك، ومن المهم أيضًا تحديد الوعود التي ترغب في الوفاء بها وما لا تشعر بالراحة في القيام به.
- تعزز التقارب بين الشريكين: يمكن أن تساعدك الحدود على توصيل احتياجاتك ورغباتك للشريك، مما يساعدك على الشعور براحة أكبر في العلاقة ويقربكما من بعضكما البعض.
كيف تضع حدودًا آمنة في علاقتك؟
أظهرت الدراسات وجود بعض الأساليب التي يمكن أن تساعدك على وضع حدود صحية مع شريكك:
1- كن واضحًا منذ البداية
من الأسهل بكثير أن يتم رسم الحدود من بداية العلاقة، بدلاً من مرور سنوات على إنشاء العادات والروتين واستنزاف كلا الشريكين عاطفيًا، ولكن يعتبر رسم الحدود بين الشريكين في أي وقت أفضل بكثير من ترك العلاقة تضعف تدريجيًا.
2- افهم حدودك
تأكد من أنك تفهم تمامًا ما هي حدودك، قبل محاولة إيصالها إلى الشريك. قد يكون من المفيد إجراء تقييم ذاتي لصقل حدودك الشخصية.
3- إيصال أفكارك بوضوح
يلعب التواصل دورًا هامًا في وضع حدود صحية والحفاظ عليها في العلاقة، حيث يجب أن يكون الشريكان منفتحين وصادقين ومباشرين في إيصال حدودهم الشخصية. أظهرت a study (Layner, 2016) شعور الشركاء الذين يعتمدون على الصراحة والتعبير عن مشاعرهم بشكل دائم بالرضا عن العلاقة، والسعادة في حياتهم الزوجية.
4- انتبه إلى حدود شريكك
يعتبر الاستماع إلى الشريك جانبًا مهمًا بشكل مشابه للتواصل عندما يقوم الشريكان بوضع حدودهم الخاصة. حاول أن تستمع إلى شريكك وتتفهم أفكاره، ويمكنك طرح الأسئلة للتوضيح إذا لزم الأمر.
5- تعلم أن تقول لا
يمكن أن يكون الرفض صعبًا في بعض المواقف، خاصة بالنسبة لشريكك، ومع ذلك حاول أن تكون صريحًا إذا كان هناك شيء لا تشعر بالراحة عند القيام به، فمن المهم أن تتعلم كيف تقول لا.
6- تذكر أنك تستحق الاحترام
على الرغم من أهمية معاملة الشريك بالحب واللطف والتسامح والاحترام، لكن من المهم أيضًا التأكد من أن شريكك يعاملك بنفس الطريقة لأنك لا تستحق أقل من ذلك.
يمكن أن يساعد إيصال احتياجاتك ورغباتك وتوقعاتك بشكل مباشر وصادق مع الشريك في زيادة التقارب وجعلك أكثر راحة في العلاقة، لكن قد يكون وضع الحدود أمرًا شاقًا أحيانًا؛ لذلك من المهم لكلا الشريكين أن يكونا متقبلين ومحترمين لحدود بعضهما البعض.
إذا شعرت أنك غير قادر على وضع حدود صحية مع شريكك، يمكنك استشارة طبيب أو معالج نفسي مختص لمساعدتك على وضع حدودك وإيصالها بشكل فعال إلى الشريك.
أو الاشتراك ببرنامج الحدود الآمنة في العلاقات بين الجنسين، من خلال تحميل تطبيق لبيه المجاني على هاتفك الذكي.
يتكون البرنامج من 4 مراحل مقسمة على 4 جلسات، ويهدف إلى بناء علاقات صحية واستقرار نفسي أفضل فيما يتعلّق بتعاملك مع الجنس الآخر. تضم مراحل البرنامج المواضيع التالية:
1- العلاقات بين الجنسين
التطرق لأنواع العلاقات ما بين الرجال والنساء (وكيف أن علاقاتنا تعكس احتياجاتنا وأسباب استمرارنا أو عدم استمرارنا في العلاقة)، والتوعية والتثقيف النفسي للعميل عن: (علاقات الصداقة، العلاقات الفارغة، العلاقات المتزنة) بين الجنسين.
2- الحدود بين الجنسين
التعرف على أنماط الحدود ومساعدة العميل على اتخاذ القرار لاختيار أي حد يحتاجه لاستخدامه مع الآخرين، والتعرف على أنواع الحدود والمحادثات بين الجنسين والضوابط التي تسهل العلاقة مع الجنس الآخر وتجعل العلاقة متزنة وآمنة.
3- تطبيقات عملية للحدود
يساعدك الجزء العملي على معرفة واكتساب مهارة قول (لا)، وكيف تضع حد في العلاقات، وكيف تنتقي الكلام المناسب مع الطرف الآخر، والتعرف على الأسباب الشخصية للعميل التي تجعله غير قادر على وضع الحدود رغم توفر الأدوات المناسبة.
4- العلاقات المتزنة
معرفة أهم الأسباب التي تجعل الحدود تتحول إلى قيود في العلاقات، ومساعدتك على معرفة متى تحولت الحدود إلى قيود في علاقتك مع شريكك.
سارع إلى تحميل تطبيق لبيه على هاتفك الذكي مجانًا، وأنشئ حسابك بخطوات بسيطة، واستفد من أفضل الخدمات المقدمة لتحسين صحتك النفسية. يمكنك حجز موعد استشارتك النفسية عبر الإنترنت، أو الانضمام لبرامجنا العلاجية أو مجموعات الدعم النفسي المختلفة، بالإضافة للكثير من المزايا الأخرى.
المراجع
1- How to Set Boundaries With Your Partner (verywellmind.com), VeryWell Health Platform, Retrieved 17/10/2023.
2- How to Set Boundaries in Your Relationships (psychcentral.com), Psych Central Healthline Media, Retrieved 17/10/2023.
3- Auer-Spath, Irina, and Judith Glück. “Respect, attentiveness, and growth: wisdom and beliefs about good relationships.” International psychogeriatrics vol. 31,12 (2019): 1809-1821. doi:10.1017/S104161021900022.
4- Lavner, Justin A et al. “Does Couples’ Communication Predict Marital Satisfaction, or Does Marital Satisfaction Predict Communication?.” Journal of Marriage and the Family vol. 78,3 (2016): 680-694. doi:10.1111/jomf.12301.