إن المراهقة فترة حساسة تؤثر على مستقبل الأفراد، وأي تغيير في نمط الحياة قد يؤثر بالسلب مستقبلاً؛ ولكن يجب أن نسعى في حصول المراهقين على نمط الحياة الصحي الذي يكفل الاستقرار النفسي لهم في المستقبل.

هل تؤثر تغيرات الحياة على الصحة العقلية للمراهقين؟

تشير بعض الأبحاث إلى حدوث تغييرات عاطفية أو نفسية أو صحية قد تؤدي لمشاكل نفسية في مرحلة ما بعد المراهقة، وكذلك فإن دخول نمط الحياة الصحي له أثر نفسي كبير على الأفراد في المستقبل.

وقد يأتي التغيير على هيئة محورين:

الجانب الأول:

إما التعامل بنظام حياة غير منتظم وإدخال عادات غير صحية، مثل التدخين وعدم ممارسة الرياضة والطعام غير الصحي وزيادة التأثر بالسوشيال ميديا وما نراه في حياة الآخرين ومحاولة تطبيق ذلك على حياتنا، وهو ما يؤدي في النهاية لبعض الأمراض والاضطرابات النفسية في فترة المراهقة، مثل اضطرابات القلق، والاضطرابات السلوكية، واضطرابات الأكل، والنوم، وغيرهم من الاضطرابات التي تحتاج لفترات طويلة من الرعاية حتى لا يؤثر ذلك على الحياة في المستقبل.

الجانب الآخر:

على عكس وجود نمط الحياة الصحي والعادات الصحية السليمة، مثل ممارسة الرياضة وتحسين نظام النوم وتناول الطعام المفيد والاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية، يؤدي لحياة أكثر استقراراً للمراهقين وتحسين صحتهم العقلية والجسدية. وأوضحت الأبحاث أن مثل هذه التعديلات البسيطة في نمط الحياة الصحي تعزز الشعور بالرضا والتقبل، وتجنب الوصول للاضطرابات النفسية.

وإذا تعمقنا سنجد أن فترة المراهقة هي أهم فترة في بناء الشخصية، وهي الفترة التي يجب فيها البدء بالالتزام بنمط الحياة الصحي واتباع الأساليب السليمة في الحياة، وهذا ما سيؤدي لخلق أجيال تتمتع بصحة عقلية سليمة قادرة على مواجهة ظروف الحياة المختلفة. فمن دورنا الاهتمام بتوجيه المراهقين نحو الحياة الصحية السليمة والعادات السليمة التي تؤتي ثمارها على صحتهم النفسية.

ما هو نمط الحياة الصحي الذي يعزز الصحة النفسية؟

تعزيز الصحة النفسية يعتمد على العادات السليمة ونمط الحياة الصحي. هناك عدة عوامل وعادات صغيرة تساعد الأفراد وخصوصاً المراهقين على تحقيق التوازن النفسي وتعزيز الصحة النفسية. ومن العوامل التي تساعد في بناء نمط الحياة الصحي ما يلي:

الحصول على الدعم من الآخرين:

إن وجود الدعم من جميع الأشخاص المحيطين بالشخص يساعد في تحسين الحالة النفسية، وكذلك لا يقتصر على تلقي الدعم، بل إعطاء الدعم أيضاً، وأثره الإيجابي على الآخرين يحسن من حالة الفرد النفسية.

تنظيم دورات النوم:

إن نمط الحياة الصحي يعتمد بشكل كبير على تحسين نظام النوم والحصول على قدر كافٍ من الراحة حتى يستطيع الإنسان ممارسة حياته اليومية بشكل سليم. كما أن النوم الجيد يقلل من مستويات التوتر والقلق، مما يساهم في الحفاظ على الصحة النفسية.

ممارسة التمارين الرياضية:

ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تساعد على إفراز هرمونات السعادة، مثل الإندورفين، مما يعزز الشعور بالسعادة ويقلل من التوتر والقلق.

اتباع نظام غذائي صحي:

إن تناول الطعام الصحي وإمداد الجسم بكل ما يحتاجه من عناصر غذائية وفيتامينات يعزز صحة الجسم ويساعد في الحفاظ على الصحة النفسية، فبعض الأطعمة لها فوائد في تقليل القلق والتوتر، لذلك لا يخلو نمط الحياة الصحي من تناول وجبات متوازنة. كما أن شرب الماء من أهم العادات السليمة التي تساعد في الحفاظ على الجسم والوقاية من الأمراض.

التعامل مع التوتر:

لا يوجد شخص لا يتعرض لمواقف تزيد من مستويات التوتر لديه، ولكن عندما يكون الموضوع زائداً عن الحد يجب تعلم كيفية التعامل معه، وربما اللجوء لأحد المختصين للمساعدة، ولكن تقنيات التنفس والاسترخاء والتأمل تساعد في تقليل مستويات التوتر.

البعد عن التدخين:

إن انتشار التدخين بين فئات الشباب والمراهقين هو أمر صعب يؤثر بالسلب بشكل كبير على الصحة الجسدية والنفسية. فمن أهم العادات السليمة هو التخلص من التدخين.

وضع خطط محددة:

إن وضع أهداف واقعية يجعل الإنسان في مرحلة سعي من أجل تحقيق الأهداف، وينتج إحساس بالقبول بما يحققه من إنجازات في الحياة، فيعود ذلك بالنفع على صحته النفسية.

التفكير الإيجابي:

تبني الأفكار الإيجابية وتجنب التفكير السلبي يساعد على تحسين المزاج وتقوية النظرة المتفائلة نحو الحياة.

طلب المساعدة عند الحاجة:

اللجوء إلى المتخصصين مثل الأطباء النفسيين والمعالجين في حال الشعور بالضغوط النفسية. فهذا قد يكون ضرورياً من أجل الوصول إلي طرق مختلفة للتغلب على هذه التحديات.

التحفيز الذاتي وقبول الذات:

اكتساب مهارات جديدة والتعلم المستمر يسهم في تحسين الثقة بالنفس، وكذلك اكتساب مهارات التعامل مع الآخرين يزيد الثقة بالنفس، مما يعزز الصحة النفسية.

التعامل مع النقد:

في الحياة لا يوجد شخص مثالي، ولا يوجد أي شخص لا يتعرض للانتقاد من المحيطين به. ولكن تعلم كيفية تقبل النقد وجعله نقطة تحول في الحياة يسهم في تحسين الحالة النفسية وتطوير الذات وتقبلها.

لذلك بالعادات السليمة ونمط الحياة الصحي نسهم بتطور وتحسن الحالة النفسية للأفراد. فيجب علينا التعود على اكتساب عادات جديدة وأنماط جديدة لتحسين جودة الحياة.

ما هو تأثير نمط الحياة الصحي على الصحة العقلية للأفراد؟

إن نمط الحياة الصحي له تأثير إيجابي قوي على الصحة العقلية للأفراد، حيث يساعد في تقليل مستويات التوتر لأن الفرد يصبح يعتاد عن سلوك معين يمنحه الثقة بالنفس، تحسين المزاج، وتعزيز القدرة على مواجهة الصعوبات اليومية. ولنتحدث عن بعض تأثيرات نمط الحياة الصحي على الصحة العقلية:

تحسين المزاج:

إن ممارسة الرياضة بانتظام واتباع نظام غذائي متكامل يساعدان الجسم على إفراز الهرمونات التي تحسن من الحالة النفسية، مثل الاندورفين والسيروتونين، ويساعد ذلك في تقليل القلق والاكتئاب والمحافظة على الصحة النفسية.

تقليل التوتر:

ممارسة الرياضة والنوم الجيد يساعدان في تخفيف التوتر وتعزيز الشعور بالاسترخاء، فالجسم يحتاج لفترات راحة واسترخاء حتى يستعيد التوازن. كما أن ممارسة التأمل وتمارين التنفس يخففان من حدة التوتر والقلق.

تعزيز الثقة بالنفس:

العناية بالصحة العامة والجسد يعزز من الشعور بالرضا عن النفس والثقة، واكتساب المهارات الجديدة وتحسين العلاقات الاجتماعية يؤثر إيجابياً على الصحة العقلية والنفسية للأفراد.

تعزيز التركيز والذاكرة:

النوم الكافي وتناول الأطعمة المغذية يحسنان من وظائف الدماغ، ويزيدان من الأداء العقلي والصحة العقلية، فيزيد ذلك من الصحة النفسية.

زيادة المرونة النفسية:

نمط الحياة الصحي يساعد الأفراد على تقبل الواقع والتكيف مع أي تغيير يطرأ على الحياة، وتزداد القدرة على تحمل الضغوطات والصعوبات والتغلب عليها.

تحسين جودة النوم:

والذي بدوره يساعد على الاستقرار الجسدي والنفسي، حيث أن نظام النوم المتزن يساعد الجسم على الاستقرار وتقليل التوتر والقلق.

تحسين الصحة الجسدية:

حيث إن الحياة الصحية وتناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة تؤدي للشعور بالحيوية والنشاط، والقدرة على أداء المهام اليومية بكل حماس.
لذلك نمط الحياة الصحي يساهم في بناء أساس قوي للصحة العقلية، ويجعل الأفراد أكثر سعادة وراحة واستعداداً لمواجهة صعوبات الحياة.

أن نمط الحياة هو من العوامل الرئيسية في حياة الفرد ويتحكم بشكل كبير في مسار صحته النفسية والجسدية. لذلك من الضروري الحفاظ على نمط الحياة الصحي واكتساب عادات صحية جديدة والمداومة عليها، والتخلص من كل العادات السيئة والبعد عن كل مصادر القلق والتوتر التي تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية للأفراد. Download the app now وتعرف علي كيفية اتباع نمط حياة صحي فعال.

المصادر: 1 2