اضطراب الألعاب الإلكترونية: ما هو وكيف يمكن التغلب عليه؟
في زمن تتنامى فيه أدوات التكنولوجيا الحديثة وأجهزتها، علاوة على تداولها السلس بين جميع الفئات العمرية على المستوى العالمي، ازدادت شعبية الألعاب الإلكترونية وأصبحت جزءً لا يتجزأ من حياة الكثيرين، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تحول في بعض الأحيان إلى إدمان مع ظهور مشكلات نفسية وصحية مرتبطة به، أحد أبرز هذه المشكلات هو اضطراب الألعاب الإلكترونية، في هذا المقال، سنتعرف على مفهوم اضطراب الألعاب الإلكترونية، أعراضه، أسبابه، وكيف يمكن التغلب عليه.
اضطراب الألعاب الإلكترونية
اضطراب الألعاب الإلكترونية هو حالة نفسية ترتبط بالإفراط في استخدام الألعاب الإلكترونية مع فقدان السيطرة على الوقت الذي يقضيه الشخص في الألعاب وعدم القدرة على التوقف عن اللعب، وهذا ما يؤثر تأثيرًا سلبيًا على الحياة اليومية، مثل فقدان القدرة على الدراسة، العمل، أو التفاعل الاجتماعي. كما يترتب على هذا الاضطراب المعاناة من إدمان الألعاب، الأمر الذي يجعل الشخص يضحي بالأنشطة الضرورية للحياة لصالح اللعب.
تعريف منظمة الصحة العالمية لـ IGD
يُعرف اضطراب الألعاب الإلكترونية (IGD) بأنه نمط سلوكي مستمر أو متكرر يتميز بفقدان السيطرة على تحديد الوقت المخصص لممارسة الألعاب، مع إعطاء الأولوية للألعاب على حساب الأنشطة اليومية والاهتمامات الأخرى. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تم إدراج هذا الاضطراب في التصنيف الدولي للأمراض (ICD-11) كنوع من السلوك الإدماني. ويستمر لفترة لا تقل عن 12 شهراً، هذا الاضطراب يتميز بالعجز عن التحكم في رغبة اللعب المستمرة وزيادة وقت اللعب بشكل غير طبيعي.
ما هي مراحل الاضطراب ؟
يمكن تقسيم مراحل اضطراب الألعاب الإلكترونية إلى عدة مراحل رئيسية:
1- المرحلة الأولى:
- في هذه المرحلة، يبدأ الفرد بالانجذاب إلى الألعاب الإلكترونية بشكل متزايد ويقضي وقتًا أطول في اللعب، دون تأثيرات سلبية واضحة.
2- المرحلة الثانية:
- تصبح ممارسة الألعاب الإلكترونية جزءً مهمًا من حياة الفرد اليومية، مع تجاهله الأنشطة الاجتماعية أو الأكاديمية. وظهور الأعراض مثل القلق والتوتر عند عدم اللعب.
3- المرحلة الثالثة:
- يصل الفرد إلى مرحلة فقدان السيطرة، ويصبح اللعب هو الأولوية الوحيدة على حساب مسؤولياته أو علاقاته الاجتماعية، وظهور التأثيرات السلبية على حياة الفرد الاجتماعية والدراسية أو المهنية.
4- المرحلة الرابعة:
- الاعتماد الكامل على الألعاب كوسيلة للهروب من المشاكل الحياتية.
ما هي علامات وأعراض إدمان الألعاب الإلكترونية؟
هناك بعض العلامات لاضطراب الألعاب الإلكترونية وأعراض يجب الانتباه إليها ومراقبتها فقد تكون ممن يعانون من هذا الاضطراب، مثل:
- – الشعور بالتوتر والحزن عند عدم القدرة على اللعب أو تقليله.
- – الكذب بشأن مقدار الوقت الذي تقضيه في اللعب.
- – الشعور بالذنب أو الخجل بعد اللعب.
- – التفكير المستمر في الألعاب حتى عند عدم اللعب.
- – فقدان السيطرة على تقليل أو التحكم في وقت اللعب.
- – الاستمرار في اللعب رغم المشاكل الصحية أو النفسية.
- – الإجهاد والشعور بالتعب بعد فترات اللعب الطويلة.
- – الانسحاب الاجتماعي من العلاقات الاجتماعية والأسرية والعائلية.
- – تجاهل الأنشطة اليومية المهمة مثل الدراسة أو العمل.
- قضاء وقت طويل في اللعب دون انقطاع.
- فقدان الاهتمام بالأنشطة الحياتية الأخرى.
- الفشل في تحقيق الأهداف وتدهور الأداء الأكاديمي أو المهني.
ما هي أسباب إدمان الألعاب الإلكترونية؟
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى عدم التحكم في الوقت المخصص الألعاب الإلكترونية وإدمانها، إليك أبرز هذه الأسباب:
- – تعزيز الشعور بالتحكم والقوة: توفر الألعاب شعورًا بالتحكم والقوة قد يفتقده الشخص في حياته اليومية.
– الفراغ والملل: تساعد الألعاب في ملء الفراغ وتخفيف الشعور بالوحدة بأجواء تملؤها الإثارة والمتعة.
– زيادة عبء التحديات اليومية: بعض الأفراد يستخدمون الألعاب كوسيلة دفاعية للهرب من الواقع وتحدياته أو الضغوط اليومية.
– تقدير الذات: توفر الألعاب مكافآت نفسية سريعة ومتكررة، مما يعزز الشعور بالإنجاز وتقدير الذات.
– التنافسية: توفر الألعاب شعوراً بالإنجاز من خلال التحديات والمنافسات، وهذا ما يجعل البعض يرغب في الاستمرار لتحقيق المزيد من النجاحات.
– البحث عن القبول الاجتماعي: قد يلجأ الأفراد إلى الألعاب كوسيلة كوسيلة للتواصل الاجتماعي بعيدًا عن مشاعر التنمر أو العزلة.
– الإبهار والتحديثات المستمرة في عالم الالعاب الالكترونية.
– غياب الرقابة الأسرية ما يؤدي إلى قضاء ساعات طويلة في اللعب دون إدراك للوقت.
– تخفيف المشاعر النفسية السلبية بخاصة لمن يعانون الاكتئاب أو القلق.
ما هي عوامل الخطر من الإصابة بإدمان الألعاب الإلكترونية؟
بعض الأفراد أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بإدمان الألعاب بسبب عوامل معينة، منها:
الفئة العمرية: المراهقون هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا الاضطراب.
التاريخ العائلي: وجود تاريخ عائلي من الإدمان يمكن أن يزيد من هذه المخاطر.
العوامل النفسية: الأشخاص الذين يعانون من القلق أو الاكتئاب قد يكونون أكثر عرضة للإدمان على الألعاب..
العوامل الاجتماعية: قلة العلاقات الاجتماعية أو العزلة الاجتماعية قد تدفع البعض للجوء إلى الألعاب الالكترونية كوسيلة للتواصل والتفاعل.
البيئة المحيطة: حيث يكتسب الفرد نفس عادات الأفراد المحيطين به وإن كانوا أشخاص مدمنين على الألعاب.
كيف يتم علاج اضطراب الألعاب الإلكترونية؟
يمكن للأفراد اتخاذ خطوات فعالة للتغلب على اضطراب الألعاب الإلكترونية وعلاجه واستعادة التوازن في الحياة بين الألعاب والأنشطة الحياتية الأخرى، من خلال خطوات متعددة، منها:
العلاج السلوكي المعرفي: يساعد هذا العلاج النفسي الأفراد على تغيير أنماط التفكير والسلوك السلبية المتعلقة بالألعاب وتعزيز السلوكيات الإيجابية.
الدعم الاجتماعي: بناء شبكة قوية من مجموعات الدعم الاجتماعي من الأهل والأصدقاء، يمكنه أن يساعد في تقليل الاعتماد على الألعاب كمصدر رئيسي للتفاعل الاجتماعي، ويوفر بيئة إيجابية للمساعدة في التغلب على هذا الإدمان.
وضع حدود زمنية: تقليل الوقت المستغرق في اللعب بشكل تدريجي، مع وضع جداول زمنية يمكن أن يساعد في استعادة التوازن.
ممارسة الأنشطة البديلة: البحث عن هوايات واهتمامات بديلة ايجابية يمكن أن يساهم في تقليل الاعتماد على الألعاب.
طرق الوقاية من إدمان الألعاب الإلكترونية
إن كان استخدام الألعاب الإلكترونية أمرًا ضروريًا في زمننا المعاصر، فهذا يتطلب المزيد من الوعي والتخطيط الفعال لتحقيق التوازن الصحي بين استخدام الألعاب والنشاطات الأخرى دون التأثير السلبي على الحياة اليومية. وإليك بعض الخطوات الوقائية التي تجنبك الاصابة باضطراب الالعاب الالكترونية، وتشمل:
- – وضع حدود زمنية لاستخدام الألعاب الإلكترونية مع الحرص على عدم تجاوز هذه المدة.
– تنويع الأنشطة والهوايات اليومية وتعلم مهارات جديدة بعيدًا عن الألعاب الإلكترونية.
– الاهتمام بالقراءة وممارسة الرياضة والاهتمام بالأنشطة البدنية أو الاجتماعية الأخرى.
– زيادة الوعي والتثقيف بمخاطر إدمان الألعاب الإلكترونية، من خلال تقديم معلومات عن الآثار السلبية للإفراط في الألعاب وتأثيرها على الصحة النفسية والجسدية.
– تعزيز التواصل الأسري والاجتماعي الصحي بين الأفراد والأهل أو الأصدقاء.
– مراقبة أوقات لعب الأطفال والمراهقين واستخدام الألعاب والتأكد من أنها مناسبة لأعمارهم ولا تؤثر سلبًا على حياتهم اليومية.
– تشجيع الأطفال والمراهقين على ممارسة الألعاب التفاعلية والتعليمية التي تعزز التفكير النقدي، التعلم، وتطوير المهارات الاجتماعية والذهنية.
– تجنب استخدام التكنولوجيا قبل النوم حرصًا على جودة النوم.
– تخصيص وقت للاسترخاء بعيدًا عن الشاشات قبل الذهاب إلى الفراش.
خلاصة القول، يتضح لنا أن اضطراب الألعاب الإلكترونية مشكلة نفسية تؤثر بالسلب على الحياة اليومية للفرد، كما تتسبب في تداعيات تهدد سلامة صحة الأفراد النفسية والبدنية حول العالم، وفي تزايد مستمر يتطلب المزيد من الاهتمام والجهد المشترك من الأفراد والأهل والمجتمع للحد من هذا الاضطراب لديهم وتحسين جودة حياتهم. فإذا كنت تعاني من علامات هذا الاضطراب، فلا تتردد في طلب المساعدة المتخصصة والبحث عن العلاج المناسب. Download app وتعرف أكثر عن طرق الوقاية من الاضطرابات النفسية المختلفة.