هل الطعام يؤثر على الحالة المزاجية للفرد؟
من المتعارف عليه أن الطعام يؤثر سلباً وايجاباً على صحة الفرد الجسدية. ولكن هل يؤثر ايضاً على الحالة المزاجية و صحة الفرد النفسية؟
تأثير الطعام المتوازن على الصحة العامة للفرد
الطبيعي أن الجسم يتأثر بشكل أصيل من الأطعمة سواء بالشكل السلبي أوالإيجابي. فهنالك جسد هزيل وجسد سمين وكذلك هناك جسد قوي وجسد ضعيف جداً ويعود ذلك للطعام نفسه الذي يتناوله الفرد خلال يومه. فالطعام الصحي الجيد للفرد يمنحه العناصر الغذائية من الفيتامينات والبروتينات والمعادن والأملاح الأمينية والأحماض ومضادات الأكسدة وكافة ما يحتاجه الجسم من أجل المساعدة في عمل الأجهزة وإجراء عملية التمثيل الغذائي. هذا ما نعرفه وفق حديث الأطباء معنا بشكل دائم. لكن الجديد هو التأثر المباشر لصحة الفرد نفسياً بالطعام وتأثيره علي الحالة المزاجية.
كيف يؤثر الطعام على الحالة المزاجية للفرد؟
يجيب العديد من أطباء الصحة النفسية و مختصي المخ والأعصاب أن هناك علاقة وثيقة بين الغذاء وحالة الشخص النفسية والمزاجية. فهناك أنواع من الأطعمة التي تعمل كمساعد من أجل التخلص من الاضطرابات النفسية والأمراض العصبية كالاكتئاب وغيره،
حيث يجد أخصائي التغذية أن الحالة المزاجية تمتثل بشكل أصيل إلى الوجبات التي يتناولها الفرد. فالتغييرات التي تحدث هي تمثل التفاعلات الكيميائية والفسيلوجية لتغير سلوك الأفراد.
تأثير الطعام على الحالة المزاجية
الحالة العامة الصحية للجسد فيما يخص الغذاء، تمثل الجزء الضروري في عملية التغذية اليومية. ليس عليك تناول الطعام في مواعيده فحسب، لكن الجدول الخاص بالأغذية والعناصر التي يحتاجها جسمك هو الأهم. فكما يقال أن العقل السليم في الجسم السليم، فأيضاً الغذاء السليم في النفسية المريحة والمستقرة. العديد من الوجبات والأطعمة تحتوى على العناصر المفيدة لصحة الجسد والعقل ايضاً. وسيأتي الدور على ذكر تلك الأغذية والعناصر التي تحتوي عليها وكيف تحول الحالة المزاجية للفرد.
أعراض تدهور الحالة المزاجية
وقد تساعدك الأعراض في معرفة الحالة المزاجية للشخص المكتئب أو الغاضب ومن هذه الأعراض:
1- التعرق الشديد وارتفاع درجة حرارة الجسم.
2- ظهور إحمرار في الوجه والصداع والشعور بالرعشة.
3- تسارع في ضربات القلب.
4- ظهور مشاكل في الجهاز الهضمي وتقلبات في القولون.
فكل هذه الأعراض تدل على العصبية والتوتر وذلك بسبب زيادة إفراز هرمون الكورتيزول الذي من شأنه أن يثبط الدماغ وخاصة الجزء المسؤول عن عملية التفكير والعقل، كما أن جميع أعراض الأمراض النفسية والعصبية متشابهة ومتقاربة بعضها لبعض، فالعصبية المستمرة والتي تصل لمستويات مرتفعة تجد لها أثراً على الصحة العامة والجسدية وكذلك النفسية للفرد.
ونشرح العلاقة الخاصة بين الطعام والصحة النفسية للفرد وكيف هي متحكمة فيها عن طريق تحسين الحالة المزاجية أو وصولها لمرحلة سيئة.
أطعمة تحسن الحالة المزاجية
1- الأسماك والزيوت والمكسرات
ينصح العديد من الأطباء النفسيين وكذلك خبراء التغذية مصابي الاكتئاب وأصحاب التوتر العصبي والقلق، بأن يزيدوا من تناول الأطعمة المحتوية على أوميجا 3. وذلك من أجل المساعدة في التخلص من الاكتئاب وتحسين الناحية الفسيولوجية وفق الاستنتاجات الخاصة بهم والرابطة بين الغذاء والعقل والنفسية. وذلك لأن تأثير أوميجا 3 على عدة مسارات عصبية خاصة بالدماغ والتي يمكن أن تحسن مزاج الشخص، ويمكن أن تحصل عليه بشكل طبيعي من الأسماك والبحريات بشكل عام وكذلك زيوت الزيتون والمكسرات وبعض الفواكه كالأفوكادو.
2- الكربوهيدرات
يرجح الكثير من خبراء التغذية وكذلك المختصين في الصحة النفسية الأطعمة المحتوية على الكربوهيدرات. وذلك لأن التحليل العلمي للكربوهيدرات يظهر بأنها حمض أميني اسمه التريبتوفان. فكلما كان هناك نسبة من هذا الحمض في الدماغ كان هناك إفراز لمادة السيروتونين والتي هي المسؤولة عن تحسين المزاج العام للشخص والحالة النفسية له. فيمكن أن تحصل على الكربوهيدرات العالية كالحبوب والفواكه الكاملة والخضروات وكذلك البقوليات.
3- الأغذية المحتوية على فيتامين د
إن كنت مصاباً بحالة من الضعف العام للجسد ستجد أن طبيبك ينصحك بتناول الطعام الذي يمدك بفيتامين د. وذلك لأنه مرتبط بإفراز السيروتونين في الدماغ. كذلك تعرض الشخص للشمس لمدة من 10 ل 15 دقيقة يومياً مفيد جداً من أجل الدورة الدموية وعملية التمثيل الغذائي للحصول على فيتامين د أيضاً. كما أن تناول الأطعمة المحتوية على هذا الفيتامين تريح الأعصاب وتفيد الصحة النفسية أيضاً كاللبن المدعم وسمك السلمون والبرتقال وكذلك الفطر.
وقد أجريت العديد من الدراسات على الأفراد من كبار السن والصغار. أثبتت هذه الدراسات أن عنصري السيلينيوم والمغنسيوم في الأطعمة اليومية للفرد مهمين جداً وذلك لأن الاستمرار على تلك الأطعمة لمدة 40 يوم على الأقل وكذلك عنصر الزنك يحسن من حالة الفرد المزاجية كفواكه البحر السردين والمحار والبندق البرازيلي واللحوم قليلة الدهون ولحوم البقر والدجاج والديك الرومي والفاصوليا والبقوليات وكذلك منتجات الألبان قليلة الدسم.
نصائح عامة لنظام غذائي صحى يحسن الحالة المزاجية
1- هناك أطعمة تحسن مزاج الفرد في دقائق معدودة بمجرد أكلها كالديك الرومي وكذلك الموز والبطاطس المسلوقة والبطاطا الحلوة بجانب البابونج والشعير واليانسون والكاكاو، كما أن هناك عنصري إن استمر عليهما الفرد، فهو يستفيد بشكل أساسي بتحسين الذاكرة، ومفيدة لصحة الدماغ وهما أوميجا 3 وكذلك الحديد.
2- إن الأنيميا من الأمراض التي تصيب الجسم والتي تؤثر بشكل مباشر على ذاكرة الفرد. فهى تؤدي لفقدان ضعيف في الذاكرة وألزهايمر فيما بعد. يجب بالتالي على الفرد علاجها بالأطعمة الغنية بالحديد كالكبدة بأنواعها واللحوم والتمر وغيرها من العناصر التي تحتوي على الحديد.
3- أكد الباحثين في الجامعات الأمريكية أبرزهم جامعة بينغهامتون بأن التمارين الرياضية، وكذلك وجبة الإفطار بانتظام، وتحديد موعد لها تحسن من الصحة النفسية والمزاج اليومي للفرد، بجانب تقليل الكافيين والوجبات الجاهزة والسريعة وخاصة الطعام المقلي، وأكدوا على ضرورة إضافة المكسرات بشكل يومي في الطعام وفي جدول الأغذية الخاصة بها.
4- تناولت إحدى المجلات العلمية Nutrients النتائج الخاصة بدراسة تثبت تأثير الطعام على الحالة المزاجية. نصح المختصين بالعسل والألبان بشكل عمومي والابتعاد عن السكريات والدهون وغيرها.
5- إن تناول الغذاء الصحي يقوم بتحسين المزاج اليومي للشخص مما يدعم صحة الفرد النفسية والعقلية لدى الشباب. وذلك استدلالاً بالأغذية التي تمنح الفرد السعادة والشعور بالرضا والتي بدورها تقاوم الاكتئاب بشكل كبير.
6- كما حذر خبراء التغذية من تناول مشروبات الطاقة المنتشرة حالياً لأنها تمنح الفرد شعوراً بالطاقة لوقت قصير. نظراً لما فيها من سكريات وكافيين، ويمكن أن تمنح الشخص السعادة لساعات بسيطة لكنها تسبب الكثير من الأمراض الصحية: كالقلب، ومشاكل الذاكرة، والسمنة وتؤثر في صحة العقل وكذلك صحة الشخص النفسية.
7- يجب اختيار الأغذية بشكل دقيق وإدخال كافة العناصر الغذائية الخاصة بالفرد كالفيتامينات، والمعادن، والأحماض الأمينية وغيرها.
8- حذر العديد من الأطباء من المشروبات الغازية والوجبات السريعة والجاهزة والبعد عن الزيوت والأطعمة المقلية. واشترطوا الإقبال على الفواكه والخضروات وكذلك الخضروات الورقية لما لها من دور هام في منح الجسم العناصر الغذائية المفيدة.
لاشك ان الطعام يؤثر بشكل كبير على صحة الفرد الجسدية والنفسية. لذلك من الضرورى مراعاة نظام صحي جيد ومتوازن، كما يجب العمل على إدخال كافة العناصر الغذائية، التي تساعد الفرد على التكيف مع الروتين اليومي، والتغلب على الاضطرابات النفسية التى قد يشعر بها احياناً خلال يومه. لذلك نقدم لك أفضل مجموعة من الاستشارات النفسية التى تساعدك على التغلب على أي تقلبات مزاجية قد تطرأ عليك والعمل على إيجاد الحلول المختلفة للعلاج. حمل تطبيق لبيه.