الوعي الذاتي

الوعي الذاتي هو مفهوم يشير إلى قدرة الفرد على فهم نفسه، والتعرف على مشاعره، وأفكاره، وسلوكياته. 

عدّ الوعي الذاتي إحدى العوامل المهمة التي تساهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز العلاقات الشخصية والمهنية، انطلاقًا من فهمنا للوعي الذاتي، نستطيع أن نحقق التوازن والنجاح في مختلف جوانب حياتنا.

ما الوعي الذاتي 

يمكن تعريف الوعي الذاتي بأنه القدرة على التعرف على الذات بعمق، بما في ذلك القيم والمعتقدات والاحتياجات الشخصية، حيث يتضمن أيضًا فهم كيفية تأثير هذه العوامل على سلوكياتنا وتفاعلاتها مع الآخرين.

كيف ينشأ الوعي الذاتي لدى الفرد؟

إن القدرة على فهم الإنسان وتقدير مشاعره وأفكاره وسلوكياته وتأثيره على الآخرين، هذا هو الوعي الذاتي وهو الذي ينشأ بواسطة مجموعة من العوامل مثل التجارِب الاجتماعية والتفاعل مع الآخرين وتجربة معظم الأوضاع الاجتماعية التي تؤدي إلى تعزيز الفهم الذاتي، ويمكن أن تساعد في فهم كيفية تأثير سلوكياتك في الآخرين من خلال : 

• التعليم والتعلم : يجب دراسة علم النفس بطريقة مستمرة بالإضافة إلى جميع العلوم التي تساعد على معرفة الوعي الذاتي الذي يمكن أن تقدم معلومات لفهم الذات بشكل أعمق، مثل القراءة والدورات التدريبية التي يمكن أن تساعد في اكتساب معلومات صحيحة.
• الوعي الجسدي : وهو أيضًا ما يسمونه بلغة الجسد وفهم ردود الأفعال والمشاعر المرتبطة بها، كما يمكن تعزيز الوعي بارتباط تلك التمارين الجسدية التأمل أو اليوجا.
• التفكير والتأمل : يمثل التفكير في تجارِب الحياة يمكن أن يساعد في تعزيز الوعي لدي الفرد، وهو إلى ذلك يساعد في فهم مشاعره وأفكاره بشكل أفضل.

 كيف يعلم الفرد أن لديه وعي ذاتي بأمور حياته؟

يعلم الإنسان بأن لديه الوعي الكافي الذاتي خلال ملاحظة بعض الأشياء وذلك عن طريق : 

• – معرفة نَظْرَة المجتمع له. 
• – الاستمرار على الالتزام بالقواعد والأعراف الاجتماعية. 
• – الحرص على التصرف بطريقة يقبلها المجتمع.
• – التفكير المستمر بنظرة الناس إليهم ومعرفة آرائهم فيه.
• – الحكم على المواقف بشكل أفضل. 
• – معرفه السبب الحقيقي وراء التوتر ومواجهته.

اختبار الوعي الذاتي 

يمكن أن يكون هناك اختبارات لتحليل الشخصية أو الوعي الذاتي للتعرف على السلوكيات والميول الخاصة بك, بالإضافة إلى تعزيز وعيك الذاتي ومعرفة نفسك بشكل أفضل، كما يمكنك معرفة الآخرين وكيفية التعامل معهم بشكل إيجابي وتفاعلي.

هناك مجموعة من الاختبارات التي يمكن أن تساعدك في معرفة نفسك مثل :

• – اختبار هوجان (Hogan Personality Inventory) حيث يقوم هذا الاختبار بمعرفة وتقييم السمات الشخصية للأفراد والسلوكيات.
• – اختبار مؤشر نوع ريزو هدسون انياجرام (RHETI) الذي يتكون من استبيان تفصيلي وتقرير كامل عن نوع الشخصية.  

• – اختبار السمات الشخصية الخمس الكبرى، الذي يعرف باسم اختبار نموذج العوامل الخمسة، يقوم هذا الاختبار بتقييم شخصية الفرد من خلال معرفة الانفتاح والقبول والتفاعلات. 
• – اختبار جرد الشخصية متعددة الأطوار (MMPI) الذي يستخدم في تشخيص الاضطرابات الصحية والعقلية ومعرفة السمات الشخصية لدى الفرد.

مهارة الوعي الذاتي 

يعد تعزيز الوعي الذاتي خطوة مهمة نحو تحسين الأداء الشخصي والمهني، ويشمل عدة جوانب.

وهناك عدة مهارات يجب أن يحتاجها المرء إذا أراد تطوير ذاته ألا وهي : 

•  تحديد الهدف : يجب تحديد الهدف والسعي وراء إنجازه ووضع خِطَّة مناسبة للوصول إلى تحقيقه بطريقة وخطوات فعالة.
•  التأمل الذاتي: خصص وقتا للتفكير في تجاربك وتقييم مشاعرك وأفعالك. يمكن أن يساعدك ذلك على فهم كيفية استجابتك لمواقف مختلفة.
•  قَبُول النقد: استمع إلى ما يقوله الآخرون عنك، وحاول أن تأخذ ملاحظاتهم بعين الاعتبار، دون أن تكون دفاعيًا.
•  تعزيز الثقة بالنفس: اعرف ما هي القيم التي تؤمن بها، وكيف تنعكس على سلوكياتك وقراراتك.
•  التفاعل مع الآخرين: حاول أن تتفاعل مع مجموعة متنوعة من الأشخاص، والبحث عن ردود أفعالهم تجاه سلوكك وأفكارك.
•  التعلم المستمر: استثمر في التعلم والتطوير الذاتي. من خلال القراءة والتدريب والمشاركة في ورش العمل.
•  تطوير الذكاء العاطفي : حاول فهم مشاعرك ومشاعر الآخرين وكيفية تأثيرها على التفاعلات الاجتماعية.

إيجابيات الوعي الذاتي

• – تحسين العلاقات: حيث يساعد الوعي الذاتي في بناء علاقات أفضل مع الآخرين وإدارة حوار متبادل بطريقة أكثر صحية ونجاحًا.
• تحسين النفسية : حين نعرف الوعي الذاتي الخاص بك والتحكم به. فمن السهل تنظيم المشاعر وتحسينها إلى الأفضل، بالإضافة إلى اتخاذ القرار الصحيح والتفكير السليم وتحسين وعينا بالعلاقات بين تصرفاتنا ومشاعرنا.

• اتخاذ القرارات الصحيحة : يمكن أن يؤدي الفهم العميق للذات إلى اتخاذ قرارات صحيحة، التي تساير القيم والمعتقدات الشخصية، عندما تصبح أكثر وعيًا فإن مشاعرك ستصبح أكثر تميزًا بين الرغبات السريعة ويصبح تفكيرك متعلق بين قيم وأهداف صحيحة، وهنا تستطيع أن تتخذ القرارات السليمة بتفكير منظم ومرتب.

• تطوير مهارات التواصل : عندما يصبح الإنسان لديه الوعي الكافي لذاته. فإنه يصبح أكثر نجاحًا في التواصل مع الآخرين واحترام رغباتهم، حيث يصبح الوعي اكثر توسعًا للتواصل بشكل أكثر فاعلية بين الناس في مختلف المجالات. 

• زيادة الإنتاجية : بالتأكيد فإن الإنتاجية سوف تتزايد بمعرفة الوعي الذاتي، وذلك بسبب الحرص على الالتزام بالعمل واستغلال الوقت الأكبر لزيادة الإنتاجية وعدم التعرض إلى التسويف والتأجيل، وبذلك فأنت تضمن وبشكل كبير التخلص من الكسل والملل الذي يؤدي إلى الرجوع للوراء. 

أما سلبيات الوعي الذاتي تتمثل في :

• – القلق والتوتر الزائد الذي يوضح أن الشخص يريد دائمًا أن يظهر -بشكل مثالي- وتلبية توقعات الآخرين فيشعر بالضغط المفرط.

• – التحليل الزائد  الذي يقوم به الشخص ويؤثر بشكل مفرط على قراراته. مما يؤدي إلى التسبب بعدم الرضا أو الندم.
• – ضياع الوقت والجهد، أحيانا قد يسرف الشخص في التفكير المفرط في نفسه ووعيه الذاتي الذي قد يعيقه عن اتخاذ القرارات المناسبة أو التركيز على المهام الأخرى.

 تطوير اكتشاف الذات

• تعلم مهارات جديدة: تعلم المهارات الجديدة يساعد على التفكير بشكل أفضل والعناية والاتزان في التصرفات بطرق أكثر هدوءًا.

• تأمل وتفكير: إن التأمل يساعد في صفاء الذهن ويجعلك تفكر بعمق وماذا عليك أن تفعل وما الأمور المهمة التي تعيقك عمّا تريد. يعتبر التأمل والتفكير أمرًا مهمًا لزيادة الوعي الذاتي ومعرفة ما الأفضل لك.

• اقرأ كتبًا وروايات مفيدة: القراءة هي مفتاح العقل. قراءة الكتب المفيدة. حيث يمكنك بواسطة القراءة التعرف على العظماء والمهرة الذين يستطيعون الوصول إلى أهدافهم، فإن قراءة الكتب العالمية يزيد دائمًا درجة وعيك بنفسك، ويجب التأكد من أن الكتب التي تقرأها تنمي قدرتك على الخيال وملاحظة التفاصيل لأن الإنسان يصبح ما يقرأ.

• اعرف نِقَاط ضعفك: وهذا من خلال ملاحظات الآخرين انتبه لما يزعجك في الآخرين. هذا الأمر ببساطة ينعكس عليك وهو أن في الأغلب ما يكون هناك شيء تكرهه في الآخرين. فإن هذا الأمر في الغالب تكون صفة موجودة بك فعلًا. فحاول أن تفكر جيدًا في هذه الصفة والتأكد من أنها موجودة.

الوعي الذاتي هو عملية مستمرة تتطلب جهدًا وتفانيًا من خلال السعي لفهم أنفسنا بشكل أعمق، يمكننا أن نعيش حياة أكثر إشباعًا وتوازنًا. 

لأن التغيير يبدأ من الداخل نحث الجميع على استثمار الوقت والموارد في تعزيز وعيهم الذاتي عن طريق مجموعة من البرامج ومجموعات الدعم المقدمة من منصة لبيه لاكتشاف وتطوير مهارات الوعي الذاتي لدى الفرد. حمل الآن تطبيق لبيه وانضم إلى مختلف مجموعات الدعم النفسية والإرشادية التي تقودك نحو مستقبل أفضل.

المصادر: 1 2 3