القلق هو شعور بعدم الارتياح أو العصبية تجاه أمر معين، ويتراوح من الخفيف إلى الشديد، والقلق هو رد فعل نموذجي للتوتر والمواقف الجديدة غير المريحة لدى معظم الأفراد، ومع ذلك، يعد القلق المرضي حالة شديدة من القلق تحدث عند التعرض لقلق شديد يتجاوز المستويات الطبيعية من القلق.

يعد القلق عاطفة طبيعية والشعور به أمر طبيعي، إنه طريقة عقلك للرد على التوتر وتنبيهك بالخطر المحتمل في المستقبل، يشعر الجميع بالقلق بين الحين والآخر، القلق العابر هو أحد المشاعر التي ستشعر بها بشكل متكرر في حياتك، لكن اضطرابات القلق التي تسبب الخوف والتوتر المستمر بصورة شديدة، وتجعلك تتجنب العمل والمدرسة والتجمعات وغيرها، قد يعني أنك مصاب بالقلق المرضي.

تتناول هذه المقالة كل ما تحتاج معرفته حول القلق المرضي، أسبابه وأعراضه وما هي طريقة علاجه.

ما هو القلق المرضي؟

القلق المرضي أو القلق غير المتكيف، هو مرض نفسي يحدث عندما يعاني الشخص من قلق شديد أو في مواقف لا تسبب القلق عادة، وبشكل عام القلق الشديد هو الذي يتميز بردة فعل غير طبيعية ومبالغ بها.

في حين أن القلق هو استجابة إنسانية طبيعية لمواقف اجتماعية معينة أو أنشطة غير عادية، فالقلق غير المرضي من الأمراض النفسية غير الطبيعية والتي قد تسبب العديد من المشاكل والآثار السلبية، يمكن للطبيب تشخيص القلق المرضي إذا كان الفرد يعاني من الأعراض التالية:

• القلق المفرط.
• سلوكيات تجنب الأشخاص والأحداث الاجتماعية.
• الإثارة الفسيولوجية، مثل زيادة معدل التنفس أو ضغط الدم.
• اليقظة المفرطة، وهي حالة شديدة من التقييم المستمر للتهديدات المحتملة.

ومع ذلك من المهم التأكيد على أن العديد من الأفراد الذين يعانون من القلق المرضي قد لا يستوفون معايير الاضطراب الكامل لهذه الحالة.

ما هي أسباب القلق المرضي؟

لا يعلم الخبراء ما الذي يسبب القلق المرضي على وجه الدقة، على الرغم من أن الجينات والصدمات النفسية قد تلعب دوراً هاماً في حدوثه، فبعض الأبحاث تشير إلى أن الإصابة بالقلق المرضي قد تنشأ بسبب الوراثة بنسبة 30-50% تقريباً، مما يعني أن التاريخ العائلي قد يكون العامل الأهم في التشخيص لدى بعض الحالات.

قد تساهم حالة اختطاف اللوزة أيضاً في القلق المرضي، فاللوزة الدماغية هي المركز العاطفي للدماغ البشري وتلعب دوراً هاماً في الخوف والاستجابة تجاهه، أي أنها تساعد الناس على الاستجابة بسرعة للخطر المحيط بهم.

في حالة اختطاف اللوزة الدماغية، لا يستطيع الشخص الاستجابة بشكل عقلاني للتهديد، حيث أن اللوزة الدماغية تفرز هرموناتها التي تساعدها على التغلب على الفص الجبهي، مما يجعلها المتحكمة في ردات فعل الشخص العاطفية، وذلك يخلق استجابة مبالغ فيها، ويقصد باختطاف اللوزة الدماغية بأن اللوزة تقوم بالسيطرة على الدماغ وكأنها قامت باختطافه وسيطرت عليه.

هناك بعض الأسباب الأخرى التي يدور حولها الشك بأنها تسبب حدوث القلق المرضي وهي:

• عدم التوازن الكيميائي: يمكن للإجهاد الشديد أو طويل الأمد أن يغير التوازن الكيميائي الذي يتحكم في مزاجك، التعرض للكثير من التوتر على مدى فترة طويلة يمكن أن يؤدي إلى القلق المرضي.
• العوامل البيئية: التعرض لصدمة في فترة ما من حياتك قد يؤدي إلى ظهور القلق المرضي.
• الوراثة: تميل اضطرابات القلق إلى الانتشار في العائلات، وقد ترثها من أحد الوالدين أو كليهما مثل لون العيون.

ما هي أعراض القلق المرضي؟

قد يعاني الأفراد من القلق بشكل مختلف، ويتفاعلون بطرق مختلفة مع نفس المحفز أو الحدث، تشمل أعراض القلق المرضي العامة ما يلي:

• زيادة معدل ضربات القلب.
• التنفس السريع.
• الأفكار المخيفة.
• الشعور المستمر بالتهديد.
• الأرق.
• صعوبة في التركيز.
• القلق المفرط.
• مشاكل النوم.
• سلوكيات التجنب.
• الأيدي الباردة أو المتعرقة.
• فم جاف.
• خفقان القلب.
• غثيان.
• خدر أو وخز في اليدين أو القدمين.
• شد عضلي.
• ضيق في التنفس.

يجب على الأفراد أن يفهموا أن العديد من الأشخاص يعانون من صعوبات تخص القلق المرضي دون أن يعانوا من هذه الأعراض.

كيف يتم تشخيص القلق المرضي؟

نظرًا لأن القلق المرضي قد يظهر بطرق مختلفة، ويمكن لعوامل أخرى مثل الأمراض البيولوجية أن تسببه، فقد يستخدم الطبيب طرق مختلفة للمساعدة في تشخيص الحالة، قد يطلب الطبيب إجراء فحص بدني كامل وأخذ تاريخ طبي شامل للمساعدة في استبعاد أي اضطرابات طبية أخرى قد تسبب أعراض القلق المرضي.

قد يطلب الطبيب بعد ذلك إجراء اختبارات معملية مثل:

• تعداد كامل لخلايا الدم.
• اختبارات وظائف الغدة الدرقية.
• تحليل البول.

اعتماداً على نتائج هذه الاختبارات، قد يوصي الطبيب بإجراء المزيد من التقييمات مثل:

• تخطيط كهرباء الدماغ.
• الأشعة المقطعية.
• تخطيط كهرباء القلب.
• اختبارات العدوى.
• تحليل غازات الدم الشرياني.
• التصوير الشعاعي للصدر.

ما هي أنواع القلق المرضي؟

هناك عدة أنواع من اضطرابات القلق:

• اضطراب القلق العام: تشعر بالقلق والتوتر المفرط وغير الواقعي دون سبب.
• اضطراب الهلع: تشعر بخوف مفاجئ وشديد يؤدي إلى نوبة هلع، أثناء نوبة الهلع قد تتعرق، وتشعر بألم في الصدر وخفقان ضربات قلبك، في بعض الأحيان قد تشعر بأنك تختنق.
• اضطراب القلق الاجتماعي: يطلق عليه أيضاً الرهاب الاجتماعي، ويحدث عندما تشعر بالقلق الشديد والوعي الذاتي بشأن المواقف الاجتماعية اليومية.
• الرهاب المحدد: تشعر بالخوف الشديد من شيء أو موقف معين، مثل المرتفعات أو الطيران.
• رهاب الخلاء: وهو الخوف الشديد من التواجد في مكان يبدو أن الهروب منه أمر صعب أو عدم وجود القدرة اللازمة للحصول على المساعدة في حالة حدوث أمر طارئ.
• قلق الانفصال: الأطفال الصغار ليسوا الوحيدين الذين يشعرون بالخوف أو القلق عندما يغادر أحد أحبائهم، يمكن لأي شخص أن يصاب باضطراب قلق الانفصال، أي أنك ستشعر بالقلق الشديد أو الخوف عندما يتركك شخص قريب منك.
• الصمت الانتقائي: في هذا النوع من القلق لا يتحدث الأطفال الصغار الذين يتحدثون بشكل طبيعي مع أسرهم في الأماكن العامة، وهو نوع من أنواع القلق الاجتماعي.
• اضطراب القلق الناجم عن الأدوية: يمكن أن يؤدي استخدام بعض الأدوية غير القانونية أو الانسحاب من بعض الأدوية، إلى ظهور بعض أعراض القلق المرضي.

كيف يتم علاج القلق المرضي؟

القلق المرضي مثل أي مشكلة صحية أخرى تتطلب العلاج في أسرع وقت ممكن، وهو لا يتعلق بوجود انضباط وحس جيد في التعامل مع المشاكل والمواقف التي تجلب التوتر، فالقلق المرضي لا يسمح للمصاب به أن يتحكم بنفسه.

في الواقع لقد حقق الباحثون الكثير من التقدم في العقود القليلة الماضية في علاج حالات الصحة العقلية والنفسية، ويمكن لطبيب اختصاصي أو معالج نفسي خبير أن يقدموا لك خطة علاجية تناسب حالتك الصحية، يمكن للخطة العلاجية أن تعتمد على العلاج النفسي أو الأدوية أو الجمع بين الطريقتين.

قد يكون العيش مع القلق المرضي أمراً صعباً ومحبطاً معظم الوقت، فالقلق والخوف المستمر يمكن أن يجعلك تشعر بالتعب والخوف والإرهاق، قد يستغرق الأمر بعض الوقت للعثور على العلاج المناسب لك، إذا كان لديك عدة أنواع من القلق المرضي، فقد تحتاج إلى عدة أنواع من العلاج.

بالنسبة لمعظم الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق، فإن الجمع بين الأدوية والاستشارة هو الأفضل، فالرعاية والعلاج الجيد سيقدم لك القدرة على تعلم كيفية إدارة الأعراض والتخفيف من ظهورها للحد الأدنى وعيش حياة طبيعية خالية من القلق، وهذا ما يوفر تطبيق لبيه، حيث يمكنك استشارة مختص، أو الانضمام للبرنامج العلاجي “وداعًا للقلق” كما يمكنك تجربة مقياس القلق للتأكد من مستوى القلق لديكم.

المراجع: 1،2،3