كيف تجعل العادات اليومية من أسباب النجاح؟
كيف تجعل العادات اليومية من أسباب النجاح؟
إن الإنسان في صراع دائم بين الرغبة في الالتزام بالعادات اليومية مثل: الاستيقاظ مبكرًا وممارسة الرياضة، وبين الإقلاع عن العادات السيئة مثل: التدخين والإفراط في تناول الطعام الغير صحي. ويظل الإنسان في هذا الصراع الدائم ولكن تكون نقطة الفاصل عندما نستطيع تحويل العادات السيئة إلى عادات يومية جيدة وفعالة تخدم صحة الفرد وتدفعه للنجاح.
ما هي العادات اليومية؟
هي نشاط أو سلوك معين أو نظام يقوم باتباعه الإنسان دون الحاجة لتخطيط مسبق أو تفكير.
فهي تعدّ جزء أساسي من رتابة الحياة اليومية مثل: الاستيقاظ مبكرًا، تناول إفطار صحي، ممارسة بعض الرياضة وغيرها.
ويؤدي تكرار هذه العادات لتكوين أسلوب ونمط للحياة. وقد تكون عادات جيدة تؤدي لنمط حياة مريح وقد تكون عادات سيئة تؤدي لتدهور صحة الفرد.
فبناء هذه العادات الجيدة يساعد على وجود توازن في الحياة والحفاظ على الصحة الجسدية والنفسية.
كيف تبني العادات اليومية؟
– قد يصعب على الفرد الالتزام بفعل نفس الشيئ يوميًا وخصوصا عندما تكون العادة غير مقنعة بأهميتها للفرد.
– هنا يبدأ الفرد في تحدي ذاته للالتزام بهذه العادات. ولكن هناك نظرية تتبني أن بناء عادة يحتاج إلى ٢١ يومًا ولكن هذه ليست مدة ثابتة. يمكن اعتبارها المرحلة الأولى لتقييم الالتزام بهذه العادة.
لبناء العادات اليومية هناك أربع خطوات في بداية كل شيء يمكن اتباعها تتمثل في :
١- التركيز على هدف صغير
٢-الالتزام بعادة واحدة في البداية
٣- لا ننتظر النتيجة فقط
٤- الفخر بكل تقدم يتم إنجازه
فإذا تناولنا تطبيق هذه الخطوات الأربعة على عادة مثل الاستيقاظ مبكرًا :
تطبيق الخطوات:
- – ينبغي أن نضع هدف الاستيقاظ كل يوم مبكرًا بمقدار بسيط عن اليوم السابق. وبعد مدة أسبوعين أو أكثر قليلًا سنجد أن ميعاد الاستيقاظ المطلوب قد تم الوصول إليه، عوضا عن البداية بتبكير موعد الاستيقاظ ساعتين أو ثلاثة مرة واحدة.
- – ثم نجد أن الاستيقاظ مبكرًا سوف يؤدى إلى الالتزام بعادات أخرى مثل: تناول طعام الإفطار مبكرًا، إنجاز المهمات مبكرًا، النوم مبكرًا للحفاظ على الصحة. فمن البداية كان الهدف هو عادة واحدة فقط ولكن سرعان ما تأثرت عادات أخرى ولكن لم تكن في الحسبان.
- – في البداية سيشعر الفرد بالإرهاق وعدم الاتزان والعديد من المشاكل بسبب تغيير الرتابة اليوم. ولكن لا ننظر فقط لنتيجة الاستيقاظ مبكرًا. ولكن إلى ما تم تحسينه أيضا في الروتين اليومي.
- – بعد فترة قليلة سنجد أن الاستيقاظ ساهم في وجود وقت لأداء الواجبات اليومية وممارسة الرياضة وتناول الطعام ومقابلة الأصدقاء.
- – فسوف نشعر بالفخر بأن الحياة اليومية أصبحت مليئة بالعديد من الأنشطة.
هذا يعد مثالًا بسيطًا لما ستصل له بعد الالتزام بالعديد من العادات اليومية الإيجابية التي بالطبع هي إحدى أسباب النجاح في الحياة.
هناك بعض المبادئ البسيطة التي تساعد على تكوين العادات اليومية الإيجابية منها:
١- الهدف الرئيسي والخطوات الصغيرة
ينبغي أن تضع صوب عينيك هدف كبير تسعى للوصول إليه وتحديد مدة زمنية ترغب في الوصول لهذا الهدف خلالها، ثم تبدأ بوضع خطوات صغيرة وعادات صغيرة واحدة تلو الأخرى حتى تصل لهذا الهدف الرئيسي.
٢- تخيل الخطوات الصغيرة
أثبتت النظريات أن تخيل الأهداف البسيطة يحقق تأثير إيجابي بشكل كبير عن تحقيق الهدف الكبير؛ حيث إن الإخفاق في خطوة بسيطة لن يبعث اليأس مثل الفشل في الخطوة الكبيرة. لذلك يجب دائمًا تخيل النجاح في كل خطوة صغيرة عوضا عن تخيل الهدف الكبير.
٣- ربط الأهداف والخطوات
عند إضافة عادة جديدة سيكون من الصعب الالتزام بها وربما بعد بضع أيام سيشعر الفرد بالكسل عن تأديتها. لذلك حاول ربط العادة الجديدة بالعادات اليومية القديمة فمثلا: المشي نصف ساعة إذا قرر الشخص التخطيط لممارسة رياضة المشي نصف ساعة يوميًا دون تحديد ميعاد ثابت سيؤدي ذلك للشعور بالكسل. أما إذا داوم الفرد على المشي بعد الاستيقاظ وتناول الإفطار فيؤدي ذلك الالتزام بعادة جديدة.
٤- محدودية الاختيارات
عند الالتزام بعادة جديدة احرص أن تكون محدودًا في الخطوات أو الخيارات التي تؤدي للالتزام بهذه العادة فمثلا: عندما تقرر أن تكون شخص رياضي وتضيف رياضة جديدة من الأفضل الاختيار بين أنواع الرياضة هل ترغب في لعب كرة القدم أم المشي أم رياضة أخرى. يساعد تحديد نوع الرياضة إلى تجنب تعدد الأفكار الداعية للكسل.
٥- مقاومة اليأس
كما ذكرنا أن نظريًا بناء العادة قد يستغرق ٢١ يومًا. فإن بعض الأفراد بمجرد الوصول لعدد الأيام وعدم ملاحظة أي نتيجة يؤدي للتكاسل والإحباط. ولكن يمكن أن يستغرق بناء العادة عدة شهور وهو ما يحتاج إلى المثابرة.
٦- جدول المتابعة
عندما يكتب الفرد ما تم إنجازه حتى وإن كانت أشياء بسيطة يوميًا يصبح ذلك دافعا للأمام وتحقيق المزيد من التقدم والنجاحات. لذلك فإن تدوين العادات اليومية الجديدة وما تم تحقيقه من تقدم يكون دافعا أكثر لتحقيق المزيد.
إن طريق النجاح يبدأ بخطوة وبناء العادات اليومية يحتاج الكثير من الخطوات ولكن بالالتزام وإطلاق الشرارة الأولى سوف تصبح العادات اليومية أسلوب حياة.
ما هي العادات اليومية الصحية؟
تتراوح العادات بين عادات صحية وعادات اجتماعية وعادات ثقافية لكل منها تأثيرها على حياة الفرد لنتحدث عن بعض العادات الفارقة في رتابة الحياة مثل:
١- اتباع نظام نوم سليم
عندما نبدأ في وضع خطط جديدة أو عادات جديدة من النادر أن نجد النوم ضمن هذه القائمة. ولكن مع بعض التركيز النوم وخصوصا في فترات الليل يعزز الصحة والذاكرة. وكذلك يساعد على القيام بجميع الأنشطة في الصباح لذلك ينصح بالحفاظ على مواعيد النوم الثابتة ليلا.
٢- ممارسة الرياضة
قد يكون شاقًا على البعض وخصوصًا مع رتابة العمل الصعب الحفاظ على ممارسة الرياضة ولكن مفهوم الرياضة لدى البعض هو الذهاب لصالة الألعاب الرياضية وممارسة الرياضة عدد ساعات معينة ولكن حتى المشي نصف ساعة يعدّ رياضة وله أثر صحي مفيد للجسم فمن المستحسن وضع الرياضة حتى ولو كانت بسيطة والمداومة عليها سيحسن الصحة ويعزز مناعة الجسم ويحسن الحالة النفسية.
٣- الأكل الصحي
بسبب ضغوطات الحياة والانشغال التام بفترات عمل طويلة نلجأ دائمًا إلى تناول أي مأكولات سريعة حتى أصبحت هي العادة الأساسية لدينا ولكن مع مرور الوقت نجد أن أغلب الشباب يعانون من السمنة وأمراض القلب والأمراض الأخرى بسبب رتابة الطعام ولكن عندما نخصص نصف ساعة يوميًا لتحضير وجبات الطعام الصحية لها فارق كبير على الصحة العامة للفرد ويمنح العديد من الطاقة والإنتاجية. ثم أن الحفاظ على شرب الماء يساعد على الحفاظ على طاقة الجسم.
٤- تقليل التوتر
ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو التنفس العميق أو اليوغا يساعد على تخفيف أي ضغط نفسي ويجعل الجسم أكثر اتزانًا ونشاطًا.
٥- العناية بالصحة النفسية
خصص وقتًا يوميًا لأنشطة تحسن من حالتك النفسية مثل التنزه أو مقابلة الأصدقاء أو قراءة كتاب يُفضل أن تجعل وقت من أجل نفسك يوميًا بعيدًا عن ضغوطات الحياة والعمل.
٦- التخطيط لليوم
كما ذكرنا أن العادات اليومية مع الوقت تصبح روتينا ويمارسها الإنسان تلقائيًا ولكن من المفضل أيضا وضع خِطَّة يومية تتضمن أداء العادات اليومية يوجد عادات لها وقت ثابت مثل ميعاد الاستيقاظ وتناول وجبة الفطور ولكن هناك عادات يمكن أداؤها في أي وقت ممارسة الرياضة أو التنزه لذلك يفضل في بداية اليوم وضع جدول أعمال اليوم حتى يسير بأفضل شكل.
وغيرهم من العادات السليمة التي تمثل إحدى أسباب النجاح والتميز لأنها تؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان وحالته النفسية وإنتاجيته، فعندما يواظب الفرد على سلوك إيجابي في حياته اليومية ويصبح هذا السلوك عادة وجزء من حياته، بالطبع تزيد ثقته في نفسه وفي ما يعمله وتقوده إلى النجاح.
ماذا يحدث عند الالتزام بـ العادات اليومية سليمة وصحية؟
بعد مدة قصيرة من بناء العادات اليومية السليمة نجد انعكاسات على حياة الفرد من عدة جوانب مثل الصحة والنفسية والحياة الاجتماعية وغيرها:
- – تحسين الصحة الجسدية
- – استقرار الحالة النفسية
- – الوقاية من الأمراض
- – زيادة الإنتاجية
- – النجاح في مختلف جوانب الحياة
- – تحسين العلاقات الاجتماعية
- – زيادة الثقة بالنفس
- – التوازن في جوانب الحياة المختلفة
إن العادات اليومية الإيجابية لها أثر كبير على حياة الفرد فهي تمثل بالطبع إحدى أسباب النجاح؛ حيث تؤدي لتحسن كبير في الحياة العملية والاجتماعية، وصحة الفرد النفسية والجسدية لذلك ينبغي لنا التخلص من العادات السيئة والحفاظ على العادات اليومية السليمة لننعم بحياة أفضل وأكثر استقرارًا وشعورًا بالسعادة والثقة بالنفس، وهذا يؤدي بالطبع لحياة أكثر نجاحًا وإنتاجية.