4 أخطاء شائعة عند التعامل مع مرضى الفصام
يُعدّ الفصام اضطرابًا نفسيًا وعقليًا مزمنًا يرى فيه المصاب العالم بشكلٍ غير طبيعي، وقد يؤدي إلى الهلاوس والأوهام وطريقة تفكير وسلوكيات غير سوية ومضطربة للغاية مما يعرقل المهام اليومية، وفي بعض الحالات الشديدة يعرقل الحياة بشكل كامل.
إن الفصام اضطرابٌ ذو طبيعة معقدة تحيط به وصمة العار، مما يفسر سبب وجود مفاهيم خاطئة حوله تؤدي إلى ارتكاب أخطاء شائعة مع مرضى الفصام، ما يزيد الأمور سوءًا محدودية الموارد الطبية والتفسيرات المختلفة لدى بعض الثقافات الإقليمية المختلفة، لكن عند توافر البيئة الداعمة والموارد اللازمة للعلاج يتمكن حينها المصابون بالفصام من الحصول على العلاج الّذي يستمر مدى الحياة نظرًا لطبيعته المزمنة، وقد يساعد العلاج المبكر في السيطرة على الأعراض وتقليل فرص حدوثها والوقاية من ظهور المضاعفات. الجدير بالذكر أنه على الرغم من عدم وجود علاجٍ شافٍ إلا أن الأبحاث تحمل مستقبلًا واعدًا.
يستطيع المصاب الذي يتلقى العلاج أن يعيش حياة عالية الإنتاجية ومجزية، وبالنسبة للعديد منهم فهم يحتاجون لدعم الأسرة والأصدقاء المقربين ويعدونه أمرًا مهمًا، في هذا المقال سنقدم لك بعض الأخطاء الشائعة عن مرضى الفصام والمعلومات الصحيحة عوضًا عنها.
هل يشكل مرضى الفصام خطرًا على المجتمع؟
إنها واحدة من أكثر الأخطاء الشائعة عن مرضى الفصام، إذ أن نسبة كبيرة من الأشخاص يربطون الفصام بالعنف أكثر من الاضطرابات الأخرى، ولا شكّ أن فكرةً كهذه تعززها الأفلام ووسائل الإعلام وغيرها من الوسائط التي لها غايات من تعزيز معلومة مغلوطة كهذه، يعود ذلك عادةً إلى الجهل وقلة المعرفة حول الفصام. ما يستحق الذكر أنه في a study أجريت عام 1994 حول وسائل الإعلام البريطانية تبين أن الأخبار التي تتناول العنف عند مرضى الفصام تفوق تلك التي توعي حيال المرض أو تزيد التعاطف تجاهه بمقدار 4 إلى 1.
في حين أنه يوجد نسبة من الأشخاص المصابين العنيفين، إلا أن المثير للاهتمام هو أن حالات تعرضهم للأذى من الآخرين أكثر من تلك الّتي يسببونها لغيرهم، بالإضافة إلى ذلك يقتصر العنف الذي تتسبب به نسبة صغيرة من المصابين عادةً عندما يفتقرون للعلاج والرعاية اللازمة، ومع ذلك يكونون هم الضحية الرئيسية لأفكارهم نتيجة الهلوسات والأوهام وغالبًا ما ينجحون في قتل أو إيذاء أنفسهم، إذ تبلغ نسبة الانتحار 5% لدى المصابين بالفصام وبذلك يشكلون 10% من حالات الانتحار بشكلٍ عام.
أمّا بالنسبة للرأي الطبي فقبل عام 1980 كان المقبول بين الاختصاصيين أن الأشخاص المصابين بالفصام ليسوا أكثر عنفًا من الأشخاص غير المصابين، ولكن في الأعوام الأخيرة ظهرت مجموعة من الأدلة التي تشير إلى عكس ذلك وأنهم أكثر عدوانية وعنفًا، ولا يزال هناك الكثير من الأسئلة التي لم يُجاب عليها بعد نظرًا للمنهجيات البحثية المختلفة المتبعة في الدراسات. عمومًا الجانب الرئيسي المتفق عليه هو ازدياد خطر الانخراط في أعمال العنف بمقدار 15 مرة عند تعاطي المصاب للمخدرات أو تناوله للكحول، وعادةً ما يكون الضحية فردًا من عائلة المصاب أو أحد الأشخاص الذين يقدمون الرعاية، أما الهجوم على الغرباء فهو أمرٌ نادرٌ للغاية، وعندما تعاني الأمهات من الفصام يكون أطفالهن الضحايا بشكل أساسي.
أخطاء شائعة مع مرضى الفصام – ما هو الصحيح؟
كما ذكرنا أعلاه يعد اضطراب الفصام معقدًا وغالبًا ما يساء فهمه، لذلك من المهم تصحيح هذه المفاهيم الخاطئة وتعزيز التعاطف والتفاهم، إليك أخطاء شائعة مع مرضى الفصام يجب التخلي عنها:
لمريض الفصام شخصيات متعددة
لا بد أن هذه واحدة من أكثر الأخطاء الشائعة حول مرضى الفصام، إذ يعتقد الكثيرون أن مريض الفصام يمتلك عدة شخصيات، وعلى الأرجح فإن ذلك في السابق كان نتيجة عدم التمييز الجيد بين اضطراب الفصام واضطراب الشخصية الانشقاقية Dissociative Identity Disorder (الذي كان يسمى في الماضي اضطراب الشخصية المتعددة Multiple Personality Disorder)، لكن اليوم مع تقدم الأبحاث أصبحت الفروق واضحة.
تشمل أعراض الفصام في أغلب الأحيان الهلاوس و/أو الأوهام و/أو الحديث غير المنظم و/أو السلوك الحركي غير السوي، بينما يتميز اضطراب الشخصية الانشقاقية بوجود هويتين أو أكثر مختلفتين بالإضافة لفقدان الذاكرة، وغالبًا ينشأ هذا الاضطراب كرد فعل تجاه أحداث صادمة تعرض لها المرء.
لا يستطيع المصابون العمل أو العيش بمفردهم
يمكن أن يواجه المصابون بالفصام صعوبةً في إدارة حياتهم، لكنهم يستطيعون مع العلاج والدعم المناسبين تخطي أغلب العراقيل والحصول على الوظائف والعيش بمفردهم والقيام بجميع المهام اليومية التي يقوم بها الشخص غير المصاب؛ عمومًا الأمر الذي يحدد الموضوع هو مدى شدة الاضطراب، فلا شك أن هناك نسبة من المصابين غير قادرين على الحفاظ على وظائفهم ومضطرين للعيش مع عائلاتهم أو بأماكن مدعمة خاصة.
لا يوجد علاج فعال للفصام
تختلف فعالية الأدوية في اضطراب الفصام من شخصٍ لآخرٍ حاله كحال العديد من الأمراض والاضطرابات، لذلك عند تذكرك أخطاء شائعة مع مرضى الفصام هذا واحد من أهمها ولا يجب أن تمتنع عن مساعدة ودعم الشخص المصاب من تلقي العلاج المناسب.
اضطراب الفصام وراثي بالكامل
تلعب الجينات دورًا وبالطبع ستزيد احتمالية إصابة الشخص بالاضطراب في حال إصابة أحد الوالدين، ولكنها ليست سببًا كافيًا، فبعض الفيروسات مثل الحصبة الألمانية Rubella، وعدم حصول الأم على تغذية كافية أثناء الحمل تزيد من خطر تطوير الاضطراب، بالإضافة إلى ذلك يبدو أن نسبة إصابة الأشخاص بالاضطراب أعلى في المدن الحضرية مقارنةً بالمناطق الريفية أو ذات التعداد السكاني الأقل، كذلك في a study أجريت في بريطانيا تبين تضاعف احتمال إصابة اللاجئين بقرابة 10 مرات.
الفصام هو اضطراب عقلي معقد ممّا يجعل من الصعب فهمه بالكامل، وخاصةً عندما لا يمتلك الفرد التوعية الكافية وكيف يتفادى أهم الأخطاء الشائعة مع مرضى الفصام، ومن خلال منصة لبيه يمكن للمصاب أن يحصل على الرعاية والدعم النفسي المناسب لأن العلاج هو من أهم الخطوات اللازمة لتخطي هذا الاضطراب.