7 أخطاء شائعة عن المصابين بمرض التوحد
في السنوات الأخيرة تم توسيع الوعي المجتمعي حول مرض التوحد، إلا أن هناك العديد من الأفكار الخاطئة والأوهام التي لا تزال تحيط بهذا المرض، وهذا ما يؤثر سلبًا على المصابين بالتوحد وأسرهم، لذلك يعد الفهم الصحيح لمرض التوحد أمرًا بالغ الأهمية لتأمين بيئة داعمة ومساعدة المصابين بالتوحد على التكيف والاندماج في المجتمع.
ما هو مرض التوحد؟
مرض التوحد، المعروف أيضًا باسم اضطراب طيف التوحد (Autism Spectrum Disorder – ASD)، هو اضطراب عصبي يتميز بتحديات التواصل والتحديات الاجتماعية والسلوكية، تستمر الحالة مدى الحياة، لكن يمكن أن تختلف الأعراض وتتفاوت درجة تأثير المرض بشكل كبير من شخص إلى آخر.
لقد بينت a study أجريت عام 2016 أن واحدًا من كل 54 طفلًا في الثامنة من العمر يعاني من اضطراب طيف التوحد، وكذلك وجدوا أن مرض التوحد أكثر شيوعًا بأربع مرات عند الأولاد منه عند البنات.
الأسباب المحددة لمرض التوحد غير معروفة بشكل كامل، ولكن يُعتقد أنها تتأثر بمزيج من العوامل الوراثية والبيئية. يُعتبر التدخل المبكر والدعم المتعدد التخصصات جزءًا هامًا في إدارة مرض التوحد، فقد تشمل العلاجات والتدخلات التي تُستخدم استراتيجيات لتعزيز المهارات اليومية وتحسين التواصل والتفاعل الاجتماعي وتحسين جودة الحياة للأشخاص المصابين بالتوحد، وتمكينهم من تحقيق آمالهم وأحلامهم.
7 أخطاء شائعة عن المصابين بمرض التوحد
مرض التوحد هو جزء من تنوع الطيف البشري، لذلك ينبغي على المجتمع أن يعمل على توفير بيئة داعمة ومساعدة للأشخاص المصابين بالتوحد، حيث يمكن للتفهم والتعاون أن يسهم في تعزيز قدرات ومواهب هؤلاء الأفراد.
من المهم أن نفهم أن كل فرد يعيش تحت طيف التوحد لديه قصة فريدة وخصائص فردية، لذا يجب أن نتجاوز النماذج النمطية والأفكار الخاطئة حول التوحد، ومن أبرز الأخطاء الشائعة عن المصابين بمرض التوحد نذكر:
- الأشخاص الذين يعانون من التوحد لديهم موهبة خاصة
الاعتقاد بأن جميع المصابين بالتوحد هم عباقرة في مجالات معينة فكرة خاطئة، على الرغم من أن بعض الأشخاص المصابين بالتوحد قد يظهرون مهارات استثنائية في مجالات معينة مثل: الرياضيات أو العلوم أو الموسيقى والفن، إلا أن هذا لا ينطبق على الجميع، وبالتالي يجب عدم التعميم.
- الأشخاص المصابون بالتوحد غير اجتماعيين
هذا ظن خاطئ بخصوص مرضى التوحد، فالعديد من المصابين بالتوحد يمتلكون رغبة في التواصل والتفاعل الاجتماعي، فعلى الرغم من صعوبات التواصل الاجتماعي التي يواجهها البعض منهم لكن يمكن أن يتعلموا هذه المهارات من خلال التدريب والتدخل المبكر، وقد يظهرون تحسنًا كبيرًا في هذه المجالات على مر الزمن، قد يحتاجون إلى دعم إضافي لتحقيق ذلك، ولكن الرغبة في العلاقات الاجتماعية والصداقات موجودة لديهم.
- المصابون بالتوحد لا يمكنهم العيش بشكل مستقل
هذا الاعتقاد عن مرضى التوحد خاطئ تمامًا، فالعديد من المصابين بالتوحد يستطيعون العيش بشكل مستقل بعد تلقي التدريب والدعم المناسب. يمكن للأشخاص المصابين بالتوحد أن يحققوا الاستقلالية في العمل، والحياة اليومية، والعلاقات الشخصية، وذلك من خلال توفير الدعم المناسب وتطوير المهارات الحياتية الضرورية بمساعدة المختصين.
- المصابون بالتوحد لا يمتلكون مشاعر
هذه الفكرة غير صحيحة، فعلى الرغم من أن المصابين بالتوحد قد يواجهون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم وفهم مشاعر الآخرين، إلا أنهم يمتلكون مشاعر وعواطف مثل أي شخص آخر، لكن قد يكون لديهم طرق مختلفة للتعبير عنها أو قد يظهرون ردود فعل غير مألوفة، ولكن ذلك لا يعني أنهم لا يشعرون بالمشاعر.
بينت a study أنه يمكن تعليم الأطفال المصابين بالتوحد التعاطف باستخدام التحفيز والتعزيز للاستجابة لمشاعر شخص آخر من خلال العبارات المناسبة ونبرة الصوت وتعبيرات الوجه والإيماءات.
- تعميم السلوك
مثلًا يعتقد البعض أن جميع المصابين بالتوحد يظهرون سلوكًا تكراريًا، على الرغم من أن السلوك التكراري قد يكون موجودًا لدى بعض المصابين بالتوحد، إلا أنه لا ينطبق على الجميع، فقد نجد بعضهم يفضل الروتين والترتيب، في حين يمكن لآخرين أن يتبعوا سلوكًا متنوعًا ومتغيرًا، فكل فرد يعيش مع التوحد له خصائصه الفردية المرتبطة بحالته الخاصة.
- التوحد قابل للشفاء
تشير بعض المصادر إلى أنه يمكن شفاء التوحد تمامًا، لكن التوحد ليس مرضًا يمكن شفاؤه بالكامل، بل إنه اضطراب تطوري يستمر مدى الحياة. يمكن للأفراد المصابين بالتوحد أن يتطوروا ويتعلموا مهارات جديدة ويحققوا تقدمًا في مجالات مختلفة في الحياة، ولكن التوحد لا يختفي تمامًا.
وهذا ما أوضحته a study أنه ليس من الممكن التخلص من مرض التوحد مع التقدم بالعمر، بمعنى آخر، تبدأ أعراض التوحد مبكرًا وتستمر طوال الحياة، وعلى الرغم من أن البالغين قد يكونون قادرين على إخفاء بعض الأعراض (على الأقل في بعض المواقف)، لكن هذا لا يعني الشفاء التام من التوحد.
- التأخر العقلي وصعوبات التعلم
يعتقد البعض أن جميع المصابين بالتوحد يعانون من تأخر عقلي، وهذا اعتقاد خاطئ، فالتوحد ليس بالضرورة أن يكون مرتبطًا بتدني مستوى الذكاء، بل يمكن أن يكون لدى العديد من المصابين بالتوحد مستويات ذكاء طبيعية أو حتى مرتفعة في بعض الحالات، وقد يكونون ذوي مهارات مميزة في مجالات معينة مثل: الرياضيات أو العلوم أو الفن.
في النهاية وبعد التعرف على أبرز الأخطاء الشائعة عن مرضى التوحد، عليك أن تكون أكثر وعيًا تجاههم وأن تكون متفهمًا وداعمًا لهم، لنساعدهم على الاندماج الصحيح في المجتمع وتطوير قدراتهم ومعارفهم في شتى المجالات، ولمعلومات أكثر عن هذا الموضوع يمكنك التواصل مع الاختصاصي في لبيه من خلال تحميل تطبيق لبيه فهو يستطيع تقديم الفائدة والنصائح اللازمة للتعامل مع مرضى التوحد.