كيف تحفز الدافع الذاتي لدى طفلك؟
الكاتب: إبراهيم الغامدي
الدافع الذاتي هو سمة غالبًا ما يتم التقليل من شأنها والتي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على أداء طفلك المدرسي ونجاحه حتى مرحلة البلوغ. وتشير الأبحاث إلى أن الطلاب الذين لديهم دوافع ذاتية يفكرون بشكل أكثر منطقية ويطبقون مهاراتهم بشكل أكثر فعالية مقارنة بأقرانهم. بالإضافة إلى التفوق الأكاديمي والإنجازات الأخرى. ويتحفز الأطفال بشكل طبيعي للتعلم حتى يبلغوا سن السابعة. بعد هذا الوقت، يحتاجون إلى القدرة على تحفيز أنفسهم وهي مهارة مهمة إذا أرادوا النجاح.
كآباء وأمهات، غالبًا ما يكون لدينا اعتقاد خاطئ غير دقيق بأن أطفالنا لن يهتموا ما لم نلوي أذرعتهم. لكن الحقيقة البسيطة هي أن محاولاتك لتحفيز طفلك ربما تعمل ضدك. لا يمكنك جعل طفلك يهتم فقط لأنك تفعل ذلك. في الواقع ، قد تقف في طريق تحفيزهم. والأسوأ من ذلك، أن محاولة تحفيز طفلك تتحول عادة إلى صراعات شخصية وأسرية مما قد يؤثر نفسيًا وسلوكيًا على طفلك.
كآباء وأمهات، غالبًا ما نشعر بالمسؤولية عن نتائج طفلنا في الحياة، ولكن هذا ليس هو الحال دائما. في النهاية يكون طفلك مسؤولًا عن خياراته الخاصة. ولكن لأننا نعتقد أن نجاح أطفالنا يعتمد علينا؛ فإننا ندخل إلى مكان أحيانًا لا ننتمي إليه. قد تعلمنا أننا بحاجة إلى التحكم بطريقة ما في أطفالنا، لذلك غالبًا لا نعطي المساحة الكافية لهم إيمانًا باعتقادنا أنه من المفترض أن نحفز أطفالنا على الرغبة في أشياء معينة في الحياة، وكما تم ذكره سابقا أن مثل هذه المحاولات أحيانا يكون لها تأثيرا سلبيًا.
بالتأكيد قد يكون الهدف سامي كإلهام طفلك والتأثير عليه، ولكن الهدف السامي الذي نود غرسه هو أن يكون لأطفالنا حماس من الداخل ولديهم دوافعهم الذاتية الخاصة بهم.
حقيقة الأمر أن بعض الأطفال أقل حماسًا من غيرهم. يجلس البعض في الفصل يحدقون في الفضاء ولا يشاركون زملائهم على الرغم من جهود المعلم. والآخر قد ينسى واجباته المنزلية أو لا يبدو مهتمًا بأي شيء وليس لديه هوايات أو شغف حقيقي. ربما يستسلم ابنك المراهق بسهولة أو لا يريد المحاولة على الرغم من بذل قصارى جهدك. قد تكون هذه بعض المؤشرات لها علاقة طبية أو نفسية؛ فتأكد من أن المدرسة أو طبيب الأطفال الخاص بطفلك أو المعالج النفسي أن يستبعد صعوبات التعلم ، واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والاكتئاب والقلق وغيرها.
إذا كانت صعوبات التعلم والاضطرابات السلوكية والنفسية والمشاكل الأسرية مستبعدة وما زال طفلك ليس لديه حوافز داخلية، ولا يقوم بالأعمال المنزلية أو الواجبات المدرسية ، فمن المحتمل أنك بطريقة ما لا تساعده على تغذية ذاته.
في حين أنه من الصحيح أن التحفيز الذاتي لا يمكن أن يأتي إلا من الداخل، لكن يوجد هناك طرق يمكنك من خلالها مساعدة طفلك على تغذية ذاته، ومنحه ميزة ستؤتي ثمارها لاحقًا في الحياة. فيما يلي طرق مختلفة يمكنك المساعدة بها:
- ركز على حلول المشكلات
فبدلاً من التركيز على النكسات والمشكلات، حاول أن يكون لديك تركيزًا على وجود بعض الحلول لهذه المشكلات. سيشجع هذا طفلك على تبني نفس الأسلوب. بالإضافة، هناك بعض المشاكل البسيطة التي يمكن أن يشارك طفلك في اقتراح بعض الحلول لها مثل كيفية تشغيل التلفاز في حال عدم وجود جهاز التحكم أو غيرها من المشاكل البسيطة.
- شجع على الصبر والمثابرة
كافئ الجهد بدلا من مجرد النجاح. بهذه الطريقة سوف تساعد طفلك على تطوير المهارات التي يحتاجها لمواجهة التحديات ومواصلة المحاولة حتى ينجح.
- شجع على الأنشطة الاجتماعية
الشعور بالارتباط بالآخرين له دور كبير في تعزيز الدوافع الذاتية. بالنسبة لبعض الأطفال، قد يؤدي التشجيع على الأنشطة الاجتماعية إلى زيادة تحفيزهم على عمل واجباتهم المنزلية أو المدرسية التي اعتادوا أن يجدوها مملة. من الممكن تسجيل ابنك في بعض المراكز التعليمية الترفيهية والرياضية.
- عزز الثقة
إن غرس شعورًا قويًا بقيمة الذات لدى طفلك سيساعده على الشعور بالتقدير والاحتواء. اجعل طفلك يشعر أنه قادر على الإنجاز واجعله يشعر بالفخر على المجهود الذي أدّاه في عمل مهمة ما.
- ادعم المغامرة والمخاطرة
إن الأطفال بطبيعتهم فضوليين ومغامرين.من خلال المخاطرة والمغامرة، يطور الأطفال الثقة ليتمكنوا من التعامل مع المواقف الصعبة. كثيرًا من الآباء لا يدع لابنه أو ابنته فرصة المغامرة واللعب والمشاركة مع الآخرين من باب الحماية ولكن الحقيقة للأطفال الحق في اتخاذ القرارات والمجازفة من خلال لعبهم مثل هذه الفرص تعزز الدوافع الذاتية، بالإضافة إلى تطوير مهارات أخرى كالمهارات الاجتماعية والتواصلية. وقد تكون للحماية المبالغ فيها في مثل هذه المواقف ردة فعل عكسية.
- حدد مع طفلك تحديًا وكافئه على الإنجاز
التحديات المناسبة للعمر تمنح الأطفال رغبة شديدة للسعي والتحقيق. كن محددًا وضع أهدافًا. مع طفلك أنشئ مخططًا أو ملصقًا وضع مكافأة للسعي والتحقيق. مساعدة طفلك على إدراك وتقييم نجاحه يعزز تلك الدوافع الذاتية والرغبة لتحقيق المزيد. إن التعزيز الإيجابي ليس سيئًا دائمًا. في بعض الأحيان، نريد فقط أن نمنح أطفالنا شيئًا للاحتفال بالإنجازات. الشيء المهم هو عدم استخدامه بشكل خاطئ، أي “إذا قمت بذلك؛ فستحصل على هذا”.
يجب أن تكون أي مكافآت خارجية غير متوقعة، ولا يتم تقديمها إلا بعد انتهاء النشاط، ولا تُمنح بشكل دائم؛ لأنه بعد ذلك سيبدأ طفلك في توقعها. يمكنك أيضًا تقديم الثناء أو التعليقات الإيجابية أو اقتراحات التحسين بدلًا من المكافآت الملموسة. كل هذا يمكن أن يحفز طفلك على المهام المستقبلية.
- كن مثالًا يحتذى به
كلما زاد تحفيزك الذاتي في الحياة، زادت احتمالية نقل هذه السمات إلى أطفالك. قم ببعض الأعمال التطوعية، أو اقرأ كتابًا، تعلم حرفة جديدة، مارس هواية أو رياضة مختلفة. تذكر أن الطفل يتعلم بالاقتداء وخير قدوة لابنك هو أنت.
إن الدافع الجوهري للتعرف على العالم من حولنا يبدأ في مرحلة الطفولة. كلنا نسعى نريد لأطفالنا أن يحققوا أشياء عظيمة في الحياة. ومع ذلك قد يكون من الصعب تحفيزهم. يجب أن نسعى جاهدين لتربية أطفالنا بطريقة تعزز دوافعهم الذاتية. إن التحفيز الذاتي الذي ستزرعه في طفلك سيساعده على الازدهار في جميع مجالات الحياة.