خطر يهدد صحة المراهقين النفسية
في عالم يملؤه صخب الحياة المعاصرة، بات فيه التطور السريع والتحديات المجتمعية يمثل الكثير من الضغوط التي تواجه الأفراد وتؤثر على صحة المراهقين، لاسيما الشباب والمراهقين.
حيث تعد صحة المراهقين النفسية من أهم القضايا الحيوية التي تحتاج إلى اهتمام خاص من المجتمعات الحديثة. في هذا المقال، سنتعرض لأبرز التحديات المعاصرة والمخاطر التي تهدد صحة المراهقين النفسية، بالإضافة إلى العوامل المؤثرة وكيفية التعامل معها. وكيف يمكن مواجهتها بأساليب فعالة.
صحة المراهقين
يعد توفير بيئة نفسية آمنة وداعمة لصحة المراهقين والشباب العامة أمرًا هامًا في بناء مستقبل واعد لهم، لذلك على الجميع التكاتف والعمل لدعهم وضمان صحتهم النفسية، ولكن كما تشير الدراسات المعاصرة فإن نسبة تعرض المراهقين للضغوط الاجتماعية والاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب أو القلق يؤثر على حياتهم اليومية وأدائهم الدراسي في زيادة، في الوقت نفسه يقابل هذه الزيادة عدم الاعتراف بالمشكلة بالقدر الكاف، وعدم تلقي العلاج المناسب في الوقت اللازم وهذا يتطلب المزيد من الاهتمام المجتمعي العاجل.
أهمية صحة المراهقين
تعد فترة المراهقة مرحلة حساسة في حياة الإنسان تتسم بتغيرات جسدية ونفسية واجتماعية كبيرة، تؤثر بشكل كبير في بناء شخصياتهم وتطوير عاداتهم الصحية. ومن هنا تتضح أهمية صحة المراهقين واعتبارها قضية جوهرية تحتاج إلى اهتمام خاص من المجتمع والأسرة.
فالمراهقون هم شباب الغد ولبنة بناء المستقبل لأي مجتمع، لذا وجب مساعدتهم على النمو بصحة جيدة ودعمهم لتحقيق ذاتهم.
لماذا نهتم بصحة المراهقين؟
- – أساس لصحتهم في مراحل لاحقة من الحياة.
- – تطوير المهارات الاجتماعية والعاطفية لديهم، واتخاذ القرارات، وبناء العلاقات الصحية.
- – الوقاية من العديد من الأمراض المزمنة، مثل أمراض السمنة وأمراض القلب والسكر في الدم.
- – زيادة الإنتاجية والمساهمة المجتمعية في المستقبل.
أبعاد صحة المراهقين
تشمل صحة المراهقين أبعادًا متعددة، منها:
- – الصحة الجسدية: تشمل التغذية السليمة، وممارسة الرياضة بانتظام، والحصول على قسط كاف من النوم، والفحوصات الطبية الدورية.
- – الصحة النفسية: تشمل التعامل مع الضغوط، وبناء الثقة بالنفس، وتطوير مهارات التواصل الاجتماعي، والوقاية من الأمراض النفسية مثل الاكتئاب والقلق.
- – الصحة الاجتماعية: تشمل بناء علاقات صحية مع الأصدقاء والعائلة، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية، وتجنب السلوكيات الضارة مثل تعاطي المخدرات والتدخين.
العوامل المؤثرة في صحة المراهقين
إذا كانت مرحلة المراهقة أكثر المراحل حساسية وتتطلب رعاية خاصة. بات الانتحار يمثل نسبة لا يستهان بها من الأسباب الرئيسية للوفاة في هذه الفئة العمرية. فكان من الضروري التعرف على تلك العوامل الشائعة التي تهدد صحة المراهقين، وأهمها:
1- الضغط الاجتماعي:
من أكبر المخاطر التي يتعرض لها المراهقون في يومنا هذا وتهدد صحتهم النفسية هي الضغوطات الاجتماعية، والتي يظهر تأثيرها بشكل رئيسي من خلال المنصات الإلكترونية للتواصل الاجتماعي التي تحمل الكثير من المعايير غير الواقعية، والتي تضعهم في مقارنات مجحفة مع الآخرين من أقرانهم بشكل مستمر. ويجعلهم فريسة لمشاعر القلق والاكتئاب وتدني تقدير الذات.
2- التربية الخاطئة:
الممارسات السلبية أثناء التنشئة الأسرية، وسيطرة الآباء النفسية على أبنائهم أو الافتقار إلى التواصل الأسري.
3- التغيرات الفسيولوجية والهرمونية:
يمر الجسم خلال فترة المراهقة بتغيرات هرمونية وجسدية كبيرة تقف وراء العديد من التقلبات المزاجية التي تؤثر بالسلب على المزاج والسلوك لدى المراهقين، وتعزز من شعورهم بالارتباك والتخبط في تحديد هويتهم الشخصية.
4- الإفراط في استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي:
آفة عصرنا الحديث قلة النشاط البدني واتباع روتين رياضي بسيط، في المقابل تشير نتائج العديد من الدراسات إلى أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يزيد من مشاعر العزلة الاجتماعية والقلق لدى المراهق.
5- التنمر والتعرض للعنف أو الاساءة:
مع التطور التكنولوجي سمح استخدام الانترنت بظهور سلبيات إجتماعية عديدة، منها إيذاء الآخرين دون الحاجة إلى المواجهة المباشرة بما يسمى التنمر الإلكتروني، وأصبح من أبرز التحديات التي يواجهها المراهقون، التي يمكنها أن تترك آثارها النفسية السلبية من اكتئاب وقلق.
6- التوقعات المتزايدة بالنجاح الدراسي:
أصبحت الدراسة بمختلف مراحلها مع التوقعات العالية بتحقيق النجاح الأكاديمي تمثل ضغطاً هائلاً على المراهقين، يمكنه أن يتسبب في المزيد من الإرهاق العقلي ويدفع البعض إلى الإحساس بعدم الكفاءة. فضغط الأهالي والمجتمع الدائم على أبنائهم للحصول على أعلى الدرجات والتنافس في الدراسة يولد شعور متزايد بالتوتر والقلق.
7- زيادة نسبة الحمل والولادة بين المراهقات.
8- اضطرابات النوم:
يعاني المراهقون غالباً من نقص جودة النوم في المساء. خاصة بعد ما زاد استخدام الأجهزة الإلكترونية والهواتف المحمولة لفترات طويلة ولا سيما في الليل قبل النوم؛ بما يؤثر بشكل مباشر على الصحة النفسية، والمعاناة من اضطرابات النوم.
9- إدمان تعاطي المخدرات أو الكحول أو التدخين والسلوك الجنسي غير الآمن.
اضطرابات شائعة بين المراهقين
بعدما تعرفنا على أبرز العوامل التي تؤثر على المراهقين والشباب بإختلاف المجتمعات والبيئات وتشكل خطرًا يهدد صحة المراهقين النفسية، يمكنه أن يتطور ويؤدي للوفاة المبكرة في بعض الحالات. فكان لزامًا علينا استعراض أبرز الاضطرابات النفسية شيوعًا التي يعاني منها فئة المراهقين:
- – اضطرابات القلق والتوتر.
- – الاكتئاب.
- – اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).
- – تدني تقدير الذات واضطرابات السلوك.
- – سوء التغذية واضطرابات الأكل سواء كان فقدان الشهية العصبي أو السمنة والشره العصبي.
- – الانتحار.
دور المجتمع والأهل في مواجهة التحديات التي تواجه صحة المراهقين
للتعامل مع المخاطر التي تهدد صحة المراهقين النفسية، يجب اتخاذ خطوات فعالة تشمل:
– التوعية والتثقيف:
- يجب توعية الأهل والمربين حول علامات الاضطرابات النفسية وكيفية التعامل معها.
– تعزيز التواصل المفتوح:
- يجب تشجيع الحوار المفتوح الذي يتسم بالصراحة بين الأهل والمراهقين حول مشاعرهم وتحدياتهم وهمومهم، والتحدث عن أي مضايقات يتعرضون لها.
– التثقيف حول التغيرات الطبيعية:
- توفير معلومات علمية دقيقة حول هذه التغيرات التي يمرون بها وفهمها وتقبلها.
– الدعم النفسي:
- توفير الدعم النفسي عن طريق اختصاصي نفسي يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير بخاصة في هذه المرحلة الحرجة من حياتهم.
– دعم الأهل:
- يساهم تقديم الدعم العاطفي من الأهل والمدرسين في تخفيف حدة هذه الضغوط مع كيفية اتخاذ قرارات صحية.
– تنظيم الوقت وإدارة الإجهاد:
- من خلال مساعدة المراهقين على تطوير مهارات إدارة الوقت والتعامل مع الإجهاد بشكل صحي من خلال ممارسة الأنشطة البدنية والاسترخاء.
– التثقيف الرقمي:
- تعليم المراهقين كيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل صحيح يقلل من تأثيرها السلبي.
– التوعية بمخاطر التنمر الإلكتروني:
- يجب أن يكون هناك برامج مستمرة لتوعية المراهقين بخطورة هذا النوع من التنمر وكيفية مواجهته.
– تعزيز تقدير الذات:
- من خلال بناء ثقة المراهقين بأنفسهم بعيدًا عن مقاييس الجمال والمثالية الموجودة على الإنترنت. وفي الوقت ذاته عليهم أن يدركوا أن ما كل يشاهدونه على الإنترنت ليس بالضرورة يعكس الحقيقة.
– تنظيم استخدام التكنولوجيا:
- بوضع حدود زمنية لاستخدام الأجهزة الإلكترونية خاصة قبل النوم، يمكن أن يحسن نوعية النوم.
– إنشاء روتين للنوم:
- يساعد اتباع روتين نوم منتظم مع إدخال النشاط البدني على الاسترخاء قبل النوم.
– توعية المدرسة والمجتمع:
- رفع الوعي بأهمية صحة المراهقين وتوفير برامج دعم للمراهقين وأسرهم، مع
في النهاية، تواجه الصحة النفسية للمراهقين تحديات كبيرة في عالمنا الحديث، ولكن من خلال التوعية، الدعم الأسري والمجتمعي، والتوجيه النفسي يمكن تقليل آثار أي خطر يهدد صحة المراهقين النفسية، مع العمل المتعاون بين المجتمع ومؤسساته على مستوى العالم لدعم النمو النفسي للمراهقين لبناء مستقبل يحمل الكثير من السعادة والرفاهية والصحة النفسية.
لو لديك ابن مراهق وحاب تعرف أكثر عن التعامل معه جرب تستشير مختص من خلال تطبيق لبيه.