العمل الذهني .. حيل جديدة من أجل تطوير الذات
العمل الذهني .. حيل جديدة من أجل تطوير الذات
إن العالم يتحرك ويتطور في وتيرة سريعة ويجب على الإنسان السعي المستمر في تطوير الذات لمواكبة تغيرات العالم. إن تطوير الذات يعرف بالاستمرارية التي تهدف إلى تحسين مختلف جوانب الحياة، سواء الحياة الشخصية أو الاجتماعية أو المهنية. وكل ذلك يتم عن طريق وضع أهداف واضحة وخطط منطقية والسعي لاكتساب المهارات اللازمة. ولكن تطوير الذات يحتاج الكثير من الوقت والمجهود والأهداف الواضحة.
ماذا يعني تطوير الذات؟
إن تطوير الذات يعتمد على اتخاذ خطوات واضحة نحو التحسين ومعرفة نِقَاط القوة التي تساعد في ذلك والإلمام بنقاط الضعف الذي تحتاج إلى التغيير.
وهذا التطور يشمل جميع جوانب الحياة فأي تطور في أي جانب من الحياة يعد تطورًا سواء الجانب العملي والمهني أو الجانب الاجتماعي أو البدني والنفسي.
فأي خطوة تساعد في المضي قدما فهي تطوير الذات ويشمل تلك زيادة الوعي وتحسين العلاقات الاجتماعية وتعزيز التفكير الإيجابي.
وهذا التطور ينبع داخليًا من احترام الإنسان لنفسه وتقدير أدميته والثقة في قدراته لتحقيق حياة أفضل مما يترتب عليه الوصول لمكانة أعلى في المجتمع واكتساب ثقة الآخرين بنا.
ويجب أن نضع دائمًا أمام أعيننا أن تطوير الذات رحلة فردية، تتطلب الالتزام والاجتهاد والمضي قدمًا لتحقيق الأهداف وأن تطوير الذات هو أفضل استثمار في المستقبل.
متى تبدأ رحلة تطوير الذات؟
لا يمكن أن نقرن تطوير الذات بمرحلة عمرية معينة فيعيش الإنسان طوال حياته في رحلة تطور وتعلم.
لكن تكون البداية من مرحلة الطفولة. إن النشأة في بيئة إيجابية تحفز الطفل لاكتشاف ذاته تنشأ أطفال وشباب ذوي وعي وثقة كبيرة بالنفس.
ولكن يقع العاتق الأكبر في مرحلة الطفولة على الآباء إذ يجب عليهم تحفيز الأطفال ومحاولة اكتشاف جوانب القوة لديهم، ووضع الثقة فيهم والتعبير للأبناء عن كل مشاعر الفخر والحب والاحترام لكل خطوة من خطوات الحياة.
ويجب الحرص على إظهار مشاعر الفخر لأي إنجاز يقوم به الأطفال حتى يكتسب الثقة ويكون قادرا على مواجهة تحديات الحياة والبعد عن العزلة والانطواء.
كما ذكرنا أن الرحلة تبدأ من الطفولة ولا تقف عند مرحلة عمرية ولكن الجانب الأهم في كل مرحلة هو دعم وثقة الآخرين بكل خطوة سواء الأباء أو الأبناء والأصدقاء والزملاء يجب أن تكون مشاعر التقدير متبادلة في كل مكان.
ما هي خطوات تطوير الذات؟
لعل الجميع يتساءل من أين أبدأ في تطوير الذات؟
الخطوة الأولى: الثقة بالنفس
من المهم معرفة نِقَاط القوة والضعف، فهذه الخطوة هي الأهم لأن العمل عليها يعطي ثقة بالنفس أكبر ولكن يجب التركيز على نقاط الضعف وتطويرها؛ حتى لا يستهلك الإنسان طاقته في تطوير نِقَاط ضعف كثيرة ولا يصل لأي نتائج.
ويجب وضع أهداف حقيقية وواقعية للسعي إليها ويمكن أن تكون هذه الأهداف قصيرة المدى (مثل تحسين مهارة معينة) أو طويلة المدى (مثل تحقيق مستوى معين من النجاح المهني).
الخطوة الثانية: الاستمرارية
إن عملية التطوير تلزمها استمرار في السعي والمضي قدما والسقوط والنهوض مرات عدّة. ويجب على المرء توقع العثرات في طريقه لأن طريق النجاح والتطور ليس بالسهل ولا يجب الوقوف عند أول عقبة في الطريق بل التغلب عليها والاستمرار للأمام.
الخطوة الثالثة: التقييم الذاتي
على الإنسان كل مدّة تقييم ما حدث خلال الفترات الماضية والمقارنة بين ما عليه الآن وما كان عليه سابقا؛ لمعرفة هل يمضي الإنسان في الطريق الصحيح أم يحتاج لتغيير بعض الأشياء.
مع مراعاة أن الوصول لنتائج كبيرة يحتاج بذل الكثير من المجهود والوقت ولكن ظهور ثمار للسعي يحفز الإنسان للمضي قدما.
ويجب اعتبار الفشل فرصة للتعلم والنمو. فكل تجرِبة تقدم دروسًا يمكن الاستفادة منها لتطوير الذات.ويمكن أن يساعدك ذلك في تعديل استراتيجياتك وتحسينها.
الخطوة الرابعة: اكتساب مهارات جديدة
من المهم أن يضع الإنسان صوب عينيه هدف واضح وتحديد نِقَاط القوة التي تساعده لتحقيق ذلك وما يحتاج لتطويره من نِقَاط الضعف واكتساب المهارات التي تساعده على ذلك.
ويمكن ذلك من خلال قراءة الكتب أو الندوات التعليمية والتثقيفية أو حتى من خبرات الحياة العملية.
ويجب أن يدرك الإنسان أن تطوير الذات ليس هدفًا يُحقق مرة واحدة، بل هو عملية مستمرة.
الخطوة الخامسة: التحفيز والتفكير الإيجابي
من الجيد تبني عقلية إيجابية ومتفائلة ومتقبلة لجميع النتائج، والتركيز على الحلول بدلًا من المشاكل التفكير الإيجابي يعزز الثقة بالنفس ويساعد في مواجهة التحديات.
كما يجب أن يكون الدافع نحو التطوير نابع من داخل الشخص وليس ناتجًا عن ضغوط خارجية. التحفيز الذاتي يساعد في الاستمرار على الطريق الصحيح نحو الهدف الصحيح.
الخطوة السادسة: تنظيم الوقت
إن تحديد الأولويات يساعد على تعلم كيفية إدارة الوقت من خلال تحديد الأولويات وتنظيم الأنشطة اليومية. واستخدام قوائم المهام أو تطبيقات إدارة الوقت يمكن أن يكون مفيدًا فأصبحت هذه التطبيقات منتشرة بشكل كبير في الوقت الحالي.
كما يجب تجنب التسويف والعمل على المهام الهامة دون تأخير للحصول علي نتائج فعالة ورؤية نتيجة إيجابية في السعي المستمر.
ما هي مهارات تطوير الذات؟
إن المهارات هي القدرات التي يسعى الإنسان لاكتسابها لتحقيق التطور الشخصي وزيادة الوعي والثقة بالنفس وتحقيق الأهداف وتعزيز الإنتاجية. وقد تشمل هذه المهارات:
١- إدارة الوقت
يجب أن يتعلم الإنسان كيفية إدارة الوقت والتمييز بين ما هو مهم وبين ما يمكن تأجيله وليس تسويفه بالتخطيط الجيد. يتم إنجاز المهام بأسرع وقت وأعلى كفاءة وإنتاجية.
٢- التواصل
يجب أن يكون الإنسان مستمع جيد لديه القدرة على فهم ما يقوله الآخرون بوضوح فذلك يساعد في بناء العلاقات كما يجب أن يكون قادرًا على التعبير عن مشاعره وأفكاره بكل وضوح فذلك يزيد من الفهم المتبادل بين الأشخاص.
٣- حل المشكلات
إن القدرة على التفكير بحيادية وموضوعية يساعد في الوصول لأفضل الحلول كما يساهم في اتخاذ قرارات سليمة وبناءة مما يعزز الثقة بالنفس وتطوير الذات.
٤- الذكاء العاطفي
الوعي العاطفي يساعد في التعامل مع مشكلات التوتر والقلق والتحكم في الانفعالات والعواطف. ثم أن القدرة على فهم مشاعر الآخرين والتفاعل معهم بإيجابية يعزز العلاقات الإنسانية والتواصل الجيد وبناء العلاقات.
٥- التعلم المستمر
إن حب الاستطلاع والرغبة الملحة في التعلم واكتساب المهارات يعزز الثقة بالنفس والتطور الشخصي وفتح مجالات أخرى للفرد. كما أن العمل على تحسين المهارات الموجودة واكتساب مهارات جديدة يعزز من القدرة على التكيف مع التحديات الجديدة.
٦- التعامل مع التوتر
يعتبر القلق والتوتر خصوصاً من نتائج أي تجرِبة إحدى العوامل السلبية الهادمة لآي تجرِبة لذلك يجب أن يتعلم الفرد كيفية إدارة التوتر والضغوطات الحياتية وتنمية القدرة على التكيف مع أي ظروف محيطة لأن الفرد مسؤول عن السعي وليس النتيجة كما يلجأ البعض إلى أساليب الاسترخاء مثل التأمل والاسترخاء والأنشطة البدنية.
٧- الثقة بالنفس
الثقة بالنفس تأتي من الإيمان بالقدرات الشخصية والسعي لتحقيق الأهداف بشكل واضح ثم أن تحمل المسؤولية عن النجاح والفشل يزيد من النضج الشخصي والمهني.
٨- القيادة
القدرة على التعاون و توجيه الآخرين نحو تحقيق أهداف المشتركة يساهم في تطوير مهارات التواصل، التخطيط، واتخاذ القرارات. وأيضا القدرة على اتخاذ الخطوات الأولى تُظهر الحماس والقدرة على الابتكار والاعتماد على النفس.
9- إدارة العلاقات
إن العلاقات الجيدة تعزز فرص النجاح والمشاركة وتوفير الدعم اللازم لذا يجب أن يسعى الفرد لتكوين علاقات ناجحة ومستدامة واكتساب روح العمل الجماعي لتحقيق الأهداف المشتركة واكتساب روح التعاون.
10- التفكير والتأمل
القدرة على التفكير في حلول جديدة ومبتكرة يفتح الأبواب لفرص جديدة وتحديات مثيرة كما يعزز القدرة على التأمل والتكيف مع الظروف الجديدة والبحث عن طرق جديدة للتعامل مع التحديات.
11- التفاوض والإقناع
القدرة على التأثير على الآخرين وإقناعهم بوجهة نظرك. هذه المهارة مهمة في الحياة المهنية والشخصية لتحقيق الأهداف. لكن مع احترام وجهات النظر الأخرى. كما أن التفاوض للوصول لحلول مرضية يعزز العلاقات ويساعد على اكتساب الفرص.
12- العمل الذهني
ومن أهم مهارات تطوير الذات العمل الذهني الذي يعد حيلة جديدة من أجل ترويج العقل على إتباع هدف معين يسعى إليه والتفكير فيه دومًا من أجل الوصول إليه وتحقيقه. فعند اتباع سلوك إيجابي وجعله عادة يومية هذا بالطبع ينعكس على حياة الفرد بشكل فعال.
العمل الذهني وتطوير الذات
كما ذكرنا أن عملية تطوير الذات تحتاج الكثير من الجهد والمثابرة ولكن يجب أن يغير الإنسان من طريقة التفكير في ذاته وبذل مجهود أكبر في تغيير معتقدات عن الذات.
إن العمل الذهني هو خطوة تحتاج استمرارية من أجل تطوير الذات وتتمثل آلية العمل الذهني في بعض الخطوات مثل :
- – زيادة الوعي وفهم نقاط القوة والضعف من خلال فهم القدرات الذاتية وتحليل المواقف حتى يتعرف الفرد بشكل أفضل على نفسه .
- – وضع أهداف شخصية حتى يتمكن الشخص من تحديد اتجاهاته في الحياة والسعي إليها.
- – التعلم المستمر يؤدي لتوسع الآفاق وتعزيز القدرات الذهنية.
- – التفكير الإيجابي يعزز الثقة بالنفس والقدرة على مواجهة التحديات والتغلب على أي سلبيات.
- – تنظيم الوقت لإدارة الأهداف بكفاءة عالية والمحافظة على الوقت.
- – تنمية مهارة حل المشاكل للتعامل مع التحديات بشكل أفضل واتخاذ قرارات صائبة بشكل سريع.
- – تخطي العادات السيئة في العمل الذهني يساعد على تخطي هذه العادات من خلال زيادة الوعي والإرادة القوية.
تطوير الذات يحتاج أن تبدأ من داخلك أولا. أن تستخدم العقل لتحليل جوانب الحياة ووضع الأهداف والخطط لننعم بحياة أكثر نجاحاً.
كل هذه مهارات وحيل مختلفة يجب التعرف عليها من أجل رسم حياة أفضل وتحقيق أهدافنا بنجاح.
إن تطوير الذات هو أساس بناء الشخصية ويتطلب الالتزام والعمل الجاد والمثابرة، وتطوير المهارات النفسية والمهنية والاجتماعية والفكرية. فذلك يؤدّي دورًا فعالاً في تحقيق النجاح في الحياة الشخصية والمهنية. تعرف أكثر على طرق تطوير الذات عن طريق مجموعة من برامج الدعم التي تساعدك على تنمية مهاراتك وقدراتك في الحياة و Download app.
English 
Arabic