يُعد الاكتئاب من أكثر الاضطرابات النفسية انتشارًا، والجدير بالذكر أنه يؤثر في بيئة العمل، حيث يؤدي إلى التغيب عن العمل وفقد الإنتاجية، ما يسبب خسائرًا تُقدر بأكثر من 51 مليار دولار في الولايات المتحدة الأميركية وحدها. ما لا يقل عن نصف الموظفين المصابين بالاكتئاب لا يتلقون العلاج المناسب له، ولكن في ظروف العلاج والرعاية المناسبة يمكن أن يتحسن الشخص المصاب وأن يتحكم به.

ما الاكتئاب ضمن بيئة العمل؟

قد لا تسبب بيئة العمل الاكتئاب دائمًا، لكنها تؤدي إلى تفاقم الأعراض للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب فعلًا. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية يمكن أن تؤدي بيئة العمل السلبية إلى: 

• مشكلات نفسية وجسدية.
• التغيب.
• فقدان الإنتاجية.
• التعاطي.
  

بالإضافة إلى ذلك، تذكر منظمة الصحة النفسية في أمريكا Mental Health America بعض الحقائق عن الاكتئاب ضمن بيئة العمل، أهمها:

• يقع الاكتئاب ضمن قائمة أكثر ثلاث مشكلات يواجهها الموظف ضمن بيئة عمله، بالإضافة إلى القلق، والمشكلات والأزمات العائلية.
• تبلغ نسبة الغياب الناتجة عن الاكتئاب 3% تقريبًا، ونسبة 76% من هذا الغياب من نصيب النساء.
• في دراسة أجرتها شركة First Chicago Corporations، بلغت تكاليف علاج الاكتئاب ما يقرب من المبلغ الذي أُنفق على علاج أمراض القلب.
• بلغت تكلفة الاقتصاد السنوية للاكتئاب عام 1995 ما مقداره 600 دولار لكل عامل.
• ما يقرب من 15% من حالات الاكتئاب الحاد تنتهي بالانتحار.

ما علامات الاكتئاب ضمن بيئة العمل؟

إن علامات وأعراض الاكتئاب في العمل مشابهة لأعراض الاكتئاب العامة، ومع ذلك قد يبدو بعضها أكثر وضوحًا في بيئة العمل. فيما يلي أكثر أعراض الاكتئاب شيوعًا:

• زيادة مستويات التوتر، وخاصةً عند إدارة المواقف المثيرة للقلق، أو عند التفكير في العمل عندما يكون الشخص بعيدًا عن وظيفته.
• الشعور العام بالملل.
• انخفاض الطاقة، وانعدام الحافز لأداء المهام.
• الشعور المستمر أو المطول بالحزن أو المزاج السيئ.
• فقدان الاهتمام بالمهام في العمل، وخاصةً الأمور التي كان يجدها الشخص في السابق مثيرة للاهتمام.
• الشعور باليأس، أو العجز، أو انعدام القيمة، أو الذنب الساحق.
• عدم القدرة على التركيز، أو الاهتمام بمهام العمل، وصعوبة تذكر الأمور واسترجاعها، وخاصةً المعلومات الجديدة.
• ارتكاب العديد من الأخطاء في مهام العمل اليومية.
• زيادة أو انخفاض الوزن.
• زيادة أو انخفاض الشهية.
• شكاوي جسدية مثل: الصداع، والتعب، واضطرابات معدية.
• زيادة الغياب، أو القدوم متاخرًا والذهاب مبكرًا.
• صعوبة في صناعة القرارات.
• الاهتياج، والغضب الزائد، وسرعة الانفعال عند مواجهة الأمور المستفزة.
• نوبات من البكاء، مع أو بدون محفزات واضحة.
• صعوبة في النوم، أو النوم كثيرًا.
• تناول الكحول والمواد المخدرة.

بعض الأشخاص جيدون في إخفاء الأعراض المذكورة أعلاه أمام زملائهم في العمل، لكن هناك بعض الأعراض التي قد يلاحظونها على الأرجح. إليك بعض العلامات الشائعة التي قد يلاحظها الآخرون:

• الانسحاب أو العزلة الاجتماعية. 
• سوء النظافة الشخصية، أو تغير كبير في المظهر.
• التأخر في الوصول إلى العمل، أو تفويت الاجتماعات، أو زيادة أيام الغياب.
• المماطلة، أو تفويت موعد تسليم المهام، أو انخفاض معدل الإنتاجية، أو أداء المهام دون المستوى المطلوب، أو زيادة الأخطاء، أو صعوبة في اتخاذ القرارات.
• اللامبالاة، والنسيان، والشرود، وعدم الاهتمام بالأمور. 
• مظاهر من التعب.
• الاهتياج، أو الغضب، أو الشعور بالإرهاق، أو تحرك العواطف والمشاعر أثناء المحادثات مثل البكاء فجأة على أشياء تافهة.
• فقدان الثقة أثناء أداء المهام.

طرق ووسائل لمساعدة الموظف المكتئب

بدون علاج، يمكن أن يؤثر الاكتئاب في أداء الشخص أثناء العمل. قد يكون الموظفون المصابون بالاكتئاب موجودين في العمل ولكنهم غير منتبهين أو منخرطين، وقد يفوتون عدة أيام من العمل بسبب أعراض اكتئابهم. 

يعد هذا من الأمور المربكة بعض الشيء، إذ يرغب الموظف المكتئب الابتعاد كليًّا عن العمل وقضاء مدة غير محددة إجازة. 

ومع ذلك، تُظهر الدراسات أن الابتعاد عن العمل لوقت طويل، وكسر الروتين يمكن أن يؤدي إلى تفاقم أعراض الاكتئاب. في جميع الأحوال، إن أفضل طريقة للتعامل مع الاكتئاب أثناء الوجود في العمل هي تجنب التوتر والقلق غير الضروريين، يمكن البدء بذلك من خلال إعلام المديرين وزملاء العمل بما يمر به الشخص، بهذه الطريقة يتلقى الشخص الدعم ويساعدونه في إيجاد الخطة المناسبة. ومن أهم الاستراتيجيات هي الآتي:

• جدول زمني مرن: يمكن للموظف أن يطلب من المدير إنشاء جدول زمني أكثر مرونة، فربما البدء بالعمل متأخرًا قليلًا يساعد في تخفيف التوتر. الجدير بالذكر أن البحوث تشير إلى أن الجداول الزمنية المرنة تزيد الإنتاجية في مكان العمل.
• تقسيم المهام الكبيرة: يساعد تقسيم المهام الكبيرة إلى أجزاء أصغر في تحسين التركيز والانتباه، ويمكن بعد الانتهاء من مهمة أخذ استراحة لمدة قصيرة من الزمن، على سبيل المثال خمس دقائق، ليباشر بعدها بالأقسام الأخرى من المهمة. سيشعر الشخص بالإنجاز عندما يرى أنه ينجز مهامه، ما يمنحه الحافز في الاستمرار. 
• التواصل: لا يتحدث العديد من الموظفين المصابين بالاكتئاب عما يحدث معهم، لكن قد يساعدهم شرح ما يمرون به لزملائهم في العمل والمشرفين على خلق بيئة عمل أكثر تفهمًا ودعمًا ويمكن لصاحب العمل مساعدة الموظف في العثور على الموارد التي يحتاج إليها لمواصلة عمله.
• إنشاء مساحة عمل مريحة: إضفاء الطابع الشخصي على مساحة العمل الخاصة تجعل الشخص في مزاج جيد، لذلك جعل تلك المساحة مريحة وهادئة لها دور في تخفيف أعراض الاكتئاب.

لبيه أعمال تساعدك على تقليل اكتئاب الموظف!

إن كنت مدير عمل أو تنفيذيًّا يريد الحد من تأثير الضغوط النفسية للموظفين والتقليل من فرص إصابتهم بالاكتئاب، يمكنك تحميل تطبيق نفس والحصول على خدماته وخدمات فريق لبيه أعمال التي تساعدك في إدارة الضغط النفسي للموظفين وتعزيز إنتاجيتهم وتحسين النمو دون نسيان حياتهم الخاصة ورفاهيتهم أيضًا، الأمر الذي يحقق التوازن في حياتهم ويرفع من جودتها.