يؤثر الفصام تقريباً على 24 مليون شخص أو 1 من كل 300 شخص 0.32% في جميع أنحاء العالم، وهذا يعني أنه اضطراب غير شائع مثل الاضطرابات النفسية الأخرى، لكن الإصابة به تظهر في مرحلة مبكرة من العمر كالمراهقة أو بداية العشرينيات، ويصيب انفصام الشخصية الرجال أكثر من النساء ويظهر عند النساء في عمر متأخر غالباً.

غالباً ما يتعرض الأشخاص المصابون بالفصام لانتهاك حقوقهم من قبل المجتمع من حولهم، وذلك بسبب الوصمة المنتشرة ضدهم، مما يسبب الاستبعاد الاجتماعي، وبالتالي التأثير على علاقاتهم مع الآخرين بما في ذلك العائلة والأصدقاء والمساهمة في التمييز ضدهم، والذي بدوره يمكن أن يحد من الوصول إلى الرعاية الصحية العامة والتعليم والسكن والتوظيف.

لمعرفة كل ما تحتاجه عن انفصام الشخصية، وكيفية التعامل مع شخص مصاب به وكيفية علاجه تابع قراءة هذا المقال.

ما هو انفصام الشخصية؟

الفصام هو حالة صحية عقلية مزمنة، سبب انفصام الشخصية غير معروف لكن الباحثين يعتقدون أنه قد يكون ناجماً عن مجموعة من العوامل البيولوجية والوراثية والبيئية، يمكن القول إن الأشخاص المصابين بالفصام يعانون من تشوهات حول نظرتهم للواقع غالباً ما تكون على شكل أوهام أو هلاوس.

المفاهيم الخاطئة حول هذا الاضطراب شائعة، على سبيل المثال: يعتقد بعض الناس أن الفصام يخلق شخصية منقسمة، لكن الحقيقة هي أن انفصام الشخصية واضطراب الهوية الانفصامية هما اضطرابان مختلفان تماماً.

الفصام هو حالة نفسية لها آثار خطيرة على صحتك الجسدية والعقلية، فهو يعطل عمل عقلك ويتداخل مع أشياء مثل: أفكارك وذاكرتك وحواسك وسلوكياتك، وقد تواجه صعوبة في أجزاء كثيرة من حياتك اليومية.

ما هي أنواع انفصام الشخصية؟

لقد تغيرت تصنيفات وأنواع الفصام على مر السنين، في السابق كان المتخصصون في مجال الصحة يصنفون مرض انفصام الشخصية على أنه أحد الأنواع الخمسة التالية:

• المرتبط بجنون العظمة.
• غير المنظم.
• الجامد.
• غير المتمايز.
• المتبقي.

لكن ومع مضي الوقت لم يعد الأطباء يستعملون هذا التصنيف لترتيب أنواع الفصام، الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) هو الدليل الذي يستخدمه اختصاصيو الصحة العقلية لتشخيص حالات الصحة العقلية، والتصنيف أعلاه قد تم الاستغناء عنه في هذا الدليل، وذلك لأن خبراء الصحة لاحظوا أن الأنواع السابقة كان لها العديد من السمات والأعراض المتداخلة.

ما هي أعراض انفصام الشخصية؟

يؤثر الفصام على الأشخاص بطرق مختلفة، ولكن هناك بعض الأعراض الشائعة المختلفة:

الأعراض المبكرة

• عزل المصاب بالفصام نفسه عن الأصدقاء والعائلة.
• قلة التركيز.
• مشاكل النوم.
• التهيج والإثارة.
• مواجهة صعوبات في الواجبات المدرسية أو ضعف الأداء الأكاديمي.
• القلق
• الشك الغامض.
• أفكار غريبة.
• الشعور بالاختلاف عن الآخرين.

الأعراض المتقدمة

عندما يتعلق الأمر بالأعراض الأكثر تقدماً، فإنها تميل إلى الوقوع في ثلاث فئات متميزة:

1. الأعراض الإيجابية.
2. الأعراض السلبية.
3. الأعراض غير المنظمة.

المصطلحان -إيجابي وسلبي- لهما دلالات مختلفة، فالأعراض الإيجابية تعني إضافة أفكار أو أفعال إلى تجربة الفرد، والأعراض السلبية هي غياب السلوكيات والأحداث في تجربة الفرد.

1- الأعراض الإيجابية

• الهلوسة: وهي تجارب تبدو حقيقية ولكنها من صنع عقلك، وتشمل رؤية الأشياء أو سماع الأصوات أو شم الأشياء التي لا يختبرها الآخرون من حولك.
• الأوهام: يحدث الوهم عندما تصدق شيئاً ما على الرغم من وجود أدلة أو حقائق تثبت عكس ذلك.
• جنون العظمة: يحدث جنون العظمة عندما يكون شخص ما غير واثق من الآخرين على نحو غير عادي، أو يعتقد اعتقاداً راسخاً أنه قيد المتابعة أو الاضطهاد.

2- الأعراض السلبية

• انخفاض كمية الكلام.
• الاستجابة العاطفية الغريبة للمواقف والأحداث.
• قلة المشاعر أو التعبيرات.
• فقدان الاهتمام أو الإثارة للحياة.
• العزل الاجتماعي.
• صعوبة في الحصول على تجربة ممتعة.
• صعوبة في بدء أو متابعة الخطط.
• صعوبة في استكمال الأنشطة اليومية العادية.

3- الأعراض غير المنتظمة

• تفكير أو كلام غير منتظم، كتغيير المواضيع بسرعة عند التحدث أو استخدام كلمات أو عبارات مختلقة.
• النسيان.
• تفكير غير منتظم، مثل صعوبة التركيز أو الانتباه.
• ضعف الأداء التنفيذي أو  ضعف القدرة على فهم المعلومات واستخدامها لاتخاذ القرارات.

يمكن أن تختلف أعراض الفصام في شدتها ونوعها، وقد تتفاقم إذا كان الفرد يعاني من ضغوط شديدة أو لا يتناول الأدوية الموصوفة له بشكل صحيح.

ما هي مسببات انفصام الشخصية؟

السبب الدقيق لمرض انفصام الشخصية غير معروف، يعتقد الباحثون أن هناك عدة عوامل يمكن أن تساهم في حدوثه:

1- العوامل البيولوجية.

2- العوامل الوراثية.

3- العوامل البيئية.

تشير الأبحاث حالياً إلى أن اختبارات التصوير التي تم إجراؤها على الأشخاص المصابين بالفصام قد تظهر تشوهات في بعض مناطق الدماغ وما زالت الأبحاث جارية.

ما هي مضاعفات انفصام الشخصية؟

الأشخاص المصابون بالفصام غير المعالج هم أكثر عرضة لإيذاء أنفسهم وإظهار العنف تجاه الآخرين، حيث قارنت دراسة أجريت عام 2015 في الصين نتائج 123 ألف شخص مصاب بالفصام المعالج وغير المعالج بعد 14 عاماً من تشخيصهم، وقد كان الأشخاص الذين لم يتلقوا العلاج أكثر عرضة لمضاعفات عديدة مثل:

• مظهر أكبر من عمرهم الحقيقي.
• حصولهم على عدد أقل من أفراد الأسرة.
• عدم حصولهم على مأوى.
• العيش بمفردهم.
• حصولهم على بعض المضاعفات الصحية الجسدية والنفسية.
• عدم اهتمامهم بأنفسهم.

يمكن القول بأن أغلب المضاعفات التي تصيب الشخص المصاب بالفصام هي مضاعفات اجتماعية.

كيفية علاج انفصام الشخصية؟

ليس هناك طريقة لعلاج الفصام في الوقت الحالي، لكن هناك نسبة صغيرة جداً تماثلت للشفاء بعد خضوعها لبعض طرق العلاج، لكن هذا لا يعني أن العلاج قادر على شفاء المصاب بالفصام. تختلف طرق العلاج باختلاف الشخص وشدة الفصام ونوعه، عادة ما يتضمن علاج الفصام مزيجاً من الأدوية وتقنيات العلاج النفسي والإدارة الذاتية:

• مضادات الذهان: تمنع هذه الأدوية دماغك من استخدام بعض المواد الكيميائية التي تساعد على التواصل بين الخلايا.
• أدوية أخرى: قد يصف لك الطبيب أدوية أخرى لعلاج الأعراض المصاحبة لأعراض الفصام، وقد يصف لك أدوية لمساعدتك على تقليل الآثار الجانبية للأدوية المضادة للذهان مثل الرعشات.
• العلاج النفسي: يمكن أن تساعدك أساليب العلاج النفسي كالعلاج بالكلام على التعامل مع حالتك وإدارتها، والعلاج طويل الأمد قد يساعدك في حل المشكلات الثانوية المصاحبة لمرض انفصام الشخصية مثل: القلق أو الاكتئاب أو مشكلة تعاطي المخدرات.
• العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT): إذا لم تنجح العلاجات الأخرى فقد يوصي طبيبك بالصدمة الكهربائية، يتضمن هذا العلاج استخدام تيار كهربائي يتم تطبيقه على فروة رأسك لتحفيز أجزاء معينة من دماغك، يؤدي التحفيز إلى حدوث نوبة قصيرة والتي قد تساعد في تحسين وظائف المخ والتخفيف من أعراض انفصام الشخصية.

الفصام هو حالة طويلة الأمد يمكن أن تؤثر بشكل كبير على قدرة الشخص أثناء أداء وظائفه، ويمكن أن تؤثر على الأشخاص المحيطين بالشخص المصاب بشكل سلبي، لكن الأشخاص المصابين بانفصام الشخصية هم مرضى غير خطيرين ويحتاجون الرعاية والاهتمام.

يمكن لأي شخص أن يعتني بشخص مصاب بالفصام من خلال التعلم عن هذا المرض، وتشجيع الشخص المصاب على الالتزام بخطة العلاج الخاصة به، ودعمه والبقاء بجانبه، وتشجيعه على الذهاب لطبيب اختصاصي أو معالج نفسي لتشخيصه والحصول على خطة العلاج التي تناسبه.