نصائح للآباء في التعامل مع الأبناء
من آفات المجتمع التي نواجهها باستمرار نشوء الخلاف بين الآباء والأبناء، ووجود خلافات دائمة يهدد العلاقة بين الطرفين. لذلك وجب علينا توضيح بعض من نصائح للآباء في التعامل مع الأبناء للمساعدة في حل هذه المعضلة.
ما هي أسباب الخلاف بين الآباء والأبناء؟
إن أسباب الاختلاف بين الآباء والأبناء متعددة وتختلف باختلاف الطبقة الاجتماعية والثقافية والمادية، ولكن تتشابه الأسباب رغم هذه الاختلافات. ومن هذه الأسباب:
الفجوة بين الأجيال:
مع التطور الذي شهدناه في العالم مؤخرًا، اختلفت معايير وقيم الحياة بين الأجيال وأصبح هناك فجوة في التفكير والمعتقدات بين الأجيال المختلفة، فنجد داخل الأسرة الواحدة اختلافات في التفكير والمعتقدات، وأن الآباء والأبناء لا يصلون لوجهة نظر متفقة في أي خلاف، وهو ما يحتاج العديد من نصائح للآباء في التعامل مع الأبناء لسد هذه الفجوة.
الاختلاف في تجارب الحياة:
أصبحت الأجيال الجديدة تواجه تحديات وتجارب جديدة في الحياة قد لا يصل إليها الأجيال القديمة. وهذا ما يجعل بعضًا من الآباء في حالة عدم تقبل لقرارات الأبناء، وهو ما يزيد الخلافات بين الطرفين.
اختلاف الأولويات:
أصبحت أولويات هذا الجيل هي السعي لتجارب جديدة في الحياة والعيش برفاهية دون مسؤوليات لفترة من الزمن. وهو ما يختلف عما تعود عليه الآباء من التركيز على بناء حياة مستقرة اجتماعيًا وماديًا، وهذا ما يؤدي للعديد من الصراعات بين الأجيال.
أساليب التربية:
أصبحت الأجيال الجديدة أكثر وعيًا عن الحياة والاستقرار النفسي وضرورة التمتع بحرية الرأي وخوض تجارب مختلفة في الحياة. وهو ما يتعارض مع أساليب بعض الآباء الصارمة في التربية والرغبة في مضي الأبناء على نفس نهج حياتهم.
التأثر بالمجتمع:
يتأثر الأبناء كثيرًا بالأصدقاء والمجتمع حولهم، ويؤثر ذلك على معتقداتهم في الحياة وتوقعاتهم، مما يحدث صدامًا وخلافًا بين الآباء والأبناء. ولذلك نحتاج نصائح للآباء في التعامل مع الأبناء ومعتقداتهم الجديدة ومحاولة إصلاح ما هو خطأ لديهم.
التحديات الاقتصادية والاجتماعية:
في العصر الحالي، مع كثرة الضغوطات الحياتية والسعي لتوفير حياة كريمة داخل أي أسرة، يهمل الآباء دورهم في تربية الأبناء وعدم التفرغ لتقديم الدعم النفسي والعاطفي لهم، مما يزيد من الفجوات بينهم.
وسائل التواصل الاجتماعي:
غالبًا ما نجد أبناء هذا الجيل يقضون معظم أوقاتهم في حياة السوشيال ميديا، حتى الأصدقاء والمقابلات تتم من خلال الإنترنت. ولكن الأجيال القديمة ليس لديها هذا الفكر، فيجدون غرابة في حياة الأجيال الجديدة، مما يخلق نقاط خلاف في التعامل بينهم.
السعي للاستقلالية:
يميل الأبناء، خاصة في سن المراهقة، إلى محاولة الحصول على حياة مستقلة ماديًا عن الآباء، والاعتقاد بأن ذلك يمنحهم الحرية الكاملة في الحياة والبعد عن تحفظات وتوجيه الآباء، مما يخلق صراعات بين الآباء والأبناء. لذلك يجب أن تقديم نصائح للآباء في التعامل مع الأبناء الذين يتبنون هذا التفكير.
كتمان المشاعر:
أحيانًا لا يتمكن الآباء أو الأبناء من التعبير عن مشاعرهم بشكل واضح، بسبب أساليب التربية وعدم التعود على الإفصاح عن أي مشاعر سواء سلبية أو إيجابية، فيؤدي ذلك دائمًا لسوء الفهم وتوسيع الفجوة بينهم.
عدم تقبل التغيير:
في بعض الأحيان، يعاني الآباء من صعوبة في قبول معتقدات الأبناء التي تواكب هذا العصر، وأن يكون لديهم حياة مستقلة، مما يؤدي إلى وجود خلاف دائم بينهم.
مثل هذه الخلافات أثرت بالسلب على كلا الطرفين، الآباء والأبناء. ولكن هناك بعض نصائح للآباء في التعامل مع الأبناء التي يمكن بدورها سد بعض الفجوات بين الأجيال المختلفة.
مقتطفات من نصائح للآباء في التعامل مع الأبناء
كما ذكرنا أسباب الفجوة بين الآباء والأبناء ومواضع الاختلاف بينهم، لنتحدث عن بعض نصائح للآباء في التعامل مع الأبناء والتي بدورها تعمل على تعزيز وتقوية العلاقة بين الآباء والأبناء. ومن هذه النصائح ما يلي :
التواصل المستمر:
يجب على جميع الآباء تخصيص وقت يومي، وحتى في أصعب الظروف أسبوعي، للتحدث مع الأبناء ومعرفة مشاكلهم واهتماماتهم وتوجهاتهم في الحياة، وعدم توجيه نقد أو رد فعل سلبي، لزيادة الثقة بينهم.
تقديم الحب والدعم:
يجب دائمًا التعبير عن الحب والامتنان للأبناء، وكذلك من الأبناء للآباء، وتقديم الدعم اللازم لهم في جميع مواقف الحياة حتى يكتسبوا الثقة بأنفسهم.
تجنب الأوامر الصارمة:
إن أبناء هذا الجيل، بسبب زيادة الانفتاح والتطور، لم يعد من الصحيح التعامل بأسلوب الأمر فقط. ولكن يجب أن تكون النقاشات بطريقة إيجابية والوصول لنقطة مشتركة في أي حوار، حتى يستطيع الآباء التقرب أكثر من الأبناء. وتعد هذه أهم نصيحة من نصائح للآباء في التعامل مع الأبناء.
التحلي بالصبر والهدوء:
يجب التعامل بهدوء وحذر مع الأجيال الجديدة، وهذا يشجع على اكتساب علاقة وثيقة مع الأبناء. الصراخ والغضب والعنف لم يعودوا من وسائل التربية التي تؤتي ثمارها مع هذه الأجيال، كما كان يعتقد قديمًا أن هذه من أفضل وسائل التربية.
وضع قوانين للتعامل:
من الطرق التي تعطي ثمارًا إيجابية هي وضع قوانين وحدود تساعد في تعليم الانضباط واحترام الآخرين. مثل هذه القوانين تضع حدودًا للأبناء في التعامل لا يجب تخطيها، ولكن يجب أن تتوافق هذه القوانين مع طريقة تفكير الأبناء.
اكتشاف الاهتمامات والمواهب:
يجب على الآباء الاهتمام بالأطفال ومحاولة اكتشاف ميولهم وما يبدعون فيه منذ الصغر، حتى يمكن استغلال نقاط القوة لديهم في بناء مستقبل باهر.
تعليم القيم والأخلاق:
يجب على الآباء الحرص على تعليم الأخلاق السامية في التعاملات واحترام وتقدير الآخرين. وكل الصفات السامية يجب غرسها في الأبناء منذ الطفولة.
تقديم النقد البناء:
لا يجب دائمًا انتقاد كل خطأ يتعرض له الأبناء، فذلك يزيد من مشاعر الحزن واليأس ويزيد من الفجوة بين الآباء والأبناء، بل يجب توجيه نقد بناء وتعليم الأبناء كيفية الاستفادة والتعلم من الأخطاء.
التفهم والتعاطف:
دائمًا لا تفكر بعقلك، بل يجب أن تحاول التفكير بعقلية هذا الجيل والنظر إلى تجاربهم وأهدافهم في الحياة، فذلك يساعد على فهم مشاعر الأبناء وإظهار التعاطف والدعم بشكل سليم.
المرونة والتكيف:
لا يجب تطبيق أساليب التربية القديمة على أبناء هذا الجيل، فكل عصر له تحدياته وأفكاره. يجب أن يتمتع الآباء بمرونة في التفكير والتعامل بما يناسب أبناء هذا الجيل، مع الاحتفاظ أيضًا بعادات وتقاليد المجتمع.
إن ذلك لبعض نصائح للآباء في التعامل مع الأبناء، ولكن عند وجود ثقة متبادلة بين الطرفين تصبح العلاقات أكثر مرونة وتزداد الثقة بين الآباء والأبناء.
اتفق مختصي التربية أن منشأ الطفل السليم يكون في بيئة صحية خالية من المشاكل. وأن الطفل القادر على مواجهة الحياة هو من تأسس بشكل سليم. ولكن ما نشهده من تطور وسرعة في العالم الآن جعل التعامل بين جيل الآباء والأبناء أمرًا في غاية الصعوبة، فهناك عدم تفهم من الآباء لأفكار هذا الجيل. ولكن مرونة وتكيف الآباء الآن ساعدت على حل هذه المشكلة، فهم يصلون لحلول وسط مع الأبناء في جعلهم يعيشون الحياة بكل تجاربها، والمحاولة مرارًا وتكرارًا. لكن مع الحفاظ على العادات والتقاليد الأساسية في المجتمع.