دراسة علمية حول العلاقة بين فيروس CMV ومرض التوحد للأطفال حديثي الولادة
مرض التوحد أو ما يعرف باضطراب طيف التوحد، من الأمراض العصبية التي تؤثر في نمو الدماغ، ويحاول العلماء جاهدين اكتشاف المزيد حول هذا المرض والأسباب المؤدية له، ولا سيما أنه يصيب الإنسان في مراحل مبكرة، وفي هذا السياق تشير العديد من الدراسات العلمية إلى وجود علاقة محتملة بين الإصابة بفيروس CMV أثناء فترة الحمل أو بعد الولادة وزيادة خط الإصابة بـ مرض التوحد للاطفال، من بين هذه الدراسات أظهرت دراسة حديثة أجريت في جامعة ميشيغان بالولايات المتحدة الأمريكية أن الأطفال الذين ولدوا مصابين بفيروس CMV كانوا أكثر عرضة بمرتين ونصف تشخيص إصابتهم بالتوحد.
ما هو فيروس CMV ؟
فيروس (CMV ) (Cytomegalovirus) هو أحد الفيروسات العصبية وينتمي إلى عائلة الهربس، وهوالفيروس المضخم للخلايا، ويصيب 50 إلى 80 بالمائة من الأشخاص في وقت ما خلال حياتهم ولكن نادرًا ما يسبب مرضًا واضحًا.
ومن الثابت علميا أن عائلة الهربس من العائلات الفيروسية الخطيرة، حيث يسبب جدري الماء، و بثور الحمى والهربس التناسلي وينتقل الفيروس عن طريق البشر، ولا ينتقل عن طريق الطعام أو الحيوان.
كيف يتسبب فيروس CMV في الإصابة ب مرض التوحد للاطفال ؟
ينتقل الفيروس من الأم الحامل إذا أصبت بالفيروس المضخم للخلايا أثناء الحمل، أو قبل الحمل بفترة قصيرة عبر المشيمة إلى الجنين،
وفي معظم الحالات لا يتسبب الفيروس في أي أعراض، وفي حالات اخرى يزيد من خطر فقدان الحمل (الإجهاض) وولادة طفل يعاني من مشاكل صحية، تشمل مضاعفات في الولادة ، وفقدان الرؤية أو السمع وتأخر النمو
و تشير العديد من الدراسات العلمية الحديثة إلى وجود علاقة محتملة بين الإصابة بفيروس CMV أثناء فترة الحمل أو بعد الولادة وزيادة خطر الإصابة بمرض التوحد، و يعتقد الباحثون أن الفيروس قد يؤثر على نمو الدماغ وتطوره، مما يساهم في ظهور أعراض التوحد، ويحدث عن طريق :
الالتهاب الدماغي:
يسبب الفيروس استجابة التهابية في الدماغ، مما قد يؤدي إلى تلف في الخلايا العصبية وتعطيل الاتصالات بينها، والإصابة المباشرة يمرض التوحد
التأثير على الجينات:
قد يؤثر الفيروس على عمل بعض الجينات المرتبطة بتطور الدماغ، مما يزيد من خطر الإصابة بمرض التوحد
كيف ينتقل الفيروس المضخم للخلايا (CMV)؟
على الرغم من أن الفيروس ليس معديًا بشكل كبير، إلا أنه يمكن أن ينتشر من شخص لآخر عن طريق الاتصال المباشر بين شخصين، من خلال البول واللعاب والسائل المنوي و بدرجة أقل في سوائل الجسم الأخرى، كما يمكن أن ينتقل المرض أيضًا من الأم المصابة إلى جنينها أو مولودها الجديد، أو عن طريق نقل الدم وزراعة الأعضاء.
ما المدة التي تظهر فيها الأعراض بعد الانتقال من الأم إلى الجنين
يصاب العديد من الأشخاص بالفيروس المضخم للخلايا في حياتهم دون أن يعرفوا ذلك. لكن يجب على النساء الحوامل وخاصة الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي، توخي الحذر بشكل خاص لتجنب الإصابة بالعدوى.
وعلى الرغم من أن معظم الأشخاص لا تظهر عليهم الأعراض أبدًا بعد التعرض، إلا أن فترة الحضانة تبدو ما بين 3 و12 أسبوعًا.
هل عدوى الفيروس المضخم للخلايا (CMV) خطيرة عند الرضع؟
أشارت نفس الدراسة عن علاقة فيروس CMV بمرض التوحد، وأن ما يقرب من 8 من كل 1000 طفل مولود في الولايات المتحدة يصابون بعدوى الفيروس المضخم للخلايا (CMV)، منهم 1 إلى 2 قد يعانون من مرض خطير يتضمن تلف الجهاز العصبي أو إعاقات في النمو والإصابة بأمراض التوحد
ما هي أعراض الإصابة بفيروس CMV عند الأطفال حديثي الولادة؟
يمكن أن تختلف أعراض الإصابة بفيروس CMV (الفيروس المضخم للخلايا) عند الأطفال حديثي الولادة بشكل كبير، وقد تكون خفيفة أو شديدة تصل إلى الإصابة بمرض التوحد ، وبعض الأطفال لا تظهر عليهم أي أعراض على الإطلاق، تشمل تلك الأعراض عند الولادة :
- الولاده المبكره
- حجم الطفل أصغر من الوزن
- صغر حجم الرأس (صغر الرأس).
- اصفرار الجلد (اليرقان).
- طفح جلدي أرجواني.
- تكبير الكبد والطحال.
- التهابات في الرئة و الكبد.
- مشاكل عصبية وتشنجات.
الأعراض أثناء فترة النمو
- صعوبات في التعلم.
- ضعف العضلات.
- فقدان السمع.
- مشاكل في الرؤية.
- مشاكل في الجهاز العصبي.
- صعوبات في التعلم، واضطرابات في السلوك
- الإصابة بأمراض التوحد
الوقاية من عدوى CMV
لا يجب أن يكون الخوف من عدوى CMV مصدر قلق الأمهات أو الخوف من إصابة أطفالهن بمرض التوحد، حيث أن الفيروس يمكن الوقاية منه باتباع بعض النصائح المفيدة لصحة الأم والجنين وهي :
- غسل الأيدي بانتظام
يعد غسل الأيدي بانتظام بالماء والصابون أفضل طريقة للوقاية من العدوى، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر بالسوائل الجسدية للأشخاص المصابين بالفيروس.
- طهي الطعام جيدًا.
يجب طهي الطعام جيداً، للوقاية من اي فيروسات أو بكتيريا محتملة داخل الأطعمة.
- تجنب تقبيل الأطفال حديثي الولاد
من الأفضل عزل الأطفال حديثي الولادة عن العائلة فترة من الوقت، لتجنب انتقال أي أمراض معدية .
- التشخيص المبكر والعلاج
كلما تم تشخيص التوحد مبكرًا، كلما كان من الأسهل تقديم الدعم والعلاج المناسبين للأطفال المصابين، وتحديد طرق العلاج
أسئلة يجب أن تطرحها الأم الحامل على الطبيب حول فيروس CMV
- ما هي الاحتياطات الخاصة التي يجب على اتخاذها للوقاية من الفيروس المضخم للخلايا (CMV)؟
- هل يجب أن يتم اختبار طفلي لفيروس CMV؟
- ما هي العلاجات التي توصي بها للفيروس المضخم للخلايا (CMV) الخلقي؟
- ماذا يمكن أن أتوقع إذا كان طفلي مصابًا بالفيروس المضخم للخلايا (CMV) الخلقي؟
- هل يتسبب الفيروس علمياً في اى نوع من أنواع أمراض التوحد؟
عوامل أخرى قد تساهم في الإصابة مرض التوحد للاطفال
الإصابة بالتوحد غالبًا ما تكون نتيجة تفاعل معقد بين العديد من العوامل الوراثية والبيئية، ولا تزال الأبحاث مستمرة، ويواصل العلماء جهود البحث لفهم أسباب التوحد بشكل أفضل وتطوير علاجات أكثر فعالية.
وبالإضافة إلى العوامل الوراثية والتاريخ العائلي، هناك العديد من العوامل الأخرى التي قد تساهم في زيادة خطر الإصابة بـ مرض التوحد للاطفال، ولكنها لا تزال قيد الدراسة والبحث. من بين هذه العوامل:
- التعرض للمواد الكيميائية
- التلوث
- بعض أنواع العدوى خلال فترة الحمل قد ترتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض التوحد مثل عدوى ال CMV محل الدراسة
- اضطرابات المناعة
دراسة علمية حول العلاقة بين فيروس CMV و مرض التوحد للاطفال حديثي الولادة
أهمية هذه الدراسة ومدى فاعليتها :
على الرغم من وجود أدلة قوية على وجود علاقة بين CMV و مرض التوحد، إلا أن هذه العلاقة ليست قاطعة، وهناك عوامل أخرى قد تلعب دورًا في ظهور المرض و لا يزال هناك حاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات لتأكيد هذه النتائج وفهم الآليات الدقيقة التي تربط بين الفيروس والتوحد، عوضا عن ذلك فقد تفيد تلك الدراسات بكل تأكيد فيما يلي:
– محاولة فهم أسباب مرض التوحد للاطفال
تساعد هذه الدراسات في فهم أسباب التوحد وآليات حدوثه، مما يفتح آفاقًا جديدة للبحث العلمي.
– التشخيص المبكر ل مرض التوحد للاطفال
تساهم هذه النتائج في تطوير طرق جديدة للتشخيص المبكر للتوحد، مما يتيح بدء العلاج في وقت مبكر وتحسين نتائجه.
– الوقاية من مرض التوحد للاطفال
قد تساهم هذه الاكتشافات في تطوير استراتيجيات جديدة للوقاية من التوحد، مثل تطوير لقاح ضد فيروس CMV أو تطوير علاجات للحد من تأثير الفيروس على الدماغ.
في النهاية فإن بعض الدراسات الحديثة التي تؤكد وجود علاقة محتملة بين فيروس CMV ومرض التوحد للاطفال، قد يفتح آفاقًا جديدة للبحث العلمي ويطرح الكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابات، ولا بد من إجراء المزيد من الأبحاث لتطوير علاجات فعالة للوقاية من التوحد وعلاجه. استشر طبيبك المختص اذا كنت بحاجه إلي المساعدة من خلال مجموعات الدعم المقدمه من تطبيق لبيه.