دراسة حديثة .. النوم الجيد يطيل حياة الإنسان
دراسة حديثة.. النوم الجيد يطيل حياة الإنسان
هل تساءلت يومًا لماذا يوصي الأطباء دائمًا بالحصول على قسط كافٍ من النوم؟ قد يكون الجواب أكثر تعقيدًا مما نعتقد، وهذا ما أكدته دراسة حديثة كشفت عن صلة وثيقة بين جودة النوم وطول العمر. فالنوم الجيد ليس مجرد رفاهية، بل هو ضرورة حيوية للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية.
في هذه الدراسة المثيرة، تم ربط النوم الجيد بزيادة متوسط العمر المتوقع. وهذا يعني أن الحصول على قسط كافٍ من النوم لا يحسن نوعية الحياة اليومية فقط، بل قد يطيل حياة الإنسان أيضًا.
في هذه السطور سنتعرف على الأسباب التي تربط النوم الجيد بزيادة العمر الافتراضي للإنسان.
فوائد النوم الجيد وهل يطيل حياة الإنسان
فوائد النوم الجيد كثيرة ومتنوعة، وتؤثر بشكل مباشر على الصحة الجسدية والعقلية، مما يزيد من معدل عمر الإنسان, من أهم هذه الفوائد:
1- صحة الدماغ
يعد النوم الجيد وسيلة طبيعية للحفاظ على صحة الدماغ، حيث أثبتت الدراسات الطبية الحديثة ارتباط صحة الدماغ البشري بالنوم من حيث
- تحسين الذاكرة والتركيز
يساعد النوم على تثبيت المعلومات وتقوية الروابط العصبية في الدماغ، مما يحسن القدرة على التعلم والتذكر.
- زيادة الإبداع.
اثناء النوم، يعمل الدماغ على معالجة المعلومات وتكوين أفكار جديدة، مما يعزز قدرة الفرد على الإبداع وحل المشكلات.
- حماية من الأمراض العصبية.
يرتبط نقص النوم بزيادة خطر الإصابة بأمراض مثل الزهايمر وباركنسون، يساعد النوم الجيد على مدار العمر في تجنب هذه الأمراض.
2- صحة القلب والأوعية الدموية
هناك أسباب مباشرة بين النوم الجيد وصحة القلب، حيث يعمل على:
- تنظيم ضغط الدم.
يساعد النوم على تنظيم ضغط الدم، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
- تحسين الدورة الدموية.
يحسن النوم من كفاءة الدورة الدموية، مما يزود الجسم بالأكسجين والعناصر الغذائية اللازمة.
3- صحة الجهاز المناعي
يساعد النوم الجيد على:
- تقوية المناعة
يساعد النوم على تعزيز جهاز المناعة، مما يزيد من قدرة الجسم على مكافحة الأمراض والالتهابات.
4- الصحة النفسية
من أهم العوامل الرئيسية للنوم الجيد هي الحفاظ على الصحة النفسية وتشمل:
- تحسين المزاج.
يرتبط نقص النوم بالاكتئاب والقلق، بينما يساعد النوم الجيد على تحسين المزاج وتقليل التوتر.
- زيادة الطاقة والنشاط.
يساعد النوم على تجديد الطاقة واستعادة النشاط، مما يجعلك تشعر بمزيد من الحيوية والنشاط خلال اليوم.
5- الصحة جسدية عامة
هناك العديد من الفوائد على الصحة الجسدية العامة، حيث يساهم النوم الجيد في
- تنظيم الوزن.
يساعد النوم على تنظيم هرمونات الشهية، مما يقلل من الرغبة في تناول الطعام ويساعد على الحفاظ على وزن صحي.
- تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة.
يرتبط نقص النوم بزيادة خطر الإصابة بأمراض مثل السكري والسرطان.
لماذا يحتاج جسم الإنسان إلى النوم الجيد ؟ وظائف النوم
النوم ليس مجرد استراحة أو رفاهية ، بل هو عملية بيولوجية معقدة ضرورية للحفاظ على سلامة الجسم والعقل، كما يعد النوم بمثابة “الشحن الكهربائي للجسم” حيث يؤدي العديد من الوظائف الحيوية خلال هذه الفترة، ومن هنا تكمن أهمية النوم بالنسبة للإنسان في:
- الحفاظ على التوازن البيولوجي
النوم الجيد يساعد على الحفاظ على التوازن البيولوجي للجسم، مما يضمن أداء جميع الأجهزة والأعضاء بكفاءة
- إصلاح وإعادة بناء الخلايا
أثناء النوم، يقوم الجسم بإصلاح الأنسجة التالفة وإنتاج خلايا جديدة. هذا يساعد على تجديد شباب الجسم والحفاظ على وظائفه الحيوية.
- تقوية الجهاز المناعي.
النوم الجيد يعزز عمل الجهاز المناعي، مما يساعد الجسم على مقاومة الأمراض والالتهابات.
- تنظيم الهرمونات.
النوم يلعب دورًا حاسمًا في تنظيم هرمونات الجسم، بما في ذلك هرمون النمو وهرمونات الاكتئاب، وهرمون الغدة الدرقية.
- تحسين الذاكرة والتعلم
خلال النوم، يقوم الدماغ بمعالجة المعلومات وتثبيتها في الذاكرة طويلة المدى.
- تحسين المزاج.
النوم الجيد يساعد على تنظيم المزاج وتحسين القدرة على التعامل مع الضغوط اليومية.
- الحماية من الأمراض.
نقص النوم يزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب والسمنة.
ما الذي يحدث أثناء النوم الجيد ؟
خلال النوم، يمر الجسم بعدة مراحل، ولكل مرحلة وظائفها الخاصة:
- مرحلة النوم الخفيف: وهي مرحلة انتقالية بين اليقظة والنوم العميق.
- مرحلة النوم العميق: خلال هذه المرحلة، يتم إصلاح الأنسجة وتجديد الطاقة.
- مرحلة حركة العين السريعة (REM): وهي المرحلة التي تحدث فيها الأحلام، وتلعب دورًا هامًا في الذاكرة والتعلم.
اضطرابات النوم لماذا لا نستطيع الحصول على النوم الجيد ؟
اضطرابات النوم هي مجموعة من الحالات التي تؤثر على قدرة الشخص على النوم بشكل طبيعي ومريح. هذه الاضطرابات يمكن أن تسبب صعوبة في النوم، أو الاستيقاظ المتكرر خلال الليل، أو الشعور بالنعاس المفرط خلال النهار.
الأسباب الشائعة لاضطرابات النوم
العوامل النفسية: القلق، الاكتئاب، التوتر، والضغوط اليومية.
العوامل الجسدية: الألم المزمن، مشاكل التنفس، مشاكل القلب، وحالات طبية أخرى.
العادات اليومية: شرب الكافيين أو الكحول قبل النوم، استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، وعدم انتظام مواعيد النوم والاستيقاظ.
اضطرابات النوم المحددة: مثل الأرق، انقطاع النفس النومي، متلازمة تململ الساقين، وغيرها.
أنواع شائعة من اضطرابات النوم
هناك العديد من أنواع اضطرابات النوم، والتي ترتبط بأمراض نفسية أو جسدية مزمنة، ويجب استشارة الطبيب فوراً عن حدوث تلك الاضطرابات مثل:
الأرق: صعوبة في النوم أو البقاء نائماً، ويحدث نتيجة اضطرابات نفسية عميقة
انقطاع النفس : توقف مؤقت للتنفس أثناء النوم، يمنع الحصول على نوم جيد.
متلازمة تململ الساقين: شعور غير مريح في الساقين، قد ينتهي بشد عضلي أثناء النوم،
النوم القهري: شعور بالنعاس الشديد خلال النهار والنوم المفاجئ في أوقات غير مناسبة.
أعراض اضطرابات النوم
يعكس النوم الجيد الصحة العامة للفرد، فكلما زادت أعراض اضطرابات النوم كلما انعكس ذلك بالسلب على صحة الدماغ البشري، وتشير الدراسات إلى وجوب زيارة طبيب معالج عند ظهور واحدة من هذه الأعراض أثناء النوم:
صعوبة في النوم أو البقاء نائماً.
- الاستيقاظ متكررًا خلال الليل.
- الشعور بالتعب والإرهاق خلال النهار.
- صعوبة في التركيز والانتباه.
- تقلب المزاج والتهيج.
- الصداع.
علاج اضطرابات النوم
هناك ثلاثة أنواع لعلاج اضطرابات النوم، بحسب العرض، ويمكن تصنيف العلاج الي ثلاثة أقسام وهي:
العلاج السلوكي المعرفي:
يساعد على تغيير الأفكار والعادات التي تؤثر على النوم، ويكون بواسطة طبيب نفسي
العلاج الكيميائي
قد يصف الطبيب أدوية للنوم في بعض الحالات، مثل أمراض السكري، وانقطاع النفس أثناء النوم، ومشكلات العظام.
العلاج الفيزيائي:
في حالة اضطرابات النوم المرتبطة بالألم أو مشاكل الحركة، ويقوم يه طبيب العلاج الطبيعي
العلاج النفسي:
من أخطر أنواع اضطرابات النوم، وهو مقدمة لأمراض أخرى، مثل الأرق المزمن ، والاكتئاب، والصدمات النفسية، لذلك يعد العلاج النفسي من أهم علاجات اضطرابات النوم.
كيفية الحصول على النوم الجيد
النوم الجيد هو أساس لصحة جيدة وسعيدة، هناك عدة طرق بسيطة للتغلب على صعوبة النوم، والمساعدة في الحصول على نوم جيد،
- تحديد روتين نوم منتظم
تحديد وقتًا ثابتًا للنوم والاستيقاظ، ومحاولة الذهاب إلى الفراش والاستيقاظ في نفس الوقت كل يوم، حتى يساعد على تنظيم الساعة البيولوجية الداخلية.
- توفر بيئة نوم مريحة
من الممكن جعل الغرفة مظلمة، هادئة، وباردة.و استخدام مرتبة ووسادة مريحة، وتقليل الضوضاء، والاستماع إلى أصوات طبيعية مثل صوت الأمواج أو الغابة قد تساهم تلك البيئة في توفير النوم الجيد.
- النظام الغذائي
تجنب الكافيين والنيكوتين والكحول قبل النوم بساعات قليلة، بالإضافة إلى تجنب شرب القهوة والشاي والمشروبات الغازية التي تحتوي على الكافيين، وتناول وجبة خفيفة صحية قبل النوم بساعتين
- النشاط البدني
ممارسة الرياضة بانتظام، مع تجنب ممارستها بالقرب من وقت النوم. وتخصيص وقت
للاسترخاء من خلال ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل اليوجا أو التأمل.
- تجنب استخدام الأجهزة الإلكترونية
مثل (الهواتف، الحواسيب، التلفزيون) قبل النوم بساعة على الأقل، لأن الضوء الأزرق المنبعث منها يؤثر على إنتاج هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم.
- الالتزام بالمدة المثالية للنوم
تختلف من شخص لآخر، ولكن بشكل عام، يحتاج معظم البالغين إلى 7-9 ساعات من النوم يوميًا للحصول على نوم جيد.
يعد النوم الجيد من أهم الأسباب التي تطيل حياة الإنسان، وهذا ما أثبته العلماء من خلال دراسات عديدة على أعلى مستوى، وفي آخر دراسة علمية خلال العام 2024، تبين أنه يمكن لأنماط النوم الجيد والتي وضحناها من خلال المقال أن تضيف من 4/7 سنة إلى حياة الرجل، ومن 2/4 سنة إلى حياة المرأة، ورغم أن تلك الحقائق حديثة العهد، إلا أن الخالق سبحانه وتعالى علمها للإنسان منذ آلاف السنين. وفي ذلك عبرة لمن يعتبر.