الإرهاق من أصعب الأعراض والمشاعر السيئة التي تصيب الإنسان سواء أكان إرهاقاً جسدياً أو حتى نفسياً وعقلياً. والإرهاق لا يحدث بدون سبب؛ فكما أن الإنسان يهلك جسده ويستنزفه في العمل، فكذلك النفسية قد تكون وصلت لمرحلة كبيرة من التعب قد أدت إلي الارهاق النفسي وفي تلك المقالة سنوضح كل ما يتعلق بالأسباب وطرق التعامل معه.

ما هو الارهاق النفسي

يعرف الإرهاق النفسي بأنه شعور الشخص بالضغط الكبير على عقله وعلى فكره ومن مختلف جوانب الحياة، بجانب التراكمات التي قد مر بها من الظروف السيئة والأحداث التي تركت أثراً في عقله، كل تلك الضغوط جميعها تشعر الشخص بالإزعاج فيخلق الجسم استجابة لتلك الضغوط التوتر والقلق وسرعة الانفعال. وهو ما يمكن أن يسبب عدد من الأعراض التي تصيب الجسد ويقوم وقتها بتغيير الطريقة التي يتصرف بها.

أسباب الارهاق النفسي

قد يجد الفرد نفسه مصاباً بالإرهاق النفسي. لكنه ليس بالمرض المفاجئ فلا يصاب به من العبس. هناك العديد من العوامل والأسباب التي تزيد من فرص إصابة الإنسان به. وهي باختصار:-

• – العمل لساعات طويلة أو الدراسة والمذاكرة لفترات طويلة بدون أخذ راحة بين كل ساعة والأخرى أو بدون إجازة بين الأسبوع والآخر.
• – الضغوط المالية وقلة النوم وكثرة التفكير.
• – حدوث شئ محزن جداً يدفعك للتفكير كثيراً مثل: فقدان أحد أفراد الأسرة أو أحد الأصدقاء.
• – ولادة طفل جديد مما يزيد المسؤولية عليك . 
• – رعاية أحد أفراد الأسرة وهو مريض يزيد من معاناة العقل في التفكير ويوصله لمرحلة الإرهاق العقلي.

أعراض الارهاق النفسي

يتضرر الإنسان على كافة الجوانب بسبب الارهاق النفسي، وذلك بسبب الشعور الزائد بالإرهاق والتعب النفسي وكذلك الجسدي. مما يترتب عليه خلل في الجوانب الوظيفية وأداء الأعمال وعدم التركيز لكن دعنا نستغرض الأعراض:-

التغيرات المزاجية 

الشديدة يمكن للإرهاق النفسي والتعب التأثير بشكل كبير على الحالة المزاجية للشخص. وتسبب التقلبات الحادة في حالته المزاجية وشعوره. فيزيد تشاؤمه بجانب فقدان شغفه تجاه الحياة بأكملها سواء أكانت دراسة أو عمل والتواصل مع الآخرين وحتى المهام اليومية البسيطة لا يمكن له أن يؤديها.

ويمكن أن يظهر تقلب المزاج في القلق والتوتر الدائم وحالة اللامبالاة والخمول والاكتئاب كذلك. وفقدان شغف العمل واستبعاد الأمل وفقد الطاقة والعصبية والبكاء أحياناً.

فقد التركيز وقلة التفكير 

المرهق نفسياً دائماً ما يكون لديه صعوبة في التركيز، وذلك لأن التأثير المباشر يكون على مناطق الإدراك الموجودة في المخ. وبالتالي فإن عدم تركيزه وقلة تفكيره في المواقف واستيعابها يزيد جداً كعرض من أعراض تعبه النفسي. فتجده غالباً ينسى كثيراً ويفقد الذاكرة ولا يتذكر أحداثاً من أيام ولا يستطيع تنظيم يومه ولا عمله ويجد مشكلة في التخطيط، وكذلك مصاب بتشتيت الانتباه بشكل ملحوظ.

الأرق الشديد والإرهاق 

الذي يصيب العقل والمسبب للتعب النفسي للفرد يمكن أن يصيبه باضطرابات النوم المزعجة. وتلك من أحد أعراض الإرهاق النفسي الأكثر إزعاجاً للأفراد، فبجانب أن الفرد المصاب لا يستطيع النوم ليلاً، مما يجعله يستيقظ فجأة دون الحصول على قسط كافي من الراحة والنوم الكافي، وذلك الأكثر ازعاجاً فلذلك يظهر عليه الخمول والكسل والنوم أثناء النهار وعدم التركيز أثناء الحديث معك وصعوبة في النهوض من السرير وغيرها من الأعراض.

الإرهاق الجسدي

الإرهاق الجسدي يظهر دائماً على الفرد المصاب بالإرهاق النفسي والعقلي التعب الجسدي المزمن. وذلك عن طريق التعب العام والصداع النصفي الشديد وفقدان الشهية ومشاكل في الهضم وألم شديد في العضلات وتشنجها ومشاكل في القلب وفقدان الوزن فاجأة أو حتى زيادته وغيرها من الأعراض التي تدل على مشاكل في الجسد وتعبه.

خلل بالواجبات اليومية والوظيفية 

يؤثر الإرهاق النفسي على الشخص جسدياً بدرجة كبير فتتأثر واجباته اليومية وحياته اليومية بهذا التعب النفسي. تجد هناك خلل وظيفياً في أداء الفرد لمهامه في العمل. وهذا يعود بسبب التأخر الدائم والغياب المستمر، وعدم التركيز وفقدان القدرة على التذكر، والبعد عن الآخرين، وعدم التواصل معهم وشعور اللا مباراة لدى الشخص.

مشاكل طبية سببها الارهاق النفسي

إذا استمر الإرهاق النفسي مصاحباً للفرد فإنه قد يؤدي إلى بعض المشاكل الكبيرة والأمراض الحتمية. وكذلك عواقب قد تكون خطيرة جداً في حالة عدم الرجوع للطبيب وعلاج تلك الأمراض والمشكلات وأهمها ارتفاع كبير في ضغط الدم .

ويمكن أن يؤثر بشكل سلبي على صحة القلب بجانب التكرار المستمر في العدوى وكذلك الالتهابات. فغالباً ما تجد الإنسان مصاحباً له أعراض نزلات البرد بسبب ضعف جهاز المناعة وقد يصاب بالسمنة المفرطة، وكذلك الأرق وظهور علامات الهرم والكبر المبكر والتوتر والاكتئاب.

طرق التعامل مع الضغوط النفسية

يمكنك التخلص من المسببات واتباع العديد من النصائح التي وجهها الأطباء. بإعتبارها وسيلة للهروب من المواقف المؤدية للإرهاق النفسي مثل: تجنب المشكلات والبعد عن العصبية وتخفيف التوتر الواقع عليك.

نصائح للتخفيف من الارهاق النفسي

فيقول الأطباء بأنه من الممكن تغيير الموقف عن طريق اتخاذه. بجانب فكاهي أو تقليل التوتر أو إدارة الغضب بشكل صحيح أو تخفيف المعايير أو حتى طلب المساعدة. ونعرض لك بعض النصائح لمحاولة معرفة كيفية التعامل مع الإرهاق النفسي وتخفيفه:-

1- ابتعد عن المسؤولية وخففها:

ينصح العديد من خبراء الصحة النفسية والأطباء الأشخاص العصبيين، والذين يعانون من الإرهاق العصبي والنفسي أن يقوموا بتفويض الأعمال وتخفيف المسؤوليات الواقعة عليهم بإسناد المهام الوظيفية الخاصة بهم لزميل آخر أو لرئيس العمل أو حتى البعد عن بيئة العمل بعض الأوقات للراحة والاسترخاء أو العمل من المنزل لمحاولة تهدئة أعصابك.

2- خصص وقتاً للعائلة والأصدقاء

يمكنك أن تخصص وقت من يومك بشكل دائم للتحدث مع الأشخاص الآخرين. وكذلك الحديث مع العائلة وأصدقائك المقربين ولو حتى من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك لأن الحديث يخفف الضغوط الواقعة على عقلك والتي تفكر بها باستمرار. فيمكن أن يساعدك التحدث على تهدئة الأعصاب. وقد يستخدمه الأطباء النفسيين للعلاج عن طريق الحديث واقتراح الحلول والتكلم في مواضيع كثيرة.

3- لا تحاول إرضاء أحد على حساب نفسك

دائماً تحدث مع نفسك عن أنك لا تعمل ولا تعيش ولا تسير من أجل إرضاء أحد ولا من أجل أن يصفق لك الجميع مجهودك الذي تبذله ليس قليلاً. وتعلم أن تضع الحدود للآخرين من مديرين وأقرباء وأصدقاء ولا تجعل أحد يتدخل في حياتك وارفض ما لا تستطع فعله فقول لا ليس شيئاً سيئاً.

4- مارس الرياضة واسترخي يومياً 

قد تساعدك وممارسه الرياضة حتى وإن كان المشي قليلاً على تحسين صحتك النفسية، وكذلك تغيير الحالة المزاجية. فعشرة دقائق في اليوم كفيلة بأن تخفف من الضغوط الواقعة عليك ويمكن زيادة الوقت بشكل دائم، وكذلك يساعدك المشي والرياضة بشكل عام على الاسترخاء والبعد عن الضجيج وخاصة إن كنت بجانب مساحات خضراء ستكون المغير الأساسي لحالتك المزاجية في الحال.

وفي النهاية، ننوه بأن الإرهاق النفسي الذي يمكن أن يصاب الإنسان به هو نتيجة للضغوط اليومية والطبيعية في الحياة العادية. إلا أن زيادتها والتفكير بها باستمرار والمداومة على هذه الضغوط قد يؤدي بالجسم والعقل إلى الإرهاق وهو ضار جداً على المدى البعيد يصيب الإنسان بالعديد من الأمراض النفسية. حمل تطبيق لبيه الآن وتعرف أكثر عن طرق الدعم النفسي.

المصادر: 1 2 3