تعد الأمراض النفسية حاليًا من أكثر القضايا المطروحة في المجتمع، وذلك لضرورة زيادة الوعي بأهمية الصحة النفسية، حيث سيمكننا ذلك من توفير بيئة أكثر تعاطفًا ودعمًا للأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات والأمراض.

هناك فئة من الأمراض النفسية النادرة التي قد لا يصدق البعض وجودها، ولكنها لا تزال تؤثر على حياة الأشخاص بشكل كبير، وزيادة الوعي بها سيساعد على إيجاد حلول فعالة لمساعدة هؤلاء الأشخاص على التعافي وتحسين جودة حياتهم.

أبرز الأمراض النفسية النادرة التي لا يُصدق الناس وجودها

لا بد أنك قد سمعت عن العديد من الاضطرابات والأمراض النفسية كالفصام واضطراب القلق وغيرها الكثير، لكن هناك العديد من الأمراض النفسية التي لم تسمع بها أبدًا ومنها:

1.  اضطراب الشخصية الهستيرية

يعتبر اضطراب الشخصية الهستيرية من الأمراض النفسية النادرة، ويُعتبر النمط السلوكي الهستيري سمة مميزة لهذا الاضطراب، والتي قد تظهر في العديد من المجالات الحياتية للشخص المصاب به، يمكن أن يتضمن هذا النمط التعبير المفرط عن المشاعر والبحث المستمر عن الانتباه والثناء من الآخرين والتأثر السريع بالمحيط الاجتماعي.

وقد بينت دراسة أن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الشخصية الهستيرية قد يواجهون صعوبة في الحفاظ على علاقات وثيقة مع الآخرين بسبب سلوكياتهم، ولوحظ أيضًا ارتفاع معدل سلوكيات التنمر لديهم وإدمان الإنترنت.

2.  متلازمة اليد الغريبة

متلازمة اليد الغريبة، المعروفة أيضًا باسم “اليد الأجنبية”، هي حالة نادرة تصيب الأطراف العلوية، وتعتبر نوعًا من اضطرابات التوجيه الحركي الذاتي، والتي تظهر على شكل عدم تناغم بين العقل والجسم في الحركات، وتتميز بفقدان السيطرة على الحركات الإرادية لليد، مما يؤدي إلى قيام اليد بحركات غير مقصودة وغريبة مثل: التقاط الأشياء وتحريرها وحركات تشبه الردع كالصفع أو الضرب.

تظهر حالات اليد الغريبة عادةً نتيجةً للأورام العصبية أو الجلطات الدماغية أو الإصابات الناجمة عن الجراحة، ولكن في بعض الحالات، يمكن أن يحدث هذا المرض دون سبب معروف.

3. متلازمة أليس في بلاد العجائب

متلازمة أليس في بلاد العجائب حالة نادرة تصيب الجهاز العصبي المركزي، حيث يتغير تصوّر الشخص للمسافة والحجم والشكل للأشياء المحيطة به.

وقد بينت دراسة أن هذه المتلازمة عادةً ما تكون عند الأطفال، ولكن يمكن أن تؤثر أيضًا على الأشخاص من جميع الأعمار، وغالبًا ما تكون الأعراض قصيرة الأجل.

ومن بين الأعراض الشائعة التي يعاني منها المرضى:

• تشوه الحجم: حيث يشعر الشخص المصاب بأن الأشياء حوله أكبر أو أصغر بكثير مما هي عليه في الواقع.
• تشوه المسافة: حيث يشعر الشخص أن الأشياء تقترب أو تبتعد بشكل سريع.
• تشوه الزمان: إذ يشعر الشخص بأن الوقت يجري بشكل بطيء أو سريع بشكل غير طبيعي.

4. متلازمة باريس

تعتبر هذه المتلازمة من الأمراض النفسية النادرة، تتميز متلازمة باريس بتأثيرها المشوه على نظرة الشخص للمدينة التي يزورها أو يعيش فيها، فعندما يصاب الشخص بهذا المرض، يختل تصوّره للمدينة بشكل غير طبيعي، حيث يعتقد بأن البنى المعمارية والشوارع والمعالم السياحية تتغير بشكل غير واقعي ومشوه.

تعتبر متلازمة باريس ظاهرة مثيرة للاهتمام من الناحية النفسية، حيث يعاني الأشخاص المصابون بها من تشوهات في الإدراك البصري والحسي، مثل: تشوه الحجم والمسافة والشكل، كأن يرى الأشياء في المدينة أكبر بكثير أو أصغر بكثير مما هي في الواقع ومشوهة وغير طبيعية من حيث الشكل.

5. وهم كوتارد

وهم كوتارد هو حالة نفسية خطيرة تُعرف أيضًا باسم متلازمة كوتارد، وهي تتميز بوجود اعتقادات وهمية لدى الشخص المصاب تتعلق بفكرة أنه ميت (أو أن أجزاء من جسده ميتة)، على الرغم من أنه في الواقع حي وموجود.

يعتبر وهم كوتارد جزءًا من اضطرابات الهوية الجسدية غير الطبيعية، حيث يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من اعتقاد ثابت بأنهم قد توفوا وأصبحوا أشباحًا، وهذا ما يؤثر على نظرتهم للذات وللعالم من حولهم، كما يجعلهم يميلون إلى الانعزال عن الآخرين والانسحاب من الأنشطة الاجتماعية والعلاقات الشخصية ويمكن أن يصاحب وهم كوتارد الانفعال والاكتئاب.

6. متلازمة كابجراس

هي حالة نفسية خطيرة ونادرة، وتتميز بوجود اعتقادات وهمية لدى الشخص المصاب، تتعلق بأن شخصًا معروفًا -أحد أفراد العائلة أو صديق قريب- قد تم استبداله بشخص آخر متشابه في الشكل ولكن غير مألوف، بمعنى آخر يعتقد المصاب بمتلازمة كابجراس أن هناك شخصًا مزيفًا يحاول التنكر لشخص معروف.

تعتبر متلازمة كابجراس اضطرابًا في التعرف على الشخص، حيث يمكن أن يشعر المريض بالاستغراب والتعجب والقلق عند مشاهدة الشخص المعروف الذي يعتقد أنه مزيف. يعزو البعض هذه الحالة إلى اضطراب في معالجة المعلومات في الدماغ.

وقد أشارت دراسة أجريت عام 2019 شملت 255 حالة إلى ارتباط متلازمة كابجراس بحالات عصبية أخرى، فقد وجد الباحثون أنه في 32% من الحالات، كان الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بهذه الحالة مصابين أيضًا بالفصام، و15% لديهم شكل من أشكال الخرف، و6% يعانون من الاضطراب الفصامي العاطفي.

هل هناك علاجات فعالة لهذه الأمراض النفسية النادرة؟

لا يوجد علاج معين لهذه الأمراض النفسية الخطيرة والنادرة، فالتشخيص والعلاج يشكل تحديًا نظرًا لندرتها ولعدم وجود الكثير من البحوث والتجارب السريرية، لذلك يتطلب التشخيص تقييمًا شاملاً لكل حالة على حدى من قِبل فريق متعدد التخصصات من أطباء واختصاصيين نفسيين وأطباء عامين.

 وقد يتضمن التقييم المقابلات السريرية وتقييم السلوك ودراسة التاريخ الطبي للشخص، وتشمل العلاجات المحتملة لهذه الاضطرابات النفسية الخطيرة:

• العلاج الدوائي: يمكن استخدام الأدوية للتعامل مع أعراض محددة أو لتحسين التوازن الكيميائي في الدماغ، قد يتم وصف أدوية مثل: مضادات الاكتئاب أو مثبطات انتقائية لاستعادة التوازن النفسي.
• العلاج النفسي: يمكن توفير الدعم النفسي والعلاج الحديث للمساعدة في تحسين الصحة النفسية العامة والتعامل مع الأعراض، يشمل ذلك العلاج السلوكي المعرفي والعلاج النفسي الاجتماعي والعلاج العائلي.
• الدعم الاجتماعي: يعتبر الدعم الاجتماعي المناسب أمرًا هامًا جدًا للأشخاص الذين يعانون من الأمراض النفسية الخطيرة والنادرة، يمكن أن يشمل ذلك الانخراط في مجموعات الدعم أو الحصول على دعم من أفراد العائلة والأصدقاء.

وأخيرًا يجب التأكيد على أن العلاج المناسب يعتمد على التقييم الشخصي لكل حالة فردية، وقد يختلف من شخص لآخر، لذلك يجب استشارة المختصين لتقديم التقييم الشامل والتوجيه للعلاج المناسب.

ولمعلومات أكثر حول الموضوع يمكنك التواصل مع المعالج النفسي في لبيه من خلال تحميل تطبيق لبيه، فهو يستطيع تقديم النصائح اللازمة للتعامل مع هذه الحالات ومعالجتها.

المراجع: 123