الدعم النفسي للموظفين.. كيف يمكن أن يزيد من إنتاجيتهم؟
توفير الدعم النفسي في مكان العمل يعني توفير بيئة آمنة وداعمة للموظفين لمشاركة مشاعرهم وأفكارهم ومخاوفهم، وبالتالي خلق جو من الثقة والاحترام بين الموظفين والإدارة والذي يتيح للموظفين الشعور بالتقدير والمحبة والذي سيؤدي في النهاية إلى تحسين الرضا الوظيفي والإنتاجية والروح المعنوية.
اكتسب مفهوم الدعم النفسي في مكان العمل اهتماماً كبيراً في السنوات الأخيرة، فقد ظهرت الكثير من القصص التي تتحدث عن مكان العمل الذي يوفر الدعم النفسي لموظفيه مما أدى لزيادة المشاركة والتحفيز والابتكار بين الموظفين.
إذا كنت تريد معرفة المزيد عن مفهوم الدعم النفسي وكيفية تنفيذه ومحاسنه، فهذا المقال سيقدم لك كل الإجابات التي تحتاج معرفتها.
ما هو مفهوم الدعم النفسي؟
الدعم النفسي هو أحد أنواع العلاج التي يسعى فيها الشخص بمساعدة وتوجيه من الطبيب النفسي للتعبير عن مشاكله وقلقه، وهي محاولة لتحديد سبب شعوره بالانزعاج والقلق والتوتر وغيرها من المشاعر السلبية وإيجاد حلول لها.
يمكننا تعريف الدعم النفسي أو الدعم العاطفي أنه طريقة يقوم فيها شخص ما بدعم شخص آخر، من خلال تقديم الحنان والعطف وتوفير حيز آمن لمشاعره والاستماع له دون إصدار أحكام أو افتراضات، ويعد الدعم النفسي من الطرق الفعالة التي تساعد الشخص على التعامل مع مشاعره وتجاربه والتوضيح له بأنه ليس وحيداً، هذا الأمر قد يحدث فرقاً كبيراً في صحة المرء وسعادته.
ما هي مواصفات الدعم النفسي؟
تختلف صفات الدعم النفسي وكيفية أدائه تبعاً للموقف والأشخاص المعنيين والأعراف الثقافية أو الاجتماعية، لكن يوجد بعض السمات المميزة للدعم النفسي الجيد والمناسبة لمختلف المواقف والأشخاص مثل:
1- عامر بالاحترام : عن طريق معاملة الشخص الذي تريد تقديم الدعم له بكرامة واحترام.
2- عدم إصدار الأحكام : مما يعني أنك لا يجب أن تحكم على أفكار أو مشاعر أو وجهة نظر الذي تحاول تقديم الدعم له.
3- يوفر العطف والطمأنينة.
4- غير مشروط : أي أن الشخص الذي تريد تقديم الدعم له لا يحتاج إلى القيام بشيء معين للحصول على الدعم النفسي الذي يحتاجه.
5- يتمحور حول مركز واحد : أي أنه يركز على رغبات واحتياجات الشخص المراد تقديم الدعم النفسي له.
كيف يمكنني تقديم الدعم النفسي؟
تقديم الدعم النفسي ليس بالأمر الصعب، لكنه من الأمور التي يجب القيام بها بكل محبة واهتمام، هذه بعض الخطوات التي يمكنك القيام بها أثناء تقديمك الدعم النفسي لأحد ما:
1- استمع للشخص الآخر بتعاطف : فكر في ما قد يشعر به الشخص الآخر واستمع إلى الكلمات المحددة التي يستخدمها لوصف مشكلته أو مشاعره، وعليك تذكر أن ردود أفعال الأشخاص قد تكون مختلفة تجاه نفس الأحداث، لذا حاول أن تتفهم وجهة نظرهم.
2- استمع للشخص الآخر دون إصدار أحكام أو مقاطعته : في بعض الأحيان مجرد الاستماع يجعل الشخص يشعر بالدعم، لا تقم بإخبار الشخص الآخر بما يجب أن يشعر به ولا تقم بمجادلته أو التقليل من خطورة مشاكله.
أظهر اهتمامك لما يقوله : قم بتلخيص أو شرح ما أخبرك به الشخص الذي تقوم بدعمه نفسياً، فهذا يدل على محاولتك فهم ما يمرون به.
3- تقديم التعاطف والطمأنينة : تبعاً للموقف وكيفية التعامل معه فقد يكون من المناسب تذكير الشخص الذي تقدم الدعم النفسي له بأن الجميع يرتكبون الأخطاء، قم بإخبارهم بأنهم محبوبون ويملكون القدرة اللازمة لاجتياز الأوقات الصعبة.
4- كن صادقاً : قد يكون من الصعب تقديم الأخبار السيئة أو المشاعر الصعبة للشخص الذي تقدم له الدعم النفسي، لكن الصراحة هي أفضل حل لتحسين خيارات الشخص الذي يحتاج الدعم، يمكنك أن تكون صريحاً وداعماً له في نفس الوقت.
5- قم بسؤاله عما يحتاجه : سؤال الشخص الذي يحتاج الدعم النفسي عما يحتاجه يتيح له التحكم في نوع المساعدة التي سيحصل عليها وبالتالي سهولة إيصال الدعم له، فقد يحتاج البعض لنصيحة أو دعم مادي أو معنوي، والبعض الآخر قد يرغب في تغيير المحادثة لأنهم يشعرون بضغط كبير قادم منها، يجب عليك عندها اتباع قرارهم.
ما هي الأمور التي لا يجب القيام بها أثناء الدعم النفسي؟
تقديم الدعم النفسي من الأمور التي تحتاج للإتقان والحكمة أثناء القيام بها، قد لا تجد استجابة مفيدة أو ذات قيمة لدى بعض الأشخاص؛ لأنهم يحتاجون لبعض الوقت للتعبير عما بداخلهم، أو قد تكون قمت بأمر ما قد قام بإبعادهم عنك، إليك بعض الأمور التي يجب عليك تجنب القيام بها أثناء تقديم الدعم النفسي:
1- لا تقم بإخبار الشخص بما يشعر به : تعد العواطف جزء من التجربة الإنسانية، سماع شخص ما يتحدث عن مشاعرك التي لم يخض تجربة الإحساس بها قد يكون أمراً منفراً لدى العديد من الناس.
2- التقليل من حجم المشكلة : الاختلاف الكبير بين الناس يسبب اختلافاً كبيراً حول طريقة إحساسهم وتعاملهم مع الأمور التي تواجههم، من المفضل عدم إخبار الشخص الذي تقدم له الدعم بأن مشكلته ليست بهذا السوء أو أن الناس من حوله لديهم مشاكل أسوأ.
3- تجنب إخبارهم بأنك تعرف ما يشعرون به : على الرغم من أنك بالفعل قد تعرف ما يشعرون به أو أنك خضت ما يمرون به، لكن من الأفضل ألا تقوم بحفر هذه الفكرة بذهنك قبل الاستماع لما يريدون قوله، الادعاء بالفهم قبل الحصول على فهم حقيقي لما يعيشه الشخص الذي تقدم له الدعم قد يجعله يشعر بأنه أقل منك.
4- الاستعجال في المحادثة : إذا لم يكن هناك وقت كافِ لتقديم الدعم النفسي فلا تتعجل خلال المحادثة، فقد تجعل الشخص الذي تقدم له الدعم يشعر بأنه غير مهم.
5- التركيز على الآثار التي تخلفها مشاعرهم : الأشخاص الذين يعانون من الضيق أو الاكتئاب أو غيرها من المشاعر السلبية لا يملكون القدرة على الاهتمام بمشاعر الآخرين، لا تتحدث معهم حول كيفية تأثير مشاكلهم على الآخرين فهذا ليس مفيداً كما تظن.
6- إظهار الانزعاج من مشاكلهم : في بعض الأحيان يتعامل الناس مع الضيق على أنه مشكلة في الانضباط أو فشل في الشخصية، إظهار الانزعاج منهم أو من مشاعرهم ومشاكلهم قد يؤدي إلى تفاقم الضيق.
كيف يمكنني تقديم الدعم النفسي للموظفين؟
هناك العديد من الطرق والأساليب التي تستطيع استعمالها لتقديم الدعم النفسي للموظفين لديك:
1- تقديم خدمات أو مزايا العلاج النفسي للموظفين، مثل الاستشارات النفسية.
2- التجهيز دوماً لإجراء عمليات التدخل/الدعم النفسي إذا كان هناك موظف مضطرب في العمل.
3- إعطاء الموظف الشعور بأنه سيحصل على الدعم النفسي من شركته عندما يمر بمشاكل عائلية أو شخصية.
4- تقديم وإيجاد سياسات وعمليات دعم نفسي للموظفين العائدين من الإجازات المرضية وبشكل خاص إجازات الصحة النفسية.
5- تمتع كل فرد في الشركة بفهم جيد لأهمية الصحة العقلية والنفسية.
تقديم الدعم النفسي هو وسيلة لإظهار الرعاية والمحبة، وعلى الرغم من أنه لا يمكن للدعم النفسي أن يحل مكان العلاج الطبي إلا أنه يحدث فرقاً كبيراً في عملية الشفاء، تقديم الطمأنينة والإصغاء باهتمام إحدى طرق تقديم الدعم النفسي لكن يجب عليك أن تصمم منهجاً مناسباً للفرد الذي ستقدم له الدعم النفسي أو البيئة التي ستوفر فيها هذا الدعم.
يحتاج الأشخاص الذين يريدون أن يكونوا داعمين نفسيين إلى التفكير فيما يعرفونه عن الشخص الذي يحتاج الدعم، بما في ذلك احتياجاته ومشاعره، إذا كنت تريد إيجاد منهج وخطة مناسبة لتقديم الدعم النفسي في شركتك وتقديم الراحة النفسية للموظفين لديك، فيمكنك التواصل معنا في لبيه الأعمال للحصول على استشارة أفضل الأطباء النفسيين والخروج بأفضل خطة تناسب بيئة العمل والموظفين لديك باختلاف طباعهم.