التغيرات النفسية في مرحلة المراهقة
تبدأ مرحلة المراهقة من وصول الطفل لعشر سنوات وحتى وصوله للعشرين من عمره والتي تعتبر من أصعب الفترات والمراحل التي يمكن أن يمر بها الفرد، وذلك لأنها ترتبط بتغيرات كبيرة جداً جسدية ونفسية واجتماعية، وهو ما يجعل أولئك المراهقين أكثر تعرضاً للاضطرابات النفسية. لكن دعونا في هذه المقالة نعرف التغيرات النفسية في مرحلة المراهقة. التغيرات النفسية في مرحلة المراهقة
أسباب التغيرات النفسية في المراهقة
تلازم مرحلة المراهقة عدة تغييرات تحول الحالة المزاجية والسلوك لها أسباب وعوامل مختلفة. فمن أسباب التغيرات النفسية في مرحلة المراهقة وهي:
- – تغير الجسم بيولوجياً وتطور الهوية الجنسية للفرد المراهق.
– التغيرات المصاحبة للنمو والهرمونات والتغير في الأعصاب، وهي عامل ضرورى في تغيرات الشاب المراهق نفسياً.
– اختلافات الاهتمامات والرغبات وما يطلق عليها النضج النسبي، حيث يسعى دائماً المراهق نحو الاستقلالية.
أبرز التغيرات المصاحبة لمرحلة المراهقة
وإن حدثت أحد الأفراد عن تلك المرحلة سيذكرها بأنها مرحلة الدماغ الغير ناضجة والقرارات المتهورة والنفس المتقلبة وغيرها، إلا أن هناك العديد من الأبحاث التي عملت على الصور النمطية أو التغيرات التي تصاحبها في سنوات المراهقة، وهو وقت النمو الجسدي والنفسي، وكذلك الجنسي تلك التغييرات هي:-
تغيير الهوية
- – بداية مرحلة المراهقة يحاول الشباب والبنات معرفة الهوية الشخصية لهم والهوية القريبة والمناسبة لهوياتهم التي يطمحون إلى العيش فيها.
– نلاحظ أن الفرد قبل المراهقة أو أثناءها يجرب العديد من الأشياء الغريبة في الملابس والأفلام والموسيقى حتى أصدقاءه. وهي الفترة التي يجب ترك المراهق يفعل ما يشاء فيها من أجل أن يكتشف نفسه ورغباته..
اكتشاف الذات وحبها
- من أكثر السمات التي تلازم المراهق من بداية المراهقة أنه يحاول استنتاج واستخراج أسباب لكل ما يحدث حوله. وهو ما يجعله محل نظر الكل ويميل إلى اعتبار حياته وظروفه فريدة، وكذلك يعتقد أنه غير مخطئ ولا يخطئ نهائياً.
محاولة الاستقلالية
- يبحث المراهق في مرحلة النضوج إلى كيف يكون بعيداً عن والديه ومساعدتهم ويبتعد عن العائلة ولا يهتم بها بجانب ميله للعدائية بشكل أكبر تجاه الوالدين المتحكمين .
فيحب التمرد عليهم من أجل محاولة الحصول على الخصوصية والاستقلالية والتحكم في معلوماتهم الشخصية. وهو ما يخلق لهم التحرك من أجل الاستقلال وقدر من الضيق لدى الآباء فيجب تركهم وحريتهم في تلك المرحلة.
البحث عن المغامرة
عملية التجربة والبحث عن المغامرات والدخول في تجمعات جديدة وتجربة سلوك قد يكون خطيراً هو ما يميز تلك المرحلة كخلق شجار والرد ع البالغين بردود شديدة أو قيادة السيارة بسرعة عالية. وتجعل الوالدين في حالة من القلق لكن من الضرورى السيطرة عليهم لذلك ينصح بالمراقبة دائماً والإرشاد.
التقلبات المزاجية
أن المراهقين هم الأكثر تقلباً في المزاج بسبب التغيرات البيولوجية والفسيولوجية والنفسية التي تطرأ عليهم خاصةً محاولة الاستقلالية وعدم تقبل النصح والاستماع لتوجيهات الأبوين بالرغم أنها مرحلة تجربة.
لكن نجد أن النواقل العصبية والهرمونات بشكل عام يمكن أن تغير مزاجهم، فتلاحظ الكثير من النشاط في قشرة الفص الجبهي الإنسى والتي تشارك في معالجة الأشخاص الآخرين.
وتشرح الأبحاث أن النشاط في منطقة الدماغ يتعلق بتقييم الشخص ذاتياً في مرحلة الذروة خاصة في وقت المراهقة، مما يعني أنهم قد يصبحون حساسين بشكل خاص تجاه تلك الإهانات المتعلقة بالقلق والتوتر.
دراسات حول التغيرات النفسية للمراهقين
كشفت أبحاث علماء النفس والأطباء النفسيين أن مرحلة المراهقة دائماً تصحبها تغيرات نفسية، وكذلك اجتماعية ترتبط بتغير الجسم النمائي العصبي والهرموني.
فتجعل الطفل ينتج عنه زيادة معرفية وفكرية ويتوسع أفقه بشكل أكبر، فيتطور المراهقون بمهارات وأفكار وتفكير أقوى وبشكل منطقي وأخلاقي ويصبحون أكثر قدرة على التفكير المجرد وإصدار أحكام عقلانية، بجانب أخذ وجهات نظر الآخرين في اعتبارها على محمل الجد، مما يجعلهم أكثر رغبة في التصرف بشكل أكثر إيجابية.
التغيرات النفسية في مرحلة المراهقة
نجد من أبرز التغيرات النفسية في مرحلة المراهقة لتلك المرحلة هي:-
- – الكثير من التقلبات المزاجية الحادة التي تشتهر بها هذه المرحلة.
– الحساسية بشكل مفرط تجاه الآخرين وأرائهم وانتمائهم.
– الاكتئاب السريع والخفيف والإصابة به أكثر من مرة بسبب أي واقعة.
– الوعي الزائد والرغبة في الاستقلال عن الوالدين والآخرين.
– اكتشاف الجسد وزيادة الوعي بسبب التغييرات الجسدية الواقعة على الفرد.
الاضطرابات النفسية لدى المراهقين
هنالك العديد من الاضطرابات والتغيرات التي تصاحب المراهق في تلك الفترة. لكن دعنا نركز عزيزي القارئ على اضطرابات نفسية قد تصيب وتستمر مع الشخص في فترة المراهقة تظهر على سلوكه وطبعه وتغيره.
ولذلك تظهر عدة علامات يمكن تصنيفها بلاضطرابات النفسية في تلك المرحلة وهي:-
انخفاض التحصيل الدراسي
وهو ليس قلة تذكر أو عدم الانضباط في الدروس ورفض وصايا الأهل، بل هنا هو التحول المفاجئ كأن يتحول الطالب من شخص لشخص آخر وليس مستوى الذكاء والتعلم والتأقلم.
ضعف الجسد وقلة المجهود
يمكن أن تندرك ضعف القوة الجسدية وقلة المجهود المبذول من قبل المراهق بإصابته بالاضطرابات النفسية. تجده يشعر بالخمول والتعب ولا يستطيع بذل المجهود حتى ترتيب غرفته لا يمكنه فعلها وتتطور لعدم قدرته على الاهتمام بالنظافة الشخصية أيضاً.
مشاكل جسدية
تجد دائماً الصداع ملازماً للمصابين باضطرابات نفسية وعقلية وخاصة المراهقين. فتظهر عليهم بعض الأعراض الجسدية المستمرة دون سبب كالصداع ومشكلات الجهاز الهضمي التي لا تستجيب رغم الأدوية فهي حالة لا تتحسن، بل ترتبط بالتغير الهرموني والفسيولوجي للجسم.
الهوس الجسدي
تلك المرحلة مرتبطة بتغيرات الجسد، إلا أنك تجد المراهق دائم الاهتمام بالجسد ومهووس بشكل جسده ونحته والعضلات كذلك. وأيضاً الفتيات التي تحافظ على وزنها والنحيفة وغيرها تلك علامات اضطرابات نفسية كفقدان الشهية العصبية والإقبال على الطعام أيضاً قد يكون علامة.
السلوك العنيف
هي سمة من سمات تلك المرحلة بالتغيرات المزاجية وهي أمر طبيعي لكي يتصرف الشخص بعنف أو بشكل مفاجئ. هي علامة مميزة تظهر اضطرابه النفسي كضرب زملاءه والتطاول الجسدي وإلحاق الضرر بنفسه والمبالغة في بعض التصرفات أوفي الألعاب المتهورة.
السلوكيات الخاطئة
أبرز الاضطرابات النفسية التي تظهر على المراهقين هو ارتكاب بعض الأخطاء السلوكية. والتي غالباً ما توصف بالانحرافات وهي ناتجة عن الاضطراب النفسي كالكذب والسرقة والألفاظ البذيئة.
التغيرات الاجتماعية للمراهقين
هنالك العديد من التغيرات كذلك للمراهق في حياته المجتمعية عائلته وأصدقاءه والجيران والمقربين وحتى زملائه فالجميع يظهر لهم التغيرات الجسدية. فتلك التغيرات قد تعطي جرس الأنذار للأهل بأنهم يجب عليهم متابعة المراهق أو المراهقة في تلك الفترة لبيان الأفعال والتصرفات والسلوكيات التي يقوم بها.
وفي الختام، يجب أن نعي جيداً أن فترة المراهقة من أصعب الفترات التي تمر على المراهقين وآبائهم وأسرهم. يواجه المراهق العديد من الاضطرابات المختلفة سواء عاطفياً وجسدياً وهرمونياً وجنسياً وفكرياً، بالإضافة إلى اجتماعياً، فنجد كل تلك التغيرات تظهر على سلوكه وتختلف من شخص لآخر. فإن لم يكن متزناً تحت أعين الوالدين تجده يتحول إلى اضطرابات نفسية فعلية لذلك وجب علينا توضيح التغييرات النفسية للمراهقين من أجل العمل على التعامل معها بشكل إيجابي. فإذا كان لديك مراهق وتبحث عن استشارة مختص لا تتردد في تحميل تطبيق لبيه لإكتشاف طرق الدعم المختلفة.