كيفية تعزيز ثقافة الدعم في العمل
تُعد ثقافة الدعم من أهم الركائز التي تسهم في بناء بيئة عمل ناجحة ومستدامة، فهي لا تقتصر على تقديم المساعدة أو التقدير فقط، بل تشمل تعزيز العلاقات الإيجابية بين الموظفين والإدارة، وتشجيع العمل الجماعي، ودعم الصحة النفسية والجسدية للعاملين، وعندما تُبنى ثقافة دعم قوية في مكان العمل، تنعكس آثارها على الأداء الوظيفي والإنتاجية، مما يجعل المؤسسة بيئة جاذبة للمواهب ومكانًا مثاليًا لتحقيق النجاح المهني والشخصي، وفي هذا المقال سنتطرق نحو التحدث بالتفصيل حول ما يخص تعزيز هذه الثقافة في العمل، وكيف يُمكن تحويل العبارات السلبية إلى أخرى إيجابية في العمل.
كيفية تعزيز ثقافة الدعم في العمل
حتى تتمكن الشركات من تعزيز ثقافة العمل الإيجابي فإن هناك بعض الأمور الإيجابية التي تسهم في تعزيز هذه الثقافة وتتمثل في:
التواصل الفعّال:
يعتبر التواصل الفعّال أساس بناء علاقات قوية في العمل، وبالتالي يجب أن يتوفر مناخ يدعم الشفافية، حيث يمكن للموظفين التعبير عن آرائهم بحرية دون خوف من التقييم السلبي، ومن المهم إنشاء قنوات تواصل مثل اجتماعات دورية، وصناديق اقتراحات، أو منصات إلكترونية للتفاعل.
التقدير والاعتراف بالجهود:
يعزز التقدير الدافعية ويزيد من ارتباط الموظفين بمكان العمل، وبالتالي يجب الاحتفاء بالإنجازات الفردية والجماعية بشكل علني، سواء عبر اجتماعات الفريق أو رسائل شكر مكتوبة، ولا يقتصر التقدير على النتائج الكبيرة فقط، بل أيضًا للجهود المبذولة يوميًا.
بناء بيئة متعاونة:
يحفز العمل الجماعي الابتكار ويقلل الضغوط الفردية، ولتحقيق ذلك، يمكن تنظيم ورش عمل أو أنشطة تجمع الموظفين على مشاريع مشتركة، بالإضافة إلى تشجيع تبادل الأفكار بين الزملاء ومشاركة الموارد والخبرات يبني الثقة ويخلق بيئة عمل إيجابية مما يعزز من ثقافة الدعم في العمل.
دعم الصحة النفسية والجسدية:
تعكس العناية بصحة الموظفين اهتمام الشركة برفاهيتهم، وبالتالي يمكن توفير برامج دعم نفسي مثل جلسات استشارية أو تدريبات للتعامل مع الضغوط، علاوة على تعزيز التوازن بين العمل والحياة الشخصية من خلال ساعات عمل مرنة أو أيام إجازة إضافية مما يحسن من الإنتاجية.
التطوير المستمر:
يعزز الاستثمار في تطوير الموظفين من مهاراتهم ويرفع من قيمتهم المهنية. يمكن تنظيم دورات تدريبية داخلية وخارجية لتحسين الكفاءات، علاوة على أن إشراك الموظفين في التخطيط والتطوير المهني يعزز ولائهم للمؤسسة.
أهمية تعزيز ثقافة الدعم الإيجابي في العمل
يساهم التعزيز من البيئة الإيجابية في العمل في تحسين أداء الموظفين وزيادة دافعيتهم لتحقيق الأهداف، بالإضافة إلى العديد من الإيجابيات الأخرى، وتتمثل أهمية تعزيز الدعم الإيجابي في:
تحفز ثقافة الدعم الإيجابي الموظفين على تقديم أفضل ما لديهم، حيث يشعرون بالتقدير على جهودهم، كما أن المكافآت والتشجيع على الإنجازات تجعل الموظفين أكثر التزامًا بتحقيق الأهداف، مما يعزز الإنتاجية بشكل كبير ويضمن جودة الأداء.
علاوة على أن الموظفون الذين يعملون في بيئة داعمة يشعرون بالسعادة والانتماء للمؤسسة، والاحتفال بالإنجازات والاعتراف بجهودهم يعزز ثقتهم بأنفسهم، مما يقلل التوتر ويزيد من تفانيهم في العمل، وهو ما ينعكس إيجابيًا على الأداء العام.
تسهم بيئة العمل التي تشجع على الدعم الإيجابي في إزالة الحواجز بين الموظفين وتعزز من روح التعاون، وهذا النوع من الدعم يتيح للفرق تبادل الأفكار والخبرات بشكل أفضل، مما يؤدي إلى تحقيق النجاح بشكل جماعي ويجعل العمل أكثر انسجامًا.
وعندما يشعر الموظفون بالاهتمام والدعم من المؤسسة، فإن رغبتهم في البقاء تزداد بشكل كبير، مما يقلل من معدل التناوب الوظيفي ويساعد في خفض التكاليف المرتبطة بالتوظيف والتدريب، ويضمن استقرار الفريق والعمل بكفاءة أكبر.
بيئة العمل التي تتيح للموظفين حرية التعبير عن أفكارهم وتقدر إسهاماتهم تكون أكثر قدرة على تحقيق الابتكار، كما أن الدعم الإيجابي يعزز ثقتهم بالتفكير النقدي وتجريب طرق جديدة لحل المشكلات، مما يرفع من مستوى الإبداع داخل المؤسسة.
كما تبني هذا الثقافة جسور الثقة والاحترام بين الموظفين والإدارة. عندما يشعر الموظفون أن الإدارة متواصلة معهم وتدعمهم باستمرار، فإن ذلك يعزز ولائهم للمؤسسة ويسهم في خلق بيئة عمل مستقرة ومليئة بالاحترام المتبادل.
الفرق بين الدعم الإيجابي والدعم السلبي في تأثيرهما على بيئة العمل
يساهمان كلا من الدعم السلبي والإيجابي على بيئة العمل بطرق مختلفة، وفي هذه الفقرة سنتحدث عن تأثيرهما، وكيف يُمكن أن يحول الدعم السلبي بيئة العمل إلى بيئة هادمة، بينما يحول الدعم الإيجابي البيئة إلى بيئة متفاهمة ومتناغمة:
الدعم الإيجابي:
يشير الدعم الإيجابي إلى التشجيع والتقدير والتحفيز الذي يعزز من رفاهية الموظف ويشجعه على تحسين أدائه، ويكون هذا الدعم عادةً في شكل كلمات تشجيع، والاعتراف بالجهود، وتقديم المساعدة في حل المشاكل، وكما يساهم الدعم الإيجابي في خلق بيئة عمل متعاونة ومبنية على الثقة والاحترام المتبادل، مما يؤدي إلى تحسين معنويات الفريق وزيادة الإنتاجية.
تأثيره على بيئة العمل:
يشعرون الموظفون بالقيمة والتقدير مما يدفعهم للعمل بجدية أكبر.
يعزز العمل الجماعي ويشجع على تبادل المعرفة والخبرات بين الموظفين.
يشعر الموظفون بالدعم المستمر مما يحفزهم على الابتكار والبحث عن حلول جديدة.
يشعر الموظفون بالانتماء للمؤسسة ويزيد ولاؤهم لها.
الدعم السلبي:
يحدث الدعم السلبي عندما يتم تقديم المساعدة بطريقة غير ملائمة أو غير بناءة، وقد يتضمن ذلك التعامل مع الموظفين بأسلوب تحقيري أو إعطاء توجيه سلبي دون تقديم حلول، ومن الممكن أن يشمل الدعم السلبي أيضًا تقديم المساعدة بشكل متسرع أو غير مدروس، مما يؤدي إلى زيادة التوتر أو إحباط الموظفين.
تأثيره على بيئة العمل:
يزيد من الشعور بالإحباط مما يؤدي إلى قلة الحافز على العمل.
يساهم الدعم السلبي وعدم خلق ثقافة الدعم في العمل في خلق جو من القلق والتوتر.
يتسبب في انعدام الثقة بين الأفراد ويقلل من روح الفريق الواحد.
الموظفون الذين يتعرضون للدعم السلبي قد يشعرون بالإحباط أو فقدان الاهتمام، مما يزيد من رغبتهم في مغادرة المؤسسة.
كيفية تحويل الدعم السلبي إلى دعم إيجابي للتأثير على الأداء الوظيفي وثقافة الدعم في العمل؟
يتطلب تحويل الدعم السلبي إلى دعم إيجابي مجموعة من الخطوات المدروسة التي تركز على تحسين التفاعل بين الموظف والإدارة، وتوفير بيئة عمل تشجع على النمو والابتكار، وإليك بعض الاستراتيجيات لتحويل الدعم السلبي إلى دعم إيجابي:
استبدال النقد المباشر بتوجيه يُبرز فرص التحسين مما يخلق بيئة تعليمية ويشجع على النمو بدلاً من الإحباط.
بالإضافة إلى تقديم ملاحظات تشجيعية بدلاً من التركيز على السلوك السلبي، مما يعزز الثقة بالنفس ويحسن الأداء المستقبلي.
فتح قنوات حوار واستمع لمشاكل الموظفين باهتمام مما يؤدي إلى خلق شعورًا بالراحة ويمنع تراكم المشاعر السلبية.
التركيز على اقتراح طرق تصحيحية بدلًا من التوقف عند الأخطاء، مما يعزز المسؤولية والتعاون ويساعد على التحسين.
علاوة على اعتماد نهجًا جماعيًا في حل المشكلات من خلال تبادل الأفكار، مما يعزز التعاون ويشجع على المشاركة الفعّالة.
الإشادة بالتحسينات الصغيرة باستمرار لتحفيز التقدم، وبالتالي سيشعر الموظفون بالدعم والتشجيع على التطور.
وفي الختام، إن تعزيز ثقافة الدعم الإيجابي في بيئة العمل ليس مجرد رفاهية، بل هو أساس لنجاح المؤسسات واستدامتها، فهذه الثقافة لا تسهم فقط في تحسين أداء الموظفين وزيادة إنتاجيتهم، بل تبني أيضًا علاقات قوية ومتينة بين أفراد الفريق والإدارة ومن خلال تطبيق استراتيجيات واضحة لتحويل النقد السلبي إلى دعم بناء، وتشجيع التعاون، وتقدير الجهود، تستطيع المؤسسات خلق بيئة عمل محفزة تركز على النمو والابتكار مما يساهم في زيادة الفرصة على التطور والإزدهار.
المصادر: 1