تغيير الحالة النفسية قد لا يكون راجعاً إليك وهو تغيير لا إرادي يترتب. إما على الأحداث التي تدور حولك والضغوطات التي تمر بها أو حتى نتيجة التفكير الزائد في الأشياء التي تدور حولك او حول حياتك والمستقبل بشكل عام، وقد لا تعلم أن ما تفعله يدمر أعصابك إما بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر فالقلق الدائم والاكتئاب وكذلك تغيير الحالة النفسية بشكل مفاجئ وباستمرار يجعل أعصابك قيد الانهيار. وهذا المصطلح ليس مبالغة بالعكس هو الواقع والذي يحدث لك بالفعل نتيجة تلك التغييرات التي تحدث لمزاجك ولعقلك بشكل عام.

يتحدث الكثير من أطباء وأخصائي الصحة النفسية عن التقلب المفاجئ في مزاجك وصحتك النفسية والعاطفية. بأنه شيئاً طبيعياً وبشرياً موجود في كل الأفراد سواء تحول الحزن لفرح أو العكس وغيرها من المشاعر. وقد تكون حالة الجسد هي المتسببة من التعب والإرهاق وكذلك الرغبة في الراحة والنوم هي ما يجعل المزاج متقلباً بعض الشئ، لكن ما نتحدث عنه في مقالنا هو التقلب الشديد في المزاج. وكذلك السريع وهو من التقلبات الخطرة التي يمكن أن تؤذي الشخص في أعصابه. وكذلك في المخ ويفسره المختصون باضطراب ثنائي القطب كمثال من أمثلة التقلبات.

أسباب تغير الحالة النفسية

تغير المزاج بشكل عام يكون عبارة عن نتاج التفاعلات الكيميائية التي تحدث في الدماغ. فهذه التفاعلات تقوم بتغيير المزاج بشكل سريع وذلك نتيجة عدم اتزان تلك التفاعلات في الدماغ واختلالها. وكذلك قد يكون بعض المواد الكميائية كالأدوية والنظام الغذائي والروتين اليومين. هو سبب من أسباب التغير في المزاج بشكل سريع فيؤثر جميعها على المزاج واستقراره.
وإن نظرنا إلى الفئة الأكثر تعرضاً للتغيرات المزاجية. هي فئة الشباب والمراهقين. وذلك لأنهم دائمي الإجهاد والتفكير وكذلك عدم تخطيط يومهم بشكل جيد يؤدي إلى تغيير حالتهم العقلية واتسقرارهم النفسي. وهنالك العديد من الحالات الطبية والأمراض التفسية التي تكون مسبباً رئيسياً في ذلك التغير، كالمصابين بأورام المخ والالتهابات الخاصة بالجهاز العصبي ومرضى الغدة الدرقية كذلك هم الأكثر عرضة للتغيرات المزاجية المفاجئة ومصابي القلب والرئة والأوعية الدموية والذين يمرون بضيق عاطفي مع المجهدين ومصابي الشيزوفرينيا وفرط النشاط والمدمنين وأصحاب الاكتئاب كل تلك أمراض قد تكون هي السبب في تغير مزاج الشخص .

أهم سؤال في المقال هل هناك رابط بين تغيير الحالة المزاجية وأمراض الأعصاب وكذلك المخ؟

تأثير الحالة النفسية على الأعصاب

وللإجابة على هذا السؤال ساعدنا أكثر من طبيب مختص في الصحة النفسية وأمراض المخ والأعصاب وهم، ديزيريه شابيرو، الأستاذة الإكلينيكية المساعدة للطب النفسي بجامعة كاليفورنيا، سان دييغو، الدكتور ماجد عبد النصير، أستاذ أمراض المخ والأعصاب، الدكتورة ليلى رجب، استشاري الطب النفسي.

1- بدأت ليلى رجب بأن المخ والجهاز العصبي هما أكبر المتضررين من تغييرات الحالة النفسية. وكذلك مرضى الاكتئاب والقلق والتوتر يدمرون أعصابهم بأيديهم، وذلك لأن أول مشكلة صحية تحدث لمتغيري المزاج هي التهاب الأعصاب من بداية الأطراف والنهايات الحسية والعصبية وحتى تدمر الجهاز العصبي بالكامل. كما أن مرضى القلق والتوتر والاكتئاب الدائمين تجدهم يشكون من الصداع النصفي والعنقوي وكذلك أكثر عرضة للسكتات الدماغية وجلطات المخ.
وقالت أن المريض بالتغييرات المزاجية كما يجب عليه زيارة طبيبه النفسي للعلاج والاسترخاء وحل مشاكله النفسية التي قد تؤدي به للعديد من الأمراض عليه أن يزور طبيب المخ والأعصاب لتدارك أي مرض عصبي قد يصل إليه بسبب تأثر وتغيير الحالة النفسية.

2- أما عن ديزيريه شابيرو فقد ضرب مثال بمرض الزهايمر وكذلك الصراع والتصلب. أنها تجتمع معاً لأن أسبابها واحدة وهي حدوث خلل أو تلف في الجهاز العصبي. وكذلك في الدماغ والحبل الشوكي، وأن مشاكل الجهاز العصبي يجب أن تعالج كما يعالج الشخص نفسياً في الوقت نفسه أن بعض أمراض الأعصاب يمكن علاجها عن طريق علاج نفسية الشخص وأن ذلك لا يعد بمثابة المفاجأة لدى العلماء والمختصين. وذلك لأن أغلب فحوصات مرضى الأعصاب تثبت بأن تغير الحالة المزاجية أو الذاكرة أو التقلب المفاجئ هي أساس المرض. وقد يؤدي إلى مشاكل السلوك والتحكم في الجسم والذاكرة فيما بعد.

• يتأثر المخ والجسم بالكامل تأثراً شديداً بسبب تغيرات الحالة النفسية لدى الفرد. فمثلاً من يصاب بالقلق والتوتر وأي من الأعراض النفسية الأخرى يصاب بقائمة كبيرة من أمراض الأعصاب وعلى رأسهم المخ، فالصداع يكون بداية المشاكل والأمراض ثم تمر بمرحلة الالتهابات العصبية ويمتد الوضع إن تفاقم إلى الإصابة بالسكتات الدماغية وأيضا الجلطات الدماغية.

• وفيما يخص محاولة علاج ذلك فينصح بالمتابعه مع طبيب المخ والأعصاب وطبيب نفسي. وذلك لأن التهابات الأعصاب وأمراض المخ لا تعالج إلا بالمسكنات والمهدئات والمنوم أحياناً من أجل تهدئة الألم، وذلك لأن النوم يعتبر الراحة البدنية الوحيدة التي تشكل عامل أساسي في الشفاء من أمراض المخ والأعصاب لكن النوم بشكل مسترخي وبلا ضغط نفسي. وكذلك بلا قلق أو توتر تجعل راحتك النفسية التي تعتبر أهم سبب في الشفاء.

نصائح لتجنب تغير الحالة المزاجية

نصح الأطباء والمختصون الأفراد الذين يعانون من تغير الحالة المزاجية بأن يتبعوا تلك التعليمات من أجل محاولة السيطرة على هذه التغيرات.

1- المشي

محاولة المشي لـ 10 دقائق أو أكثر يومياً والأفضل استهداف المساحات الفارغة والخضراء. وهي ما تحسن الحالة المزاجية عن طريق إفراز هرمون يسمى بالسعادة وهو ما يزيد تدفق الدم للمخ وينشط الدورة الدموية والحالة العامة للجسم. بالإضافة إلى إزالة الشعور السلبي للشخص كذلك محاولة المشي في الشمس الخفيفة وليست الشديدة لعدم الإصابة بضربة الشمس. وذلك من أجل تحفيز إفراز هرمون السروتونين والإندروفين والمسؤلان عن تحسين الحالة العامة للشخص.

2- نظام غذائي
الالتزام بنظام غذائي صحي يجعل حالة الشخص المزاجية أفضل دائماً. وذلك لأن الطعام الصحي كالفواكه والخضروات والبروتين الطبيعي الذي يخلو من الدهون الضارة يجعل الجسد أفضل. وكذلك صحة الفرد قوية أكثر مع الشوكولاته الداكنة التي تحتوي على أكثر من 70% كاكاو و تناول الشاي الأخضر والبعد لفترة عن السكريات والأطعمة المصنعة والوجبات الدسمة التي تؤثر على عمل الجهاز الهضمي وبالتالي يتأثر الجسم بها جميعاً.

3- حب الذات والشعور بالامتنان
يعتبران من أفضل الوسائل التي تحسن وتقوي مزاج الشخص. وذلك ينصح بعض الأطباء النفسيين كل المرضى بكتابة المواقف الجيدة التي مر بها خلال يومه والنجاحات. وكذلك ما تشعر ناحيته بالامتنان وذلك في محاولة توجيه التركيز للأشياء الإيجابية والجيدة بدلاً من الأفكار السلبية. وكذلك أن يحب الشخص نفسه وذاته بشكل أفضل ومعاملة الفرد نفسه بالحسن والرفق كصديقه المفضل، وذلك بتجنب التقليل من الشأن والضغط واللوم الدائم على الفرد ومحاولة جلد الذات أثناء اليوم ويؤكد المختصون بأن أفضل طريقة لعمل ذلك باختيار الكلمات المحفزة والإيجابية عندما تتحدث مع نفسك وتحاول استرجاع ما حدث في يومك. ووضع أهداف صغيرة خلال اليوم بحيث تتمكن من تحقيقها.

4- الابتسام
قد تجد من تلك النصيحة شيئاً غير واقعي. لكن بالتفكير فيها جيداً تجد أن ملازمة أصدقاءك المتفائلون والبعد عن السلبيين يجعل مزاجك أفضل. جرب الخروج والالتقاء بأصدقائك وزملاءك وغير روتين يومك. ستجد بسمتك وضحكتك تنشط أكثر عن التحدث مع المتفائلون فالشخص يجد من الضحك والابتسامة الود واللين في المعاملة وتجعل الفرد متواصل جيد وسهل الطبع بما يحسن مزاجه إن قام أحد باستقباله بابتسامته وضحكه بالابتسام أيضاً وهو ما يحسن مزاجك ويبعدك كل البعد عن تغير الحالة النفسية، أو حتى قم بمشاهدة المقاطع المضحكة على الإنترنت أو المسرحيات والأفلام الكوميدية التي تغير من المزاج الشخصي.

تغير الحالة النفسية مشكلة يعاني منها الكثيرون. لكن يجب مواجهتها والتغلب عليها للتأقلم مع الحياة اليومية للفرد. تتوفر اليوم العديد من الحلول للتغلب على هذه المشكلة سوف تجدها في تطبيق لبيه.

المصادر: 1 2 3