الدعم النفسي للأم بعد الولادة
عادةً ما تعاني أغلب الأمهات بعد الولادة من اكتئاب يعود إلى أكثر من سبب، لاسيما مع تحمل مسؤولية رعاية طفل، ولذلك من الأهمية تقديم الدعم النفسي للأم بعد الولادة لعدم التعرض إلى درجات أكثر شدّة من الاكتئاب أو الذهان وغيرها من الاضطرابات.
أهمية الدعم النفسي للأم بعد الولادة
لمدة 8 أسابيع بعد الولادة في المتوسط تمر المرأة بمجموعة من الاضطرابات عاطفيًا وجسديًا، حيث تُحاول المرأة استعادة صحتها بعد الحمل، وتحتاج إلى الدعم من المحيطين بها، حتى تتمكن من رعاية طفلها أولًا ورعاية ذاتها ثانيًا، ولعلّ الدعم النفسي من أهم ما تحتاجه المرأة من أجل تخطي اكتئاب ما بعد الولادة وبعض الاضطرابات النفسية الأخرى.
كما يتجلى دور الزوج في تقديم الدعم الكافي لزوجته نفسيًا ومعنويًا، حيث يُمكنه أن يُقدم لها يد العون في تحمل الأعباء الجديدة الملقاة على عاتقها في رعاية الطفل حتى تعتاد على تحمل تلك المسؤولية شيئًا فشيء، كما أنه مسؤول عن احتوائها ودعمها حتى لا تكون فريسة بعض الاضطرابات مثل اكتئاب ما بعد الولادة أو الذهان أو غيرها من الحالات النفسية التي تزيد من الأمر سوءًا، حيث عليه أن يتفهم حالتها النفسية ويُقدم لها الكثير من الدعم حتى تتخطى تلك المرحلة بصحة نفسية سويّة.
كيف يمكن توفير الدعم النفسي للأم بعد الولادة
حديثة العهد بالولادة تحتاج إلى اهتمام كبير، حيث إنّ مرحلة الحمل والولادة تستنزف طاقتها وعاطفتها، وهو ما يجعلها بحاجة إلى الدعم والأمان حتى لا تتعرض إلى مزيد من الضغوطات، وثمَّة أمور ينبغي مراعاتها في تلك الفترة تأتي على النحو التالي:
– إخبارها بعدم التردد في طلب المساعدة مهما كانت بحاجة إلى الرعاية الجسدية الزائدة.
– استشارة الطبيبة في تجربة ما بعد الولادة حتى لا يحدث حمل مرة أخرى قبل أخذ قسط من الراحة من التجربة الأولى.
– تشجيعها للحديث عن آلامها بعد الولادة، حتى تستطيع التعبير عن مشاعرها مهما كانت سلبية.
– جلوس الزوج مع الطفل بدلًا من الأم وتخصيص وقت كافي له، لمساعدة الأم في التربية والاهتمام في تلك المرحلة.
– إن كانت تعاني من صعوبة في الرضاعة الطبيعية، ينبغي الحديث مع متخصصة لتعليم الرضاعة.
نصائح للأمهات بعد الولادة
فترة بعد الولادة تحتاج إلى اهتمام بالغ من الأم، حتى تعود إلى طبيعتها مرة أخرى قبل الحمل، جنبًا إلى جنب مع مسؤوليتها الجديدة في رعاية طفل، ويُمكننا تقديم بعض النصائح للمرأة بعد الولادة فيما يلي:
– اتباع نظام غذائي صحي يعتمد على العناصر المتوازنة ووفرة الماء والألياف.
– الاهتمام بالصحة الجسدية، وممارسة الرياضة تدريجيًا تحت إشراف الطبيب.
– محاولة فهم المسؤوليات التي تتعلق بتربية الطفل، دون الشعور بتراكمها.
اكتئاب ما بعد الولادة
تكمن أهمية الدعم النفسي للأمهات بعد الولادة في الحد من حدوث حالة اكتئاب ما بعد الولادة، والتي لا تُساعد الأم أو الطفل على التكيف مع بعضهما البعض، فهي مشكلة نفسية تعاني منها حوالي 20% من الأمهات، وتكون أبرز أعراض اكتئاب ما بعد الولادة كما يلي:
– البكاء دون سبب.
– الشعور بالقلق.
– الشعور بالتقصير.
– صعوبة التركيز.
– التعب المستمر.
– فقدان الشغف.
– فقدان الإحساس بالمتعة.
– الشعور بالصداع.
– تسارع ضربات القلب.
– اضطرابات الشهية.
– فقدان الرغبة الجنسية.
– الإصابة بفرط التنظيف.
– الوسواس القهري.
أسباب اكتئاب ما بعد الولادة
كثيرٌ من العوامل تُساهم في إصابة بعض الأمهات باكتئاب ما بعد الولادة دون الأخريات، وتأتي على النحو التالي:
حدوث تغيرات سريعة في الهرمونات.
– العزلة عن الآخرين.
– التعرض إلى بعض الضغوطات النفسية.
– النظام الغذائي غير الصحي.
– الإصابة بالأرق والقلق والتوتر.
– غياب الدعم النفسي من الزوج.
– السمنة المفرطة وتغيرات شكل الجسم.
– الاكتئاب أثناء الحمل.
– التوقف عن الرضاعة الطبيعية.
الدعم النفسي لمواجهة اكتئاب ما بعد الولادة
الاكتئاب بمختلف أنواعه قابل للعلاج، وعلى الرغم من أنّ اكتئاب ما بعد الولادة يُمكن أن يصل في أسوأ الحالات إلى التفكير في إيذاء الطفل وقلة الشعور به وبعض الأفكار الانتحارية، إلا أنّ خيارات العلاج لا زالت موجودة ومن بينها:
– الحصول على الراحة والاسترخاء بمنأى عن الضغوطات.
– طلب المساعدة والدعم من الزوج والأسرة والرفاق أو الاستشاريين.
– التواصل مع الأمهات الجدد ممن خضن التجربة ذاتها وقدرن على تجاوزها.
– الاهتمام بالذات.. من خلال ممارسة الرياضة وغيرها من العادات الصحية.
– العلاج النفسي مع الطبيب.
– العلاج المعرفي السلوكي.
– تجنب العزلة، والتعبير عن المشاعر بصورة مستمرة.
– عدم الضغط على النفس لفعل كل شيء في الوقت ذاته، بل ينبغي الوصول إلى قدر من الواقعية في سقف التوقعات.
– تناول مضادات الاكتئاب.
أعراض ذهان ما بعد الولادة
على خلاف اكتئاب ما بعد الولادة يُمكن أن نتطرق إلى حالة أخرى وهي ذهان ما بعد الولادة، وهو واحد من الأمراض العقلية على الرغم من ندرة حدوثه إلا أنه يُصيب قليل من النساء بعد الولادة، ويُعرف باسم ذهان النفاس.
وعادة ما يكون ذهان ما بعد الولادة في فترة أول أسبوعين من الولادة، ويُمكن أن يتطور مع الأعراض التي تتجلى على الأم في تلك الفترة، ومن بينها:
1- المعاناة من التقلبات المزاجية السريعة.
2- التصرف بطريقة مختلفة ومضطربة.
3- التفكير بشكل انتحاري.
4- الشعور باليأس والإحباط.
5- فقدان الطاقة.
6- الهلوسة السمعية.
7- الهلوسة البصرية.
8- الأوهام التي تتعلق بالرضيع.
9- الشعور بالخوف والارتياب.
10- الإصابة بالأرق الشديد.
11- الانفصال عن الواقع.
أسباب الإصابة بذهان ما بعد الولادة
على الرغم من عدم وجود أسباب محددة ومعروفة للإصابة بذهان ما بعد الولادة إلا أن هناك مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بتلك الحالة، وتأتي على النحو التالي:
التقلبات الهرمونية.
المعاناة من اضطراب ثنائي القطب.
وجود تاريخ عائلي للإصابة.
التقلبات المزاجية أثناء الحمل.
الوقوع تحت ضغوطات نفسية.
عدم تناول الأدوية النفسية في فترة الحمل.
الحمل الأول غير مُخطط الحدوث.
كيف يمكن علاج ذهان ما بعد الولادة؟
لا يوجد تشخيص بعينه يُمكن الاعتماد عليه للكشف عن حالة الذهان، حيث يُعرف من خلال الأعراض التي تظهر على الأم، على الرغم من إمكانية إجراء بعض الفحوصات للكشف عن اضطرابات الغدة الدرقية أو العدوى، وتأتي الخيارات العلاجية للذهان بعد الولادة على النحو التالي:
العلاج النفسي بتوجيه الأم إلى التحكم في مشكلاتها وإدارتها.
العلاج السلوكي المعرفي بالكلام والحديث مع الأم.
يُمكن العلاج بالصدمة الكهربائية للحد من النوبات الذهانية وضبط الاختلال.
تناول بعض الأدوية العلاجية من بينها: (مثبتات المزاج، مضادات الذهان، مضادات الاكتئاب).
كيف تعود المرأة إلى طبيعتها بعد الولادة؟
تحدث بعض التغيرات الجسدية للأم بعد الولادة لكنها عادة ما تكون مؤقتة، وتزول أعراض التقلبات المزاجية والقلق ومشكلات النوم على الأغلب بعد 10 أيام من الولادة –هذا إن كانت المرأة لا تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة- كما يُمكن أن تستأنف بعض الأمهات الأنشطة اليومية الطبيعية بمجرد الإحساس بالتعافي والتحسن.
تمر المرأة الحامل بكثير من الاضطرابات الهرمونية، وبعد الولادة لا تزول تلك التغيرات بين عشيّة وضحاها، وهو ما يجعل من الدعم النفسي للأم بعد الولادة أمرًا ضروريًا. لذلك لا تتردد في طلب المساعدة من خلال تطبيق لبيه.