هل تعلم أنك تواجه التقدم في العمر مرتين في الحياة؟
التقدم فى العمر يعد أمرًا طبيعيًا يمر به الجميع، فهو جزء لا يتجزأ من حياتنا، ولكن الجديد أنه ليس مجرد عملية طبيعية تحدث مرة واحدة في حياتنا بل نواجه التقدم في العمر مرتين في الحياة. سواء كنا في مرحلة البلوغ أو عندما نبدأ في التقدم في السن، ومعها يبدأ الشخص في مواجهة تأثيره بشكل كبير على الجسم والعقل، والتعامل السليم مع هذه التغيرات بدلًا من الخوف من التقدم في العمر يُعد مفتاح البقاء بصحة جيدة. وفي مقالنا هذا سنكشف لك عن هاتين المرحلتين وكيف تؤثران علينا.
هل تعلم أنك تواجه التقدم فى العمر مرتين في الحياة؟
بينما يخشى البعض من التقدم فى العمر، الذي غالبا ما يرتبط بكثرة الأمراض، فهل كنت تعلم أن هناك فترتين رئيستين تمر بهما في حياتك تواجه فيهما هذا التقدم في العمر بشكل ملحوظ؟ وهذا بعكس الفكرة التي كانت شائعة فيمًا مضى عن حدوث التقدم في العمر بشكل مستمر. وأصبح بإمكاننا القول بأننا نواجه التقدم في العمر في مرحلتين حاسمتين من الحياة. الأولى: عندما نصل إلى مرحلة البلوغ، والثانية: مع التقدم في العمر. وهناك عدد كبير من التغيرات الرئيسة التي تمر بها مع كل مرحلة، وهي كالتالي:
المرحلة الأولى
عندما نتحدث عن التقدم فى العمر، فإننا عادة ما نشير إلى العمر الزمني، وهو ببساطة عدد السنوات التي مضت منذ ولادتنا. ولكن هناك نوعًا آخر من التقدم في العمر لا يقل أهمية يبدأ عندما نصل إلى مرحلة البلوغ، ونبدأ في مواجهة التقدم الأول في العمر البيولوجي في مسيرة الحياة. وتتميز هذه المرحلة بتغيرات جسدية ونفسية كبيرة، ومنها:
التغيرات الجسدية:
- تحدث تغييرات ملحوظة في النمو والتطور مثل زيادة الطول، وتطور العضلات، وتغيرات في ملامح الوجه.
التغيرات النفسية:
- تبدأ مشاعر جديدة في الظهور، مثل الشعور بالاستقلالية، والكشف عن هويتنا المميزة، ونبدأ في اتخاذ قرارات تؤثر على مسار حياتنا، الحب والقلق والتوتر، مما يجعل هذه المرحلة مليئة بالتحديات.
المرحلة الثانية
مع مرور السنوات، تبدأ في مواجهة آثار التقدم في العمر البيولوجي مرة أخرى ولكن بشكل تدريجي يبدأ مع سن الشباب أو الثلاثين تقريبًا، ويصاحبه حدوث تغير واضح في الملامح والشكل. ولكن هذه المرة بشكل أكثر وضوحًا، حتى يصبح الفرد عجوزًا، أو يقترب من هذه المرحلة.
التغيرات الجسدية:
- يبدأ الجسم في مواجهة تغييرات بيولوجية. تُعد جزءً طبيعيًا من عملية الشيخوخة وهي تراجع قدرة الجسم على إنتاج الكولاجين، ظهور التجاعيد، فقدان مرونة الجلد، تباطؤ التمثيل الغذائي، وتراجع القدرة البدنية ومستويات الطاقة.
التغيرات النفسية:
- – يشعر البعض فيها بالحاجة إلى إعادة تقييم مسار حياتهم وعلاقاتهم وإجراء تغييرات كبيرة. والبدء في مراجعة حياتك وإنجازاتك، وإعادة اكتشاف الذات بدلًا من الاستسلام للمخاوف والقلق.
- – يمكنك استغلال هذه المرحلة لإعادة التركيز على أهدافك وتحقيق توازن جديد في حياتك، بالتوازي مع التركيز على صحة الجسم والعقل. من خلال ممارسة الرياضة واليوغا، واتباع نظام غذائي متوازن. وبذلك يمكنك تأخير بعض تأثيرات التقدم في العمر البيولوجي والنفسي وفتح أبواب جديدة نحو السعادة والرضا.
كيف يتأثر الفرد بعلامات الشيخوخة المبكرة ومدى تأثير الحالة النفسية عليها للرجال والنساء؟
قد نشعر بأننا أكبر سنًا مما نبدو عليه بل ونتقدم في العمر بشكل أسرع في بعض مراحل الحياة عمّن هم في مثل فئتنا العمرية. وذلك بواسطة ظهور علامات الشيخوخة المبكرة التي تمثل شكلًا من أشكال التدهور الجسدي والنفسي المبكر الذي يصيب الجسم في سن صغير.
وقد أظهرت الأبحاث والدراسات أن هذه العلامات لا ترتبط فقط بالتقدم في العمر البيولوجي أو نتيجة للعوامل الوراثية. بل تتأثر بشكل كبير وتتسارع في الظهور أيضًا نتيجة للحالة النفسية للأفراد ومعاناتهم من ضغوطات الحياة اليومية. ليس هذا فحسب بل هناك فروق في تأثيرها بين الجنسين من الرجال والنساء تعود إلى العوامل البيولوجية والنفسية المختلفة التي يواجهها كل جنس منهما.
لدى النساء
تشير الدراسات إلى أن النساء أكثر حساسية وعرضة لتأثيرات الشيخوخة المبكرة مقارنة بالرجال. وتلك نتيجة لعدة عوامل تزيد من حساسيتهن لعلامات التقدم في السن المبكرة، ومن ضمن هذه الأسباب:
- – التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال مراحل الحياة المختلفة مثل الحمل وانقطاع الطمث.
- – التعرض لمستويات عالية من القلق والتوتر النفسي وصولًا للاكتئاب.
- – للتباطؤ في التمثيل الغذائي الذي ينعكس بالسلب على جودة الجلد والشعر، بالإضافة إلى زيادة في الوزن.
لدى الرجال
يتأثر الرجال بعلامات الشيخوخة المبكرة بسبب تعرضهم للعديد من الأسباب التي تنعكس عليهم بمظاهر وأمراض جسدية شديد الْخَطَر وهي:
- الحالة النفسية: التي تؤثر بشكل رئيسي على وظائف القلب والأوعية الدموية، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
- العوامل الاجتماعية: التي تفرض عليهم المزيد من الضغوطات والتوقعات الواجب تحقيقها، مما يزيد من الشعور بالتعب والإرهاق العام، وتراجع القِوَى البدنية العامة لديهم.
- التوتر المزمن لدى الرجال: الذي قد يؤدي إلى تراجع في الذاكرة وانخفاض مستويات الطاقة.
كيف نتعامل مع التقدم في العمر؟
التقدم في العمر ليس بالشيء الذي يجب أن نخاف منه ونقلق منه. بل يمكن أن يكون فرصة للنمو والتطور. فهناك العديد من العادات الصحية التي يمكننا اتباعها بصفة وسيلة فعالة للحفاظ على الشباب البيولوجي والنفسي وإبطاء مظاهر الشيخوخة المبكرة والحفاظ على الصحة العامة مدّة أطول.
إليك بعض النصائح لمواجهة التقدم فى العمر والتعامل معه بشكل إيجابي وتقليل تأثيراته:
- – اتباع نظام غذائي صحي متوازن: بواسطة التركيز على الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة.
- – الابتعاد عن التدخين والكحوليات.
- – الاعتناء بالبشرة وصحة ونضارة الجلد.
- – الحفاظ على ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد الرياضة على الحفاظ على لياقتك البدنية وتقوية العضلات والعظام وتحسين الدورة الدموية ورفع أداء وظائف المخ.
- – الحصول على قسط كاف من النوم: النوم الجيد ضروري لإصلاح الجسم وتجديد الطاقة.
- – تبني تقنيات إدارة التوتر: يمكن للتأمل واليوغا وغيرها من تقنيات الاسترخاء أن تساعد في تقليل التوتر.
- – الفحوص الطبية الدورية: تساعد الفحوصات الطبية على اكتشاف الأمراض مبكرًا وعلاجها.
- – تكوين علاقات اجتماعية داعمة: يساعد وجود روابط قوية مع الأصدقاء والعائلة في توفير الدعم النفسي والعاطفي اللازم للتعامل مع هذه التغيرات.
- – الاهتمام بالصحة النفسية: يمكنه إبطاء هذه التغيرات والتمتع بحياة أطول أكثر صحة.
- – الرضى والقبول بحدوث التقدم بالعمر: فكل مرحلة تحمل معها فرصًا جديدة للتعلم والنمو يمكنك الاستفادة منها.
- – الاستمرار في التعلم المستمر: الذي يساعد في إبقاء العقل نشطًا ويعزز من الشعور بالإنجاز.
- – التخلص من المخاوف: من خلال مقاومة شعورك الداخلي بالتقدم في العمر والاستمرار في إسعاد نفسك وعائلتك والأصدقاء من حولك مهما بلغت من العمر.
ومن هذا نجد أن التقدم في العمر ليس مرحلة واحدة في الحياة، حيث تأثر الحالة النفسية بشكل كبير على ظهورها، ويتطلب منك مواجهة هذا التقدم سواء كان بيولوجيًا أو نفسيًا وفهم هذه المراحل والاستعداد لها؛ للحفاظ على شبابك الداخلي والخارجي. كما يمكنك تحويل التقدم في العمر إلى فرصة للاستفادة من الخبرات الحياتية وتعزيز نموك الشخصي. تذكر دائمًا أن التقدم في العمر ليس شيئًا يجب الخوف أوالقلق منه، بل هو جزء طبيعي من رحلتك في الحياة. وبقائك بصحة جيدة والشعور بأنك في أفضل حالاتك يعد أمرًا مهم للغاية في أي مرحلة.