عدوى المشاعر وتأثيرها على صحتك النفسية
هل المشاعر تنتقل من فرد إلى فرد؟ هل المشاعر حقًا معدية؟
من المعروف أن الأمراض مثل: الإنفلونزا والبرد هى التى تنتقل بين الأفراد وتمثل مصدر للعدوى بين البشر. لكن هل الأمراض فقط هي التي تسبب العدوى من شخص لآخر؟ نجد أيضًا حالة انتقال عدوى المشاعر من شخص لشخص آخر، حيث تنتقل المشاعر السلبية والانفعالات العصبية والإنسانية كالعدوى بين الناس بكل سهولة. ويتأثر الأفراد نتيجة التعاملات فيمَا بينهم بهذه المشاعر بالسلب أو بالإيجاب.
عدوى المشاعر
عدوى المشاعر هي مرحلة يمر بها الفرد، حيث يؤثر على مشاعر وسلوكيات شخص آخر مما يجعله يشعر بنفس الشعور والأفكار. هل شعرت يوماً عندما تجد شخص يبتسم يمكن أن يجعلك هذا أن تبتسم ايضاً. وإذا وجدت شخص متوتر لسبب ما يمكن أن يؤثر هذا الشعور عليك ويجعلك تشعر بالتوتر من أجله. فهذه الحالة هى ظاهرة عدوى المشاعر.
كيف تنتقل المشاعر بين الأشخاص
هناك عوامل تساهم في انتقال المشاعر بين الأفراد، منها:
- – الحساسية والميول العاطفية.
- – التواصل والعلاقات الاجتماعية.
- – الاستعداد للتعبير عن المشاعر أو استقبال المشاعر شخص آخر.
- – تنتقل المشاعر بين الأفراد عبر التواصل المباشر أو غير المباشرة، مثل: وسائل التواصل الاجتماعي التي لها تأثير كبير على انتقال المشاعر الإيجابية والسلبية بين الأفراد وبين الدول.
هل المشاعر النفسية والاضطرابات معدية؟
إن قال لك أحدهم أنت دائمًا متوتر وقلق ومكتئب فابتعد عني قد تتعجب بعض الشيء. لكن هذا يدفعك للتساؤل بشأن إمكانية أن تنتقل المشاعر السلبية والاضطرابات العصبية والنفسية عن طريق العدوى؟
وهو ما تجيب عليه مجلة Memory & Cognition في تقريرها المنشور عام 2014، وذلك فيمًا يخص انتقال الاضطرابات النفسية بمرور الوقت بين الأشخاص بسبب أن المشاعر قد تؤثر في المحيطين بالمرض، وهو ما يسمى تلك الظاهرة وفق التقرير بالعدوى العاطفية أو النفسية.
أنواع الاضطرابات التي تؤثر على صحة الفرد
الاضطرابات النفسية
يشرح الطبيب النفسي والاستشاري الدكتور وليد هندي الأنواع الخاصة بالاضطرابات النفسية والعصبية إلى نوعين أولهما: هي النفسية العصبية التي تضم القلق والاكتئاب والحزن والتوتر والاكتئاب كذلك. حيث عدّ الاضطرابات النفسية الأكثر تعقيدًا من الأمراض العضوية، وذلك لصعوبة اكتشافها أحيانًا وتأثيرها السلبي على صحة الفرد.
ويمكن أن تنتقل فعليًا من فرد إلى آخر وهو ما يطلق عليها علميًا بالعدوى العاطفية، وذلك عن طريق التأثير على المشاعر، حيث يصاب الفرد بالأعراض الخاصة بالاضطراب النفسي الذي يعانيه المريض نفسه بسبب التحدث معه ومعاملته ومجالسته مدة.
الاضطرابات الذهنية
فهي تشمل مرحلة الخلل العقلي الذي يصاحب المعاناة من أعراض نفسية. وترجع أسبابه أحيانًا إلى عقلية الفرد المصاب الفِصام مثلًا إحدى أنواع تلك الاضطرابات. فقد يؤثر المريض هنا أيضاً على من حوله.
كيف تحدث عدوى المشاعر
تؤكد العديد من الأبحاث والدراسات التي أجراها مختصي الطب النفسي بأن الطبيعة الأساسية للبشر هو التقاط الصفات من بعضهم البعض. حيث إن قشرة الدماغ لدينا تلتقط بعض الإشارات غير اللفظية عن طريق الاتصال والمجالسة والمزاملة مدة.
وأيضًا يتأثر البعض بتعبيرات وجه من حولهم، فتحدث عملية انعكاس مماثلة للبشر عندما تجلس بمفردك وتبتسم حين تذكر بعض التجارِب الممتعة، فهذا يزيد تأثر الخلايا العصبية في دماغك.
فعندما يبتسم لك شخص آخر يثير العديد من الخلايا التي اشتعلت بمجرد تبسمك وأنت وحدك، فتلك الخلايا تفسر كيف يمكن للبشر أن ينقلوا أعراض بعضهم ومشاعرهم وأمراضهم كذلك لبعضهم البعض.
عدوى المشاعر في علم النفس
شرحت الدكتورة إيلين هاتفيلد عالمة النفس الاجتماعي بأن العدوى العاطفية تنقسم إلى مرحلتين:
الخطوة الأولى: هي انتقال العدوى عن طريق تقليد ذلك الشخص في لغة الجسد أو تعبيرات الوجه وكذلك في وضعية الجلوس.
الخطوة الثانية: هي تقليد رد الفعل للشخص وبالنسبة للمرحلة الأخيرة كما شرحت إيلين فهي انتقال العدوى. وهو أن يشعر الشخص بنفس إحساس صديقه بالضبط سواء أكان فرحًا أم حزنًا وهو ما ذكره تقرير صحيفة مترو البريطانية.
الأمراض النفسية التي تنتقل بـ عدوى المشاعر
يوضح عدد من استشاري الطب النفسي والأمراض النفسية العصبية بأن الاضطرابات النفسية لا تنتقل جميعها عن طريق الاختلاط أو بواسطة العدوى العاطفية.
وأن هناك بعض الأمراض التي لا تنتقل بتلك الطريقة ومن أبرزها الفِصام. وبالنسبة للاضطرابات النفسية التي تنتقل: القلق والاكتئاب والعصبية المفرطة والتوتر والقلق وغيرها.
هل الاكتئاب من الأمراض النفسية المعدية؟
أكدت العديد من التقارير والمعلومات الطبية التي صرح بها عدد من استشاري الطب النفسي وأكدها د: جمال فرويز استشاري الطب النفسي بجامعة القاهرة بأنه إذا جاور وزامل أحد الأشخاص الطبيعيين شخصًا مصابًا بالاكتئاب الشديد، فمن المحتمل أن تنتقل الأعراض الخاصة بهذا الاضطراب النفسي للأول.
وذلك بفعل عدوى المشاعر أو العدوى العاطفية كما يطلق عليها علميًا التي تشمل اضطراب في الطعام والعزلة الاجتماعية والرغبة في الانفراد والانسحاب والتقلب السريع في الحالة المزاجية والشعور بالحزن دون أي وجود لأسباب جسدية أحيانا.
هل انفصام الشخصية ينتقل بعدوى المشاعر؟
هناك أمراضًا لا تنتقل بالعدوى عن طريق العدوى العاطفية؛ وذلك لأنها مرض جيني ملازم للفرد طوال حياته، فغير ممكن إصابة الفرد به عن طريق المجاورة أو المصاحبة بصفة انفصام الشخصية.
فيمكن أن يصاب ببعض الأعراض الخفيفة للاضطراب النفسي لكنها مؤقته جدًا تزول بمجرد التعامل بشكل إيجابي.
كيف تقلل من تأثير عدوى المشاعر السلبية
1- تحديد مصدر المشاعر
عندما تجد اختلاف في مشاعرك سواء بسعادة أو بحزن دون سبب واضح أو سماع شيء أزعجك أو أسعدك ركز على المصدر الخاص بهذا الشعور لمعرفة. ما السبب الحقيقي وراء ذلك الشعور والعمل على السيطرة عليه.
2- راجع يومك
إذا شعرت بمشاعر سلبية غريبة عمومًا دون سبب عليك أن تسترجع ما قبلها إذا شاهدت شيئًا في التلفاز قد غير مزاجك وحالتك النفسية. حاول أن تتخلص من تلك المشاعر الغريبة والدخيلة وتطرد بسهولة حين تتذكر حالتك قبلها وأنها فقد عامل مؤثر عليك بالسلب.
علاج عدوى المشاعر السلبية
شرح أحد الأطباء النفسيين بأن العدوى العاطفية تجعل الشخص يعاني من الأعراض المصاحبة للاضطرابات النفسية وليس المرض النفسي بذاته. وعليه يمكن علاج تلك الأعراض عن طريق:
1- محاولة العمل على زوال السبب المؤدي إليها فإنه سيأخذ بعض الوقت، والبعد عن العوامل التى قد تسبب الاضطرابات النفسية.
2- شغل أوقات الفراغ في العمل والقراءة والرياضة. تابع القصص، واقرأ الكتب من ذلك النوع الذي تحفز على النجاح وتجعلك متحفز للاستمرار في السعي وتشفيك رويدًا رويداً من أعراض الاضطرابات العصبية والنفسية.
3- اللجوء إلى المختصين إذا كنت تريد المساعدة أو غيرك للخروج من تلك الاضطرابات التي قد تؤثر عليك سلبًا.
عدوى المشاعر الإيجابية
تنتقل ايضاً المشاعر الإيجابية بين الأفراد، مما يؤثر بشكل فعال على تعاملات الناس بعضهم ببعض، حيث يمكنك جذب المشاعر الإيجابية إليك عن طريق التفكير الإيجابي من خلال عدة خطوات، منها:
1- قم بتزيين مكتبك أو بيتك بأشياء محفزة وملهمة، مثل: الورد أو اللوحات. لأن الألوان المبهجة لها تأثير كبير على نفسيتك فهى تجعلك تشعر بالرضا وتحسين الحالة المزاجية.
2- أداء تمارين التأمل وممارسة الهوايات المفضلة.
3- جالس الأشخاص المحفزين الإيجابيين الذين يدفعونك نحو الأفضل.
4- مساعدة ودعم الأشخاص ممن يشعرون بالإحباط للتغلب على هذه المشاعر و دفعهم نحو التفكير الإيجابي من أجل تعزيز صحتهم النفسية.
فاحرص دائمًا على الحفاظ على صحتك النفسية، وذلك عن طريق التفكير الإيجابي والتحفيز من أجل تحسين حالتك النفسية وتغيير الحالة المزاجية للأفضل. مما يساعد على تطوير الذات بشكل فعال وإيجابي. يمكنك الآن تجرِبة المزيد من برامج الدعم المقدمة من تطبيق لبيه لارشادك بشكل فعال إلى طرق تطوير الذات وقياس العوامل المؤثرة عليها مثل: عدوى المشاعر.