اسباب التوحد عند الاطفال

أصبح من المعروف أن المصابين بالتوحد والذين يعانون من اضطراب التوحد هم أكثر الأفراد عرضة لمشكلات المعدة وأمراض الجهاز الهضمي كالانتفاخ والقيء والإسهال وكذلك الإمساك، وقد بدأ العلماء بشكل مؤخر في البحث وإيجاد الروابط الخاصة بين تراكيب ميكروبات المعدة والجهاز الهضمي مع النمو العصبي. لذلك نبحث حالياً عن اسباب التوحد عند الاطفال.

ما هو التوحد

مرض التوحد هو أحد أمراض العصر. لما فيه من اضطرابات عصبية ومشاكل كبيرة لدى المصاب به في السلوك والتواصل مع غيره بالإضافة للعديد من الأعراض الأخرى، فيواجه مرضى التوحد مشكلات في النمو العصبي واضطراب عام في معالجة الدماغ لبعض البيانات والمعلومات وهو ما يجعل هناك ضعف في التفاعل الاجتماعي. وكذلك في التواصل الغير لفظي واللفظي وحدوث سلوكيات مقيدة ومتكررة كذلك.

علاقة بكتيريا الأمعاء و اسباب التوحد عند الاطفال

وبعد إجراء العديد من الأبحاث نشرتها صحيفة ديلي ميل بأن تلك الأبحاث أسفرت عن وجود صلة وعلاقة تغير بين بكتيريا الأمعاء لدى الأطفال والإصابة بالتوحد ويتوقع العلماء استخدام عينات من البراز من أجل تسريع تشخيص التوحد لدى الطفل، وقالت النتائج التي توصل إليها علماء هونغ كونج في الصين بأن مكونات ميكروبات الأمعاء يمكن أن توفر طريقة جديدة لتشخيص الإصابة، فهي كائنات حية دقيقة مفيدة للشخص وتعيش في الأمعاء الخاصة به.

تلك النتائج الجديدة للدراسة نشرتها مجلة ناتشورال مايكروبيولوجي جعلت العديد من الباحثين يهتموا بتلك الدراسات. وقام سيونج من جامعة هونغ كونغ الصينية هو وزملاءه بعمل تحليل لأكثر من 1600 طفل من مصابي التوحد وغيرهم بأعمار مختلفة للأطفال فوجدوا أن البكتيريا داخل المكونات الموجودة بالأمعاء ووظائفها يمكن أن تسهم في اضطراب طيف التوحد لدى الأطفال سواء ذكوراً أم إناثا. وذلك مع العوامل الأخرى في النظام الغذائي والأدوية والحالات الطبية الأخرى.

الرابط بين الأمعاء والتوحد

وأوضحت دراسة أجراها علماء من الصين على البكتيريا والفطريات والفيروسات الموجودة في الجهاز الهضمي لدى الأطفال المصابين بالتوتر. ونشرت نتائج تلك الدراسة في مجلة Science Alert العلمية بعد أن بحث فريق جامعة هونغ كونغ الصينية بالاختبار الشامل لكشف العلاقة بين التغييرات التي تطرأ على بكتيريا الأمعاء وتشخيص اضطراب التوحد عند الأطفال، وقال بيشماديف تشاكربارتي من المملكة المتحدة بجامعة ريدينج أن تلك الدراسة تفتح الباب لمسارات بيوكيميائية أخرى يمكن أن تدرس تأثيرات التوحد وسماتها المختلفة، وكذلك قد توفر طرق جديدة للكشف عن التوحد مبكراً فبعدما اتضحت بعد العلامات الميكروبية تعزز قدرة الاختبارات السلوكية والجينية لاكتشاف التوحد فهي منصة دمج مستقبلية للتقييمات الجينية والميكروبية والسلوكية أيضاً.

ووفق مشرفي الدراسة فقد فسروا السبب الذي يجعل هناك رابط بين ميكروبات الأمعاء والتوحد. فقالوا أن التغيير الخاص بتركيب تلك الميكروبات والبكتيريا لا تزال الدراسة تحاول معرفة كيفية التأثير. لأن تلك البكتيريا تعتبر حانة للكائنات الدقيقة التي تعيش في الجهاز الهمضي. فقد ركزت الأبحاث السابقة على الاختلافات التي تظهر في بكتيريا الجهاز الهضمي تأثراً بالتوحد، فقد قام باحثي الدراسة بعمل تحاليل لعينات براز أكثر من 1600 طفل من المصابين بالتوحد وقاموا بدراسة أنواع الميكروبات والبكتيريا المختلفة العثور عليها في الجهاز الهضمي وكشف التحليل عن اختلافات واضحة وواسعة في ميكروبات الاطفال المصابين بالتوحد.

كيفية اكتشاف التوحد عن الأطفال مبكراً؟

وعلى نفس السياق قام باحثي جامعة روما وكالابريا بعمل دراسة على الفئران وربطت النتائج الخاصة بها ظهور رابط بين جراثيم الأمعاء وطيف التوحد، وقد قسم الباحثون الفئران إلى مجموعتين الأولى زرعوا فيها بكتيريا براز طفل مصاب بالتوحد وتركت الثانية دون أي بكتيريا الأولى ذات جراثيم التوحد ظهرت عليهم سلوكيات غريبة تشبه سلوك الأطفال مصابي التوحد.

وفي دراسة أخرى أجريت على الجهاز الهضمي الخاص بالأطفال المصابين بالتوحد. والذين يعانون من مشكلات في الهضم وألم حاد في المعدة بأن ميكروبات وبكتيريا الأمعاء قد قامت بالتقليل من أعراض الجهاز الهضمي وأعراض التوحد لدى الأطفال محل الدراسة والذين بلغ عددهم 18 طفل.

 ووضحت روزا كراجمالنتيك الأستاذ في جامعة أريزونا بأمريكا بأنه تم معالجة الأطفال المصابين بالتوحد عن طريق تغيير الميكروبات المعوية. فقد كانوا جميعهم يعانون من الأعراض المعوية كالإسهال والإمساك وآلام المعدة وتم التخلص منها.

علاج التوحد عن طريق الأمعاء

وتناولت الدراسة أنه عند فحص الأطفال للمرة الثانية بعد عامين كان سلوكهم قد تحسن وأعراض جهازهم الهضمي قد زالت. فبالنسبة لها ليس من الواضح مساعدة تحسين الميكروبيوم في أعراض مرض التوحد. وذلك لأن جميع الأطفال لديهم مشكلات في الهضم. ورجحت بأن يكونوا أكثر راحة وقدرة على التعلم والتركيز. فيمكن أن تكون القناة الهاضمة تقوم بإرسال مواد كيميائية إلى الدماغ تساعده على التعلم والتأقلم سريعاُ.

وقال متخصصي تلك الدراسة أن من 30 لـ 50% من مصابي التوحد لديهم مشاكل في الهضم مزمنة وليست بسيطة ويعانون من اضطرابات في التعلم والاهتمام والتركيز والتصرف وفق سلوك جيد، فإن هؤلاء تم معالجتهم لديهم تنوع قليل من البكتيريا الموجودة في أمعائهم في بداية الدراسة. وقد تلقى 18 عملية لمدة سبعة أسابيع وهو ما زاد العلاج مع تنوع الميكروبات والبكتيريا السليمة في الأمعاء.

عوامل مرتبطة بالتوحد

ففي بداية الدراسة صنف الأطفال المشاركين في الدراسة على أنهم يعانون من مرض التوحد الحاد بنسبة 83% من إجمالي الواقع عليهم البحث وأن 17% فقط كانوا في نهاية الدراسة شديدي الإصابة و 39% إصابتهم معتدلة و 44% أقل من الحد الأدنى لاضطراب طيف التوحد المعتدل.

وهو ما يظهر انخفاض بنسبة 45% في أعراض التوحد إذا ما قورن ببداية الدراسة. حيث كان لديهم عوامل متعددة يمكن أن تؤدي لميكروبيوم أقل تنوعاً فولد الكثيرون منهم بعمليات قيصرية وليس بولادة طبيعية وهي مرتبطة بعدد أقل من بكتيريا الأمعاء. وقال الباحثون بأن هناك عدة عوامل كانخفاض الرضاعة الطبيعية واستخدام المضادات الحيوية وانخفاض تناول فواكه وخضروات غنية بالألياف.

هل بكتيريا المعدة تسبب التوحد؟

وقد كتب أكثر من 43 عالم من مختلف التخصصات ورقة بحثية جديدة تشير إلى أن ميكروبات الأمعاء ومناعة المضيف والتغبير الجيني داخل الجهاز العصبي والأنماط الغذائية قد تكون سبباً في التوحد. تلك الورقة تكشف عن ملف تعريف للأمعاء الخاصة بمصابي التوحد. فإن كان من الممكن العلامة الحيوية الحاسمة في مزيد من البحث فيمكن استكشاف من خلالها العلاج بشكل أسرع.

وقال رو نايت عالم أحياء جامعة كاليفرونيا. بأنه كان لدينا دخان يشير إلى أن البكتيريا الموجودة بالأمعاء لها يد في التورط بمرض التوحد. وهو ما يريد تطبيقه على بقية الأمراض النفسية والعصبية. فاعتقاده بأنه الميكروبيوم يلعب دوراً هاماً في التوحد إلا أنه قد يلعب الدور الأكبر في الاكتئاب والسرطان وغيرها.

اسباب التوحد عند الاطفال

وتختلف أسباب التوحد عند الأطفال إلى عدة أسباب منها:

1- قد يرجع بعضها إلى الجنس وبعضها للجينات والوراثة والعائلة كذلك.

2- وجود تاريخ عائلي مرضي خاص بإصابة أحد أفراد العائلة بالتوحد.

 3- أن يكون الأب والأم من ذوي الأعمار الكبيرة في وقت إنجاب الطفل فهو أكثر عرضه لإصابته بالتوحد.

4- استخدام بعض الأدوية أثناء فترة الحمل قد تسهم في إصابة الطفل بالتوحد بسبب مكوناتها الكيميائية.

5- إصابة الأم بالسكري أو السمنة أو أي عدوى فيروسية أثناء فترة الحمل قد تكون هي المسببة لهذا المرض.

نلخص من كل هذا أن اضطراب التوحد مثل أي مرض له مسببات عديدة. ولكن يجب عدم التغافل عنه.لذلك وجب على الأم الاهتمام ومراعاه كل هذه الأسباب التى تحول دون وقوع هذا المرض.

استشر طبيبك المختص إذا كنت تريد المذيد من التفاصيل حول أسباب التوحد عند الأطفال وكيفية الوقاية وطرق المواجهه. حمل تطبيق لبيه وتحدث الآن مع طبيبك بكل خصوصيه.

المصادر: 1 2 3 4