تأثير التأمل واليقظة الذهنية في الصحة النفسية للموظفين
يعاني الكثيرون في الوقت الحاضر من ضغوط الحياة والعمل التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على صحتهم النفسية، ومن أجل التغلب على هذه الضغوط والتحكم فيها، يمكن اللجوء إلى التأمل واليقظة الذهنية كأدوات فعالة في تحسين الصحة النفسية في العمل وتعزيز الأداء العام للموظفين، وخاصًة للعاملين في المجالات المزدحمة والمجهدة، والذين يحتاجون إلى التركيز العالي والأداء الصحيح للتعامل مع الضغوط اليومية.
كيف يؤثر ضغط العمل على الصحة النفسية للموظفين؟
إن أسباب الإجهاد في مكان العمل شائعة وتختلف من شخص لآخر، وقد يكون القاسم المشترك بين كل من هذه المصادر هو عبء العمل الضخم، أي عندما يكون عبء العمل كبيرًا جدًا ولا يكون الموظفون على دراية جيدًا بتقنيات إدارة الإجهاد، أو القدرة على التحكم بالضغط، يمكن عندها أن يشعر الموظف بضغط هائل.
يمكن أن يكون لضغط العمل تأثير كبير على الصحة النفسية للموظفين، والذي يؤدي إلى مجموعة من النتائج السلبية على الصحة النفسية، مثل:
- القلق: يمكن أن يؤدي ضغط العمل إلى شعور الموظفين بالقلق بشأن الالتزام بالمواعيد النهائية أو إكمال المهام أو ارتكاب الأخطاء، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الشعور بالقلق والخوف والذعر.
- الأرق: عندما يتعرض الموظفون لضغط مستمر، يمكن أن يتعرضوا للإرهاق، ويشمل ذلك الإرهاق الجسدي. يمكن أن يؤدي الإرهاق إلى الشعور بالنقص وتدني احترام الذات، كما يساهم ضغط العمل بحدوث اضطرابات النوم، والأرق.
- الاكتئاب: الضغط المستمر يمكن أن يجعل الموظفين يشعرون باليأس والعجز، مما يؤدي إلى الشعور بالحزن والاكتئاب.
لذا من المهم لأصحاب العمل اتخاذ خطوات لمعالجة وتخفيف ضغط العمل المفرط في بيئة العمل، ويمكن أن يشمل ذلك تقديم الدعم والموارد والتدريب اللازم للموظفين، بالإضافة إلى خلق ثقافة الاهتمام بالصحة النفسية واستخدام الأساليب التي تعزز الصحة النفسية السليمة كممارسة التأمل واليقظة الذهنية.
ما الفرق بين التأمل واليقظة الذهنية في الصحة النفسية للموظفين؟
يُعرف التأمل بأنه حالة من الانصراف عن العالم الخارجي، والتركيز على الذات والتأمل، وهو مجموعة من التقنيات التي تساعد في تدريب انتباهك ووعيك، وغالبًا ما ينطوي التأمل على التركيز على تنفسك أو على عبارة أو فكرة معينة لخلق حالة ذهنية هادئة ومسترخية، ويساعد التأمل على تحسين الصحة النفسية للموظفين في بيئات العمل، وتقليل مستويات التوتر والقلق والاكتئاب، كما يساعد على تعزيز الانتباه والتركيز والذاكرة والأداء الفعال.
أما اليقظة الذهنية فهي حالة من الانتباه والتركيز العالي على اللحظة الحالية، وهي تساعد على تحسين الأداء النفسي والجسدي، وتقليل الخطأ والإهمال في العمل، كما تساعد على تحسين قدرة الموظفين على التفكير والتخطيط واتخاذ القرارات الصائبة في مختلف بيئات العمل.
ما تأثير التأمل واليقظة الذهنية في الصحة النفسية للموظفين؟
إن ممارسة التأمل أو اليقظة الذهنية في مكان العمل تنطوي على العديد من الامتيازات في مجال الصحة النفسية، ومنها ما يلي:
1- تحسين التركيز
لقد ثبُت أن ممارسة اليقظة والتأمل بشكل متكرر يحسن قدرة الموظفين على الانتباه والتقليل من تأثير المشتتات الخارجية، إذ تساعد هذه الممارسات في حدوث تغييرات في بعض مناطق الدماغ تساعد على التعلم بمرونة واستقبال المعلومات الجديدة بشكل أفضل، مما يؤدي إلى تلقي ردود فعل إيجابية بعد أداء المهمة، وعندها سيرتفع هرمون السيروتونين وهو الهرمون المسؤول عن الشعور بالسعادة، الأمر الذي ينعكس على صحته النفسية.
2- تحسين المزاج
يمكن أن يكون لممارسة اليقظة المستمرة تأثير مفيد وملحوظ على المزاج العام، بما في ذلك الحد من الاكتئاب الشديد والقلق، إذ أكدت a study على دور التأمل واليقظة الذهنية في تحسين مزاج الأشخاص وإعادة تركيز العقل في نهاية يوم حافل، وذلك من خلال خفض كبير في المستويات السريرية للقلق والاكتئاب وزيادة ملموسة في ردود الأفعال الإيجابية. لذا فإن الممارسة اليومية تساعد في نقل هذا التفاؤل إلى مكان العمل وزيادة الرضا العام بين الموظفين.
3- انخفاض مستوى الإجهاد
تم ربط الإجهاد بمجموعة واسعة من المشكلات الطبية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والقلق والاكتئاب، ولكن أولئك الذين يمارسون التأمل واليقظة الذهنية يظهرون انخفاضًا في الأعراض المرتبطة بالتوتر والإجهاد، ولهم قدرة أكبر في السيطرة على مشاعرهم إذ بينت a study أن أولئك الذين يمارسون التأمل بانتظام يلاحظون تغييرات في استجابتهم للتوتر والتي تسمح لهم بالتعافي من المواقف العصيبة بسهولة أكبر وبجهد أقل خلال الحياة اليومية.
4- تقليل الأفكار السلبية
يمكن أن يساعد التأمل أو ممارسة اليقظة الذهنية في مكان العمل على تقليل الأفكار والمشاعر السلبية التي يمكن أن تسهم في تطور اضطرابات نفسية مختلفة؛ من خلال تركيز العقل على اللحظة الحالية، يمكن أن يساعد التأمل في تقليل المخاوف بشأن الماضي أو المستقبل.
حيث بينت a study نُشرت في مجلة دولية للأبحاث أن التأمل واليقظة الذهنية هي من الطرق التي يمكن أن تنعكس إيجابًا على عقلك وجسدك وذلك من خلال تهدئة الأفكار التي يسببها التوتر والتي تحفز استجابة جسمك للضغط.
5- تعزيز الاسترخاء
من الفوائد الفورية والمثبتة للتأمل وممارسة اليقظة الذهنية مرة واحدة على الأقل خلال ساعات العمل هي قدرتها في تعزيز الشعور بالاسترخاء من خلال خفض مستوى الكورتيزول في الدماغ والجسم، إذ يعتبر هرمون الكورتيزول هو الهرمون الرئيسي المرتبط بالتوتر والاستجابة، هذا الأمر يساعد في تقليل تشنج العضلات وإبطاء معدل ضربات القلب، ويمكن أن يساعد في مواجهة الآثار الجسدية للتوتر مثل ارتفاع ضغط الدم.
6- القدرة على كبح ردود الفعل
يمكن أن يؤدي ضغط العمل إلى ردود أفعال مفاجئة لدى الموظفين، فعندما يتعرض شخص لضغط كبير في العمل، يمكن أن يشعر بالإجهاد، وهذا قد يؤدي إلى تفاعلات عاطفية سلبية، كالغضب الشديد، ويمكن أن تتسبب ردود الفعل المفاجئة مشاكل في العلاقات الشخصية والمهنية، وتؤثر بشكل مباشر على الصحة النفسية للموظف، لذا فإن ممارسة التأمل واليقظة تساعد على كبح ردود الفعل والتركيز أكثر على أداء المهام بمرونة.
يمكن أن يساعد تشجيع وممارسة التأمل واليقظة في العمل على التعامل مع ضغوط مكان العمل بشكل أفضل وأن يصبح الموظفون أكثر إنتاجية، إذ سيتمكنون من إكمال المهام بإبداع وتركيز أفضل، لذا يمكنك الآن التواصل مع الخبراء في تطبيق نفس من خلال تحميل التطبيق، إذ يعتبر تطبيق نفس من أبرز التطبيقات التي تهتم لرفاه الصحة النفسية من خلال إعداد برامج أسبوعية وبرامج متكاملة تساعدك على تهدئة روحك ومنحك السلام، فتتمكن من الشعور باللحظة الحالية ومنع المشاعر غير المرغوب فيها، وبالتالي التغلب بسهولة على المواقف العصيبة واتخاذ قرارات أفضل في الحياة.
المراجع
[1] Six Proven Benefits Of Meditation In The Workplace, www.forbes.com, retrieved on Aug 3, 2020.
[2] Benefits of Meditation in the Workplace, thunderbird.asu.edu, retrieved on November 29, 2017.