تأثير بيئة العمل الإيجابية على الإنتاجية
توفر بيئة العمل الإيجابية الأمان والدعم والصدق والإخاء بين موظفيها، وهذا يعزز إنتاجية الموظفين وصحتهم النفسية، وكذلك سمعة الشركة والمؤسسة في العموم، كما تمتلك بيئة العمل الإيجابية الكثير من الفوائد، ابتداءً من زيادة مستوى التعاون والتعاضد بين الموظفين، تعرف معنا في هذا المقال على فوائد بيئة العمل الإيجابية، ما هي الصفات التي تتميز بها؟
فوائد بيئة العمل الإيجابية
إلى جانب السمعة الطيبة والحسنة التي تضفيها بيئة العمل الإيجابية على الشركة والمؤسسة العاملة، والزيادة في المكانة والرفعة للشركة، مما يجذب الكثير من الموظفين المتفوقين والمميزين، تملك بيئة العمل الإيجابية فوائد جمة على الموظفين بحد ذاتهم، وتنعكس هذه الفوائد في النهاية على الشركة الأم. تتضمن أهم هذه الفوائد:
1- زيادة إنتاجية الموظفين
عندما يكون الموظف سعيدًا في بيئة عمله يزداد لديه الحماس للعمل، ما يعزز الإخلاص لعمله، والدافع لبذل كامل جهده وطاقته؛ لينعكس كل هذا التأُثير على الإنتاجية في العمل بالعموم، والوصول إلى الأهداف ضمن مواعيدها، هذا ما أثبتته a study (Hanaysha et al., 2016).
2- تشجيع الموظفين على التطوير من ذواتهم
تؤكد الدراسة (Hafee et al., 2019) على وجود علاقة وثيقة بين أداء الموظف وبيئة عمله، وأوضحت أنّ بيئة العمل الإيجابية تشجع الموظفين على التعاون والتعاضد فيما بينهم، وتشارك الخبرات والمعلومات، ومساعدة بعضهم في تجاوز المشكلات والعقبات، وتشجيع بعضهم على تحقيق النجاح والتفوق.
3- تعزيز التعاون بين الموظفين
عندما يعمل الموظف في بيئة يشعر فيها بالأمان الوظيفي، والدعم من رؤسائه وزملائه في العمل، يزداد إخلاصه لعمله ومحبته لزملائه، ويميل بصورة أكبر إلى التعاون معهم في إنجاز أهداف العمل، ومساعدة الآخرين بخبراته ومعرفته في حل مختلف المشاكل التي يقابلونها، تثبت الدراسة (Kamel et al., 2015) بأن بيئة العمل الإيجابية تشجع الموظفين على تبادل الخبرات، والتعلم من بعضهم بعضًا، وتحمل المسؤولية والإخلاص للمؤسسة العاملين بها.
4- تحسين الصحة النفسية والعقلية للموظفين
تتناغم بيئة العمل التي تنشر قيم التعاون والدعم والصداقة والتشجيع بين موظفيها، مع صحة نفسية وعقلية متفوقة للموظفين، بما يصب في النهاية في إنتاجيتهم في العمل، والتأثير الإيجابي العام على الشركة التي يعملون فيها وإنجاز أهدافها.
تثبت الدراسة (Wang et al., 2007) أن بيئة العمل الصعبة والمجهدة ترافقت بصورة أكبر مع معاناة موظفيها من الاكتئاب والقلق، وتنصح الدراسة بتطبيق سياسات تحسن من بيئة العمل يتشبع عبرها الموظفون بالآثار الإيجابية، بما يحمي صحتهم النفسية والجسدية.
صفات بيئة العمل الإيجابية
تتضمن بيئة العمل الجيدة والإيجابية مجموعة متنوعة من الصفات التي تجعل من الشركة التي تتبناها محط جذب للموظفين من مختلف البقاع، تتضمن بعض من هذه الصفات:
1- بيئة تشجع على التركيز في العمل
من المهم جدًا عند ممارسة أي عمل أو بناء منتج وجود عدد قليل من المشتتات والملهيات، التي تصرف طاقة الموظفين على أمور بعيدة عن مجال عملهم، وتنقص من إنتاجيتهم. يجب أن تركز بيئة العمل الإيجابية على توفير جو هادئ يتمحور حول تحقيق أهداف العمل، وتبذل قصارى جهدها في إزالة العقبات التي تؤثر في صفاء ذهن موظفيها.
2- بيئة ينسجها التواصل الحقيقي بين مكوناتها
ينقسم الموظفون في عملهم حسب كل فرد ومسؤولياته، مع هذا يعمل الجميع في الشركة كفريق واحد، يوجهون أنظارهم نحو الأهداف الموضوعة. حتى تكون كفاءة الفريق في أقصى حدودها، ينبغي وجود تواصل متبادل على الدوام بينهم، يتبادلون فيه الخبرات والعقبات والمعلومات التي يستكشفونها، ويملك كل فرد منهم صوتا مسموعًا، يشعر عبره بمكانته في الشركة وكفاءته، ويحفزه على التطوير المستمر في نفسه.
3- بيئة يصبغها التعاطف والتعاون بين موظفيها
يواجه جميع الموظفين أي بيئة عمل العقبات والمشاكل، سواء في حياتهم العملية أو الشخصية. تتميز بيئة العمل الإيجابية بوجود جو من الدعم والنصح والتعاطف المتبادل بين موظفيها، بما يساعد الموظف الجديد على التأقلم السريع في عمله، ويساعد الموظف القديم على الإحساس بالانتماء والإخلاص لفريقه وعمله.
4- بيئة تسمح بالموازنة بين الحياة الشخصية والعملية
يحتاج الموظف حتى يكون في صحة نفسية وجسدية جيدة الاهتمام بحياته العملية والشخصية على السواء. تستهلك بيئة العمل المجهدة والمتطلبة طاقة الموظف بالكامل، وتتركه مرهقًا غير قادر على الاعتناء بنفسه وعرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق، وانخفاض إنتاجيته في العمل وكفاءته.
تثبت الدراسة (Mendis et al., 2018) أن بيئة العمل الإيجابية تتجنب الوقوع في فخ إرهاق الموظفين عبر الصفات الإيجابية التي تتميز بها، والتي ترتبط بصورة قوية ومباشرة مع الكفاءة العالية، والإخلاص للعمل، والرضى عن الذات.
بيئة العمل الإيجابية التي تدعم الموظفين وتصادقهم وتشجعهم هي ضمان حقيقي لنجاح العمل وتفوق الموظفين والشركة الجامعة لهم، وقد أثبتت الكثير من الدراسات فعاليتها وضرورتها على طريق تحقيق الأهداف، إلى جانب السمعة الحسنة والطيبة التي تضفيها على الشركة، والجذب والإغراء للموظفين المتفوقين والمميزين من مختلف البقاع والأماكن.
يمكنك تعلم المزيد عن الصحة النفسية في العمل والحياة عبر استشارة طبيبك النفسي على تطبيق وموقع Labayh.
الدراسات:
1- Hanaysha, J. (2016). Work Environment and Organizational Learning as Key Drivers of Employee Productivity: Evidence from Higher Education Sector. International Journal of Human Resource Studies.
2- Hafee, I., Yingjun, Z., Hafeez, S., Mansoor, R., & Rehman, K. (2019). IMPACT OF WORKPLACE ENVIRONMENT ON EMPLOYEE PERFORMANCE: MEDIATING ROLE OF EMPLOYEE HEALTH. Business, Management and Education.
3- Kamel, N., & Hashish, E. (2015). The relationship between psychological need satisfaction, job affective wellbeing and work uncertainty among the academic nursing educators. Journal of Nursing Education and Practice.
4- Wang, J., Lesage, A., Schmitz, N., & Drapeau, A. (2007). The relationship between work stress and mental disorders in men and women: findings from a population-based study. Journal of Epidemiology & Community Health.
5- Mendis, M., & Weerakkody, W. (2018). The impact of work life balance on employee performance with reference to telecommunication industry in Sri Lanka: a mediation model.