هل يشفى الطفل من طيف التوحد؟ وما أسباب الإصابة باضطراب طيف التوحد؟ التوحد هو عبارة عن اضطراب عصبي يرتبط بوجود مشكلة في الدماغ النامي، بما يؤخر من مهارات معينة حركية ولغوية واجتماعية عند الطفل، وهو ما يظهر عبر مجموعة من الأعراض تتجلى في سلوكيات الطفل ومدى تواصله مع المحيطين.

هل يشفى الطفل من طيف التوحد؟

عادةً ما يتم التعبير عن اضطراب طيف التوحد بأنه تلك الصعوبات التي تواجه الطفل في التفاعل الاجتماعي، ويرتبط التوحد بعوامل وراثية على الأغلب، لكنه ينتج عن أسباب متعددة.

وبالنظر إلى إجابة السؤال المطروح هل يشفى الطفل من طيف التوحد؟

نُشير إلى أنه لا يوجد علاج نهائي أو يكفي للشفاء من اضطراب طيف التوحد، ولا يُمكننا الوقوف على طريقة علاج محددة تتناسب مع مختلف الحالات.
ولا زال التدخل المبكر في التشخيص وتلقيّ العلاج المناسب له عامل كبير في الحد من أعراض اضطراب طيف التوحد، من خلال دعم نمو الطفل وتعزيز عمليات التعلم لديه، وتعزيز المهارات الحيوية خاصةً التي تتعلق بالتواصل مع المحيطين.

أسباب الإصابة بطيف التوحد

لا يُوجد سبب واحد معروف يرتبط بالإصابة بطيف التوحد، مع العلم أن الحالات تختلف عن بعضها البعض لاسيما مع تفاوت شدة الأعراض، وتأتي أبرز أسباب الإصابة بطيف التوحد على النحو التالي:
– قد يرتبط طيف التوحد باضطراب جيني مثل متلازمة ريت.
– قد تؤثر جينات في تطور الدماغ أو خلايا الدماغ في أعراض طيف التوحد.
– لا زالت العوامل البيئية وتأثيرها في الإصابة بطيف التوحد قيد الدراسة من الباحثين.
– الذكور أكثر عرضة للإصابة بطيف التوحد بأربعة مرات عن الإناث.
– عادة ما يكون التاريخ العائلي له دوره في تعزيز فرصة الإصابة بطيف التوحد.
– الولادة قبل اكتمال فترة الحمل بحوالي 26 أسبوع يُمكن أن تجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة.
– كما أنَّ الإصابة بمتلازمة كروموسوم إكس الهش تعتبر من أسباب التوحد.

أعراض التوحد الخفيف عند الأطفال

قبل التطرق إلى طرق علاج الطفل من طيف التوحد، من الأحرى أن نتطرق إلى جانب آخر وهو كيف يُمكن معرفة إصابة الطفل بالتوحد؟ نُشير في ذلك الصدد إلى وجود سمات معينة تظهر في سلوكيات الأطفال تدل على أن حالة اضطراب طيف التوحد موجودة حتى وإن كانت طفيفة، حيث تأتي الأعراض على النحو التالي:
– لا يُبدي الطفل ردة فعل سريعة عندما يتعرض لموقف ما.
– عادةً ما يعتاد على لعبة واحدة، ولا يُفضل التنوع في الألعاب.
– لا يبتسم للآخرين أو ينظر إليهم بشكل مباشر.
– عدم استجابة الطفل عند مناداته باسمه.
– فرط الحساسية للضوء والصوت.
– يرفض العناق.
– ينسحب عادة إلى عالمه الخاص فيُفضل اللعب منفردًا.
– ربما لا يتفاعل مع المحيطين حتى إن تم توجيه الحديث إليه.
– لا يهتم بالآخرين.
– من الصعب تهدئته إن أصابه الانفعال.
– يُمكن أن يُعاني من صعوبة التعلم أو التحدث أو استخدام اللغة.
– يُعاني أحيانًا من مشكلات في الأكل أو في النوم.
– لا يُجيد استخدام الإيماءات والإشارات.
– لا يستخدم الكلمات بصورة ملائمة.
– يُمكن أن يُصاب بالقلق الشديد بسرعة.
– لا يستطيع تكوين صداقات.
– لا ينتبه لمشاعر المحيطين.
– ربما لا يفهم الدعابة ولا يمتلك حسًا فكاهيًا.
– يجد صعوبة في التكيف مع التغيرات.
– يفعل دائمًا الأشياء بنفس الترتيب.
– لا يُجيد التعبير عن مشاعره.
– اهتماماته محدودة للغاية.

درجات مرض التوحد عند الأطفال

للإجابه علي سؤال هل يشفى الطفل من طيف التوحدأو لا يجب معرفه درجات التوحد عند الأطفال.

يعتمد شفاء الطفل من طيف التوحد على تشخيص الحالة، والذي يستند إلى أنواع فرعية ودرجات تأتي على النحو التالي:
متلازمة أسبرجر.
– اضطراب التوحد.
– اضطراب الطفولة التحللي.
– الاضطراب النمائي الشامل.
لكن على الأغلب تم التعبير عن تلك الدرجات باسم اضطراب طيف التوحد، حيث يضم بدوره 3 مستويات:
– المُستوى الأول: هو التوحد الطفيف، حيث يُواجه الطفل بعض المشكلات في القدرة على تبادل الحديث بطلاقة، كما أنه لا يفهم لغة الجسد أو الإيماءات والإشارات.
– المستوى الثاني: توجد صعوبة بنسبة أكبر في التواصل مع الآخرين، مع تكرار السلوكيات.
– المستوى الثالث: يُعتبر من أصعب درجات التوحد، حيث يعاني الطفل من صعوبة التحدث والتفاعل مع الآخرين.

كيف يتم تشخيص التوحد؟

يُذكر أنّ التشخيص المبكر يُعتبر من أهم الاعتبارات التي تؤخذ بعين الاعتبار عند البدء في علاج الطفل من طيف التوحد، ويعتمد التشخيص على ما يلي:
– إجراء فحص بدني شامل للطفل.
– اختبار مهارات الطفل على التحدث والتعلم.
– اختبار سلوكيات الطفل الحركية.
– إجراء استبيان تطويري من قِبل فريق مختص لمراقبة الحالة.
– مجموعة من الاختبارات السمعية والبصرية.
– اختبار الحمض النووي؛ لمعرفة مدى ارتباط الإصابة بالتوحد بأسباب وراثية.
– تقييم سلوكيات الطفل.
– فحص قائمة المراجعة المعدلة، وهو عبارة عن 23 سؤال للآباء ويُحدد مدى شدة الإصابة.

علاج طيف التوحد عند الأطفال

كما ذكرنا آنفًا في الإجابة على سؤال هل يشفى الطفل من طيف التوحد أم لا فإنّه لا يوجد علاج نهائي للتوحد، حيث يكمن العلاج في تحسين قدرات التواصل والتفاعل عند الطفل، حتى يكون قادرًا بالتدريج على تعديل سلوكياته، ويُمكن أن يكون علاج التوحد عند الأطفال مُعتمدًا على أي من الخيارات التالية:
– يُمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية لعلاج أعراض اضطراب طيف التوحد.
– علاج النطق الذي يُحسّن من التواصل اللفظي عند الطفل.
– يوجد العلاج المهني الذي يُساعد الطفل على تطوير مهارات حياته اليومية.
– كما أنّ “نموذج دنفر” يُعتبر نوع من العلاج الذي يستهدف تعزيز مهارات التواصل عند الطفل.
– يُمكن أن يفيد تحليل السلوك التطبيقي في تعزيز السلوكيات الإيجابية عند الطفل وتحسين قدراته الفكرية.
– برنامج تيتش يُعتبر من البرامج التربوية التعليمية التي تُساعد في علاج الطفل المصاب بالتوحد.

كيفية التعامل مع طفل التوحد

إن كانت نسبة شفاء الطفل من التوحد غير معروفة أو يقينية، فإننا نكون بصدد آلية معينة للتعامل مع الطفل المُصاب بالتوحد للتعايش مع الحالة، حيث توجد بعض الإجراءات التي يُمكن من خلالها تقديم الدعم للطفل المصاب بطيف التوحد، تأتي على النحو التالي:
– تقديم الهدايا والمكافآت لتشجيع الطفل على السلوكيات الجيدة.
– مدح الطفل عندما يُقدم شيئًا؛ لتعزيز شعوره بالرضا.
– الالتزام بروتين محدد حتى يسهل عليه تطبيق ما يفعل.
– مشاركة الطفل بعض الألعاب والأنشطة لتحسين مهاراته.
– منحه الوقت الكافي للاستجابة، وعدم الاستسلام لتأخر استجابته أحيانًا.
– اصطحابه خارج المنزل للقيام بمختلف المهام التي تُساعده على الاندماج مع العالم الخارجي.
– فهم سلوكياته لمعرفة كيفية التعامل معه، بما لا يستدعي معاقبته أحيانًا.
– تعليمه بعض الأساليب لتهدئة غضبه في نوبات الصرع أو الانهيار، لاسيما إن كان عنيدًا.
– الانتباه إلى تعبيراته غير اللفظية، لمعرفة ما يُريد التعبير عنه.
– تحديد المحفزات والمثيرات التي تُثير السلوك السلبي لديه؛ لتجنبها.

لا يُمكننا بذلك الوصول إلى إجابة قاطعة في سؤال هل يشفى الطفل من طيف التوحد أم لا، حيث لا توجد وسيلة لمنع الإصابة باضطراب طيف التوحد وهو ما لا ينفي وجود خيارات متعددة للعلاج؛ فلا زال التشخيص المبكر مفيد للغاية في تحسين الحالة. لذلك لا تتردد في طلب المساعدة و العلاج.
ولو كنت أحد الوالدين أو ممن يقوم بالتعامل مع الأشخاص المصابين بالتوحد وتشعر بالضغط أو الاحتراق النفسي نقترح عليك استشارة مختص من تطبيق لبيه.

المصادر: 1 2 3 4