اضطرابات الشخصية، ما هي وما أشيع أنواعها؟
كل إنسان في هذه الأرض يتمتع بشخصيةٍ مختلفةٍ تميزه عن الآخرين، وتتكون شخصية الفرد من أفكاره ومشاعره وأسلوبه في التعامل والتفاعل مع الآخرين.
الاضطرابات الشخصية هي مجموعةٌ من المشاكل النفسية التي يُمكن أن تؤثر بشكلٍ مباشرٍ على شخصية الإنسان وطريقة أداء وظائفه وتعامله مع الآخرين، مما قد يُسبب للمريض صعوبةً في فهم المواقف ويمنعه من التصرف بشكلٍ سليم.
أشيع أنواع اضطرابات الشخصية
يوجد عدة أنواعٍ من اضطرابات الشخصية التي تختلف فيما بينها بالأعراض والأسباب، وتُصنف في 3 مجموعاتٍ اعتمادًا على الأعراض المتشابهة، وهي:
المجموعة A من اضطرابات الشخصية
- اضطراب الشخصية بجنون العظمة
يُعاني الأشخاص المصابون بجنون العظمة من قلة الثقة بالآخرين والشعور بأنّ الجميع يحاولون خداعهم أو الكذب عليهم، بالإضافة إلى بعض الأعراض الأخرى مثل:
- الخوف.
- القلق من استغلال الآخرين لهم.
- تخيل أحداثٍ مسيئةٍ والغضب منها.
- الشعور بوجود دوافع وأسباب خفيةٍ لكل شيء.
- فقدان الثقة بالآخرين وحتى المقربين، مما يؤدي إلى تزعزع العلاقات الاجتماعية.
- اضطرابات الشخصية الفصامية
تظهر على المصاب باضطرابات الشخصية الفصامية علامات التوتر وعدم الارتياح عند التعامل مع الآخرين، مما يدفعه إلى:
- الميول إلى الانعزال وتجنب العلاقات الاجتماعية الوثيقة.
- صعوبةٌ في تكوين علاقاتٍ جديدةٍ مع الآخرين.
- اختيار الوظائف التي لا تتطلب تواصلًا كبيرًا مع الآخرين.
- التعامل مع المواقف بأساليب تُعتبر غريبةً أو غير لائقةٍ.
- يُمكن أن يميل المريض إلى تكوين صلةٍ مع الحيوانات أو الأشياء بدلًا من الناس.
هناك بعض القواسم المشتركة بين اضطراب الشخصية الفصامية والفصام إلّا أنّهما مرضان منفصلان، إذ لا يُعاني مريض اضطراب الشخصية من الهلوسة والذهان المرافقان للفصام.
المجموعة B من اضطرابات الشخصية
- اضطراب الشخصية المعادي للمجتمع
يتميز اضطراب الشخصية المعادي للمجتمع بالسلوك غير المسؤول وعدم التفكير بتأثيره على مشاعر الشخص الآخر، وهذا ما يؤدي إلى:
- عدم الشعور بالمسؤولية والميول إلى الانحراف.
- الملل والبحث الدائم عن التجديد.
- زيادة مشاعر الغضب والعنف التي تزيد من مخاطر القيام بأفعالٍ إجراميةٍ.
إنّ الأشخاص الذين أُصيبوا باضطرابات السلوك قبل سن الخامسة عشر، تزداد لديهم مخاطر الإصابة باضطراب الشخصية المعادي للمجتمع، كما أنها شائعةٌ لدى الذكور أكثر من الإناث.
اكتشف العلماء أن الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب لديهم صفاتٌ وراثيةٌ متشابهة،ق بالإضافة إلى انخفاض مستوى المادة الرمادية في قشرة الدماغ، وبناءً على ذلك يُمكن القول بأنّ العوامل البيولوجية والوراثية يُمكن أن تلعب دورًا في الإصابة.
- اضطراب الشخصية الحدية
إنّ صعوبة السيطرة على المشاعر لدى مرضى اضطراب الشخصية الحدية يمكن أن يؤدي إلى عدة أعراضٍ أهمها:
- المزاج المتقلب.
- السلوك المتهور.
- مشاعر شديدة بالغضب والتوتر والاكتئاب والملل.
يمكن أن تزول هذه المشاعر المختلطة خلال عدة ساعاتٍ أو تستمر لعدة أيامٍ مسببةً مشاكل وتحديات في متابعة روتين الحياة اليومي، وتشمل هذه المشاكل:
- تقلباتٌ مفاجئةٌ في أسلوب التعامل مع الآخرين.
- الرغبة في تجربة الأعمال الخطيرة مثل القيادة المتهورة.
- محاولة إيذاء النفس والميل إلى الانتحار.
- فقدان القدرة على التحكم بالغضب.
- قلّة الثقة بالآخرين.
- اضطراب الشخصية الهستيرية
تزداد لدى مريض اضطراب الشخصية الهستيرية مشاعر الحاجة إلى اهتمام ومحبة الآخرين، والإحساس بالضعف وعدم القدرة على مواجهة الحياة اليومية بمفرده، مما قد يؤثر على أفعاله وأفكاره على النحو التالي:
- زيادة الأنانية والتفكير بالذات.
- اتباع الأساليب المستفزة أو المثيرة.
- المشاعر المبالغ فيها.
- الكذب والخداع، إذ يُمكن أن تتبدل مشاعر الإعجاب وعدم الإعجاب لتتناسب مع الشخص.
- الميول إلى المغامرات الخطرة بحثًا عن التجديد والإثارة.
بالرغم من أنّه يُمكن لهؤلاء الأشخاص أن يشاركوا في النشاطات والأعمال الاجتماعية، إلا أنّهم يواجهون درجاتٍ عالية من التوتر يُمكن أن تكون سببًا في إصابتهم بالاكتئاب.
- اضطراب الشخصية النرجسية
هناك تشابهٌ بين اضطراب الشخصية النرجسية واضطراب الشخصية الهستيرية، ويمكن أن يتم الخلط بينهما في بعض الحالات.
تتمثل أعراض اضطراب الشخصية النرجسية بما يلي:
- زيادة الشعور بأهمية الذات والجاذبية والقوة.
- السعي الدائم لنيل إعجاب الآخرين واهتمامهم.
- التعامل مع الآخرين دون مراعاة مشاعرهم.
- الاعتقاد بأنهم يستحقون معاملةً خاصة، وأنهم يمتلكون مواهب وقدرات مميزة.
- سهولة الإحساس بمشاعر الرفض والأذى والغيرة.
كما يمكن أن تترافق مع تطور مشاعر أخرى أخطر تتمثل في:
- اضطرابات المزاج والقلق.
- الشعور بالخجل والغضب من الذات.
- الخوف من عدم الكفاءة ومشاكل في احترام الذات.
- التحول إلى السلوك المتهور والميول إلى الانتحار.
جميع هذه الأعراض يمكن أن تؤثر على قدرة الشخص على العمل ومتابعة حياته اليومية.
المجموعة C من اضطرابات الشخصية
- اضطراب الشخصية الانطوائية
في هذه الحالة يحاول المريض أن يتجنب العلاقات الاجتماعية والنشاطات التي تتطلب تواصلًا وثيقًا مع الآخرين، ويعود السبب في ذلك إلى الخوف من عدم الكفاءة في التواصل أو رفض الآخرين لهم،ومن أهم أعراضها:
- فقدان الثقة بالآخرين.
- كثرة الخجل والعزلة عن المجتمع.
- فقدان احترام الذات.
- انعدام الثقة بالنفس.
- اضطراب الشخصية الاعتمادي
يظهر على مريض اضطراب الشخصية المعقد الأعراض التالية:
- الرغبة في الحصول على العناية والاهتمام.
- الاعتماد المبالغ فيه على الآخرين.
- الشعور بالخوف من تخلي الآخرين عنه.
- محاولة إرضاء الآخرين بشتى الوسائل.
- تجنب الدخول في الخلافات والنزاعات.
- محاولة المحافظة على العلاقات حتى عند التعرض لسوء المعاملة.
- الخوف من الوحدة.
يتميز المريض أيضًا بعدم القدرة على تحمل المسؤولية أو إنشاء مشاريع خاصة به، إذ يشعر دومًا بالحاجة إلى مساندة الآخرين ودعمهم.
إنّ الاهتمام بصحتنا النفسية يُمكن أن يساعد في الوقاية من الاضطرابات الشخصية، كما يساعد في بناء شخصيتنا المستقلة والصحية لنتمكن من مواجهة مختلف مصاعب الحياة بأسلوبٍ عقلاني وسليم.
المصادر : 1